فى معرض تحليل الوضع الراهن للحرب التى تدور تداعياتها فى غزة منذ الهجوم المفاجئ الذى شنته حماس على إسرائيل فى السابع من أكتوبر الماضي، سلطت صحيفة هآرتس الضوء على هذه التداعيات التى ما زالت ممتدة حتى الآن، والتي اعتبرت مأزقا محبطا لإسرائيل التى بدا وكأنها تواجه صعوبة فى إلحاق الهزيمة بحركة حماس عدوها اللدود.
وهكذا شرعت الولايات المتحدة فى إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر لتقوم بحملة تصفية ضد الفلسطينيين. بل لقد حرصت أمريكا على أن تظل الحرب مشتعلة بإصرارها على عدم وقف إطلاق النار. أمريكا هى التى أعطت الضوء الأخضر لتنفيذ إسرائيل جرائم الإبادة الجماعية، وهو ما يشجع دولة الاحتلال على مهاجمة المستشفيات وقصفها، ومن بينها مجمع مستشفى " الشفاء " الذى اقتحمته تحت غطاء ناري كثيف واحتجزت تسعة آلاف فيه بعد حصار ستة أيام، لتمضي فى مزاعمها وتدعي بأن هجومها مبرر بعد أن تأكد لها أن حركة حماس تستخدمه كمركز للمقاومة، وهو ما نفته حماس، ولهذا دعت الأمم المتحدة لتشكيل لجنة دولية لزيارة المستشفيات والتحقق من ادعاءات إسرائيل حول استخدام حماس المستشفى كموقع للمقاومة.
اليوم تبدو مدينة غزة وكأن زلزالا ضربها، وفي مجابهة المخاطر التى يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون تبذل جهود فلسطينية ومصرية لإخراج 36 طفلا من الخدج لتلقى العلاج فى مصر خوفا من قتلهم خنقا بسبب انقطاع الأكسجين. جاء هذا بعد أن قتل ثلاثة أطفال خدج فى الأيام الأخيرة بسبب نقص الطاقة الكهربائية والوقود، وبالتالي انقطاع الأكسجين واختناقهم. وكانت قد دخلت الأربعاء الماضى أول شاحنة وقود إلى غزة عبر معبر رفح بيد أن حمولتها ستستخدم لتشغيل مركبات الأمم المتحدة ولن تسلم إلى المستشفيات. وليس من الواضح حتى الآن فيما إذا كان سيتم السماح لمزيد من شاحنات الوقود بالدخول إلى غزة خلال الأيام القليلة المقبلة أم لا.
الجدير بالذكر أن مجمع الشفاء يعاني الآن من انقطاع شبه كامل للاتصالات، ولم يعد بمقدور المحاصرين داخله من التواصل مع الآخرين. ويأتي انقطاع الاتصالات فى الوقت الذى تواصل فيه اسرائيل شن غاراتها العسكرية على المستشفى. أكثر من هذا مضى الجيش الإسرائيلي فى إطلاق الذخيرة الحية على كل من يحاول مغادرة المستشفى. ولهذا جاء طلب نقل جميع الجرحى إلى مصر بسبب انهيار المستشفيات فى غزة.عدوانية إسرائيل المجرمة عمدت إلى تدمير مبنى الجراحة التخصصى فى المجمع، بل وفجر الجيش الإسرائيلى مخزن أدوية ودمر معدات طبية.
أكثر من هذا عمدت إلى تعصيب أعين حوالى مائتيْ شخص من النازحين فى ساحة المستشفى وشرعت فى استجوابهم ونقلهم إلى مناطق مجهولة فى المجمع. كما أجبرت المدنيين على التعرى قبل تجميعهم فى فناء المستشفى لاستجوابهم. إجرام إسرائيل امتد إلى المستشفى الأردنى فى غزة بعد أن أغارت عليه أثناء قيام المسعفين بمساعدة المصابين. وفي معرض التعليق على هذا قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: "من غير المفهوم أن يتعرض للهجوم من يحاول تقديم المساعدة الطبية للجرحى". ويدير الجيش الأردنى المستشفى فى غزة، وهو أحد آخر المرافق الطبية العاملة فى القطاع. واتخذ الأردن خطوة نادرة بإسقاط الإمدادات جوا إلى المستشفى. وجاء الهجوم الإسرائيلى الأخير على المستشفى ليمثل تصعيدا فى التوتر بين إسرائيل والأردن الذي أدان الغزو الإسرائيلي لغزة واستدعى سفيره من إسرائيل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فى غزة
إقرأ أيضاً:
سوريا.. تعديل أسماء المستشفيات والجامعات المرتبطة بالأسد
قرر حكام سوريا الجدد، تغيير تسمية جامعات ومستشفيات تحمل أسماء مرتبطة بعائلة الأسد، وحزب البعث، بحسب، وسائل إعلام محلية.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية، أن "رئيس حكومة تصريف الأعمال المهندس محمد البشير أصدر قراراً بتعديل تسمية جامعة تشرين في محافظة اللاذقية لتصبح جامعة اللاذقية، وتسمية جامعة البعث في محافظة حمص لتصبح "جامعة حمص".
وذكرت وسائل إعلام محلية أن وزير الصحة ماهر الشرع، قرر تعديل أسماء 14 مستشفى، بهدف طمس رموز وشخصيات النظام السابق.
ومن المؤسسات التي طالها القرار، مستشفى الأسد الجامعي في دمشق، الذي أصبح "المستشفى الوطني الجامعي"، و"مشفى باسل الأسد" في القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد، إلى "المستشفى الوطني في القرداحة".
وشمل القرار "مستشفى جامعة البعث" الذي بات يعرف بـ"مستشفى حمص الجامعي"، و"مشفى الباسل في السخنة" في حمص إلى "المستشفى الوطني بالسخنة".
وتضمن القرار تعديل مستشفيات ومؤسسات أخرى في سوريا.