الأسبوع:
2024-11-24@11:49:35 GMT

أصل الحكاية (٥) اتفاقية "رودس" وما بعدها.. !!

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

أصل الحكاية (٥) اتفاقية 'رودس' وما بعدها.. !!

يقول "أرنولد توينبي" المؤرخ الإنجليزي الكبير (المتوفي ١٩٧٥) مُشَبِّهاً مذابح العرب على يد اليهود في فلسطين والمذابح اليهودية على يد النازيِّة خلال الحرب العالمية الثانية: "إن أبشع مأساة في الحياة الإنسانية هي أن شعبا عانى الويلات يسوم العذاب لشعبٍ آخر".

كما اعترض "توينبي" على مطالبة الصهيونية بفلسطين كوطنٍ قومي لليهود قائلاً: "إذا ما أُريدَ الوفاء بجميع مطالب الشعوب القديمة في الوقت الحاضر وهي مطالب ترجع إلى ألفي سنة مَضَتْ فلن تكون هناك نهاية لعملية توزيع الأراضي وانتزاع شعوب من أوطانها في جميع أنحاء العالم.

. .".

وفي المقال السابق، أعلنت العصابات الصهيونية قيام دولة إسرائيل في ١٥ مايو ١٩٤٨ وبعد دقائق اعترفت بها أمريكا وتبعتها بريطانيا وبعض الدول المرتبطة مصالحها بالمنطقة وباليهود، فهبَّت الجيوش العربية لتُنقِذ فلسطين وكان بإمكانها تحقيق النصر لولا عدم التنسيق فيما بينها وتضارب الأوامر التي كانت تصدر من القصور الملكية كما لم تكن أسلحتهم بالكفاءة اللازمة أو لم يتم التدريب عليها جيداً.

وما كادَ العَرب يُحرِزونَ بعض الانتصارات حتى ضَجَّ الصهيونيون بالصراخ وبدأوا يَبذِلون أموالهم ونُفوذَهم للتأثير على الضمير العالمي فأصدر مجلس الأمن قراراً في ١٦ نوفمبر ١٩٤٨ بوقف القتال بعد أسبوع من بدايته، وبالفعل عُقِدَتْ في جزيرة "رودس" (باليونان) مفاوضات بين وفدٍ عسكري مصري وبين ممثلي الصهيونية في ٢٤ فبراير ١٩٤٩ وتم توقيع هُدنَة تَنُص على عدم قيام أي من الطرفين بأي عملٍ عسكري عَدائي كما تم تبادل الأسري فيما بينهم، واستغل اليهود الهدنة فاستوردوا الأسلحة الحديثة من دول شرق أوربا وأخذ الألوف من المهاجرين (المحاربين) يتدفقون على إسرائيل وعندما شعر اليهود بقوتهم خرقوا الهدنة التي احترمها العرب مُرغَمين نتيجة الضغط الأمريكي البريطاني.. وقد بَلَغَت جرأة اليهود أن اغتالوا الكونت "برنادوت" الوسيط الدولي لحل مشكلة فلسطين كما استمرت إسرائيل في عدوانها على الحدود العربية واحتلت "أم الرشراش" (إيلات) بعد توقيع الهدنة بأسبوعين.

وجدير بالذكر أنه في نوفمبر١٩٤٧ أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها بتقسيم فلسطين ولأن "القُدس" ذاتَ مكانةٍ خاصة عند المسلمين والمسيحيين اعتبرتها منطقةً دولية ووضعَتْها تحت الإشراف الدولي، لكنها عَجَزَت عن تنفيذ القرار وانتهى مصير القُدس بأن احتلت قوات الملك "عبد الله بن حسين " قسمها القديم واحتل اليهود أحياءها الجديدة، وبعد انتهاء الحرب عادت لجنة السياسة بهيئة الأمم المتحدة وأصدرت قراراً جديداً ٧ ديسمبر ١٩٤٩ بتدويل المدينة بأسرها وحماية الأماكن المقدسة، ووافقت الجمعية العمومية على قرار لجنة السياسة بالأغلبية وأصبح مصير المدينة المُقدَّسة بيدِ هيئة الأمم..

(نكمل لاحقا)

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين

خريطة نتنياهو تضم الضفة وغزة والجولانسفر إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات أصبح نصا سياسياشطب القضية الفلسطينية سيفجِّر فوضى شاملة فى المنطقة لن تنجو منها إسرائيل

وضعت الحرب الفلسطينيين فى حالة استثنائية. 

منحتهم شهورا من «القشعريرة» الوطنية لا تحدث فى حياة الشعوب المحتلة إلا نادرا.

فجرت مياه «التحرر» الجوانية فى أعماقهم وأضاءت قناديل العدالة فى نفوس كارهى الظلم فى الدنيا كلها.

دفع الفلسطينيون ثمنا غاليا يصعب تقديره ليعثر العالم على وعيه الضائع وضميره الغائب وذاكرته المنسية ويعترف بقضيتهم المزمنة ثم يعيد إليهم ما اغتصب منهم.

انتظر الفلسطينيون نهاية الحرب لتتسلم الدبلوماسية ملف القضية لتكافئهم بحلها على قدر ما حاربوا وعلى قدر ما ضحوا وعلى قدر ما استشهدوا أليست الحرب سياسة بأسلوب أشد.

وجاء من أقصى الغرب «رئيس» يسعى إلى إيقاف الحرب كما وعد العرب والمسلمين أربع مرات حين التقى بهم فى حملته الانتخابية.

وقبل أن يعود إلى البيت الأبيض فى يناير القادم ليصبح سيده سلم القضية للدبلوماسية مبكرا.

لكن الدبلوماسية خطفت القضية من أيدى أصحابها وأنصارها وصادرت بياناتها وأحلامها ومستقبلها وثيابها وطعامها وأرضها وتاريخها بل اسمها قبل أن تجلس على مائدة المفاوضات إذا حدثت مفاوضات.

اختار «دونالد ترامب» الذى نلقى بكل الرهان عليه «مايك هكابى» سفيرا للولايات المتحدة فى إسرائيل لنجد أنفسنا فى صدمة وربما صاعقة.

كان مجرد إعلان الاسم وقبل أن يوافق الكونجرس عليه وقبل أن يتسلم عمله كفيلا بسقوط الستار على الفلسطينيين قبل أن يصلوا إلى خشبة المسرح بل ربما وضعوا فى الثلاجة حتى يصبحوا أسماكا متجمدة.

الرجل يعشق إسرائيل ويذوب فى هواها ويلثم التراب الذى تمشى عليه ولا يتخيل الحياة بدونها.

«ترامب» نفسه اختاره للمنصب لأنه حسب ما أعلن أنه «يحب إسرائيل وعلى نحو مماثل يحبه شعب إسرائيل «فلم يحرم العاشقين من رقصة «تانجو» طال انتظارها على الأرض المحتلة؟ لم لا يمنحهم فرصة المناجاة فى ليلة قمرية على شاطئ «تل أبيب»؟

والمثير للدهشة أن «هاكابي» ليس يهوديا ولكنه يموت فى هوى إسرائيل أكثر من كل السفراء اليهود الذين بعثت بهم الولايات المتحدة إليها منذ عين «جورج بوش» عام ٢٠٠٨ «جيمس كانينجهام».

فى ٥٢ سنة زار «هاكابى» إسرائيل ١٠٠ مرة فى رحلات جماعية مدفوعة حاملا «الإنجيل» فى يد «والتوراة» فى اليد الأخرى.

وهو لا يرى إسرائيل بعيون سياسية وإنما يراها بعيون دينية.

يراها «مشيئة الرب» التى جمعت شعبه «المختار».

يراها أمة «داوود» الذى حارب «جوليات» وأنقذ اليهود من غزوات الكنعانيين.

ولد «هاكابى» فى مدينة «هوب» (ولاية تكساس) يوم ٢٤ أغسطس عام ١٩٥٥(٦٩ سنة) وبسبب بيئته المتواضعة المحافظة اتجه إلى الكنيسة لتعلمه وتأويه وتطعمه وتدربه على التبشير بمعتقداتها.

وفى سن الخامسة عشرة ألقى أول موعظة على منبرها.

درس «الإلهيات» فى جامعة «أواشيتا بابتيست» المعمدانية التى شكلت أفكاره وتوجهاته التى نشرها بسهولة بعد أن أصبح قسا فى ولاية «أركنساس» التى توجد فيها الجامعة بالتحديد فى مدينة «أركدلفيا».

قدم برنامجا تليفزيونيا حمل اسمه «هاكابي» ساهم فى انتشاره حتى أصبحا نجما يمشى وراءه المتشددون.

على الشاشة رفض الإجهاض حتى ولو كان سبب الحمل الاغتصاب أو زنى المحارم.

رفض أيضا الجنسية المثلية وطالب بتعديل دستورى يحظر زواجهما من بعضهما البعض.

ودعا إلى عزل مرضى الإيدز بعد سنوات من تأكيد الطب أن المرض لا يمكن أن ينتشر من خلال المعايشة الاجتماعية.

وعارض الرعاية الصحية الشاملة التى يستفيد منها الفقراء.

واعتبر أبحاث الخلايا الجذعية الجينية التى عالجت أمراضا مستعصية نوعا من الكفر وتدخلا فى مشيئة الرب.

ووصف نظرية «داروين» فى النشوء والارتقاء بأنها رجس من عمل الشيطان.

وفيما بعد رأس قناتين تليفزيونيتين تروجان لما يسمى «المسيحية الصهيونية» التى تؤمن بأن قيام إسرائيل عام ١٩٤٨ كان ضرورة سماوية سامية لأنها تكمل نبوءة الكتاب المقدس بقدوم المجيء الثانى للمسيح إلى الأرض ملكا منتصرا بعد حرب سيخوضها ضد الشر فى العالم.

وتعتقد «الصهيونية المسيحية» أنه من واجب أتباعها الدفاع عن الشعب اليهودى بشكل عام والدولة العبرية بشكل خاص ويعارضون انتقادها ويعتبرون جزءا من اللوبى الذى يؤيد إسرائيل.

ويتبع المؤمنون بها «هاكابي» فى كتابة قصائد تعبر عن لوعة الحب الذى يحرق قلوبهم على إسرائيل.

لا نجرؤ بالطبع أن نلوم عاشقًا على ما يحب ولا على ما يكره فالعواطف قناعات داخلية يصعب تجنبها أو السيطرة عليها أو التحكم فيها.

هو حر فى حبه وهو حر فى كرهه وليس من طبيعتنا العربية أن نفرض على أحد حبا لا يريده ومشاعر لا يحس بها.

لكن عواطف الحب عنده ليست عواصف صوفية أو رومانسية وإنما هى عواطف سياسية وعملية وواقعية تقوم على السيطرة المطلقة سواء فى جلسات الحب الإسرائيلية أو جلسات المفاوضات العربية.

على أن العاشق الخرافى الذى بدا مستعدًا أن ينتحر حبا فى إسرائيل استفاد منها كثيرا.

بأصوات اليهود الذين انتخبوه أصبح حاكما لولاية «أركنساس» فى الفترة ما بين عامى ١٩٩٦ و٢٠٠٧ وجمع للمرة الأولى بين السياسة والموعظة وفيما بعد ستتولى ابنته «ساندرز» المنصب نفسه وتصبح ابنته الأخرى «سارة» متحدثا رسميا باسم البيت الأبيض خلال رئاسة «ترامب» الأولى.

المثير للدهشة أن «ترامب» لم يعجبه فى البداية ووصفه بأنه «ديكتاتور» لا يقل تسلطا عن «هتلر» بل رشح نفسه ضده فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى لاختيار مرشح الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٦ لكنه فشل كما سبق أن فشل فى عام ٢٠٠٨.

على أنه وقع فى هوى «ترامب» بعد أن قرر فى ٦ ديسمبر ٢٠١٧ نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وفى ١٤ مايو ٢٠١٨ بدأت السفارة الأمريكية عملها من القدس فى ذكرى إعلان «مناحم بيجن» المدينة المقدسة عاصمة موحدة وأبدية للدولة الصهيونية.

لم يكف «هاكابي» عن دعم «ترامب» وحشد أتباعه فى الكنائس ومتابعيه فى التليفزيون لانتخاب «ترامب» بل رافقه فى زيارته الدعائية للسبع ولايات المتأرجحة التى تحسم عادة الانتخابات.

ورد «ترامب» الجميل باختياره سفيرا للولايات المتحدة فى إسرائيل والمؤكد أن اختيار «ترامب» اختيارا تماما فهو يعرف مسبقا أن «هاكابى» سيخدم إسرائيل برموش عينيه أكثر من اليهود المتشددين الذين سبقوه فى تولى المنصب.

كل تصريحات «هاكابى» تثبت ذلك.

حسب شبكة «سى. إن. إن.» الإخبارية الأمريكية فإنه يرفض استخدام مصطلح «المستوطنات».

ويقول: «إن إسرائيل لديها سند ملكية ليهودا والسامرة» وهما الاسم التوراتى الرسمى الذى يطلق على الضفة الغربية.

فى عام ٢٠١٥ قال:

«إن مطالبة إسرائيل بضم الضفة الغربية أقوى من مطالبة الولايات المتحدة بمانهاتن» أشهر منطقة فى مدينة نيويورك.

وفى عام ٢٠١٧ زار مستوطنة «معاليه أدوميم» ليعلن:

«لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية. إنها يهودا والسامرة. ولا يوجد شىء اسمه مستوطنة. إنها مجتمعات وأحياء ومدن. ولا يوجد شىء اسمه احتلال (إسرائيلى) فاليهود هم أصحاب الأرض منذ ثلاثة آلاف سنة».

لم يكتف بذلك وإنما أعلن فى بداية شهر نوفمبر ٢٠٢٤ معارضته القوية لـ «إٌقامة دولة فلسطينية» مضيفا: «لا يوجد شىء اسمه فلسطين».

وعندما نفذت عملية «طوفان الأقصى» حتى سارع بالسفر إلى إسرائيل ليزور تجمع «كفار غزة» الذى هاجمه مقاتلو حماس قائلا:

«إن هذه الزيارة ضربة قوية عززت تصميمه على التعبير عن تضامنه مع الشعب الإسرائيلى».

بل أكثر من ذلك انتقد «جو بايدن» بسبب ضغطه على إسرائيل قائلا:

«إذا كنت شخصا مؤيدا لإسرائيل فكيف يمكن أن تكون مؤيدا لبايدن الذى أوضحت إدارته أنها ستقدم تنازلات لحماس».

هكذا تحدث سفير «ترامب» فى إسرائيل.

قطعا سيوافق الكونجرس عليه لوجود أغلبية للجمهوريين.

لكن المهم أن الرجل واضح وصريح ومباشر فى تصريحاته وتوجهاته وأهدافه ونحن نشكره على ذلك حتى لا نضيع وقتنا فى تمنيات طيبة بالتغييرات.

يجب أن تصل رسالة جديدة إلى «ترامب».

صدقنا أنك ستوقف الحرب وتأتى بالسلام ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب القضية الفلسطينية.

لو نفذت سياسة سفيرك «هاكابي» بشطب فلسطين من على الخريطة فإن الفوضى ستضرب المنطقة ولن تكون إسرائيل بعيدة عنها.

إن الاستقرار الذى تتحدث عنه لن يأتى بالسيطرة الإسرائيلية وإلا ستتكرر عملية طوفان الأقصى وسبعة أكتوبر سيواصل العد حتى ثلاثين أكتوبر.

لكن فى الوقت نفسه لم لا تخرج من المنطقة مبادرة جماعية (عربية وتركية وإيرانية) لمواجهة مخططات ومؤامرات باتت معلنة.

ألم يخرج «نتنياهو» على الجمعية العامة للأمم المتحدة بخريطة جديدة ليس فيها فلسطين؟

ألم يعد الحديث من جديد إلى امتداد دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات؟

إن الحكومة الإسرائيلية القائمة حكومة دينية يمينية متطرفة تؤمن بتحويل النصوص التوراتية إلى نصوص سياسية.

وفى التوراة (سفر التكوين) عباراة تشير إلى أرض إسرائيل الكبرى:

«فى ذلك اليوم قطع الرب مع إبراهيم ميثاقا قائلا: لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير فى الفرات».

حسب هذا التصور فإن حدود إسرائيل تشمل كل أراضى فلسطين التاريخية بما فيها الضفة الغربية وغزة إلى جانب مرتفعات الجولان.

وهناك من يرى أن النص يسمح بالتمدد إلى أراضى دول أخرى.

ومن ثم فالوقوف فى وجه التهام فلسطين هو خطوة ضرورية لحماية دول أخرى حسب المثل الشائع:

«أكل الثور الأبيض يوم أكل الثور الأسود».

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • الصومال تنضم إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية
  • خارجية فلسطين ترحب باعتماد المجلس الدولي للاتصالات قرارا حول حماية الصحفيين
  • سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
  • فلسطين تحصد عدة جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
  • أولمرت: الصهيونية الدينية أخطر على إسرائيل من التهديدات الخارجية وجيشنا ارتكب جرائم حرب
  • استهداف قاعدة نيفاتيم الصهيونية بصاروخ فلسطين 2
  • فلسطين تعرّي المفاهيم الأخلاقية للمجتمع الدولي
  • إعصار القنبلة يقطع الكهرباء بالولايات المتحدة.. إيه الحكاية
  • دولة فلسطين.. أوامر اعتقال نتنياهو تعيد الأمل والثقة في القانون الدولي