شاهد المقال التالي من صحافة السودان عن د. قاسم نسيم حرب الخرطوم، شرف الكتابة عن حرب الخرطوم شرفٌ لا يفوتنَّ كلَّ صاحب صنعة يراع، وهم قد فعلوا إلا من تحيد، حيث لا حيدة ولا حياد، فالمواقف الكبرى لا انغماس عنها .،بحسب ما نشر النيلين، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات د. قاسم نسيم: حرب الخرطوم، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
شرف الكتابة عن حرب الخرطوم شرفٌ لا يفوتنَّ كلَّ صاحب صنعة يراع، وهم قد فعلوا إلا من تحيد، حيث لا حيدة ولا حياد، فالمواقف الكبرى لا انغماس عنها في أكوام الرمال اتقاء قول الحق، ولا يُنجيك تشاغلًا وتساهيًا، فللكلمة حدُّ ما يزال يطَّعِنُك حتى تُخرجها، أو تخرج تتفجر تشظيًا برغمك.
وحرب الخرطوم ليس لها توأم في تاريخها، ولعلها تكون يتيمة في مستقبلها – دمويةً وفظاعةً وتدميرًا وقسوةً وانتهاكًا، ثُمَّ يتقدم كل هذا أنَّها محاولة احتلال واستيطان جادة، أتت بمستوطنيها، وبرز قرنُها منذ سنين مضت، حين بدأت جذوتها تستعر في دارفور والناس عنها عُميٍ ومكذبون.
وما استعصى عليَّ فهم شيء كاستعصاء فهم مقولة (لا للحرب) وأختها (حرب عبثية)، تلك التي ينصبها بعضهم، فكيف أفهمها وغازٍ يود أن يحتل أرضي غصبا، ويبني دولته على أنقاضها غُلبا، بحشده الجرار من غرب إفريقيا، وهذا معلنٌ مشاهدٌ في الميديا، مجربٌ في دارفور، أأناجزه قتالًا، أم أدعوه إلى التفاهم والحوار، أغازٍ يدافع أم يحاور! وعلامَ يحاور أعلى اقتسام أرضي معه، والرضي بانقسام تراث غُنمها، وهتك عرض نسائها! هذا خورٌ وجبنٌ ودياثةٌ استحيت لدعاته وشفقت.
نعم ثَمَة مظالم ما فتئت تلزم الدولة السودانية منذ استقلالها كما لزم اللحا الشجر، وثمة تنكب عن منهاج رشد الحكم أورثنا هذه الحال، لكن من يتخذ هذه الأسباب مطيةً للغزو فما أنصف الله مظلمته! فقد فرَّ من هجير الشمس إلى لظى جهنم، بل أبعد مثلًا من هذا، ما نجد له ضريب.
لكن يا للعجب فالغازي كان يقاتل حركاتٍ نهضت ضد تلكم المظالم بسيف الدولة وترسها، في دارفور وجبال النوبة، فكيف غدا اليوم هاتفًا ومطالبًا بها، ويتقعَّر لسانه بخطاب المظلوميات!ويا للعجب، فمناصروه أكثرهم من زمرة الأحزاب التاريخية صانعة تلك المظالم، وكانت الهوامش تنتفض عليها؛ فكيف صاروا الآن مقاتلين من أجل رفعها، ويا للعجب ينعى على دولة 1956 ومناصروه من آساسها وبهاليلها، هذا عبطٌ وتزييف وتغبيش للوعي لا ينطلي إلا على غرير، أو عارف لكن له وراء تبعيته لهم غُنم يتحراه، فالسياسة غدت أوسع باب للثراء، ونقول إنَّ من شايع الغزاة برئت منه نسمة الوطن، ولزمته آثام الخيانة، خيانة لا طهر بعدها ولا فدية ولا كفارة، كحكم الساحر فلا استتابة له. هؤلاء الساسة بلتهم هذه المحنة فأبانت أنهم عن ريادة هذه الأمة غير جديرين، إنما اعتبطهم الزمان في إبطه كما اعتبط ثابت بن جابر سيفه، ثم رماهم في غير مكانهم الذي يستحقون، فتسيدونا.
أتراك سمعت مقالات محررينا -المزعومين- تنضح بها الوسائط، أسمعت أنهم يريدونها خالصة لأرومتهم التي تتفرع منها جماجمهم، فنرتد من جمهورية إلى مشيخية، أتراك سمعتهم ينعتوننا بالعبودية كلنا فيها شركة إذن هم أتوا لاستعبادنا لا لتحريرنا، أبهؤلاء تقام دولة، دعك أن تأتي منهم ديمقراطية، فلم تغسل سيوفهم من دماء أهل دارفور بعد؛ لتنغمس في أهل الخرطوم تارة أخرى، دارفور التي كان أكثرنا ينكر مأساتها، فأذاقها الله لنا جذعة، سواءً بسواء، قتلًا، وسرقةً، وحرقًا، واغتصابًا، واستيطانًا، فإدكر أكثرنا الآن وصار يسمع تلك الأصوات التي كانت تهمس في آذاننا ونحن عنها صادون، أأقول لمن يفعل هذا الآن في داري ومالي وأهلي وعرضي لا للحرب، وآخرون ممن يعتقد أنَّ الديمقراطية تأتي طافية على هذه الدماء، مستترة بين أضلع المسروقات، ترتوي بدم بكارات العذارى، أي جنون هذا يصدقه مجنون، قبحًا لها إذن من ديمقراطية أيتمها الله وأوترها.
كان قد قرَّ رأيي ألا مناص إلا تحكيم السيف، واشتراع الرماح لدحر هذه المليشيا من بعد الثورة مباشرة، فتمضي السنون وهي تتربص الانقضاض على الدولة وطنًا لشيعتها المهاجرة، ومُلكًا لأميرها، الذي لا يلوي على هدف غير هذا، ولات فرجة تفاوض، فماذا تراك تفعل غير المقاتلة جبرًا وكرهًا، وعزيمةً وقدرًا، لا تجد أن تفرَّ منه.
ويقولون الجيش بادأ، هذه حجتهم فما أوهاها، نقول إنَّه من العجز ألا يبادئ، ونحسبها على الجيش أنه قد تأخر كثيرًا، ومكَّن لهم حتى شقَّ دحرهم، ولو أنه بادأ لسلمت الخرطوم، وسلم الناس، وحُفظت الأموال وعفت النساء، فإن بادأ الجيش فتلك فضيلة يباهي بها.
إن ملحمة تحرير الخرطوم، ملحمة اختلطت فيها دماء شباب السودان تهرق دفاعًا عنها، فلا نقبل بعد هذا من يدعو لعصبية أو علو فئة على تلك، أو انعات بعضنا لبعض بنعوت سالبة، وعلى الجمهورية التالية أن تبدأ بالنص على تجريم من ينعت أو يسب قبيلة أو جهة، وإن جرم المليشيا تبوء به المليشياء وأفرادها، لا قبيلة أو جهة، وإلا فإننا لم نتعلم من هذا الدرس شيئًا.كلُّ شعب السودان هبَّ دفاعًا عن وطنه مع جيشه، منهم من سبق، ومنهم من لحق بعد انكشاف التزييف، وكانت الحركة الشعبية قد وقفت طويلًا تلتزم بوقف إطلاق النار، ولا تنتهز فرصة افراغ جنوب كردفان من جيشها ومقاتل
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
وفاة الناشط والمنشد السوري قاسم الجاموس في حادث سير
تُوفي الناشط والمنشد السوري قاسم الجاموس، المعروف بلقب "صدى حوران"، جراء حادث سير مروع على طريق بلودان – الديماس.
وجاءت وفاته بعد ساعتين فقط من نشره منشورا على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، تساءل فيه عن مدة الطريق من جبال بلودان إلى الضاحية الجنوبية، في مشهد اعتبره متابعوه مؤثرا ومؤلما.
ينحدر قاسم الجاموس من مدينة داعل في محافظة درعا، وكان من أبرز الأصوات الثورية التي ألهبت الشارع السوري بالأهازيج والمواويل المحرضة على التظاهر ضد النظام السوري، ولعب دورا بارزا في الحراك الشعبي منذ اندلاع الثورة، حيث كان يقود المظاهرات بصوته الجهوري، مشعلا الحماسة في نفوس المحتجين.
بعد سيطرة النظام السوري على درعا، انتقل إلى إدلب، حيث واصل نشاطه الثوري، وشارك في المظاهرات إلى جانب القائد والمنشد الراحل عبد الباسط الساروت، الذي شكّل رحيله جرحا عميقا في قلب قاسم الجاموس، ومنذ ذلك الوقت، كرّس صوته لنقل معاناة السوريين عبر الأناشيد والمظاهرات، وظل حاضرا في وجدان الثورة حتى وفاته.
وقد نعاه عدد من نشطاء الثورة السورية، فكتب عبيدة غضبان "وطنا شهيدا جميلا يا أبا وطن.. إلى رحمة الله ورضوانه، ولنا من بعدك الصوت الشجي والبحة العميقة من ثورتنا وأيامنا الطويلة".
وطنا شهيدا جميلا يا أبا وطن..
إلى رحمة الله ورضوانه، ولنا من بعدك الصوت الشجي والبحة العميقة من ثورتنا وأيامنا الطويلة https://t.co/t5Ckh33v8b
— عبيدة غضبان (@ObaydaGhadban) March 3, 2025
وفاة قاسم الجاموس ابو وطن بحادث سير على طريق بلودان الديماس. pic.twitter.com/dGzpq9h2Wk
— الإعلامي محمد جمال (@ammamaiii) March 3, 2025
إعلانوكتب حسن الدغيم "تعازينا الحارة للشعب السوري بفقد أحد أبناء الثورة البررة، صاحب الصوت الصادح والحنجرة الهاتفة بأحلام السوريين وآمالهم، قاسم أبو وطن والذي تشرفت بدعوته شخصيا لحضور مؤتمر الحوار الوطني قبل أيامٍ قليلة.. رحمك الله من حر بطل وأسكنك فسيح جناته".
إنا لله وإنا إليه راجعون
تعازينا الحارة للشعب السوري بفقد أحد أبناء الثورة البررة ، صاحب الصوت الصادح والحنجرة الهاتفة بأحلام السوريين وآمالهم ،
قاسم أبو وطن والذي تشرفت بدعوته شخصياً لحضور مؤتمر الحوار الوطني قبل أيامٍ قليلة وقال لي عندما دعوته (الدولة تنخى رجالها ونحن للدولة… pic.twitter.com/kuOqPNAd63
— حسن الدغيم (@Hasan_Dagim) March 3, 2025
كما نعاه ماجد الخالدي "قاسم الجاموس أبو وطن، منشد مدينة درعا ابن الثورة السورية، تقبلك الله في جنان الخلد نحسبك والله حسيبك يا أبو وطن".
قاسم الجاموس ابو وطن
منشد مدينة درعا ابن الثورة السورية
تقبلك الله في جنان الخلد
نحسبك والله حسيبك ياابو وطن#الشهيد_قاسم_الجاموس
— ماجد الخالدي Majed Alkhalde (@majedalkhalda) March 3, 2025
وكتب الناشط السوري أحمد أبازيد "كفيت ووفيت يا أبو وطن ما قصرت بحق الثورة والوطن والشهداء قاسم جاموس في ذمة الله، رحمة الله عليك يا حبيب سلّم على الشهداء".
كفيت ووفيت يا أبو وطن
ما قصرت بحق الثورة والوطن والشهداء
قاسم جاموس في ذمة الله
رحمة الله عليك يا حبيب سلّم على الشهداء pic.twitter.com/0kbigonakT
— أحمد أبازيد Ahmad Abazeid (@abazeid89) March 3, 2025