بوابة الوفد:
2025-02-12@02:20:47 GMT

اللغم الأخير فى خطة «دَالِتْ»

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

يعلم القاصى والدانى، الصديق قبل العدو، أن هدف الصهيونية الأساسى هو إقامة دولة خالصة لليهود فى فلسطين، وأن الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والتهجير القسرى لأصحاب الأرض إحدى أهم وسائل تحقيق تلك الغاية، وهذا ما يؤكده «ديفيد بن جوريون» مخاطبًا اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية فى يونيو 1938 بأنه يؤيد الترحيل القسرى «ولا يرى فيه شيئًا غير أخلاقي».

يقول المؤرخ الإسرائيلى «إيلان بابه» فى كتابه «التطهير العرقى فى فلسطين»: «فى عصر يوم الأربعاء يوم 10 مارس 1948 وضعت مجموعة من أحد عشر رجلًا مكونة من قادة صهيونيين قدامى وضابطين عسكريين، اللمسات الأخيرة على خطة لتطهير فلسطين عرقيًا، وفى مساء اليوم نفسه أرسلت الأوامر إلى الوحدات على الأرض بالاستعداد للقيام بطرد منهجى للفلسطينيين».

كانت تلك الأوامر التى رسمتها خطة «دَالِتْ» بقيادة «بن جوريون»، أو كما يطلق عليها رسميًا خطة «يهوشواع» نسبة إلى أحد قادة عصابات الهاجاناه، تهدف إلى إثارة الرعب على نطاق واسع، ومحاصرة وقصف القرى وحرق المنازل، وطرد وهدم البيوت والمنشآت، وزرع ألغام وسط الأنقاض لمنع السكان المطرودين من العودة إلى منازلهم!

إذن ما يحدث فى غزة الآن وما يرتكبه الكيان المحتل من عمليات إبادة وقتل وتخويف وتدمير وتطهير عرقى وجرائم حرب، ما هو إلا امتداد طبيعى لخطة تم وضعها منذ عقود، وما هو إلا مشهد فى مسلسل خطة «دَالِتْ» بالعبرية أو الخطة «دال» بالعربية لتطهير فلسطين عرقيًا وليس شيئًا آخر كما يزعم البعض.

يقول «إيلان» إن خطة «دَالِتْ» هى النسخة الرابعة والنهائية لخطط سابقة أقل تفصيلًا، وإن هذه الخطة قد أوضحت وعلى نحو غير قابل للتأويل أن الفلسطينيين يجب أن يرحلوا، وبحسب تعبير «سمحا فلابان» من أوائل المؤرخين الذين أشاروا إلى أهمية هذه الخطة ومغزاها، فإن الحملة العسكرية ضد العرب بما فى ذلك غزو المناطق الريفية وتدميرها، رسمت معالمها فى خطة «دَالِتْ» التى أعدتها الهاجاناه.

كانت الفكرة العامة لأعمال العنف كما رسمتها الخطة «دَالِتْ» وشرحها «بن جوريون» هو ضمان أن يصبح المجتمع الفلسطينى تحت رحمة اليهود، وأن يفعلوا به ما يشاءون بما فى ذلك تجويعه حتى الموت!

ويؤكد المؤرخ الإسرائيلى «إيلان» أن الخطة «دَالِتْ» تحتوى على تشكيلة من أساليب التطهير العرقى المتطابقة أسلوبًا تلو الآخر مع أساليب التطهير العرقى الموصوفة فى التعريف الذى وضعته الأمم المتحدة للتطهير العرقى، وتشكل الخلفية للمجازر التى رافقت التهجير الجماعى للفلسطينيين.

والسؤال هنا: إذا كانت المذابح التى ارتكبتها إسرائيل منذ وضع تلك الخطة بداية من عملية «نخشون» فى الأول من أبريل 1948، وتدمير القرى بين يافا والقدس والتهجير قسريًا، ليست جرائم تطهير عرقى فليوضح لنا المجتمع الدولى ما هو مفهوم «التطهير العرقي» لديه، كى نفهم أو «نضحك على أنفسنا» ونتعايش مع تلك الجرائم مثلهم؟!

وليشرح لنا الذين يدعمون هذا الكيان الإجرامى، إذا كانت مذبحة «دير ياسين» 9 أبريل 1948 وما تلاها من جرائم حرب، وصولًا إلى ما يحدث فى غزة الآن، لا تندرج تحت عمليات الإبادة الجماعية، فما هو التعريف المناسب للإبادة الجماعية فى مراجعهم السياسية أو الأدبية أو التاريخية؟ لعلنا نجد سببًا نرتكن إليه ثم ننام وضمائرنا ميتة مثلهم!

نريد واحدًا من أصحاب نظرية التعايش فى سلام مع هذا الكيان المحتل، أن يرد على صرخات الأطفال ودماء الشهداء، ويُجيب على شهادة «فهيم زيدان» أحد الناجين من مذبحة «دير ياسين» وكيف أنه رأى عائلته تقتل أمامه بعد أن أخرجوهم واحدًا تلو الآخر، فقتلوا رجلًا عجوزًا، وعندما بكت إحدى بناته قتلوها، ثم استدعوا شقيقه محمد وقتلوه، وعندما صرخت أمه باكية قتلوها وهى منحنية فوقه وبين ذراعيها أخته الرضيعة «خضرة» التى قتلوها أيضًا!، إذا كانت هذه الجرائم الموثقة ليست جرائم حرب، فماذا تكون جرائم الحرب إذن؟! لعلنا نجد كلامًا نكذب به على أطفالنا، ونبرر لهم آراء التعايش فى سلام مع هذه المذابح مثلهم!

فى النهاية وبعد تلك الجرائم والمذابح المخطط لها منذ عقود، ورغم أن الفاعل معلوم والجرائم موثقة بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة، يظهر علينا البعض مستخدمًا مصطلحات ومفردات تساعد المجرم على الإفلات بجريمته، فيساوى بين القاتل والمقتول، ويضع الجلاد والضحية فى كفة ميزان واحدة، تحت مظلة الصراع والحرب أو شرعية الدفاع عن النفس بارتكاب تلك المذابح، إن هذه الرؤية العوراء عار وعورة على الإنسانية كلها.. لتبقى الإجابة عن السؤال: لماذا لا يُعاقب المجرم على فعلته؟ كلمات وسطور مخزية لعالم يدعى أنه حر.

ختامًا.. ربما ما يحدث فى غزة الآن لا يكون المشهد الأخير من خطة «دَالِتْ»، ولكنه حتماً سيكون اللغم الأخير الذى ينفجر فى وجه الجميع.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب فلسطين الإبادة الجماعية التطهير العرقي التهجير القسري الترحيل القسري

إقرأ أيضاً:

النقل تكشف الخطة التطويرية في المطارات العراقية

الاقتصاد نيوز _ بغداد

كشفت وزارة النقل، اليوم الاحد، عن مشاريعها التطويرية في المطارات العراقية، والتي يستهدف معظمها تأهيل البنية التحتية للمطارات، فيما اشارت الى ان الخطة تتضمن 26 مشروعا في مطار بغداد.

وذكرت الوزارة في بيان تلقته "الاقتصاد نيوز"، ان "مطار بغداد الدولي يحظى بخطة تطويرية شاملة، تتزامن مع المحفظة الاستثمارية لمؤسسة التمويل الدولية وخياراتها الثلاثة"، مبينا ان "هذه الخطة تتضمن ٢٦ مشروعا على مرحلتين".
وأضاف البيان، ان "المرحلة الاولى تشمل مشاريع تأهيل البنى التحتية للمطار، وتتكون من 16 مشروعا، تسعة منها على الموازنة التشغيلية للشركة، وسبعة على الموازنة الاستثمارية".
وتابع البيان، أن "القسم الثاني يحتوي على عشرة مشاريع جميعها تموّل من الموازنة الاستثمارية، اضافة الى وجود مشاريع قيد الدراسة، أبرزها اعادة تصميم الفضاء الجوي العراقي والبناية البديلة للملاحة الجوية وكذلك منظومة ادارة الحركة الجوية".
وأشار البيان إلى أن "إدارة المطارات باشرت مشاريع تأهيل البنى التحتية للمطار، من بينها مشروع توسعة المناطق الخضراء والحدائق حيث تم توقيع العقد والمباشرة الفعلية في العمل وايضا مشروع تأهيل السقوف والارضيات في صالتي بابل وسامراء، والذي وصلت نسبة الإنجاز فيه الى 22% ".
وحول مشروع الفحص الجوي، ذكر البيان ان "هناك اجهزة ملاحية موجودة على المدرج وتم استلام تقرير من شركة راديولا النيوزلندية بشأن تأكيد سلامة جميع الاجهزة الخاصة بالهبوط، وبهذا يمكننا استكمال خططنا التطويرية للأجواء العراقية".
ونوه البيان بأن "الشركة العامة لإدارة المطارات والملاحة الجوية قامت بتوسعة المجال الجوي للطيران المدني على حساب أماكن كانت محظورة عسكريا، ما سمح بزيادة عدد الطائرات العابرة وتدفقها من اجواء الدول بمعدل 600 الى 650 طائرة يوميا".
وأوضح البيان، أنه "سيكون هناك نصب لمنظومة الايلس ضمن مشروع الهبوط الآلي، إلى جانب المنظومة المنصوبة في مطار بغداد الدولي منذ العام 2005 – 2006"، لافتاً إلى أنه "ضمن مشاريع تأهيل البنى التحتية، تم استكمال العقد من شركة اندرا العالمية المتخصصة في قطاع الطيران".
وواصل البيان، أن "مشاريع التأهيل تشمل أيضا مشروع الإنارة او الديكور ، فقد تمت الإحالة الى احدى الشركات ونحن ايضا بصدد توقيع هذا العقد"، مؤكداً أن "ايرادات الشركة العامة لإدارة المطارات والملاحة الجوية ارتفعت بمعدل عال جدا ، حيث كانت ٤ مليارات دينار ، في حين وصلت الآن الى 15 مليارا شهريا".
واستطرد، أنه "في ما يخص بقية المطارات العراقية، فإن العمل يتواصل في مشروع مطار الناصرية، حيث وصلت أغلب الأجهزة الملاحية من مناشئ عالمية مثل شركة إندرا ENDRA المتخصصة في قطاع الطيران، أما مطار الموصل فإنه تم تجهيز 82% من اجهزتها، معظمها من شركات فرنسية عالمية، بشان تنصيب الرادار والايلس، في المطار الذي من المقرر افتتاحه قبل نهاية العام الجاري".
وفي ما يخص مطار البصرة الدولي، ذكرت الوزارة في بيانها بانها "تعتزم التعاقد مع شركات عالمية، لشراء رادارين؛ تنصيب واحد في المنطقة الغربية من العراق، والثاني في مطار البصرة".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • لقاء الطغاة: ترامب ونتنياهو والولاء الغائب
  • اكتشاف وتفكيك لغم منفجر في المعلا خلال حفريات لمؤسسة الكهرباء
  • الطور الأخير لنضح الإسلاميين السياسي
  • الطور الأخير لنضح للإسلاميين السياسي
  • الكرملين عن خطة ترامب للسيطرة على قطاع غزة: من السابق لأوانه تحديد تفاصيل الخطة
  • مفاجأة في عرض الزمالك الأخير لتجديد عقد زيزو
  • نتنياهو: خطة ترامب أول فكرة جديدة منذ سنوات وقد تغير كل شيء في غزة
  • النقل تكشف الخطة التطويرية في المطارات العراقية
  • رد فعل نجوى كرم بعد سقوطها من على المسرح خلال حفلها الأخير (صور)
  • السعودية: تصريحات نتنياهو الاستفزازية هدفها صرف النظر عن الجرائم الإسرائيلية في غزة بما فيها التطهير العرقي