بوابة الوفد:
2024-07-29@15:04:21 GMT

حث الشرع الزوجة على التزين والتجمل لزوجها

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، إن الشريعة الإسلامية راعت ما فُطِرت عليه النفس الإنسانية من ميول ورغبات، فجعلت سدَّ حاجات الإنسان فيما جُبِلتْ عليه نفسه من المقاصد الشرعية التي تحثه على السعي في تحصيلها دون إفراطٍ أو تفريط؛ قال تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14].

حكم ضم الأموال النقدية إلى الإفتاء في الزكاة؟ الإفتاء توضح حكم كسر عظام العقيقة

أوضحت الإفتاء، أن من الأمور التي فُطِرَت عليها النساء حب الزينة، فشرع لهن لأجل ذلك من وسائلها ما لم يُشرع للرجال كالحرير والذهب، قال تعالى: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ [الزخرف: 18].

حث الزوجة على التزين والتجمل للزوجالزوجة

أضافت الإفتاء، أن الشرع الشريف قد حث الزوجة على التزين والتجمل للزوج وطلب الحُسْن في نظره؛ لما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «الَّتي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ» أخرجه الإمام أحمد في "المسند"؛ قال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح": [(قال: التي تسره)؛ أي: زوجها، والمعنى تجعله مسرورًا (إذا نظر)؛ أي: إليها ورأى منها البشاشة وحسن الخلق ولطف المعاشرة، وإن اجتمعت الصورة والسيرة فهي سرور على سرور، ونور على نور].

وقال الإمام المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير": [(إذا نظر) إليها؛ لأن ذَات الجمال عون لَهُ على عِفَّته ودِينه].

وعن بَكْرَة بنت عقبة: أنَّها دخلت على أمِّ المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها وهي جالسةٌ في مُعَصْفَرَةٍ، فسألتها عن الْحِنَّاءِ؟ فقالت: "شَجَرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ"، وسألتها عن الـحِفَافِ؟ فقالت لَها: "إِنْ كَانَ لَكِ زَوْجٌ فَاسْتَطَعْتِ أَنَّ تَنْزِعِي مُقْلَتَيْكِ فَتَصْنَعِيهِمَا أَحْسَنَ مِمَّا هُمَا فَافْعَلِي" أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى".

وقول السيدة عائشة رضي الله عنها: "أَنْ تَنْزِعِي مُقْلَتَيْكِ فَتَصْنَعِيهِمَا أَحْسَنَ مِمَّا هُمَا" نصٌّ في مشروعية استعانة المرأة بما من شأنه تجميل وجهها وتحسين هيئتها وإزالة ما قد لَحِقَ بها من أمور تؤثر في زينتها.

قال الإمام بدر الدين العيني الحنفي في "عمدة القاري شرح صحيح البخاري": [ولا يمنع من الأدوية التي تزيل الكلف وتُحَسِّن الوجه للزوج، وكذا أخذ الشعر منه، وسئلت عائشة رضي الله تعالى عنها عن قشر الوجه فقالت:.. إن كان شيء حدث فلا بأس بقشره]، وبمثله قال العلامة ابن الملقن في "التوضيح لشرح الجامع الصحيح".

 

وقال العلامة ابن مفلح الحنبلي في "الفروع": [ويتوجه وجه إباحة تحمير ونقش وتطريفٍ بإذن زوج فقط].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الزوجة الإفتاء دار الإفتاء ا النفس الإنسانية رضی الله

إقرأ أيضاً:

هل يضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً!؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية وما يترتب عليها من حدود لحرية الإرادة التي منحها الله للإنسان لكي يكون مسؤولاً عن معتقداته وتصرفاته. وقد فتح ذلك التساؤل الباب للكثير من الفرق الضالة والمنحرفة التي عبثت بأصول وأسس العقيدة الإسلامية، كفرق الجبرية والمرجئة وغيرهم.

ولكي نفهم أبعاد تلك المسألة بالمنهج السليم في ضوء العقيدة الإسلامية الصحيحة المستندة على القرآن الكريم والسنة النبوية، فلا بد من فهم معنى الضلال أولاً. فالضلال: ضد الهدى، ويقال: ضللت بعيري: إذا كان معقولاً فلم تهتد لمكانه، وضل عني: ضاع، وضللته: أنسيته. ويقال لكل عدول عن المنهج عمداً، أو سهواً، يسيراً  كان أو كثيراً: ضلال، فإن الطريق المستقيم الذي هو المرتضى صعب جداً، وإضلال الله للإنسان على وجهين:

إحداهما: أن يكون سببه هو أن يضل الإنسان، فيحكم الله عليه بذلك في الدنيا، ويعدل به عن طريق الجنة إلى النار في الآخرة.

الثاني: من إضلال الله: وهو أن الله تعالى وضع جبلة الإنسان على هيئة تجعله إذا راعى طريقاً محموداً  كان أو مذموماً ألفه واستطابه، وتعسر عليه صرفه وانصرافه .

وإن المقصود بإضلال الله للعبد هو خذلانه وعدم توفيقه وإعانته وعدم خلق المشيئة المستلزمة للهداية، والله سبحانه وتعالى يجعل ذلك في عباده ويخلقه فيهم بأسباب تكون من قبلهم، فهم إذا سدوا على أنفسهم باب الهدى إرادة منهم واختياراً، سده عليهم اضطراراً، فخلاهم وما اختاروا لأنفسهم وولاهم ما تولوا، فيكون ذلك عقوبة لهم، كما يعاقبهم في الآخرة بدخولهم النار.

ومن رحمة الله بعباده، أن ما يفعله الله عز وجل من إضلال بعض عباده بالطبع والغشاوة والختم وغير ذلك، لا يفعله بالعبد لأول وهلة حين يأمره بالإيمان ويبينه له، وإنما يفعله به بعد تكرار الدعوة له، والتأكيد في البيان والإرشاد وتكرار الإعراض منه، والمبالغة في الكفر والعناد، فحينئذ يطبع الله على قلوب هؤلاء العباد، ويختم عليهم، فلا يقبل الهدى بعد ذلك، والإعراض والكفر الأول لم يكن معه ختم وطبع، بل كان اختياراً، فلما تكرر منهم صار طبيعة وسجية. فتأمل هذا المعنى في قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ  لاَ يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ" (البقرة : 6 ـ 7).

إن المقصود بإضلال الله للعبد هو خذلانه وعدم توفيقه وإعانته وعدم خلق المشيئة المستلزمة للهداية، والله سبحانه وتعالى يجعل ذلك في عباده ويخلقه فيهم بأسباب تكون من قبلهم، فهم إذا سدوا على أنفسهم باب الهدى إرادة منهم واختياراً، سده عليهم اضطراراً، فخلاهم وما اختاروا لأنفسهم وولاهم ما تولوا، فيكون ذلك عقوبة لهم، كما يعاقبهم في الآخرة بدخولهم النار.حرية العبد في اختياره الهدى والضلال:

الأعمال التي يقوم بها الإنسان وفقاً لإرادته الحرة، واختياره، ورضاه، فالإنسان كائن عاقل مُدرك مُفكر، ويتميز عن غيره من المخلوقات بحرية الاختيار، قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ  إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء" (الحج : 18) .

فهذه الكائنات جميعها لا حرية لها ولا اختيار، بينما الإنسان الذي يعمل بمحض إرادته الحرة ومشيئته المختارة، قد يطيع، وقد يعصي، وأكد القرآن أن الإنسان الذي تحمَّل الأمانة والتكليف، زوده الله بقِوى، وملكات، واستعدادات لتحقيق تلك الخلافة، ولأداء الأمانة، فخلق لديه الاستعداد للخير والشر، وللتقوى والفجور، والهدى والضلال، ومَنحه العقل الذي يميز به بين الحق والباطل، والخير والشر، ووهبه القدرة التي لا يمكن عن طريقها أن يحق الحق ويبطل الباطل، أن يأتي الخير، ويدع الشر، وأنزل الله الكتب، وأرسل الرسل لهداية الإنسان، وإرشاده لمنهج الحق والخير، وجعل في الإنسان قوة ذاتية واعية مدركة يمكن أن يستخدمها في تزكية النفس وتطهيرها، وتنمية إستعداد الخير فيها وتغليبه على استعداد الشر، فيفلح الإنسان بهذا. وقد يظلم هذه القوة، ويغطيها، ويضعفها، فيخيب، قال تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" (الشمس : 9 ـ 10).

وقد نطق القرآن الكريم، بإسناد الفعل إلى العبد في الكثير من آياته، مثل قوله تعالى: "جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (الأحقاف : 14) . قال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ" (فصلت : 46) . وقال تعالى: " كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ" (المدثر : 38) .

وأثبت القرآن الكريم للعبد في آياته مشيئة الاختيار، فقال تعالى: "إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا" (الإنسان : 3). وهكذا، فإن الإنسان حرٌ، ولقد زوده الله بالعقل والإرادة، يختار ما يراه من حق أو باطل، ويفعل ما يروق له من خير أو شر، فهو مزود بوسائل الإدراك، يدرك ما في الأشياء من قيم ويحكم عليها ويختار، وهو بالخيار أن يسلك طريق الحق والخير فيكون شاكراً، أو يعوج في طريقه فيجنح نحو الشر والباطل، فيكون كفوراً. فالإنسان حر في دائرة أعماله الإختيارية والمرتبطة بالتكليف والمسئولية، وهذه الحرية يؤكدها ما يلي:

أ ـ واقع حياة الإنسان، الذي يشعر بالفرق الواضح بين الأعمال الاختيارية، وبين الأعمال التي تقع عليه اِضطراراً.

ب ـ كما يؤكدها العقل الذي يقضي بأن المسئولية والتكليف لا بد أن تكون منوطة باستطاعة الإنسان على الفعل أو الترك، لأن من لا يملك هذه الاستطاعة، فلا يصح عقلاً أن تتوجه إليه المسئولية أصلاً.

ج ـ إضافة إلى ذلك لو لم يكن الإنسان مختاراً، لما كان ثمة فرق بين المحسن والمسئ، إذ أن كلاً منهما مجبر على ما قاله، ولبطل الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فلا فائدة لهما، حيث أن الإنسان مسلوب الإرادة، ولما كان ثمة معنى لتكليف الله للعباد؛ لأن تكليفه إياهم مع سلب اختيارهم يتنافى مع العدل الإلهي الذي أثبته لنفسه، بل لو كان الإنسان مجبراً على أفعاله، لضاعت فائدة القوانين، ولبطل معنى الجزاء من الثواب والعقاب.

د ـ قبل هذا كله، جاءت النصوص الشرعية تنسب العمل والاختيار إلى الإنسان، وما يكتسبه نتيجة لجهده، وثبت الجزاء بالجنة لمن أطاع، والنار لمن عصى. قال تعالى: "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" (الشورى: 30). وقال تعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ  أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (الروم: 41). وقال تعالى: " وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ" (الكهف: 29) . وقال تعالى: " لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ" (التكوير: 28).

ولكن هذه المشيئة الإنسانية محدودة مرتبطة بمشيئة الله المطلقة، وتابعة لها، إذ أن الإنسان يعمل أعماله الاختيارية، ويمارس حريته في العمل داخل دائرة صغرى تقع ضمن دائرة كبرى، وهي نطاق النظام الكوني العام، إذ أن أعماله مهما كانت، واختياره مهما كان خيراً أم شراً حقاً أم باطلاً، لن يخرج في أدائه الأخير عن السنن الكونية التي وضعها الله في الكون، وتقوم عليها قوانين الحياة البشرية "لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (التكوير : 28 - 29). فمشيئة الناس ليست منفصلة عن مشيئة الله تعالى، ولا مستقلة عنها، بل إن الله قد شاء للإنسان أن يختار أحد الطريقين: طريق الهداية، وطريق الضلال، فإن اختار الطريق الأول، ففي نطاق المشيئة الإلهية، وإذا اختار الثاني ففي نطاقها أيضاً .

المراجع:

1 ـ الإيمان بالقدر، د. علي محمد الصلابي، دار ابن كثير، بيروت.
2 ـ تفسير المنار، محمد رشيد رضا، ص (11/ 484) .
3 ـ الحسنة والسيئة لابن تيمية، ص  94 ـ 95.
4 ـ شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، ابن القيم، ص 173، 196، 209.
5 ـ العقيدة الإسلامية، د.أحمد محمد جيلي، ص 363 ـ 365.

مقالات مشابهة

  • أسامة الأزهري: وزارة الأوقاف بكل قدراتها مجندة لدعم دار الإفتاء
  • وكيل الأزهر من مؤتمر الإفتاء: الربط بين الفتوى والأخلاق عطاء قرآني وتطبيق نبوي
  • هل يضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً!؟
  • مفتي القدس: الفلسطينيون يقبضون على الجمر في زمن قاسٍ
  • مفتي القدس: صوت الساسة ورجال الدين لا بد أن يصدح أمام استباحة المسجد الأقصى
  • دار الإفتاء توضح حكم مقولة "خد الشر وراح"
  • حكم طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم
  • حكم مسح الوجه باليدين عقب الدعاء.. دار الإفتاء تُجيب
  • «الإفتاء»: تشاؤم البعض من شهر صفر عادة جاهلية منهي عنها
  • حكم صلة الرحم إذا كانت أخلاقهم سيئة.. دار الإفتاء تُجيب