رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: الكارثة الإنسانية في غزة لا تزال تتفاقم في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف النزيف وكبح العدوان
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن الكارثة الإنسانية والأخلاقية والقانونية في قطاع غزة لا تزال تتفاقم بعد مرور نحو شهر ونصف على اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف النزيف وكبح العدوان.
وقال معاليه في مؤتمر صحفي عقده اليوم مع سعادة السيد جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي: "إن لقاءنا اليوم تطرق إلى سبل تعزيز التعاون بين دولة قطر والاتحاد الأوروبي بهدف التوصل إلى حل دائم وسلمي لهذه الأزمة بكافة أبعادها السياسية والإنسانية"، مبينا معاليه أن "على رأس أولوياتنا الوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات الانتقامية والاعتداءات العشوائية على قطاع غزة، وإنهاء إجراءات الإبادة الجماعية والتجويع والتهجير القسري، ورفع الحصار الظالم المفروض على القطاع منذ سنوات طويلة، في مخالفة صارخة للقانون الدولي والقوانين والأعراف الإنسانية".
وأضاف معاليه: "هذا الوضع المأساوي، بكل ما تحمله الكلمة من معاني القسوة والفظاعة والبشاعة، قتلى وجرحى بالآلاف ونزوح جماعي قهري لمئات الآلاف، فضلا عن حرمان مليونين ونصف المليون فلسطيني من الماء والغذاء والوقود والكهرباء والدواء، يأتي في ظل ما يشهده عالمنا اليوم من المجاهرة والمفاخرة لجيش الاحتلال بتدمير المستشفيات وإجبار المرضى والجرحى والأطباء والنازحين على الخروج تحت تهديد السلاح، وتبرير ذلك بادعاءات غير مثبتة".
وقال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية "إننا شهدنا خلال الأيام الماضية عمليات استهداف لكافة مستشفيات القطاع، كما رأينا، على مشهد ومسمع العالم أجمع، المسرحيات الهزلية التي كان يقوم بها جيش الاحتلال في هذه المستشفيات، مدعيا أنها أماكن لقيادة حركة حماس".
وأكد معاليه أن ما حدث في مجمع الشفاء الطبي، أكبر مجمع في قطاع غزة، من إخلاء قسري لمئات المرضى وعشرات الأطفال من حديثي والولادة والطواقم الطبية من آلاف النازحين، يعتبر جريمة "لم نسمع صوتا للمجتمع الدولي لإدانتها، فضلا عن استمرار المجازر بحق المدنيين، والتي كان آخرها المجزرة التي تمت يوم أمس في مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الأمم المتحدة، حيث رأينا أنه لم يكن هناك احترام للقوانين والأعراف الدولية".
ودعا معاليه إلى أن تكون هناك وقفة للمجتمع الدولي للتعامل مع هذه المسألة وفق القوانين والأعراف الدولية، مبينا أنه "ما زلنا نرى ازدواجية في المعايير لدى كثير من الدول حيال ما يحدث لأشقائنا في قطاع غزة"، مطالبا المجتمع الدولي بالالتزام بما قام عليه من أسس في احترام القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية، واحترام المدنيين وحمايتهم في غزة، كما هو الحال للمدنيين في أي مكان آخر في العالم.
وثمن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال المؤتمر الصحفي، دعوة سعادة الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للهدن الإنسانية، مطالبا إسرائيل بالامتثال لقرار مجلس الأمن وتنفيذ ما جاء فيه من فتح للممرات الإنسانية ووقف الحرب.
ولفت معاليه إلى استمرار القصف الإسرائيلي على كل المرافق المدنية بقطاع غزة، ولم تكن هناك حرمة للمستشفيات والمدارس، مؤكدا أن استهداف مبنى لجنة إعادة الإعمار التابع لدولة قطر يعد صورة أخرى لعدم الاهتمام بمثل هذه المؤسسات، التي يكمن هدفها في تقديم الدعم الإنساني للأشقاء في القطاع، فضلا عن التذرع بحجج واهية تجاه تدمير مثل هذه المرافق.
وأكد معاليه أن دولة قطر طالبت عدة مرات بتشكيل لجان تحقيق دولية للنظر بالادعاءات الإسرائيلية، حيال استخدام المدارس والمستشفيات لأسباب عسكرية، إلا أنه لم نر أي تحرك بهذا الاتجاه، داعيا في هذا السياق إلى ضرورة تشكيل لجنة دولية للتحقيق بالجرائم التي ترتكب بحق المدنيين في قطاع غزة.
وقال معاليه: "إن مبنى لجنة إعادة الإعمار القطري مهم بالنسبة لنا، ويمثل جهود الدولة في قطاع غزة، ولكنه ليس أهم من المستشفيات والمدارس والملاجئ التي تدمر بشكل يومي وهي تؤوي عشرات الآلاف من أشقائنا في القطاع".
?وأعرب معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن ثقته بأن اتفاقا بشأن صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس بات قريبا، لافتا إلى أن هناك تحديات بسيطة ضمن المفاوضات، وهي لوجستية وعملية وليست جوهرية، ويمكن تذليلها.
وشدد معاليه على ضرورة وقف الحرب وفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات، مشيرا إلى أن الناس في قطاع غزة يعانون من الجوع، وليس ليهم مياه نظيفة أو كهرباء، فضلا عن عدم وجود وقود في المستشفيات.
من جانبه، ثمن سعادة السيد جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، الجهود التي تبذلها دولة قطر إقليميا ودوليا في هذه الأزمة، مبينا أن هذا اللقاء يأتي في إطار مناقشة الوضع الإقليمي المتردي، وضرورة وقف معاناة المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، الذي يتركز الألم والمعاناة فيه حاليا.
وأكد سعادته، خلال المؤتمر الصحفي، الحاجة لبذل المزيد من الجهود المشتركة الإضافية من أجل تذليل التحديات التي تعترض التوصل إلى حل بين الجانبين، مثمنا في هذا الإطار الدور البناء الذي تلعبه دولة قطر، كدولة مؤثرة إقليميا من أجل دعم السلام والاستقرار، واستطاعت أن تفرض نفسها كدولة وسيطة وأساسية في العالم وليس في الشرق الأوسط فقط، ما يؤكد اضطلاعها بدور أساسي من أجل إحلال السلام وتحرير الشعوب.
وقال سعادة الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي: إن مناقشات اليوم تركزت حول موضوع الرهائن المحتجزين لدى حماس منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث تضطلع قطر بدور ميسر وأساسي في جهود إطلاق سراحهم، داعيا في هذا السياق إلى إطلاق سراح "غير مشروط" للرهائن، والسماح للصليب الأحمر والهلال الأحمر بالوصول إليهم.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية رئیس مجلس الوزراء وزیر الخارجیة الممثل الأعلى فی قطاع غزة دولة قطر فضلا عن
إقرأ أيضاً:
مجلس النواب يستمع إلى تقريري لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين
الثورة نت|
استمع مجلس النواب في جلسته اليوم برئاسة رئيس المجلس الأخ يحيى علي الراعي إلى تقرير لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين بشأن مستوى تنفيذ الحكومة لتوصيات المجلس حول موضوع اللاجئين والمهاجرين بطريقة غير مشروعة من دول القرن الافريقي إلى أراضي الجمهورية اليمنية.
تضمن التقرير الإشارة إلى مصفوفة بمستوى تنفيذ الجانب الحكومي لتوصيات المجلس بشأن قضايا اللاجئين والمهاجرين، وملاحظات اللجنة بالنسبة لوزارتي الإدارة والتنمية المحلية والريفية والخارجية، وخلص إلى جملة من الملاحظات والتوصيات التي توصلت إليها اللجنة.
وفي ذات السياق استمع المجلس إلى تقرير لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين بشأن مناقشتها لما تضمنته رسالة الحكومة ومرفقاتها عن تأجير حكومة مرتزقة العدوان لميناء (قشن) بمحافظة المهرة.
وأشار التقرير إلى أهمية العمل على مواجهة الآثار السياسية والاقتصادية والقانونية والبيئية المترتبة على المخالفة للمادة ١٨ من الدستور، والقانون البحري اليمني، وقانون الموانئ، والمناجم والمحاجر في إجراءات الإنشاء والتأجير والاستغلال للميناء والمواقع.
وأكدت اللجنة على أهمية القيام بفضح الإجراءات التي قامت بها حكومة مرتزقة العدوان والتصدي للممارسات غير القانونية في تأجير ميناء قشن، وذلك عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ووسائل التواصل وكافة السبل المتاحة.
وأرجأ المجلس مناقشته للتقريرين إلى جلسة مقبلة بحضور الجانب الحكومي المختص.
وخلال الجلسة استمع المجلس إلى رسالة لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين بشأن مخاطبة البرلمانات الإقليمية والدولية بالآثار والتداعيات التي خلفها العدوان والحصار والتحذير من التحركات المشبوهة لحكومة مرتزقة العدوان ومحاولات النيل أو التفريط بالسيادة الوطنية، وما يقوم به العدوان ومرتزقته من نهب لثروات ومقدرات الشعب اليمني وحرمانه من الاستفادة منها.
إلى ذلك أجرى المجلس نقاشاً عاماً حول عدد من القضايا العامة التي تمس حياة المواطنين، وأكد على ضرورة حضور الحكومة لإيجاد الحلول المناسبة.
وكان المجلس قد استهل الجلسة باستعراض محضر جلسته السابقة وأقره، وسيواصل عقد جلسات أعماله غدا الأربعاء بمشيئة الله تعالى.