هل الجوع يؤثر على منطقة صنع القرار في الدماغ؟ تفاصيل
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
كشفت دراسة جديدة أن هرمون الجوع الذي يتم إنتاجه في الأمعاء يمكن أن يؤثر على منطقة صنع القرار في الدماغ، من أجل تحفيز سلوك الحيوان.
وأوضحت الدراسة هي الأولى التي توضح كيف يمكن لهرمونات الجوع أن تؤثر بشكل مباشر على نشاط الحُصين في الدماغ، وهو جزء من الدماغ يصنع القرار ويساعد على تكوين واستخدام الذكريات، عندما يفكر الحيوان في تناول الطعام.
ولضمان عدم الإفراط في تناول الطعام، يقوم الحُصين بكبح غريزة الحيوان عند تناول الطعام. ولكن إذا كان الحيوان جائعا، فإن الهرمونات ستوجه الدماغ لإيقاف الكبح، كما يقترح الباحثون في جامعة كاليفورنيا.
ويأمل الباحثون أن تساهم النتائج التي توصلوا إليها في البحث في آليات اضطرابات الأكل، وكذلك في الروابط الأخرى بين النظام الغذائي والنتائج الصحية الأخرى مثل خطر الإصابة بالأمراض العقلية.
وقال المؤلف الرئيسي الدكتور أندرو ماكاسكيل، فيعلم الأعصاب وعلم وظائف الأعضاء وعلم الصيدلة في كلية لندن الجامعية: "نعلم جميعا أن قراراتنا يمكن أن تتأثر بشدة بجوعنا، لأن الطعام له معنى مختلف اعتمادا على ما إذا كنا جائعين أو ممتلئين. فقط فكر في الكمية التي قد تشتريها عند التسوق من البقالة على معدة فارغة. ولكن ما قد يبدو وكأنه مفهوم بسيط هو في الواقع معقد للغاية، فهو يتطلب القدرة على استخدام ما يسمى بالتعلم السياقي".
وأضاف: "لقد وجدنا أن جزءا من الدماغ الذي يلعب دورا حاسما في اتخاذ القرار حساس بشكل مدهش لمستويات هرمونات الجوع المنتجة في أمعائنا، والتي نعتقد أنها تساعد أدمغتنا على تحديد سياق خياراتنا الغذائية".
وخلال الدراسة، تم وضع الفئران في ساحة بها بعض الطعام، ونظر الباحثون في كيفية تصرف الفئران عندما كانوا جائعين أو ممتلئين أثناء تصوير أدمغتهم في الوقت الفعلي.
ووجدت الدراسة أن جميع الفئران أمضت وقتا في فحص الطعام، لكن الحيوانات الجائعة فقط هي التي تبدأ في تناول الطعام.
وكان الباحثون يركزون على نشاط الدماغ في الجانب السفلي من الحصين. وعندما اقتربت الفئران من الطعام، زاد النشاط في مجموعة فرعية من خلايا الدماغ في الجانب السفلي من الحصين، وهذا النشاط أوقف الحيوان عن الأكل.
لكن إذا كان الفأر جائعا، كان هناك نشاط أقل في هذه المنطقة، وبالتالي لم يعد الحُصين يمنع الحيوان من الأكل.
ووجد الباحثون أن هذا يتوافق مع مستويات عالية من هرمون الغريلين المنتشر في الدم.
وتمكن الفريق أيضا من جعل الفئران تتصرف بشكل تجريبي كما لو كانت ممتلئة، ما دفع الحيوانات إلى التوقف عن الأكل حتى لو كانت جائعة.
وقد أظهرت الدراسات السابقة أن الحصين لدى الحيوانات، بما في ذلك الرئيسيات غير البشرية، لديه مستقبلات للغريلين، ولكن كان هناك القليل من الأدلة حول كيفية عمل هذه المستقبلات.
وقد أثبتت هذه النتيجة أن هرمون الجوع يمكنه عبور حاجز الدم في الدماغ (الذي يمنع بشكل صارم العديد من المواد في الدم من الوصول إلى الدماغ) ويؤثر بشكل مباشر على الدماغ لدفع النشاط، والتحكم في دائرة في الدماغ من المرجح أن تكون المصدر الرئيسي للنشاط نفسه أو ما شابه ذلك في البشر.
وأشار المؤلف الأول للدراسة، الدكتور ريان وي، من علم الأعصاب وعلم وظائف الأعضاء وعلم الصيدلة في كلية لندن الجامعية: "إن القدرة على اتخاذ القرارات بناء على مدى جوعنا أمر مهم للغاية. وإذا سارت الأمور على نحو خاطئ، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية خطيرة. نأمل أنه من خلال تحسين فهمنا لكيفية عمل ذلك في الدماغ، قد نتمكن من المساعدة في الوقاية من اضطرابات الأكل وعلاجها".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجوع الدماغ الطعام النظام الغذائي تناول الطعام فی الدماغ
إقرأ أيضاً:
حكم من ترك الجهر في الصلاة الجهرية.. هل يؤثر في صحتها؟.. أزهري يجيب
أكد الدكتور إسماعيل شاهين، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الجهر في صلوات الفجر والمغرب والعشاء واجب، اقتداءً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز أداء هذه الصلوات سرًا.
وأوضح أن العلماء اختلفوا حول حكم من يتعمد ترك الجهر، فبينما رأى فريق جواز ذلك مستندًا إلى أحاديث ضعيفة، رجّح الفريق الآخر عدم الجواز، باعتبار أن النبي صلّى هذه الصلوات جهرًا، مستدلين بحديث: "صلوا كما رأيتموني أصلي".
وأشار الدكتور شاهين إلى أن من صلى منفردًا، فله أن يختار بين الجهر أو السر، أما إذا نسي الجهر وهو في صلاة جهرية، فلا تبطل صلاته، وله أن يسجد للسهو أو لا يسجد، لأن ترك الجهر لا يفسد الصلاة.
وفي السياق نفسه، أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الصلاة المفروضة تنقسم إلى سرية كصلاة الظهر والعصر، وجهرية كصلاة الفجر والمغرب والعشاء، مشددًا على أنه يُستحب للمسلم أن يسر في السرية ويجهر في الجهرية سواء كان إمامًا أو مأمومًا، بشرط أن يكون الجهر بصوت يسمعه هو فقط دون إزعاج من حوله.
وأضاف الشيخ ممدوح أن من جهر في الصلاة السرية عمدًا، فإن صلاته لا تبطل، ولكنه خالف السنة، ولا يترتب على ذلك سجود للسهو، إلا أن الأجر قد ينقص بسبب هذا التصرف.
حكم البسملة في الصلاة وهل سرية أم جهرية
وقال مجمع البحوث الإسلامية إن أهل العلم اختلفوا في قراءة البسملة في الصلاة عند الشروع في القراءة على أقوال، الأول: المشهور من مذهب الإمام مالك أنها مكروه مطلقًا سرًا كانت أو جهرًا.
وأضاف المجع في فتوى له، أن الفقيه أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني المالكي قال في رسالته «صفة الصلاة»: «أن تقول الله أكبر، لا يجزئ غيره، وترفع يديك حذوا منكبيك أو دون ذلك، ثم تقرأ، ولا تستفتح ببسم الله الرحمن الرحيم في أم القرآن، ولا في السورة التي بعدها.
وتابع: القول الثاني أن المشهور من مذهب الإمام الشافعي وطائفة من أهل الحديث، ورواية عند الحنابلة أنها واجبة في أول الفاتحة والسورة كوجوبهما بناءً على أنها جزء منهما عندهم.
واستطرد: القول الثالث أن المشهور من مذهب الحنفية، أنها سنة مؤكدة، وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد، وعليه فنسيان البسملة، أو تعمد تركها عند قراءة الفاتحة في الصلاة، لا يبطل الصلاة، بل الصلاة صحيحة، لكن الأحوط قراءتها خروجا من خلاف أهل العلم.