بوابة الوفد:
2024-09-17@09:39:42 GMT

سور برلين وأسوار العرب

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

قبل 34 عاماً كنتُ بمدينة بون بألمانيا حيث أعدّ رسالة الدكتوراه، وفجأة خرجت مظاهرات الفرح تسود ألمانيا لانهيار سور برلين الذى قسم برلين إلى شرقية وغربية ظل حلم الوحدة يراود الألمان منذ إنشائه، وأتذكر عندما زرته قبل ذلك سمعتُ أنّات الآباء والأمهات يشكوْن من هذا السور الذى فرّق العائلات وجعل بينها سوراً، كان هنالك أب يبكى ابنه الذى حاول عبور السور فأطلق حرسُ ألمانيا الشرقية النار عليه فأردوه قتيلاً لأنهم كانوا يمنعون عبور الشرقيين إلى برلين الغربية، تحوّل المستشار الألمانى هيلموت كول إلى بطل لأنه أنجز الوحدة فى عصره، بدأ طوفان الألمان الشرقيين نحو ألمانيا الغربية، كان الشرقيون فقراء بالمقارنة مع الغربيين، وحّد هلموت كول العُملة (المارك) آنئذ وجعل المارك الألمانى الشرقى يساوى المارك الغربى وتحملت ألمانيا الغربية تكلفة هذا القرار مليارات الماركات.

. لقد نجح الألمان فيما فشل فيه العرب، دول كثيرة متجاورة لكنها تحدّها الحدود وتفصلها السياجات، ترى لماذا لم تحدث الوحدة العربية كما حدثت فى ألمانيا؟هل الفارق الاقتصادى يقف حائلا بين الأشقاء؟ هل نجد هذه الوحدة فى جيلنا أو فى الأجيال القادمة؟ لكنى أومن بحتمية هذه الوحدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ولنا فى انهيار سور برلين والوحدة الألمانية عبرة ونموذج يحوّل المستحيل إلى واقع نراه قريباً.

• مختتم الكلام

• على أطلال سور برلين

هذا العتيق قفوا عليه وطأطئوا هذا الجدار

كم كان منبع حزننا

وغفت على جدرانه سُحب الغبار

والصخرة الصماء تقتل صمتنا:

​هبوا العنوا هذى الديار

ناحت فتاة مدينتى:

​هذا الجدار فمزقوه

​وحذارِ لا... لا تلمسوه

- «قد مات ابنى فابعثوه»

قد كان رمزاً للدمار فحطموه!

- ماذا أصابكَ؟ما أجاب

وخطى بكبرٍ واكتئاب

ويشير نحو السور فى حزن عميق

تمضى عصاه تدق هذا السور تسأل فى اضطراب

«أدوارد» يا برلين قد ولّى وغاب!

أدوارد يا رمز المحبة

والمحبة كل شىء للبشر

لولا المحبة ما لمحت أدوارد فى هذا المطر

ورأيتُ إكليلًا على قبر صغير

وقرأت اسمًا فى طرازٍ من حرير

ورأيته أدوارد يبكى من جديد:

​الحرب، هتلر، والدمار

أدوارد يا رمز المحبة؛ ما دهاك؟

عانقتهُ خوفًا عليه

والدمع يجرف مقلتيه

قد كان يبكى الابن من لهفٍ عليه

ومضى يغمغم فى جنون:

الأخ صوَّب طلقةً نفذت إليه

لما أراد عبور هذا السور من شرقٍ لغرب

أنا ما بكيتُ على الغلام كما بكيتُ على الجدار

ورأيته الخنساء تبكى صخرها المقتول فى وضح النهار

السور يفصل بين أمى

​بين ابنى فى المغيب

وعلا النحيب

وأخذتُ أهتف:

​فاهدموه؛ ولا مجيبْ!!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رسالة الدكتوراه

إقرأ أيضاً:

العرب بين حياة البشر وحياة الماعز

 

د. سليمان المحذوري

abualazher@gmail.com

 

خلال الفترة القريبة أُثيرت ضجّة كبيرة في وسائل الإعلام، وعبر منصات التواصل الاجتماعي لا سيما العربية بسبب عرض فيلم "حياة الماعز The Goat Life" الهندي على إحدى منصات البث الترفيهي العالمية.

أحداث الفيلم مستوحاة من قصة حقيقية لمغترب هندي جاء للعمل في دول الخليج الغنية بالنفط في فترة التسعينات من القرن المنصرم؛ بيد أنَّ هذا العامل تعرض للخداع من قبل شركة التوظيف في بلاده، كما أُجبر على رعي الأغنام في الصحراء العربية، وواجه مُعاملة قاسية من قبل كفيله في العمل بحسب رواية الفيلم. ورغم أنَّ قصة الفيلم قد تحدث في أي مكان في العالم، وأنّها حالة لا يُمكن تعميمها على أي مجتمع إلا أنَّ الفيلم بالغ في تصوير الأحداث لأغراض سينمائية. وفي المُقابل وبعيدًا عن الإساءة، وتعزيز الصورة النمطية السلبية عن المجتمعات الخليجية يُمكن أن تكون هذه القصة فرصة لمراجعة ملفات العمالة الوافدة في دول الخليج بشكل عام، وتصحيح مساراتها ورب ضارة نافعة.

ودون الدخول في تفاصيل هذا الفيلم ورؤيته الفنية التي أُشبعت نقاشًا، وكُتبت حوله عشرات المقالات والرؤى مع أو ضد؛ فإنه مما يلفت الانتباه ويحزّ في النفس أن العقل العربي يلتفت إلى أشياء قد تبدو هامشية؛ فيما يغض الطرف عن أحداث جوهرية تعصف بالمنطقة العربية نتيجة للتكالب الاستعماري عليها. وبنظرة عامة على خارطة الوطن العربي نجد أنه مُثخن بالجراح ابتداءً من العراق واليمن مرورًا بسوريا وليبيا والسودان، والساحة العربية وللأسف الشديد هي ميدان الصراعات الدولية، والدماء العربية هي وقود تلك الحروب. ودول العالم شرقًا وغربًا تتقدم وتتطور؛ فيما تعود بلداننا العربية إلى العصور الوسطى والله المستعان.

ولا نذهب بعيدًا ومنذ أحد عشر شهرًا وما زال الكيان المُحتل يمارس إجرامه البربري في الأراضي الفلسطينية بتواطؤ دولي، وبدعم غربي لا متناهٍ، وخذلان وصمت عربي راح ضحيته أكثر من 40 ألف شهيد حتى اللحظة، ناهيكم عن الأعداد المهولة للجرحى، وتعمُّد قتل الأطفال والنساء والشيوخ، واستهداف الطواقم الطبية والتعليمية والإعلاميين، وتدمير غزة بالكامل، لا لشيء إلّا أنها قالت "لا" للغطرسة الصهيونية، وطالبت بحقها المشروع إنسانيًا ودوليًا في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ورحيل المحتل إلى غير رجعة.

ومع هذه الأحداث الأليمة التي نعيش تفاصيلها لحظة بلحظة، واستمرار ممارسة لعبة المفاوضات لإطالة أمد الحرب، نجد أن المجتمع العربي غير مكترث لما يدور حوله،  أو أنه منقسم مع أو ضد، رغم أن الموقف لا يختلف عليه اثنان، وقلة قليلة هي من تدعم المقاومة الفلسطينية، ولله الأمر من قبل ومن بعد. وفي خضمّ هذه الأحداث، وفي ظل التشرذم العربي القُطري، وتجذّر الفكر الطائفي والمذهبي الذي وُظِّف لخدمة أجندات محددة، يبدو أننا بعيدين عن الوصول إلى مُبتغانا من الوحدة العربية، وتعمير بلداننا، والاستفادة من خيراتنا. ويبدو واضحًا كذلك أن سياسة "فرق تسد" قد نجحت بامتياز في بلداننا العربية.

ومع ذلك، فالأمل دائمًا موجود، ولن يغلب عسر يسرين، والرؤية أضحت واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار إلا من كان على عينيه غشاوة. ويُمكن إعادة توجيه البوصلة مجددًا، واستثمار المناخ السياسي الإيجابي، والتخلص من مصالحنا الآنية الضيقة شريطة توفر الرغبة الصادقة، والإرادة الأكيدة نحو رسم خارطة طريق للمستقبل، وضرورة العمل التكاملي، ورص الصفوف من أجل الخروج من هذه الشرنقة، وقبل كل هذا وذاك لا بد أن نعترف أن المشكلة في داخلنا، وفي طريقة تفكيرنا وما نحتاجه فعلًا هو صناعة وعي عربي، وإعادة برمجة عقولنا رأفة بالأجيال القادمة، وتنقيتها من الرواسب الفكرية المنحرفة عن جادة الصواب والتي قادتنا إلى هذا المصير المتردي.

قال تعالى في سورة الرعد "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" صدق الله العظيم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الخارجية الألمانية تعلن تقديم برلين مساعدات إضافية بقيمة 100 مليون يورو لأوكرانيا
  • أرنولد شوارزنيغر يحصل على الدكتوراه الفخرية في برلين
  • ألمانيا تتعهد بمساعدات إضافية لأوكرانيا بمئة مليون يورو في الشتاء
  • العرب بين حياة البشر وحياة الماعز
  • ألمانيا تمارس حظرًا هادئًا على بيع الأسلحة لـإسرائيل
  • صحيفة ألمانية: برلين تمارس حظرا هادئا على بيع الأسلحة لإسرائيل
  • أحاديث عن التاريخ وزوابعه!
  • مباراة لايبزج ويونيون برلين من دون مدربين!
  • كأس ديفيز.. أمريكا تفوز على ألمانيا
  • بكين تحذر برلين من مخاطر إبحار سفنها الحربية في مضيق تايوان