موقع النيلين:
2024-12-19@18:56:28 GMT

عادل الباز: ???? المواقف المتحولة.. مالجديد؟

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

عادل الباز: ???? المواقف المتحولة.. مالجديد؟


1
بدت زيارة الرئيس البرهان لكل من كينيا وأديس أبابا وزيارة الفريق كباشي للإمارات والتي لم يعلن عنها رغم أن تسريبات الزيارة جاءت من الجانب الإماراتي، بل الدعوة أصلها لخروج الفريق كباشي من الخرطوم إماراتية.!!، بدأت تلك الزيارات التي جرت تحت لافتة (التباحث حول الأزمة السودانية) غريبة في توقيتها، ولماذا الآن وماهي العناصر المتحولة التي دفعت لإجراء هذه اللقاءات اللاهثة، تم طرح تساؤلات كثيرة….

ماذا وراء الأكمة.؟.
2
غرابة تلك الزيارات أنها تأتي في وقت توقف فيه منبر جدة رسمياً، وإن كانت المعلومات المؤكدة تقول إن التفاوض في المنبر لا يزال مستمراً تحت.. تحت.!!. على كلٍ، نحاول هنا أن نفهم ما وراء تلك الزيارة وطبيعة التحولات الجارية في الأزمة السودانية في الإقليمين الافريقي والعربي.
3
التحول في الموقف الكيني يكاد يكون مفهوماً، إذا أن مواقف الرئيس الكيني وليام روتو والذي اتخذها عقب اندلاع الحرب في الخرطوم المنحازة للجنجويد كانت تعتمد أساساً على تقرير المعارضة المزيفة والتي أكدت له انتصار قوات المتمردين الوشيك على الجيش السوداني وكذلك علاقات المصالح التي تربط الرئيس الكيني بزعيم المتمردين،كان قابلاً لتصديق أوهام المعارضة التي تتخذ من نيروبي الآن مركز نشاطها المعادي للسودان حتى الآن.
4
حين طال أمد الحرب قليلاً، واتضح أن مؤامرة للاستيلاء على السلطة قد فشلت وان الجيش يمسك بزمام الأمور في البلد، سارع الرئيس روتو لجمع الإيقاد التي طالبت فوراً بوقف القتال دون أي اتفاق مما يعني حماية المتمردين من الهزيمة المرتقبة، وعندما رفض السودان دعوة الإيقاد ومعها رئاسة كينيا، هرع الرئيس روتو متحالفاً مع الرئيس الأثيوبي آبي أحمد لنقل الملف بذات المقترحات والاشتراطات للاتحاد الأفريقى. وعندما فشل كامل المخطط وبدا أن انتصار الدعم السريع فى الحرب ماهو إلا مجرد وهم، وأن منظمة الايقاد نفسها أصبحت في خطر الانقسام تبعاً للموقف السوداني والجيبوتي لاحقاً، وجنوب السودان كذلك، انسحبت كينيا بهدوء من دعوتها الغريبة.
5
بدأت دبلوماسية الأبواب الخلفية منذ حين، وجرت محاولات عدة لتصحيح الموقف الكيني بواسطة دول لها علاقات وثيقة مع السودان (محاولة سلفاكير)، وأخيراً طلب الرئيس روتو من القائد مناوي أن يرتب له لقاء مع الرئيس البرهان الذي كان رافضاً أي لقاء يجمعه به، واستطاع مناوي أخيراً إقناع الرئيس البرهان، مؤكدا له أن لدى الرئيس الكيني موقف جديد.
6
تم ترتيب اللقاء خلال الأسبوع الماضي فى نيروبي وشرح الرئيس طبيعة الحرب وتطوراتها مشيراً لموقف كينيا الداعم للتمرد وردود فعل السودان على موقفها ذاك. كانت مشاركة مناوي في الاجتماع ايجابية للغاية إذ نبه الرئيس الكيني إلى مخاطر دعم التمرد وممارساته في دارفور من قتل وتشريد وإبادة لبعض القبائل الافريقية. استغرب الرئيس الكيني من كثير من المعلومات التي تلقاها في الاجتماع من الفظائع التي ارتكبها المتمردون، إضافة لجهلة بنشاط المعارضة السودانية المتنامي في نيروبي وعد بتصحيح الأوضاع. وأشار إلى أنه سيدعو الإيقاد لاجتماع لإعادة النظر في الموقف الأمريكي من الأزمة السودانية.
7
في السياق نفسه وبناء على ذات المعطيات والوساطات تم لقاء آبي أحمد وجرى كشف جميع الأوراق وتمت الإشارة إلى الموقف الإثيوبي المتطرف لصالح التمرد واستقباله لوفود المتمردين والمعارضين للحكومة السودانية، بل وصل الأمر به إلى عدم الاعتراف بالحكومة نفسها وحظر السلاح عنها.
التحولات في الموقفين الكيني والإثيوبي تم بناء على ثلاثة معطيات، الأول هو التقدم المحرز فى جبهة القتال مما لا يدع مجالاً للشك أن الجيش مقبل على انتصار باهر على المتمردين ودحرهم نهائياً.في الخطاب الأخير للمتمرد عبد الرحيم دقلو اتضحت الحيرة والمأزق الذي تعانيه قوات التمرد والذي كان في آخر لقاءاته بزالنجي يبشر بتحرير السودان،لكنه عاد لمداهنة الرئيس البرهان بخطاب تصالحي محير. وكانت بالأمس الأول حيرته وخيبته الكبيرة فى الضعين حين رفضت الإدارات الأهلية مهاجمة الضعين مهددة بسحب أبناء الرزيقات من الدعم السريع، يعني ذلك أن بقية مدن دارفور لن يكون استسلامها سهلاً لتعيث فيها عناصر الجنجويد والمرتزقة فساداً،فالذي حرمه أهل الضعين لن يقبل به أيا من سكان مدن دارفور الأخرى، وخاصة إنه اتضح للجميع عجز المتمردين عن إدارة المدن التي استولوا عليها، إذ لم تتمكن من إدارتها وإبادت سكانها (كما جرى في الجنينة). وكل المدن التي دخلتها خرج منها الناس أفواجاً فمن يضمن سلامته تحت حكم الهمج.!!.خطط المتمردون السيطرة على كل دارفور والزحف نحو الخرطوم… فإذا بهم يقعون في شرك دارفور فلم يستطيعوا السيطرة عليه، وانقلبت عليهم أغلب وأكبر قبائلها ضدهم.الآن أصبح المساليت ضد الجنجويد تماماً وأعلن مجلس الزغاوة انحيازهم للقوات المسلحة، واليوم أعلنت الحركات خوضها المعركة ضد الجنجويد والفور اصلاً ضدهم ولايثقون بهم.
هكذا خسر التمرد أكبر قبائل دارفور وخسر معركة الخرطوم وخسر من قبل كل السودان الشمالي وكردفان.وانتهى به الأمر لتمرد منبوذ من كل أهل السودان الذين عملت فيه أسلحته وجنوده فيهم تقتيلاً ونهباً واغتصابا.
المعطى الثالث الذي تسبب في هذا التحول، هو العمل الدبلوماسي الصبور والدؤوب بين الرؤساء الأفارقة بمساعدة بعض الأصدقاء في التأثير على الموقف الأفريقى.
8
المعطى الأخير هو تحول الرأى العام الدولي تجاه الأزمة، بعد الجرائم التي ارتكبتها قوات التمرد وضجت بها الصحافة العالمية بما أسمته (الإبادة الثانية) التي تتعرض لها القبائل الأفريقية على يد الجنجويد مرة اخرى.
9
التحرك الذي بدا غير مفهوماً، هو تحرك الفريق كباشي تجاه الإمارات التي لا تزال تدعم التمرد، فخروج الفريق كباشي من الخرطوم لم يكن مفهوماً في ظل وجود الرئيس البرهان بالخارج والمعارك مشتعلة في الخرطوم، ثم جاءت زيارته للإمارات لتزيد الأمر غموضاً. يدرك الفريق كباشي أن أي صفقة تحت الترابيزة لإنقاذ التمرد لن تكون مقبولة، لا للشعب السوداني ولا للجيش المتأهب للقضاء على التمرد، إذن ما هي طبيعة تلك الزيارة وما هي أجندة الإمارات في هذه المرحلة من الحرب. خاصة وأن الامداد الإماراتي للتمرد على وشك التوقف بعد حسم الزغاوة أمرهم من الحرب مما يؤثر بشكل حاسم على مواقف حكومة تشاد التي ظلت معبرا لذلك الدعم من أم جرس وغيرها. هل هناك جديد في موقف الإمارات أم هى محاولة متناغمة مع محاولات القادة الأفارقة المتآمرين لوقف سحق المتمردين والبحث لهم عن حيلة تعيد تموضعها من جديد في الساحة العسكرية والسياسية …؟. وهيهات.
10
كل هذه التحولات التي تجري داخلياً وإقليمياً ودولياً تشي بأن الحرب في نهايتها وأن الخسران المبين لكل من المتمردين وحلفائهم بات وشيكاً.وأن التعاطي الإيجابي مع هذه التحويلات يجب أن يتم بحرص بحيث لا يتاح لتلك التحولات المستجدة في المواقف أن تحقق للمتمردين عن طريقة الخداع ماعجزوا عن تحقيقه فى ميادين القتال.

عادل الباز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الرئیس البرهان الرئیس الکینی الفریق کباشی

إقرأ أيضاً:

الرئيس الكوري الجنوبي يرفض اتهامه بالتمرد وينتظر قرار المحكمة الدستورية

أفاد فريق الدفاع القانوني عن الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك-يول، بحسب  وكالة يونهاب، فإن  فرض "يون" للأحكام العرفية لفترة قصيرة لا يرقى إلى مستوى اتهامات التمرد، وفق ما ذكرت وسائل إعلام.

وذكروا إن الرئيس سيعلن موقفه في المحكمة إذا عقدت جلسة استماع عامة في محاكمة عزله.

وقال سوك دونج-هيون، أحد المحامين في الفريق، للصحفيين إن يون ينفي اتهامات التمرد الموجهة إليه لإعلانه الأحكام العرفية في 3 ديسمبر.

ومن المقرر أن تبدأ جلسة في المحكمة الدستورية لاتخاذ قرار بشأن إعادة تعيين "يون" أو إقالته من منصبه بعد أن صوتت الجمعية الوطنية يوم السبت على عزله بسبب محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية لفترة قصيرة.

وقال سوك "سيعلن الرئيس يون موقفه في المحكمة بثقة ووفقًا لقناعاته الخاصة".

وأضاف "لا يفكر الرئيس أبدا في اتهامات التمرد بمفهومها القانوني"، لكن من الناحية الواقعية، بما أن وكالات التحقيق تتصرف بهذه الطريقة، سيكون هناك رد على التحقيق.

ويواجه "يون" تحقيقات موازية من قبل النيابة العامة وفريق مكون من الشرطة ومكتب التحقيق في فساد كبار المسؤولين ووحدة التحقيق بوزارة الدفاع.

وذكر المحامي أن فريق الدفاع القانوني يخطط لتقسيم عمله إلى 3 مجالات وهي التعامل مع التحقيقات، ومحاكمة العزل، والمحاكمات الأخرى.

وأضاف أنه لم يتم استيفاء معايير التمرد، زاعما أن فرض "يون" للأحكام العرفية لم يهدف إلى الاستيلاء على الحكومة ولم يتضمن أي عناصر تتسم بالعنف.

وقال إن "يون" لا يخطط للمثول يوم الأربعاء، لكنه رفض الإدلاء بأي تصريح بشأن مثوله أمام النيابة العامة.

مقالات مشابهة

  • مناوي: أتيحت لنا فرصة استثنائية للقاء بأخوتنا السودانيين في موسكو
  • حوار مع صديقي ال ChatGPT الحلقة (68)
  • ???? موضة الهجرة إلي ليبيا ويوغندا وجنوب السودان أصبحت حديث جنود المليشيات
  • تفاصيل لقاء حاكم إقليم دارفور مع الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا
  • حاكم إقليم دارفور يصل العاصمة الروسية موسكو
  • قائد الجيش الأوغندي ابن الرئيس موسيفيني يهدد باجتياح الخرطوم
  • سوف تنتهي هذه الفوضى في السودان قريباً..قائد الجيش الأوغندي ابن الرئيس موسيفيني يهدد باجتياح الخرطوم
  • نجل الرئيس اليوغندي يهدد باجتياح الخرطوم في تغريدة مثيرة للجدل
  • الرئيس الكوري الجنوبي يرفض اتهامه بالتمرد وينتظر قرار المحكمة الدستورية
  • عقوبات أوروبية على 4 شخصيات سودانية “تهدد السلام والأمن”