الوطن:
2024-07-06@19:06:14 GMT

د. يوسف عامر يكتب.. مقومات الإسلام (4)

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

د. يوسف عامر يكتب.. مقومات الإسلام (4)

.. والعالَم دليل: «العالَم» الخلق، وقد أشار العلماء إلى أن أصل كلمة «العالَم» اسم لما يعلم به، وهذه الصيغة تسمى بها الآلات كالطابع اسم لما يطبع به، والخاتم اسم لما يختم به، والسبب فى بناء الكلمة على هذه الصيغة أن «العالَم» كالآلة فى الدلالة على صانعه، ولهذا أحالنا الله تعالى عليه فى معرفة وحدانيته، فقال: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَىْءٍ} [الأعراف: 185].

نعم... فالناظر إلى العالَم يجده يقوم على نظام محكم دقيق يستحيل معه أن يقال: إنه وجد عن طريق المصادفة البحتة.. والبعض يتعامى عن هذه الحقيقة ويدعى أن الكون المنتظم نتيجة للمصادفة ويضرب لهذا مثلاً فيقول: إن الضرب العشوائى لملايين السنين على آلات للكتابة لا يستبعد معه أن تظهر فى إحدى النتائج العشوائية قصيدة شعرية!!

وهذا المذهب فى الحقيقة ليس إلا محاولة للهروب الخائب من الاعتراف بحقيقة تشهد بها الفطرة، ويذعن لها العقل، وجاءت بها رسالات السماء..إذ كيف ينتج النظام الدقيق من عشوائية لا نظام فيها؟! وكيف تتوقف عمليات العشوائية عن عملها بعد ذلك؟!

ثم إن هذا الهذيان لم يجب عن سؤال أهم ألا وهو: ما نقطة البداية؟ إذا نتج العالَم المنتظم من عمليات عشوائية متتالية عبر ملايين السنين، فكيف وجدت المادة التى حصلت فيها هذه العمليات المتتالية؟! ومن الذى قام بهذه العمليات؟! إنها أسئلة لا توجد لها إجابات مقنعة صحيحة عند أصحاب هذا الاتجاه..

ولا يجدى أن يقول قائل: إن المادة التى كانت موجودة نتجت عن مادة سابقة عليها! لأننا سنعود متسائلين: ومن الذى أوجد المادة السابقة؟ فإن قيل: صدرت عن مادة أسبق، سيظل السؤال أيضاً دون إجابة شافية: ومن الذى أوجد المادة الأسبق؟! ومهما تسلسلت الإجابات سيظل السؤال قائماً دون إجابة شافية، لا بد إذاً من نقطة بداية أوجدها خالق حكيم لا يصح أبداً أن يكون مخلوقاً وإلا بقى التسلسل.

وإذا قيل: إن العالَم أوجد نفسه بنفسه! سيقف هنا العقل الحر حائراً؛ لأن الموجِد سابق على الموجَد بالضرورة، وهذا يقتضى أن يكون الكون موجوداً أولاً حتى يوجد نفسه ثانياً! كما أنه يقتضى فى الوقت ذاته أن يكون الكون معدوماً حتى يوجد؛ إذ كيف يوجد الموجود؟!.. نعم.. هذا أيضاً هروب خائب من حقيقة ثابتة جلية لا يمارى فيها حس ولا عقل!

وقد نزل القرآن الكريم منكراً هذا التهريف [الهذيان] {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور: 35].. إن القائلين بتسلسل الموجودات يدعون أن العالم خلق بدون أن يكون له خالق، والقائلين: إن العالم أوجد نفسه بنفسه يدعون أنهم -باعتبارهم جزءاً من هذا العالم- خالقون؛ لأنهم يقولون: إن العالم خلق نفسه بنفسه! إنه هذيان لا يقر به عاقل!

والعاقل كما يرفض القول بهذا بداهة فإنه يرفض ثماره المرة.. فالحنظل لا يثمر إلا حنظلاً، فالعاقل أيضاً يأبى ما ينادى به أصحاب مذهب «الفوضى الخلاقة»؛ لأن الكون المحكم لا بد فيه من السير بحكمة، وإلا حصل تصادم يفسد معه الكون؛ لأن الفوضى ضد الحكمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العال م العلماء العلم الفطرة العال م أن یکون

إقرأ أيضاً:

قراءة في مجموعة (ما وراء الضباب) للشاعرة لينا حمدان في ثقافي أبو رمانة

دمشق-سانا

سلطت الندوة التي أقامها المركز الثقافي في أبو رمانة وشارك فيها عدد من الشعراء والنقاد الضوء على الجماليات والمكونات الشعرية في المجموعة الجديدة (ما وراء الضباب) للشاعرة لينا حمدان.

وعن المجموعة قال الإعلامي والشاعر جمال الجيش: إنها متميزة ولها خصوصية وتتميز بالأصالة في زمن صعب، وهي حالة شعرية حقيقية بامتياز وامتداد للتطور الذي يمتلك خلجات النفس في الاتجاه الرومانسي.

وأضاف: إن المجموعة تظهر تطور الأدوات الشعرية وحداثة حقيقية، كما أنها لم تكن مألوفة في عودتها للرومانسية الحقيقية وفي الانتقال من البساطة إلى الشعر الحقيقي، مبيناً أن الشاعرة تدعو في أماكن عديدة للانتقام من الواقع القاسي والحياة الصعبة وللاستمرار في الحياة بشكل إيجابي، وهذا من مقومات فلسفة الحياة التي تميز ذات الشاعرة وتستفزها على طرح أسئلة الوجود في منجزها الجميل الذي يمتلك مقومات الشعر والحداثة.

بدورها أوضحت مؤلفة المجموعة الشاعرة لينا حمدان في تصريح لـ سانا أن المجموعة هي الخامسة، وفيها قصائد متنوعة بين أسلوب التفعيلة والشطرين عكست القضايا الوطنية والإنسان والحالات الوجدانية والغياب وأوجاع الأهل على بعد أبنائهم، وفيها أيضا تداعيات الحياة وأبعادها وما فيها من مصالح مختلفة.

من جهته أشار رئيس المركز الثقافي عمار بقلة إلى أهمية المجموعة لأنها جمعت بين الأصالة والحداثة، وتضمنت مقومات تقنع المتلقي بما قدمته، ولا سيما أنها تعكس همومه وقضاياه.

وقدم عدد من الشعراء والأدباء مداخلات أغنت المواضيع المطروحة في الشعر والحداثة ثم وقعت الشاعرة مجموعتها التي أهدتها لعدد من الحضور.

محمد خالد الخضر

مقالات مشابهة

  • د. أحمد عبد العال يكتب: عهد مشرق للاعلام المصري
  • أحمد عبد العال يكتب: «حياة كريمة».. نموذج رائد لتحقيق التنمية
  • د. يوسف عامر يكتب: قصة مهاجرة
  • إيهاب الخطيب يكتب: أعظم ميدالية عالمية في الأولمبياد «مصرية»
  • محمد علي رشوان يكتب: أساس النجاح.. على اللاعبين أن يدركوا أهمية المشاركة والسير على البرنامج التدريبي وتقليل الفسح والتنزه
  • هشام مصباح يكتب: أتوقعها 10 الدولة قامت بواجبها.. «المتحدة» دعّمت والميداليات أقرب للأثقال والسلاح واليد والقدم والخماسي الحديث
  • محمد يوسف يكتب: تغيير المجموعة الاقتصادية في الحكومة.. توجهات مرحلة جديدة
  • أسماء جلال: "المخرج شريف عرفة أكتر إنسان قابلته ولقيته عارف هو عاوز إيه"
  • قراءة في مجموعة (ما وراء الضباب) للشاعرة لينا حمدان في ثقافي أبو رمانة
  • تكليف لميس حمدي مديرًا لمستشفى طلخا المركزي بالدقهلية