موقع النيلين:
2024-07-06@03:07:23 GMT

عادل الباز: ???? المواقف المتحولة.. مالجديد؟

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

عادل الباز: ???? المواقف المتحولة.. مالجديد؟


1
بدت زيارة الرئيس البرهان لكل من كينيا وأديس أبابا وزيارة الفريق كباشي للإمارات والتي لم يعلن عنها رغم أن تسريبات الزيارة جاءت من الجانب الإماراتي، بل الدعوة أصلها لخروج الفريق كباشي من الخرطوم إماراتية.!!، بدأت تلك الزيارات التي جرت تحت لافتة (التباحث حول الأزمة السودانية) غريبة في توقيتها، ولماذا الآن وماهي العناصر المتحولة التي دفعت لإجراء هذه اللقاءات اللاهثة، تم طرح تساؤلات كثيرة….

ماذا وراء الأكمة.؟.
2
غرابة تلك الزيارات أنها تأتي في وقت توقف فيه منبر جدة رسمياً، وإن كانت المعلومات المؤكدة تقول إن التفاوض في المنبر لا يزال مستمراً تحت.. تحت.!!. على كلٍ، نحاول هنا أن نفهم ما وراء تلك الزيارة وطبيعة التحولات الجارية في الأزمة السودانية في الإقليمين الافريقي والعربي.
3
التحول في الموقف الكيني يكاد يكون مفهوماً، إذا أن مواقف الرئيس الكيني وليام روتو والذي اتخذها عقب اندلاع الحرب في الخرطوم المنحازة للجنجويد كانت تعتمد أساساً على تقرير المعارضة المزيفة والتي أكدت له انتصار قوات المتمردين الوشيك على الجيش السوداني وكذلك علاقات المصالح التي تربط الرئيس الكيني بزعيم المتمردين،كان قابلاً لتصديق أوهام المعارضة التي تتخذ من نيروبي الآن مركز نشاطها المعادي للسودان حتى الآن.
4
حين طال أمد الحرب قليلاً، واتضح أن مؤامرة للاستيلاء على السلطة قد فشلت وان الجيش يمسك بزمام الأمور في البلد، سارع الرئيس روتو لجمع الإيقاد التي طالبت فوراً بوقف القتال دون أي اتفاق مما يعني حماية المتمردين من الهزيمة المرتقبة، وعندما رفض السودان دعوة الإيقاد ومعها رئاسة كينيا، هرع الرئيس روتو متحالفاً مع الرئيس الأثيوبي آبي أحمد لنقل الملف بذات المقترحات والاشتراطات للاتحاد الأفريقى. وعندما فشل كامل المخطط وبدا أن انتصار الدعم السريع فى الحرب ماهو إلا مجرد وهم، وأن منظمة الايقاد نفسها أصبحت في خطر الانقسام تبعاً للموقف السوداني والجيبوتي لاحقاً، وجنوب السودان كذلك، انسحبت كينيا بهدوء من دعوتها الغريبة.
5
بدأت دبلوماسية الأبواب الخلفية منذ حين، وجرت محاولات عدة لتصحيح الموقف الكيني بواسطة دول لها علاقات وثيقة مع السودان (محاولة سلفاكير)، وأخيراً طلب الرئيس روتو من القائد مناوي أن يرتب له لقاء مع الرئيس البرهان الذي كان رافضاً أي لقاء يجمعه به، واستطاع مناوي أخيراً إقناع الرئيس البرهان، مؤكدا له أن لدى الرئيس الكيني موقف جديد.
6
تم ترتيب اللقاء خلال الأسبوع الماضي فى نيروبي وشرح الرئيس طبيعة الحرب وتطوراتها مشيراً لموقف كينيا الداعم للتمرد وردود فعل السودان على موقفها ذاك. كانت مشاركة مناوي في الاجتماع ايجابية للغاية إذ نبه الرئيس الكيني إلى مخاطر دعم التمرد وممارساته في دارفور من قتل وتشريد وإبادة لبعض القبائل الافريقية. استغرب الرئيس الكيني من كثير من المعلومات التي تلقاها في الاجتماع من الفظائع التي ارتكبها المتمردون، إضافة لجهلة بنشاط المعارضة السودانية المتنامي في نيروبي وعد بتصحيح الأوضاع. وأشار إلى أنه سيدعو الإيقاد لاجتماع لإعادة النظر في الموقف الأمريكي من الأزمة السودانية.
7
في السياق نفسه وبناء على ذات المعطيات والوساطات تم لقاء آبي أحمد وجرى كشف جميع الأوراق وتمت الإشارة إلى الموقف الإثيوبي المتطرف لصالح التمرد واستقباله لوفود المتمردين والمعارضين للحكومة السودانية، بل وصل الأمر به إلى عدم الاعتراف بالحكومة نفسها وحظر السلاح عنها.
التحولات في الموقفين الكيني والإثيوبي تم بناء على ثلاثة معطيات، الأول هو التقدم المحرز فى جبهة القتال مما لا يدع مجالاً للشك أن الجيش مقبل على انتصار باهر على المتمردين ودحرهم نهائياً.في الخطاب الأخير للمتمرد عبد الرحيم دقلو اتضحت الحيرة والمأزق الذي تعانيه قوات التمرد والذي كان في آخر لقاءاته بزالنجي يبشر بتحرير السودان،لكنه عاد لمداهنة الرئيس البرهان بخطاب تصالحي محير. وكانت بالأمس الأول حيرته وخيبته الكبيرة فى الضعين حين رفضت الإدارات الأهلية مهاجمة الضعين مهددة بسحب أبناء الرزيقات من الدعم السريع، يعني ذلك أن بقية مدن دارفور لن يكون استسلامها سهلاً لتعيث فيها عناصر الجنجويد والمرتزقة فساداً،فالذي حرمه أهل الضعين لن يقبل به أيا من سكان مدن دارفور الأخرى، وخاصة إنه اتضح للجميع عجز المتمردين عن إدارة المدن التي استولوا عليها، إذ لم تتمكن من إدارتها وإبادت سكانها (كما جرى في الجنينة). وكل المدن التي دخلتها خرج منها الناس أفواجاً فمن يضمن سلامته تحت حكم الهمج.!!.خطط المتمردون السيطرة على كل دارفور والزحف نحو الخرطوم… فإذا بهم يقعون في شرك دارفور فلم يستطيعوا السيطرة عليه، وانقلبت عليهم أغلب وأكبر قبائلها ضدهم.الآن أصبح المساليت ضد الجنجويد تماماً وأعلن مجلس الزغاوة انحيازهم للقوات المسلحة، واليوم أعلنت الحركات خوضها المعركة ضد الجنجويد والفور اصلاً ضدهم ولايثقون بهم.
هكذا خسر التمرد أكبر قبائل دارفور وخسر معركة الخرطوم وخسر من قبل كل السودان الشمالي وكردفان.وانتهى به الأمر لتمرد منبوذ من كل أهل السودان الذين عملت فيه أسلحته وجنوده فيهم تقتيلاً ونهباً واغتصابا.
المعطى الثالث الذي تسبب في هذا التحول، هو العمل الدبلوماسي الصبور والدؤوب بين الرؤساء الأفارقة بمساعدة بعض الأصدقاء في التأثير على الموقف الأفريقى.
8
المعطى الأخير هو تحول الرأى العام الدولي تجاه الأزمة، بعد الجرائم التي ارتكبتها قوات التمرد وضجت بها الصحافة العالمية بما أسمته (الإبادة الثانية) التي تتعرض لها القبائل الأفريقية على يد الجنجويد مرة اخرى.
9
التحرك الذي بدا غير مفهوماً، هو تحرك الفريق كباشي تجاه الإمارات التي لا تزال تدعم التمرد، فخروج الفريق كباشي من الخرطوم لم يكن مفهوماً في ظل وجود الرئيس البرهان بالخارج والمعارك مشتعلة في الخرطوم، ثم جاءت زيارته للإمارات لتزيد الأمر غموضاً. يدرك الفريق كباشي أن أي صفقة تحت الترابيزة لإنقاذ التمرد لن تكون مقبولة، لا للشعب السوداني ولا للجيش المتأهب للقضاء على التمرد، إذن ما هي طبيعة تلك الزيارة وما هي أجندة الإمارات في هذه المرحلة من الحرب. خاصة وأن الامداد الإماراتي للتمرد على وشك التوقف بعد حسم الزغاوة أمرهم من الحرب مما يؤثر بشكل حاسم على مواقف حكومة تشاد التي ظلت معبرا لذلك الدعم من أم جرس وغيرها. هل هناك جديد في موقف الإمارات أم هى محاولة متناغمة مع محاولات القادة الأفارقة المتآمرين لوقف سحق المتمردين والبحث لهم عن حيلة تعيد تموضعها من جديد في الساحة العسكرية والسياسية …؟. وهيهات.
10
كل هذه التحولات التي تجري داخلياً وإقليمياً ودولياً تشي بأن الحرب في نهايتها وأن الخسران المبين لكل من المتمردين وحلفائهم بات وشيكاً.وأن التعاطي الإيجابي مع هذه التحويلات يجب أن يتم بحرص بحيث لا يتاح لتلك التحولات المستجدة في المواقف أن تحقق للمتمردين عن طريقة الخداع ماعجزوا عن تحقيقه فى ميادين القتال.

عادل الباز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الرئیس البرهان الرئیس الکینی الفریق کباشی

إقرأ أيضاً:

الإعلام ومآلات حسم الحرب في السودان

زين العابدين صالح عبد الرحمن

معلوم تاريخيا: أن جوزيف غوبلز وزير الدعاية في زمن ألمانيا الهتلرية هو الذي أدخل الإعلام كعامل جوهري في المعارك العسكرية في الحرب العالمية الثانية، و لم يتخلف الإعلام في كل الحروب التي كانت قد خاضتها المانيا في ظل النازية و خاصة في دول أوروبا.. كان الإعلام يستخدم الحرب النفسية ضد شعوب الدول التي كان يراد أحتلالها و السيطرة عليها، و من تلك الفترة أصبح الإعلام يلعب دورا أساسيا في المعارك العسكرية، بهدف تحطيم المعنويات وسط مقاتلي العدو و أيضا شعوبهم، و الغريب في الحرب الدائرة في السودان أن إعلام الميليشيا الذي جندت له العديد من الإعلاميين و الصحافيين السودانيين و غيرهم من الدول الأخرى، و جعلت لهم مراكز عديدة في عدد من دول شرق أفريقيا، و أيضا في بعض الدول العربية و الغربية، و هؤلاء دورهم الأساسي أن يخلقوا حالة من الإحباط النفسي و المعنوي وسط الجماهير، لكي يشككوا في قيادة الجيش، و يقولون ليست قدر التحدي، أو أن لها أجندة أخرى غير أجندة المواطنين التي تتركز على إخراج الميليشيا من منازلهم و إعادة ممتلكاتهم، و الهدف من ذلك هو ضرب اسفين بين الجيش و الشعب، في اعتقاد أن فك ارتباط هذه العلاقة سوف تدفع قيادة الجيش من خلال الضغط الخارجي أن تستجيب لدعوات "لا للحرب" و الهدف عمل تسوية بين المتقاتلين للعودة لفترة ما قبل الحرب" الاتفاق الإطاري"..
و أن تصريحات القائد العام للجيش الذي أكد فيها لن يكون للميليشيا موطيء قدم في البلاد. و تصريحات مساعد القائد التي وضع فيها أربعة شروط للميليشيا تؤكد أن الجيش لن يساوم في قضية القضاء على الميليشيا.. و يجب النظر للقضية بموضوعية بعيدا عن المزايدات السياسية، و التي تحاول أن تصور فيها بعض من قوى اليسار و التابعين لهم، أن الإسلاميين مسيطرين على القرار في الجيش، هي فرية سياسية تهدف منها أحزاب قحت المركزي و بعض قبائل اليسار الذين فقدوا قدرتهم على التعاطي مع الفكر السياسي، و أصبحوا مجرد أدوات فاقدة الأهلية، و قدرتهم أصبحت فقط على صناعة شعارات التحريض، و حتى التحليل السياسي للأحداث قد فشلوا فيه، و أوكلوا ذلك لعدد من مثقفي المقاولات بالقطعة.. أن هدف هؤلاء من ربط الإسلاميين بالجيش لزرع الخوف في حكام دول الخليج و أيضا في صناع القرار في الغرب و أمريكا.. واصبح الرهان الوحيد لهذه القيادات و التابعين لها هو البحث عن رافعة لهم من دول الخارج تمكنهم من الوصول للسلطة دون الدعوة إلي الانتخابات.. و أيضا غياب الإعلام في معركة الكرامة يؤكد ليس هناك أي نفوذ للإسلاميين على الجيش، و إذا كان بالفعل لهم نفوذ لم يكن هناك شكوى لغياب الإعلام. و يعلم كل السودانيين كيف كان يدير الإسلاميون الآلة الإعلامية زمن الإنقاذ في حربهم مع الحركة الشعبية، أسسوا إعلاما موازيا لإعلام الدولة و أنتجوا به المادة الإعلامية التي تغطي العمليات الحربية مع الحركة الشعبية، و إذا كان الإسلاميون هم يديرون الآلة الحربية كانوا سيطروا على الساحة إعلاميا، و الكل يعرف ذلك..
استطاع إعلام الميليشيا أن يكون مؤثرا في مجريات الحرب، و خاصة في الحرب النفسية وسط الناس، من خلال تصوير أن قوات الميليشيا هي التي تبادر في العمليات العسكرية، و هي التي تختار أين تكون أماكنها، و تحاول أن تصور بأن قيادة الجيش ضعيفة و لا تستطيع مجاراة الميليشيا، بهدف خلق حالة من الإحباط و الذعر وسط الشعب، بالقول أن الجيش غير قادر على حماية القرى و المدن و المدنيين، رغم أن الميليشيا تعلم تماما؛ أنها فقدت القدرة على المبادرة، و كل محاولاتها هو إظهار أنها ماتزال مؤثرة و لها قوة ضاربة تساعدها على الحركة، و هي بذلك تقدم طلبا للمجتمع الدولي أن يضغط على قيادة الجيش في السودان لكي يذهبوا إلي مائدة التفاوض، و ليس للميليشيا خيار غير " تسوية سياسية" تعيدها مرة أخرى و اتباعها من القوى السياسية إلي أجندة "الإتفاق الإطاري" و هي أجندة قد تجاوزتها الأحداث، و تجاوزت حتى الذين كانوا فاعلين فيها، أن الاحتفاظ بتماسك اللحمة بين الشعب و الجيش وحده سوف يحبط كل المؤامرات التي تحاك ضد السودان..
كان المتوقع من القيادات التي على رأس الجيش و السلطة، و جميعهم قد درسوا دراسات إستراتيجية و يعلمون أهمية الإعلام في المعركة العسكرية، أن يلتفتوا إلي دور الإعلام في المعركة، و يؤسس لعمل أعلامي مدروس قادر للتصدى لإعلام الميليشيا ، و التي أصبحت تركز على العمل الإعلامي بهدف ضرب العلاقة بين الشعب و الجيش.. و في نفس الوقت زراعة الإحباط في المجتمع. و هناك العديد من الطابور الخامس و الجهلاء داخل السودان و خارجه يرفعون البوسترات الداعمة للميليشيا على الوسائط الإعلامية لتخويف المواطنين، و في نفس الوقت إدخال الياس في قلوبهم.. و أن الميليشيا قد استطاعت أن تستقطب العديد من هؤلاء الذين يعملون على مدار 24 ساعة، لخلق حالة الاحباط وسط الناس. و كان على الجيش أن يلتفت لذلك، باعتبار أن الإعلام يلعب دورا كبيرا في المعركة، و كان عليهم أن يفتحوا الباب لمراسلين حربين من السودانيين للعمل من أجل طمأنة الناس من خلال ضخ المعلومات الصحيحة باستمرار، و مساعدة القنوات التي كانت تعمل في البلاد مثل النيل الأزرق و سودانية 24 و البلد و الشروق للتصدي لهذه الحملة الإعلامية، و أيضا دعم الصحف.. أن الحرب الدائرة الآن، ليست معركة سياسية فقط، بل هي معركة وجود و يلعب الشعب و الجيش الدور الأساسي في حسمها لصالح الوطن و الموطنيين. و نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • السودان: انعدام الوصول للمستلزمات الطبية يعيق علاج مئات الجرحى
  • السودان: رسائل إلى المجتمعين في القاهرة
  • «أطباء بلا حدود»: انعدام الوصول للمستلزمات الطبية بدارفور يعرقل علاج مئات الجرحى
  • محطة تبادل المنافع بين الخرطوم وموسكو حيث سيحصل السودان علي حزمة مساعدات عسكرية نوعية
  • الجيش الوطني يتمدد في العاصمة الخرطوم .. وسيحرر جميع بقاع السودان
  • رحل بروفيسور ريتشارد حسن الإنسان والعالم والطبيب المنتمي لدولتي السودان
  • الإعلام ومآلات حسم الحرب في السودان
  • «تحرير السودان» بقيادة عبدالواحد تستنكر اتهامات أممية بعرقلة وصول المساعدات في مناطق سيطرتها
  • رحل بروفيسور ريتشارد حسن.. الإنسان والعالم والطبيب المنتمي لدولتي السودان
  • حازم عادل رئيسًا لتحرير برنامج «الحياة اليوم»