بوابة الوفد:
2024-09-17@08:57:40 GMT

الحلم بين المساندة والتخاذل

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

الحلم حق مشروع للجميع.. قد يكون حلما شخصيا أو حلما وطنيا وفى كل الأحوال يحتاج إلى المساندة والتأييد والمؤازرة بكل قوة حتى يتحول إلى حقيقة.

ولاشك أن الحلم الوطنى يجب أن يحصل على الدعم والانحياز التام وليس التخلى والتخاذل، لكن وللأسف هذا لا يحدث مؤخرا.. كثيرا ما نرى عكس المطلوب فقد شاهدنا جميعا كيف دعم السعوديون منتخب بلادهم فى كأس العالم الأخير رغم توديعه البطولة من دور المجموعات، إلا أن الجميع خرج مشيدا بالاداء الرائع الذى قدمه المنتخب مع غياب التوفيق بصورة أذهلت الجميع.

لماذا لا نعود إلى ما فعلناه من قبل عندما قدمنا كل الدعم للمنتخب الوطنى وحصلنا على لقب كأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية؟

لماذا تخرج الانتقادات فى الأوقات التى تحتاج إلى المساندة؟

إلى متى يتدخل الجميع فى عمل الأجهزة الفنية وتوجه الانتقادات التى وللأسف تحمل دائما صيغة الانتماءات للأندية الجماهيرية؟

متى نتخلى عن عادة محاربة الحلم مع بدايته؟

إذا اقيمت مدينة جديدة يقال ليس وقته، إذا شرعنا فى أى عمل قومى جديد يواجه بالانتقادات، عندما بدأ العمل فى مدينة السادس من اكتوبر خرج الجميع متسائلا مين هيروح يعيش فى الصحراء والآن أصبحت من أهم المدن الكل يحلم بالسكن فيها.

لماذا هذا السلوك الهدام؟ وأركز هنا على الجانب الرياضى الذى شهد مؤخرًا تراجعا شديدا عن دعم المنتخبات الوطنية فى كل الألعاب وخاصة كرة القدم.

هل من الممكن أن تتخيل مدرجات مباراة المنتخب فى بداية مشواره بتصفيات كأس العالم خاوية، فى الوقت الذى سبقها منذ أيام قليلة سباق بين الجماهير على حضور مباريات فريقى الأهلى والزمالك فى الدورى.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تحولت الأمور إلى زرع الفتنة داخل الفريق، والإدعاء أن المدرب العام أمير عبدالعزيز وراء ازمة استبعاد لاعبى الأهلى بتحويل الأمر إلى لعبة الانتماءات لزرع الفتنة.

هل فقدنا الانتماء الوطنى وتغلبت لعبة الانتماءات للأندية؟

لقد رأيت وشاهدت كلاما على مواقع التواصل الاجتماعى بأن الجماهير تقاطع الكرة المصرية، وهو كلام باطل بدليل الحضور والحماس فى مدرجات الأهلى والزمالك فى الدورى.. هل أصبحت نعرة الانتماءات للأندية أهم من المنتخب، هل هو غياب وعى أم غياب وطنية؟!

لقد حدث من قبل وشن احد جماهير الاندية الكبرى هجوما ومقاطعة لمباريات المنتخب لأسباب تافهة كالعادة.

متى نتوقف عن تحول الجميع إلى خبراء يوجهون سهام النقد شمالًا ويمينًا بما يؤثر سلبيًا على الجماهير ويزيد من الاحتقان؟

متى نتعلم كيفية تحديد الوقت الذى نهاجم وننتقد فيه، والذى يجب أن نساند و نؤازر فيه؟

هل يمكن أن يتدخل الجميع فى اختيارات المدير الفنى قبل ساعات من مباراة هامة، ثم يزداد الأمر غرابة بإعلان الدهشة والاستغراب من القائمة المرشحة للمباراة وكأنهم يفهمون أكثر من المدير الفنى المسئول.

لماذا لا ننتظر إلى ما بعد المباراة للتحليل والشرح والتوضيح للاخطاء، ولو على أمل أن يساعد هذا الجهاز فى تدارك وفهم الأخطاء.

لقد شاهدنا مؤخرًا تفوقا جديدا لعدد من الألعاب الفردية فى بطولات عالمية، بعضها نتيجة لمجهودات جماعية واخرى مجهود فردى يقف خلفه دعم عائلى، ولكن فى كل الأحوال هى إنجازات جديدة غيرت الصورة كثيرا.

لماذا لا ننشر صور هؤلاء الأبطال الذين حققوا ألقابا عالمية؟ لماذا لا نجعلهم يشعرون بأن ما بذلوه لم يذهب هباء بما يحفزهم وبقوة على بذل المزيد من الجهد حتى نرى المزيد من الإنجازات.

التجديد والابتكار مطلوب فى كل عمل، منذ أكثر من 40 عامًا كان أخى الأكبر يعيش فى مدينة دبى، وكان يحكى عن كيفية الاهتمام والتطور حتى فى حدائق الشوارع، كان يحكى عن استيراد شتلات لنباتات زينة وأزهار وخلافه ليتم زرعها فى الشوارع ولم يعترض أحد أو يتهم المسئولين بالإسراف فى غير محله، والنتيجة يعرفها الجميع ويشاهدها فى جعل دبى واحدة من أشهر المدن حتى احتلت المركز الخامس بين أفضل مدن العالم عام 2021.

لا تنقدوا وتحاربوا وتهدموا كل عمل فى بدايته انتظروا حتى تظهر الثمرة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مشروع للجميع لماذا لا

إقرأ أيضاً:

على هامش المناظرة

فاجأت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، منافسها المرشح الجمهورى «دونالد ترامب» حين تقدمت نحوه لمصافحته، مع بدء المناظرة بينهما قائلة له: أنا كاميلا هاريس. وبرغم أن ترامب لم ينبس بكلمة واحدة ردا عليها، إلا أنها نجحت فى أن تمنح الانطباع بالثقة فى النفس، وأنها لا تخشى صلفه ونرجسيته وحتى تجاوزاته. ولم تكن المصافحة من التقاليد المألوفة فى المناظرات السابقة، التى أرست، تقاليد تبتعد عن التجريح الشخصى، وتهدف إلى التركيز على الكشف عن رؤى كلا المرشحين لحل مشاكل البلاد، فضلا عما كانت تتسم به من رزانة، واحترام متبادل بينهما، حتى ولو كان مصنوعا ومزيفا، لكنه ضرورى، لأنه يلعب دورا كعامل طمأنة، لما يحمله من إشارات للناخبين، بمدى الثبات الانفعالى لكل منهما، ويؤكد الثقة فى قدرة المتنافسين، على التحكم فى الانفعالات، أيا كانت الضغوط التى تمارس عليهما، وهو ما يعنى ضمانة للمصوتين أن تكون الحكمة حاضرة، إذا ما جلس أحدهما لإدارة شئون بلدهم من البيت الأبيض.

فى المناظرة انقلب السحر على الساحر. وبينما نجح ترامب (78عاما) فى إزاحة بايدن من سباق المنافسة الرئاسية بسبب خرف شيخوخته، فقد رسب فى امتحان فارق العمر بينه وبين هاريس (59 عاما) الذى يبلغ 19 عاما. وبدت المرشحة الديمقراطية خلال المناظرة أكثر حضورا وحيوية وعقلانية وثقافة منه، وأكثر تدفقا فى الحديث، وسرعة بديهة، من الخبرة التى اكتسبتها كمدعية عامة سابقة، وعضو فى مجلس الشيوخ، واستطاعت أن تهزمه كذلك بحديثها الجذاب عن الطبقة الوسطى الأمريكية، وعن خططها للمستقبل.

بينما غرق ترامب فى حديثه الشعبوى عن إنجازات ماضيه، وبدا عنصريا ومخرفا ضد معظم الأقليات الأمريكية، حتى ذكرته هاريس بتحريض أنصاره للهجوم على مبنى الكونجرس رفضا لعدم قبول خسارته فى الانتخابات، وهدمه للأسس الدستورية والقانونية القائمة، وعدم احترامه شرعية المؤسسات الدستورية. فضلا عن اتهامه بنحو 48 تهمة جنائية بينها التهرب الضريبى. ومن المعروف أن ترامب يرفض أن يسكن السود فى أى من أبراجه وعقاراته الاستثمارية.

اقترب ترامب من موقف هاريس فى قضية الإجهاض. فبينما كان يرفضه لأسباب دينية، ويسعى لتقنين منعه، وتعتبره هاريس حقا من حقوق النساء والإنسان، أعلن فى المناظرة -لأسباب انتخابية بطبيعة الحال ترنو إلى أصوات النساء -على أن يترك الموقف منه لتحدده كل ولاية، ولا يكون موقفا موحدا للاتحاد الفيدرالى.

لم يكن اتفاق الاثنين على الدعم المطلق لإسرائيل، جذبا فقط لأصوات اللوبى اليهودى الصهيونى، بل هو إعادة تأكيد على الدعم التاريخى المطلق الذى لا سقف له، من قبل الإدارتين الديمقراطية والجمهورية لإسرائيل. لكن موقف إدارة بايدن من الحرب الدائرة فى غزة والممتدة إلى الضفة فاق كل مواقف الإدارات السابقة، من حيث هدمه لقواعد القانون الدولى، وافتقاده المخجل لكل القيم الأخلاقية والإنسانية.

حرصت هاريس على أن تبتعد قليلا عن مواقف بايدن، فتحدثت عن حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس، وطالبت بوقف الحرب وحل الدولتين. ولم نعد ندرى إذا كان هذا موقفها الحقيقى، أم هو مغازلة لأصوات الجاليات العربية، والمجتمع المدنى، الذى ما زالت مظاهراته تجوب الشوارع طلبا لوقف الحرب فى غزة، ومنح الفلسطينيين الحق فى تقرير المصير. لكن المؤكد أن المناظرة لا تحسم الفائز فى الانتخابات التى ستجرى بعد نحو ستة أسابيع، يمكن خلالها أن تتبدل المواقف لصالح وضد أى من المتنافسين، ليكون الجواب النهائى عمن سيفوز فى الخامس من نوفمبر القادم.

 

 

مقالات مشابهة

  • الصحف الأوروبية.. لاجازيتا ديلو سبورت: دوري الأبطال بعيد عن الحلم الإيطالي.. كورييري: صلاح في منزل لياو
  • تفسير حلم شراء منزل جديد في المنام لابن سيرين.. ترقية أم زواج؟
  • البخيتي يكشف عن إغراءات أمريكية لوقف هجماتهم في البحر الأحمر
  • الحوثيون يكشفون عن إغراءات أمريكية لوقف هجماتهم المساندة لغزة
  • كوارث عمر أفندى!
  • نائب نصر الله: لا طريق لعودة المستوطنين للشمال إلا بإيقاف حرب غزة
  • على هامش المناظرة
  • نعيم قاسم للإسرائيليّين: نحن جاهزون ومستعدّون لأي احتمال
  • غسان حاصباني في ذكرى اغتيال بشير الجميل: اختصرتَ معنى الجمهورية
  • الوصل يبحث عن «الحلم القاري» بعد «الثنائية المحلية»