الإخوان الإرهابية ومسيرة التلون والتواطؤ (١١٨)
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
نستكمل حديثنا اليوم مع الواقعة والتى كان بطلها الدكتور حسين زايد، وهو أحد قيادات الهيئة العليا لحزب الوسط، ودخل مجلس الشورى عن الحزب من محافظته بورسعيد، وقتها على وجه التقريب فى العام ٢٠٠٢، كان لا يزال عضوًا بجماعة الإخوان المسلمين، وكان بعض أصدقائه يطلقون عليه مرشد بورسعيد لنشاطه وحماسه وحرصه على جماعة الإخوان المسلمين وعمله من أجلها، كان زايد استشارى الأنف والأذن والحنجرة قريبًا من عصام سلطان قرب الصداقة التى تتجاوز الخلافات بين الجماعة وحزب الوسط، ولأن حسين كان معتزًا بنفسه فقد بدأ ينتقد كثيرا من أداءات الجماعة ومرشدها وقتها المستشار محمد مأمون الهضيبى.
من المؤكد أن مكتب الإرشاد مخترق، ومؤكد أيضا أن لجهاز أمن الدولة عيونًا ترصد وتسجل دبة النملة فى مكتب الإرشاد وتنقلها ربما على الهواء مباشرة للمسئولين فى مكاتب أمن الدولة، حتى جاء مهدى عاكف ليفجر ما اعتبره البعض مفاجأة رغم أنه لم يكن كذلك، كان الصحفى صلاح الدين حسن يجرى حوارًا صحفيًّا مع مهدى عاكف فى مقر مكتب الإرشاد بالمنيل، سأل المرشد، لماذا لا تكون مواقفك معلنة؟، فرد عاكف بعصبيته المعروفة: لا يوجد عندى موقف مبطن والنظام يعلم عنى ذلك، أنا رجل واضح تمام الوضوح، مكتبى هذا كل كلمة فيه مسجلة على الهواء مباشرة، وهذا الحديث مسجل عندهم، كان هذا اعترافًا واضحًا لا لبس فيه من مهدى عاكف أن مكتب الإرشاد كان مراقبًا طوال الوقت، وأن ما يحدث فيه ينقل بالصوت والصورة فى إشارة إلى أنه تم زرع كاميرات وميكروفونات داخل بيت الجماعة الحصين، ربما أراد مهدى عاكف أن يبرئ رجاله من تهم العمالة لأمن الدولة التى كانت تطاردهم، لكنه دون أن يدرى هبط بمستوى جماعته التى بدت ضعيفة ومتهالكة ومخترقة، لكن هذه كانت طبيعة مهدى عاكف، فقد كان المرشد الفاضح لنفسه قبل الآخرين.
دارت السنوات وتم تفكيك جهاز أمن الدولة، لكن ظل تسريب استقالة حسين زايد من مكتب الإرشاد لغزًا محيرًا، حتى قال أحد قيادات الجهاز السابقين والذين كانت لهم علاقة وثيقة بملف الجماعات الإسلامية، كان لديه الكثير الذى قاله عن واقعة الاستقالة، ولديه حل اللغز، قال إن عصام سلطان هو الذى أرسل بنص الرسالة إلى الجهاز قبل أن يتسلمها مكتب الإرشاد.. وهو أكثر منطقية لحل اللغز عزيزى القارئ، ولم يشغل بال أحد بعد ذلك لماذا كان يتعامل عصام سلطان مع جهاز أمن الدولة، لأن السبب فى مصر قد يكون معروفًا تماما، فلا يوجد سياسى تقريبا من بين قوى المعارضة إلا وتعامل مع هذا الجهاز بشكل أو بآخر، إما مختارًا وإما مضطرًا، وللحديث بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإخوان المسلمين مکتب الإرشاد أمن الدولة
إقرأ أيضاً:
عبدالله آل حامد: يوم زايد للعمل الإنساني محطة مهمة لاستحضار إرث زايد
أكد معالي عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، أن يوم زايد للعمل الإنساني محطة مهمة نستحضر فيها إرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى دعائم نهضة دولة الإمارات على أسس العطاء والخير والتسامح والمحبة.
وقال معاليه بمناسبة الاحتفال بيوم زايد للعمل الإنساني: إن مدرسة زايد الإنسانية أصبحت مصدر إلهام لمعظم القائمين على العمل الإنساني والإنمائي على الصعيد العالمي؛ حيث بات اسمه مرادفاً للإنسانية، بما قدمه لصالح العمل الخيري في مختلف أنحاء العالم، وهو ما ساهم في حفر اسمه في عقول وقلوب الشعوب التي استفادت ومازالت من مبادراته الخيرية واستحق عنها أن يكون رمزاً عالمياً للعمل الإنساني .
وتابع معاليه: إن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، تواصل مسيرة العطاء والإنسانية التي بدأها الوالد المؤسس، وهو ما رسخ من مكانة الدولة الريادية عالمياً في مجال العمل الإنساني وجعل منها نموذجاً ملهماً في التضامن والمساعدة الإنسانية، حيث لا يكاد يمر يوم إلا وتقوم فيه الدولة بمد يد العون لكل محتاج، في مختلف مجالات العمل الإنساني والإغاثي والخيري.
وأضاف معاليه: "يوم زايد للعمل الإنساني"، إحدى المحطات المضيئة في تاريخ الإمارات، التي نستلهم منها التجربة الرائدة للشيخ زايد، الذي زرع في أبناء شعبه بذور الإنسانية فأثمرت محبة ورحمة، وعلمنا أن العطاء لا يكون بالقول بل بالفعل، وأن قيمة الإنسان تكمن في قدرته على مساعدة الآخرين دون انتظار مقابل، وأن المحبة والعطاء والإنسانية هي الجسر الذي يعبر بنا إلى عالم من التفاهم والتسامح، وأن الأخوة هي أساس النهضة وبناء الأمم.
وأكد معاليه بهذه المناسبة أن على الإعلام دوراً كبيراً في نشر قيم الإنسانية التي غرسها الشيخ زايد في أبنائه، مؤكداً أن وسائل الإعلام هي جسر بين الماضي والمستقبل، وتعمل على نقل إرث زايد للأجيال القادمة، منوهاً بأن الإعلام هو الشاهد الأمين على ما تحقق على أرض الدولة من إنجازات أبهرت العالم، وهو الصوت الذي يعكس رسالة الإمارات الإنسانية التي كانت ولا تزال نبراساً لكل عمل تقوم به الدولة.