خامنئي يدعو الحكومات الإسلامية لإنهاء علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل و"قطع شريانها الحيوي"
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
دعا المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الحكومات الإسلامية إلى الرد على "الهجمة الصهيونية المتواصلة لأكثر من 44 يوما وتستهدف الأطفال والنساء والمشافي داخل قطاع غزة".
وقال خامنئي اليوم الأحد بعد جولة تفقدية أجراها في معرض إنجازات القوة الجو - فضائية لحرس الثورة الإسلامية: "بعض الحكومات الإسلامية أدانت جرائم الكيان الصهيوني والبعض الآخر لم يفعل ذلك بعد، واعتبر أن هذه المواقف غير مقبولة، وأن ما يجب فعله هو قطع الشريان الحيوي للكيان الصهيوني وعلى الحكومات الإسلامية أن تمنع وصول الطاقة والبضائع إلى هذا الكيان".
وأشار إلى آخر التطورات في فلسطين وغزة و"الفشل الاستخباراتي والهزيمة العسكرية والعملياتية المحيطة بإسرائيل"، مؤكدا أن "تل أبيب وعلى الرغم من القصف المكثف لغزة، لم تنجح حتى الآن في تحقيق مآربها حيث كانت تردد في بداية المعركة أن هدفها هو تدمير حماس والمقاومة، لكنها فشلت بعد مضي أكثر من 44 يوما واستخدامها لكل قوتها العسكرية".
واعتبر خامنئي أن "القصف الوحشي للمستشفيات والنساء والأطفال في غزة مؤشر على هلع قادة الكيان الصهيوني من هزيمتهم"، مضيفا أن "هزيمة الكيان الصهيوني في غزة حقيقة، ودخول المستشفيات أو بيوت الناس لا يشكل انتصارا، لأن النصر يعني هزيمة الطرف الآخر، وهو ما لم يتمكن الكيان الصهيوني من تحقيقه حتى الآن ولن يتمكن في المستقبل أيضا".
وأكد خامنئي أن أبعاد "هذا الفشل تتجاوز الكيان الصهيوني"، وقال: "هذا الفشل يعني فشل أمريكا والدول الغربية أيضا، والآن يواجه العالم كله حقيقة أن كيانا يملك إمكانيات وكميات هائلة من المعدات العسكرية المتقدمة لم يتمكن من التغلب على خصمه الذي لا يملك أيا من هذه الإمكانيات والمعدات".
ولفت إلى أن "التطورات في غزة كشفت عن الكثير من الحقائق التي كانت خافية عن الشعوب، ومنها تحيز القادة الغربيين لسياسات الفصل العنصري"؛ واصفا الكيان الصهيوني بأنه مثال بارز لهذه العنصرية، ومبينا أن الصهاينة يعتبرون أنفسهم أعلى من جميع الأعراق وانطلاقا من هذه النزعة قتلوا آلاف الأطفال في غزة دون أن يرف لهم طرف.
وأضاف: "عندما يدعم الرئيس الأمريكي والمستشار الألماني ورئيس جمهورية فرنسا ورئيس الوزراء البريطاني، كيانا عنصريا، فذلك يعني تحيّز هؤلاء السادة لنظام الفصل العنصري؛ مؤكدا على شعوب أوروبا وأمريكا بأن تفصل نفسها عن هذه السياسات وتثبت بأنها ترفض نظام الفصل العنصري".
وتطرق خامنئي إلى "واجب الحكومات الإسلامية قبال هذه الهجمة الصهيونية الشرسة على المدنيين والأطفال والنساء داخل قطاع غزة"، قائلا: "بعض الحكومات الإسلامية أدانت جرائم الكيان الصهيوني والبعض الآخر لم يفعل ذلك بعد"، واصفا هذه المواقف بأنها غير مقبولة، ومبينا أن "ما يجب فعله هو قطع الشريان الحيوي للكيان الصهيوني وعلى الحكومات الإسلامية أن تحول دون وصول الطاقة والبضائع إلى هذا الكيان".
وقال: "كحد أدنى ينبغي على الدول الإسلامية أن تقطع علاقاتها السياسية مع الكيان الصهيوني لفترة محدودة"؛ كما وجّه خطابه الى شعوب العالم"، داعيا إياها لـ"مواصلة التجمعات والمسيرات المنددة بجرائم الاحتلال وألا تنسى مظلومية الشعب الفلسطيني".
المصدر: إرنا
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الثورة الإيرانية الحرب على غزة صواريخ فيسبوك facebook قطاع غزة علي خامنئي الحکومات الإسلامیة الکیان الصهیونی فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل ترد الجزائر على فرنسا بتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية؟
في خطوة جديدة نحو تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين الجزائر والولايات المتحدة، أعلن السفير الجزائري لدى واشنطن، صبري بوقادوم، عن العمل المشترك على تنفيذ خطط تنفيذية قصيرة المدى لتوسيع الشراكة بين البلدين.
هذه الخطط تشمل مجالات متنوعة تتراوح بين تبادل المعلومات الاستخباراتية البحرية، وصفقات شراء الأسلحة، إلى التعاون في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.
في يناير 2025، وقع البلدين مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري في مجالات حساسة تشمل الأمن البحري، البحث والإنقاذ، ومكافحة الإرهاب. بوقادوم أكد أن المذكرة تمثل إطارًا قانونيًا ينظم التعاون القائم منذ سنوات وتفتح الباب أمام مزيد من الفرص المستقبلية، موضحًا أن الطرفين يسعيان لتطوير تبادل المعلومات الاستخباراتية البحرية وتحقيق تكامل في صفقات الأسلحة.
كما كشف السفير عن أن ممثلين من البلدين يعملون حاليًا على تشكيل ثلاث مجموعات عمل جديدة، تهدف إلى تحديد الخطوات العملية لتنفيذ مذكرة التفاهم، مما يضع أساسًا قويًا للعلاقات العسكرية بين الجزائر والولايات المتحدة في المستقبل.
في حديثه حول ديناميكيات التعاون الأمني، أشار بوقادوم إلى أن الجزائر تتمتع بميزة استراتيجية تتمثل في "العامل البشري".
وأضاف أن جمع المعلومات الاستخباراتية لا يقتصر على التقنيات الحديثة مثل الأقمار الصناعية، بل يشمل أيضًا فهم المجتمعات المحلية والقبائل والتفاعلات الثقافية. وهو ما يمنح الجزائر دورًا مميزًا في تعزيز الأمن الإقليمي.
وفي الوقت الذي تتزايد فيه الاستثمارات والنفوذ الروسي والصيني في القارة الأفريقية، أكدت الجزائر أنها تواصل لعب دور محوري في القارة، بما يتماشى مع مصالحها الأمنية والاستراتيجية. الجزائر ترى في هذا التعاون العسكري مع الولايات المتحدة فرصة لتعزيز مكانتها كحليف رئيسي في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصًا في منطقة الساحل.
بجانب التعاون الأمني، تناول السفير الجزائري موضوع تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية. وأشار إلى أن الجزائر تمتلك بيئة ملائمة لاستضافة مراكز البيانات بأسعار تنافسية، وهو ما يشكل فرصة هامة في مجال التكنولوجيا الرقمية. كما أكد أن الجزائر تسعى لتوسيع التعاون مع الولايات المتحدة في مجال الموارد الطبيعية والمعادن الأساسية، مثل الليثيوم، التي تعد محط اهتمام عالمي في صناعة البطاريات.
على الرغم من أن مذكرة التفاهم تم توقيعها في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، أبدى بوقادوم تفاؤله بشأن استمرارية العلاقة العسكرية بين البلدين حتى مع الولاية الثانية المحتملة للرئيس دونالد ترامب.
وأضاف أن الجزائر لا تفضل أي إدارة معينة بل تسعى لتعزيز التعاون مع جميع الإدارات الأمريكية، من خلال تقديم مزايا اقتصادية وأمنية تساهم في تحقيق المصالح المشتركة.
وفيما يتعلق بالتوترات السابقة خلال ولاية ترامب، خاصة بعد اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، أكد السفير الجزائري أن الجزائر ستواصل الدفاع عن موقفها الثابت بشأن القضية الصحراوية، معتبرة أن هذه المسائل لا تؤثر على مسار التعاون العسكري بين البلدين.
مع توقيع مذكرة التفاهم، تفتح الجزائر والولايات المتحدة صفحة جديدة من التعاون الأمني والعسكري، ما يعزز من علاقة البلدين في مجالات متعددة تشمل الأمن الإقليمي، مكافحة الإرهاب، والاقتصاد الرقمي. وبالنظر إلى الطموحات المشتركة والتحديات الإقليمية، يبدو أن التعاون بين الجزائر وواشنطن سيمثل نقطة تحول استراتيجية في العلاقات بين الطرفين في السنوات المقبلة.
إقرأ أيضا: معهد واشنطن: مقعد الجزائر بمجلس الأمن قد يؤثر على جهود أمريكا بقضايا عدة
ورأى الخبير الأمني الجزائري المنشق عن النظام كريم مولاي، أن تعزيز العلاقات الجزائرية مع الولايات المتحدة يأتي في جزء كبير منه نتيجة التوترات المستمرة في العلاقات بين الجزائر وفرنسا، ومحاولة جزائرية للضغط على باريس.
وفيما يبدو أن الجزائر تحاول تنويع شركائها الاستراتيجيين، يعتقد مولاي في حديث مع "عربي21" أن التحولات في السياسة الخارجية الجزائرية بقدر ما تُظهر رغبة في الابتعاد عن الهيمنة الفرنسية التقليدية والتركيز على بناء تحالفات جديدة، بما في ذلك مع الولايات المتحدة، فإنها أيضا تعكس محاولة لإظهار أن الجزائر تواجه ضغوطا كبيرة من قوى استعمارية لها تاريخ سلبي لدى الرأي العام الجزائري، بما يخفف من حجم الضغوط الداخلية التي تواجهها السلطات الجزائرية اقتصاديا وسياسيا.
وقال: "تعتبر الجزائر وفرنسا جارتين تاريخيتين، ولكن العلاقات بين البلدين كانت دائمًا متوترة بسبب الماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر. الجزائر كانت تحت الاستعمار الفرنسي لمدة 132 عامًا (1830-1962)، وهو ما ترك آثارًا عميقة في العلاقات بين البلدين. ورغم الاستقلال الذي حققته الجزائر في عام 1962، إلا أن قضايا مثل الذاكرة التاريخية، الذاكرة الاستعمارية، والاعتراف بالجرائم المرتكبة خلال الحقبة الاستعمارية، ما تزال تثير التوترات بين الطرفين".
وأضاف: "في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين الجزائر وفرنسا توترًا متزايدًا في ضوء قضايا سياسية واقتصادية وأمنية، وعلى رأس هذه القضايا موقف باريس من مصير الصحراء الغربية والعلاقات مع المغرب، مما دفع الجزائر إلى البحث عن علاقات استراتيجية جديدة مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة وروسيا".
وأكد مولاي، أنه "من خلال مذكرة التفاهم العسكرية الموقعة بين الجزائر والولايات المتحدة في يناير 2025، يظهر أن الجزائر تسعى لتوسيع آفاق تعاونها الأمني والعسكري مع واشنطن، والآن هناك توجه لفتح معادن الجزائر إلى الاستثمار الأمريكي، الذي يركز عليه الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب".
وأضاف: "على الرغم من التوترات مع فرنسا، إلا أن الجزائر لا تنوي قطع علاقاتها مع باريس بشكل كامل. فالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تظل مهمة".
ويعتقد مولاي أن "الجزائر لن تذهب بعيدا في التصعيد ضد باريس وإنما هي تسعى لتحقيق موازنة بين التعاون مع القوى الغربية مثل الولايات المتحدة وبين الحفاظ على علاقاتها الاقتصادية مع فرنسا"، وفق تعبيره.
يذكر أن المتحدثة بالنيابة للخارجية الفرنسية، جوزيفا بوغنون، كانت قد أشارت في تصريحات صحفية مؤخرا أنه "لا مجال للدخول في تصعيد لا مصلحة للجزائر ولا لفرنسا فيه"، مشددة على أن باريس "تظل متمسكة بعلاقتها الفريدة والطويلة الأمد مع الجزائر والشعب الجزائري. وما يزال هناك مجال للحوار".، وفق تعبيرها.
إقرأ أيضا: الجزائر والولايات المتحدة توقعان على مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري (شاهد)