لجريدة عمان:
2025-02-05@09:14:38 GMT

عيدنا الوطني.. سطِّر يا تاريخ

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

إنه الثامن عشر من نوفمبر المجيد، تحتفل سلطنة عمان قيادة وشعبا هذا العام بعيدها الثالث والخمسين من زهو النهضة المباركة التي كتب قصتها المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- ليستكمل نهضتها المتجددة جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه. ولعل الاحتفال بالعيد الوطني هذا العام له خصوصيته، فهو وطني بمنجزاته في شتى الميادين والقطاعات الاجتماعية والاقتصادية.

وهو عربي لأن قطاع غزة يتعرض لأبشع أنواع الخذلان الذي لم يشهده العالم على مر التاريخ. فهناك أطفال يُقتلون كل يوم، وهناك نساء تُرمل، وهناك شباب في عمر الزهور أصبحوا أشلاء على مرأى ومسمع العالم أجمع والذي انعدمت فيه القيم والشيم الإنسانية في مناصرة المظلومين بدولة فلسطين المحتلة.

ومع تلك المآسي والخنوع العالمي، نجد القيادة العمانية مع وقفة بطولية من الشعب العماني الأبي كلها تكاتفت على إلغاء جميع أشكال مراسم الاحتفالات والمناسبات الوطنية والشعبية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني الشقيق، هذه الوقفة قلما تشاهد على المستوى العربي والإسلامي. وبالتالي نقول حقًا، سطر يا تاريخ بأن هذا البلد كان وسوف يظل كذلك محافظًا على مبادئ الدين والقيم الداعية لنصرة المظلومين، وفي قول كلمة الحق وفي التشبث بسياسته الخارجية التي لا تعرف الكيل بمكيالين، إلا مكيال الحق والطريق المستقيم. وعليه فإن صوت الحقيقة دائمًا سوف يصدح في كل مناسبة وكل خطاب وفي كل حدث تكون سلطنة عمان جزءًا منه.

سطِّر يا تاريخ، أن العيد الوطني هذا العام، يزف بشارات الخطاب السامي الذي ألقاه جلالته إبان افتتاح الانعقاد السنوي لمجلس عمان لعام 2023م، والذي أشار فيه إلى أن الخطط والرؤى كلها تخضع للمتابعة من حيث آليات دعم القرار الحكومي. وبأن عجلة التقدم والتنمية الشاملة تسلك الطريق الصحيح. سطر يا تاريخ، فلعل نظام الحماية الاجتماعية الذي يقترب تطبيقه بداية من العام المقبل، هو نظام يراعي جميع احتياجات المواطنين بما يشمله من مد جسور الحماية الاجتماعية لكل مواطن من اليوم الأول من ولادته وحتى بلوغه سن الشيخوخة، مما يولد نوعا من الأمان الاجتماعي، ويقلل من نسبة الإعالة على كاهل أغلب الأسر العمانية، ويأتي بمصدر دخل مالي بدون اللجوء لدراسة الحالات الذي كان نهجا متبعا منذ عقود مما نتج عنه تأثيرًا سلبيًا في عدم معرفة المستحقين للمنافع الاجتماعية كما أن نسبة الخطأ في نظام دراسة الحالات كانت كبيرة جدًا.

كما أن المتابع للقرارات الحكومية يلاحظ بأن نظام تقييم الأداء المؤسسي لجميع الجهات الحكومية لا يستثني أحدًا. وليس هناك من هو معفي من المساءلة والتقييم السنوي، وبالتالي يكون لازمًا على كل المواطنين في جميع الميادين بأن يضعوا نصب أعينهم إعلاء المصلحة العامة للوطن ويبتعدوا عن المصالح الشخصية لكي ترتفع عناصر الإنتاجية والمثابرة والجد في العمل. كما أن الجميع مطالب بتكريس الوقت والجهد لتحسين بيئة الأعمال في كل القطاعات الحكومية والخاصة ومؤسسسات المجتمع المدني.

الاحتفال هذا العام يتزامن مع إصدار التقرير الأول لتنافسية عمان لعام 2022م. هذا التقرير يبرز بجلاء تطبيق مبادئ الشفافية والإفصاح في العمل الحكومي. التقرير يعطي نظرة فاحصة لمستوى الأداء والتنافسية منها، بأن هناك جهودًا ملموسةً نحو رفع مؤشرات التنافسية في جميع بيئات العمل والاقتصاد، وأن العمل يجب أن يتضاعف لأننا نعيش عصر المنافسة الشرسة والجميع يريد أن يتبؤ مكان الصدارة. وبالتالي المؤشرات التي وردت بتقرير التنافسية خضعت لعمل وطني دؤوب راعى المعايير الدولية المستخدمة في سياسات الإفصاح، وبالتالي يفترض على جميع المسؤولين أن يكون نهجهم الجديد هي النظرة الخارجية وتأثيراتها على الخطط الاستراتيجية التي يضعوها. كما أن تقييم العمل والخطط ليس داخليًا فقط من قبل الجهات المختصة ومتخذي القرار الحكومي، وإنما أيضًا من الجهات التقييمية المحايدة والتي تقيم العمل بناءً على مرتكزات علمية ومنهجية مستدامة.

فعلى سبيل المثال من المؤشرات المهمة بتقرير التنافسية مؤشر الحرية الاقتصادية (Economic Freedom Index )، الذي يشمل تقييم (184) دولة على مستوى العالم والذي تراجعت فيه سلطنة عمان بمقدار (37) مرتبة، حيث حلت في الترتيب (108) دوليا في عام 2022م مقارنة بالترتيب (71) في عام 2021م، مع المحافظة على الترتيب الخامس خليجيًا. يشخص تقرير التنافسية أسباب هذا التراجع في (8) عوامل منها: فعالية القضاء، نزاهة الحكومة، الإنفاق الحكومي، الصحة المالية، حرية الأعمال، حرية العمالة، الحرية النقدية، وحرية التجارة. وبالرغم من أن المؤشر يعنى بالاقتصاد، إلا أنه يتشارك مع عوامل غير اقتصادية، وبالتالي هذا يقودنا إلى النداءات الكثيرة لجلالة السلطان المعظم، في أغلب اجتماعات مجلس الوزراء ولقاءاته بمجلس عمان، بضرورة تكامل الأدوار وتجنب تضارب الاختصاصات والعمل على تبسيط الإجراءات وتفعيل اللامركزية وإيجاد بيئة عمل ديناميكية بالقطاعات كافة.

عيدنا الوطني سطره التاريخ هذا العام بأحرف من نور. مواقف عمانية مشرفة على مر الزمان والعصور وهذا ليس بجديد فلقد هبت سلطنة عمان لنجدة سقطرى وكانت مع إخوانها في الكويت والعراق واليمن وقطر تكون حيث يكون الحق، تلك هي السياسة الخارجية. أما الداخلية فنهج الدولة التدرج في اتخاذ القرارات والقوانين والمتابعة والمراجعة «لا التراجع» لكل شيء يخدم المصلحة العامة للوطن والمواطن. ولكي تكتمل الاحتفالات الوطنية أعواما عديدة وأزمنة مديدة بنفس الوتيرة، يجب على كل مواطن ومسؤول أن يعمل من أجل عمان اليوم والمستقبل بعزيمة صادقة وإخلاص تام، وأن يحافظ على مكتسبات الوطن، ويعمل على تعظيمها وتنميتها. وكل عام وعمان وسلطانها الماجد بألف خير.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان هذا العام کما أن

إقرأ أيضاً:

جمل يستمتع بمياه البحر على سواحل صلالة في سلطنة عمان.. فيديو

مسقط

في مشهد رائع ، أظهرت لقطات جمل يستمتع بمياه البحر على سواحل صلالة في سلطنة عمان.

وبدا الجمل في المقطع المتداول على نطاق واسع في حالة من الاسترخاء والاستمتاع بمياه البحر .

ولاقى المقطع إعجاب نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي الذين تفاعلوا مع المشهد معتبرينه من المشاهد النادرة .

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/02/فيديو-طولي-86.mp4

مقالات مشابهة

  • السيد فهد: عُمان تولي كل الاهتمام لدعم أطراف عملية الإنتاج الثلاثة
  • جمل يستمتع بمياه البحر على سواحل صلالة في سلطنة عمان.. فيديو
  • السيد فهد : سلطنة عُمان تولي كل الاهتمام لدعم أطراف عملية الإنتاج الثلاثة
  • مباحثات أمنية بين سلطنة عمان وتركيا
  • النبهاني: نجحنا في إعادة أكثر من 9 آلاف عامل إلى وظائفهم
  • ندوة تناقش الحوار الاجتماعي في نمو الأعمال
  • بالفيديو | حاكم الشارقة يستقبل سفير سلطنة عمان
  • حاكم الشارقة يستقبل سفير سلطنة عمان
  • باعوين يبحث التعاون مع الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات العمالية
  • "اتحاد العمال" يُعرِّف تراينجل بالوضع الحقوقي والنقابي في عُمان