البوابة نيوز:
2025-03-04@07:46:09 GMT

إنه حقًا «طوفانٌ» جَرَفَ أوهامًا كثيرة وأسقطها

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

 بدد «طوفان الأقصى»؛ الذي قام به شباب المقاومة الفلسطينية البواسل؛ كثيرًا من التصورات الذهنية الزائفة التي نجحت الآلة الإعلامية للصهيونية العالمية في ترويجها في منطقتنا العربية والعالَم حتى باتت محفورة في عقل ووجدان كثير من الناس؛ أبرزها أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقْهَر. تلاشت هذه الأسطورة وانمحت على يد المقاتلين الفلسطينيين؛ واتضح مدى زيفها.

إذ شنَّ أبطال «كتائب القسام» – الجناح العسكري لمنظمة حماس – في السابع من أكتوبر من هذا العام 2023 هجومًا مباغتًا وناجحًا على المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، وتمكنوا من قتل وأسر أعداد كبيرة من الإسرائيليين في ساعات محدودة مما أربك القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، فأصيبت بالشلل والذهول، وفقدت صوابها؛ وسلكت وكأن مسًا من الجنون قد أصابها!!  

          هدم «طوفان الأقصى» نظرية الأمن الإسرائيلية، وقهر الجيش الذي زعم قادته إنه أقوى جيش في منطقة الشرق الأوسط، وإنه يفوق في قوته الجيوش العربية مجتمعة. ومن الحقائق الدامغة التي سوف يُخَلِّدها التاريخ، والتي لن تمحوها المذابح الدموية المجرمة التي تمارسها إسرائيل بوحشية ضد سكان قطاع غزة: «إن جيش الاحتلال الإسرائيلي هُزِمَ في السابع من أكتوبر 2023 على يد أبطال طوفان الأقصى هزيمة غير مسبوقة». 

          كما كشف «طوفان الأقصى» عن زيف الدعاوي التي راجت عن أن إسرائيل دولة سلام، لقد اتضح إنها لا تزيد عن كونها مجرد عصابة مجرمة، محترفة القتل والتدمير، ولا تعرف للسلام معنى، تُلْقِي بأطنان القنابل – التي تعادل أكثر من قنبلة ذرية – على سكان غزة بغية إبادتهم جميعًا، مرتكبة بذلك أبشع الجرائم والمذابح التي لم يعرف لها التاريخ مثيلًا. تقصف إسرائيل المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء دون رحمة أو شفقة، وتحاصر أكثر من 2 مليون فلسطيني داخل القطاع؛ بهدف حرمان سكانه من الماء والغذاء والدواء والوقود؛ وكلها ضرورات حياة، مع القصف العنيف الذي لا ينقطع ليل نهار. ولقد أدرك الرأي العام العالمي حقيقة إسرائيل الإجرامية، وكيف أنها شنت حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني؛ فخرج مئات الآلاف في تظاهرات حاشدة في كافة عواصم العالَم ومدنها، منددةً بالمذابح الإسرائيلية. هكذا أسقط «طوفان الأقصى» حمامة السلام الإسرائيلية المخادعة، وعرَّى وهم السلام الإسرائيلي الزائف الذي مازال يدافع عنه بقوة بعض المتصهينين. 

أسقط «طوفان الأقصى» ورقة التوت التي كانت تستر عورة بعض قادة العالَم الغربي؛ الذين أشبعونا حديثًا عن حقوق الإنسان. لقد أيقظنا ذلك الطوفان من سباتنا الدجماطيقي، وأدركنا إننا نعيش اليوم في عالَم بلا ضمير؛ عالَم فقد إنسانيته، ظل يدعو ردحًا طويلًا من الزمن لقيم إنسانية رفيعة، ويؤكد قدسية الحياة البشرية، وينادي بالعدل والمساواة، واحترام حقوق الآخر، ويدافع عن حقوق الإنسان في العيش بحرية وأمن وسلام. ورأينا العالَم الغربي «الحر» و«المتمدين» ينتفض دفاعًا عن تلك القيم داعمًا لدولة أوكرانيا ومساندًا لها إزاء الهجوم الروسي ضدها؛ في حين وجدناه يتخذ موقفًا مؤيدًا لإسرائيل ومتواطئًا معها في حربها الوحشية على سكان غزة. إذ انخرطت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الغرب في دعم العدوان الإسرائيلي، وقدمت لإسرائيل مساعدات عسكرية واقتصادية وسياسية؛ ورفضت وقف إطلاق النار تأييدًا لحق إسرائيل في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وإرغامه على ترك أرضه. إذا لم يكن هذا الموقف من جانب بعض أبرز دول الغرب يسمى «ازدواجية مفضوحة في المعايير»؛ فماذا يمكننا أن نُطْلِق عليه؟! 

فنَّد «طوفان الأقصى» أكذوبة أن إسرائيل دولة صغيرة وضعيفة وفي حاجة إلى دعم حكومات وشعوب العالَم لحمايتها من عدوان دول وشعوب المنطقة. وسعت إسرائيل منذ قيامها للاستحواذ على تعاطف الرأي العام العالمي معها الذي نظر إليها دومًا بوصفها ضحية العدوان العربي الدائم!! ولقد نجح «طوفان الأقصى» في إظهار مدى شراسة إسرائيل وإجرامها من خلال مئات المذابح التي ارتكبتها في حق السكان الآمنين؛ إذ قتلت حتى الآن أكثر من 12000 فلسطيني من بينهم 4500 من الأطفال و3000 مازالوا تحت الأنقاض، وهدمت مئات الآلاف من المنازل والبنايات منها مراكز صحية ومدارس ومبانٍ إدارية، وقامت بتسويتها جميعًا بالأرض على رؤوس ساكنيها من النساء والأطفال. 

أثبت «طوفان الأقصى» أن المقاومة هى القلب النابض للأمة العربية، وأنها تمثل الإرادة الحقيقية لشعوب المنطقة.        

* أستاذ المنطق وفلسفة العلوم بآداب عين شمس

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قبة الصخرة بالمسجد الأقصى

المناطق_واس

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم، قبة الصخرة بالمسجد الأقصى، بالتزامن مع صلاة التراويح في باحات الأقصى.

وأفادت مصادر محلية فلسطينية، باقتحام قوات الاحتلال سطح قبة الصخرة في المسجد الأقصى، أثناء صلاتي العشاء والتراويح، تزامن ذلك مع اقتحام بلدة العيسوية في القدس، وسط إطلاق نار تجاه الفلسطينيين، مما أدى لإصابة فلسطيني واعتقال آخر.

أخبار قد تهمك الأمين العام لمجلس التعاون: وقف قوات الاحتلال الإسرائيلي لدخول المساعدات إلى قطاع غزة يخالف جميع المواثيق والقوانين الدولية 2 مارس 2025 - 11:20 مساءً عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى 2 مارس 2025 - 2:51 مساءً

وفي مدينة قلقيلية، أصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها المدينة، وسط إطلاق نار ومداهمات لمنازل الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • «طوفان الأقصى» يفضح إخفاقات جيش الاحتلال| اعترافات إسرائيلية بالفشل الأمني والعسكري في التصدي للهجوم المباغت
  • شاهد | بعد ربع قرن.. الحاج صدقي يذوق طعم الحرية في أجواء رمضان مع عائلته في الخليل
  • شاهد | الأسير الفلسطيني المحرر جلال الفقيه بعد 22 عاماً في سجون العدو يتنسم عبق الحرية بغزة
  • مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قبة الصخرة بالمسجد الأقصى
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  •   صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير
  • طوفان الأقصى: السياسي والإيديولوجي
  • رئيس دفاع النواب: فلسطين قضية مصر الأولى التي خاضت من أجلها حروب كثيرة
  • محللون: إقرار جيش إسرائيل بفشل 7 أكتوبر يطمس حقائق طوفان الأقصى