بوابة الوفد:
2024-09-19@15:48:57 GMT

ثقافة المقاومة في ندوة منتدى الشعر المصري

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

أقام منتدى الشعر المصري بحزب التجمع ندوة تحت عنوان "فلسطين وثقافة المقاومة"، أدارها الشاعر والناقد عيد عبد الحليم رئيس تحرير مجلة أدب ونقد ، ومنسق عام أنشطة منتدى الشعر المصري، والشاعر والناقد د. محمد السيد إسماعيل، كما ألقيت مجموعة من القصائد للشعراء ماجد أبادير وعماد سالم ومصطفى زيكو ومجدي أبوالخير، كما شهدت الندوة عدة مداخلات منها مداخلة للشاعر كريم عبدالسلام.


وتحدث عيد عبد الحليم عن القضية الفلسطينية في المسرح العربي، كاشفا عن جوانب جديدة في مسرح المقاومة مؤكدا أنه بدأ في الأراضي المحتلة بعد وعد بلفور ١٩١٧ مباشرة حيث قام الكاتب الفلسطيني جمال الحسيني ١٩١٩ بتأليف مسرحية تحت عنوان "صلاح الدين" استلهم فيها بطولات القائد العربي الشهير، وعرضت المسرحية على مسارح مدينة رام الله ، وجاء ذلك نتيجة الاحتكاك المباشر بالحركة المسرحية المصرية حيث كانت الفرق المصرية تزور فلسطين وتعرض على مسرحها، مثل فرقة رمسيس للفنان يوسف وهبي وفرقة الريحاني وغيرها.
وتحدث عيد عبدالحليم كذلك عن تجربة مسرح الستينيات وما بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧ حيث ظهرت مجموعة من الأعمال المسرحية المدافعة عن حق فلسطين في الحرية ومنها مسرحيات "وطني عكا" لعبد الرحمن الشرقاوي، و"النار والزيتون" لألفريد فرج ، و"الغرباء لا يشربون القهوة" لمحمود دياب ، و"ثورة الزنج" لمعين بسيسو، و"اغتصاب" لسعد الله ونوس، و"اليهودي التائه" ليسري الجندي، وغيرها.
وتحدث د. محمد السيد إسماعيل عن شعر المقاومة موردا استشهادات لشعراء من أجيال مختلفة مثل عبدالرحيم محمود وإبراهيم طوقان، وصولا إلى فدوى طوقان ومحمود درويش وسميح القاسم ومريد البرغوثي وغيرهم.
كما أكد إسماعيل على أن الشعر المصري أيضا كان منتصرا للقضية الفلسطينية، فظهرت قصائد لصلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي وغيرهم.
وفي مداخلته عبر كريم عبد السلام عن فرحه بوجود أصوات شعرية تنتهج نهج المقاومة مؤكدا أننا في لحظة فوق المدارس الشعرية والشكل الشعري فالجميع عليه أن يقف في مواجهة العدوان الإسرائيلي على الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شعر المقاومة ندوة ثقافة المقاومة فلسطين الشعر المصری

إقرأ أيضاً:

الحردلو (22): الميراث الحي: بهواك مناي أطير..!!

عَمَد الشعر البدوي في السودان خلال النصف الأول من القرن العشرين للانتشار خارج الأقاليم البدوية إلى المجتمعات المستقرّة والمراكز الحضرية في ذلك الوقت. وأكثر تجليات هذا الظهور يمكن رؤيته من خلال تطوّر شعر الأغاني في أم درمان من 1920 إلى 1950م. (من عشرينيات إلى خمسينيات القرن العشرين)..!
ويورد كتاب "الحردلو صائد الجمال" أن أم درمان إحدى المدن الثلاث التي تتكوّن منها العاصمة الخرطوم..كانت قد نشأت في عهد المهدية عام 1885 بعد أن انتصر قائدها على الحكم التركي المصري وجعلها عاصمة دولته الإسلامية الناشئة.. وقد حافظت دولته على كيانها وترابطها إلى أن أزيحت في عام 1898 بالقوات الانجليزية المصرية ..وعلى كلٍ فإن أم درمان نمت وتطورّت إلى أن أصبحت وعاء صهر للإثنيات المختلفة التي أقامت بها خلال وبعد العهد المهدوي.
وواقع الحال كان كل السكان في مجتمعهم الجديد قد انتقلوا إليها من مختلف بقاع السودان..وكانت الثقافة السائدة في أم درمان بالضرورة ثقافة بدوية...كما تبدو من المعمار ومن طبيعة العيش ومن التعبيرات الفنية..! وشكل الغناء الوحيد في حفلات الزواج كان من الدوبيت..وهو جنس الغناء البدوي بلا منازع..!
وسنرى لاحقاً أن الشعر البدوي في السودان اخذ إشكالاً أخرى من التطوّر وانتقل إلى التعبير عن قضايا أخرى معاصرة مما أكسبه حالة متجددة يمكن وصفها بالميراث الحي (Living Legacy)..!
**
كانت مربعات الدوبيت تُنشد بواسطة المغني قائد الجوقة أو (الكورس) الذي يُصدر من خلفه أصوات من الحنجرة وبغير موسيقى أو حتى مجرد طرق على طبل أو أدوات إيقاعية... ومثل الشعر البدوي كانت الموضوعات الأساسية المهيمنة في الدوبيت المُغنى (الطنابرة) هي شكوى آلام الفراق والتغزّل في جمال المرأة ومدح الفحولة والفروسية..!
لقد كان النمط السائد لحفلات الزواج بالتطابق (الكمدة بالرمدة) أن تجري طقوس الاحتفال في ساحة واسعة..الرجال في جانب (معظمهم وقوفاً) بينما تجلس النساء في "عناقريب" أو في بروش على الأرض وهن يمنحن ظهورهن للرجال..والمغنون يقفون في المقدمة..وهناك برش طويلو(long straw mat) يتم فرشه في وسط الساحة باعتباره "منصّة للرقص"..!!
وعندما يستهل المغني الغناء يقوم العريس أو أقاربه باستدعاء الفتيات إلى حلبة الرقص..وهنا فقط في هذه المرحلة يمكن للمغنين والحضور أن يختلسوا النظر (catch a glimpse) للفتاة تحت ضوء (الرتينة) التي تعمل بوقود الكيروسين..وتوضع في حاملة أو طاولة عالية..!
**
وبداية من العقد الثاني للقرن العشرين تحوّل مشهد "الطنابرة" والمغني القائد والكورَس الذي يقف بإزائه وهم يكرّون بحناجرهم..إلى مشهدٍ آخر يشغله مغنٍ واحد يقف خلفه "شيالون" آخرون يصفقون بأياديهم في إيقاع ويرددون خلف المطرب القائد مفتتح الأغنية (المطلع)..! وهكذا تم تدشين ميلاد ما يُسمى بـ(أغنية الحقيبة) وهو جنس متفرّد من الشعر الغنائي والموسيقي الذي هيمن على الساحة لعقود..ولا يزال حتى الآن يُحتفى به عبر البلاد..!
يشهد الشعراء معظم حفلات الزواج ويتم إجلاسهم في المقدمة..ونخبة غير قليلة من شعراء ومطربي هذه الفترة ولدوا أو اشتهروا من خلال هذه المحافل..!
**
وبينما تأثرت أغنية الحقيبة بالمديح؛ فإن الأسلوب الغنائي في كليهما له جذور عميقة في الشعر البدوي..! ونجد أن (تيمة) التوق والحنين التي تهيمن على الشعر البدوي حاضرة في قلب المديح وفي قلب أغاني الحقيبة.
ومثلما أن الشاعر البدوي منساق بالحنين لمحبوبته إلى رحلة عبر الفيافي..فكذلك شاعر المديح يسعى في شغف للوصول إلى المواطن والمعالم المقدّسة في مكة وضريح الرسول في المدينة المنوّرة..!
وفي مخاطبته للرسول الكريم نرى (حاج الماحي) وهو شاعر ومادح شهير يرسل في إحدى أمداحه هذه الزفرة من الوجد:
شوقك شوى الضمير أطراك مناي أطير
أنا حابو من صغير بريدك يا البشير
والبشير (لغةً) هو حامل الفأل الحَسن (Bearer of good tiding)..
**
وصالح عبد السيد (أبو صلاح) شاعر الحقيبة يعرض نغمة مشابهة تجاه محبوبته:
يا رشا يا كحيل غيثني..الهوى سباني
Come to my rescue,
my young oryx
I’m lost in your dark eyes
الأمرضني وما طبّاني
في خدود يلوح نور ربّاني
نيران أشواقك لاهباني
وسهام ألحاظك ناشباني
مِن ضمن الحالة التاعباني
مهضوم كشحك وصدرك باني
يتهادي يميل خصرك فريع باني
Lean and narrow under an imposing chest
Is swaying like a young ben tree
**
مِن شُفت الحُسن الفتانِ
نومي ترحّل ووجدي أتاني
مال جيش حُبك عتّاني
بي سهامو الما بتختاني
مال صدرك لحشاك تاني
كتفك مالبو فريع بستاني
يتِلْ بي دروعو يغوص تاني
ثم:
هبتلي روايح ناعشاني
يا نسيم عقِّب عود علشاني
قول ليهو غرامك أغشاني
وادركني الدمع الرشّاني
حسنك شانك والحب شاني
يا نسيم روح بلّغ واغشاني
بي حق من انشاك.. وانشاني..!
**
شعر أبو صلاح يمتح بعمق من منابع الشعر البدوي؛ خاصة في تعبيرات وصف الحنين إلى محبوباته وتشبيهه لهن بالغزلان، وتشبيه مياس القدود بالأغصان الخضراء اللينة المتأرجحة والبسمات التي تكشف عن أسنان بيضاء مثل ومضات البروق:
صيده غيرك مين الجسّرا
تستلم أفكارنا وتأسرا..؟ا
حال محاسنك مين الفسّرا..؟!
يا الثريا الفوق أهل الثرى
No other Oryx
can usurp my heart and mind
Who on earth can decode,
the charm of a heavenly star like you..?!
**
الصدير أعطافك فتّرا
والنهيد باع فينا واشترى
الشعر أقدامك ستّرا
لقطيبو قلوبنا البعترا
تشبيه محبوبته بغصن البان يتكرر أيضاً في أغنية أخرى:
فريع البانه.. المِن نسمه
يتمايل حاكا المنقسمه
**
نار قلبي بتوقد.. من وسمه
تلمع في خديدا.. كـ فر بسمه
الفم زي خاتم..نص قِسمه
يا الماك داريابي.. الغي قِسمه..
أبو صلاح مفتون بالنسيم والتضرّع إليه ليستخدم وفادته الطيبة (his good offices) في حمل رسالته للمحبوبة:
من قليبو الجافي ..لي قلييو الحان
النسيم يتردد..عامل استمحان..!
Shuttling back and forth
the breeze is lost,
between the nonchalant heart of her,
and the longing heart of mine
**
الغصون تتناول منّو خمر الحان
والطيور تتناشد أعذب الألحان
الفروع تتمايل ميلة الفرحان
والزهور بتصفّق ..ويرقص الريحان..!
"عادل بابكر" يبدع في نقل هذه الصورة لـ(أبناء جون) وللعالم الذي لا يدري كيف رسم أبو صلاح هذه الجنة:
From her grapevine,
tree twigs are sipping glassfuls of wine
And from their seats in jubilant, swaying branches,
birds are intoning sweet twitter,
Flowers are joining the choir,
and basils dancing their way to the stage
**
يا نسيم ما بالك..؟ تثني قامة البان
إنت رايق تلعب والعشوق تعبان
اكتشف ما دائي..؟ ما الدوا الصعبان
هل دا جرحاً بالغ..أم دا سم ثعبان..؟!
Would you identify my ailment,
and prescribe a treatment?
A serious wound? A venom’s bite? What?
**
قال لي لازم جُرحك مُدة الأزمان
لا روايحي تطبّك..لا ولا لقمان
البداوي جروحك شفتو يا سقمان
في عصير الند البنضحو الرمان
“You will have to live with it”,
the breeze said
“My fragrance can’t do you any good,
Not even the wisdom of Saint Luqman can
The only cure to your wounds, sick man,
is the aloe nectar of her pomegranates”
**
وعندما يرى ابو صلاح انه افتقد الثقة في (عزم النسيم) أو قدرته على المساعدة يتوجّه مباشرة إلى مخاطبة محبوبته:
بي غرامك حلّ ورحّل السكان
في مداين جوفي تملّك الأركان
ما ألذ النار السارجه بي لو كان
يبقا قلبي وقلبك في الغرام شُركان
لقد احتل غرامها قلبه وطرد جميع من كان فيه:
Your passion has occupied me,
driven all dwellers away..
صاحي سيّاف لحظك والطريف نعسان
ليك رشرش قاطع جندل الفرسان
إنتا بدراً ساطع.. في قوام إنسان
A luminous moon in a human form
ليكا حُسن الدنيا..وليّ شعر (حسّان)..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • ندوة عن محمود درويش في بيت الشعر.. الأحد
  • نقاشات متنوعة في الشعر والسرد بمؤتمر "الإبداع وقضايا المجتمع المصري" بدمياط
  • الاتحاد المصري لتمويل المشروعات "MSMEF" يعقد ندوة تعريفية عن الشمول التأميني
  • ‏الجيش الإيراني: إسرائيل ستدفع ثمن أخطائها "الغبية" باغتيال إسماعيل هنية
  • الحردلو (22): الميراث الحي: بهواك مناي أطير..!!
  • حسن إسماعيل: هذا هو السبب الذي اشعل الحرب في السودان(….)
  • إختتام منتدى الأعمال المصري المجري بمشاركة 126 شركة في مجالات الاستثمار المختفة
  • تفسير حلم تساقط الشعر لابن سيرين.. «4 حالات»
  • الحردلو (21) الليله العديله تقدّمو وتبرا…!!
  • القوات المسلحة تكشف عن مواصفات صاروخ “فلسطين 2” الفرط صوتي