يعيش العالم اليوم مشاهدات يومية لكسر وخرق كل مواثيق ومعاهدات حقوق الإنسان لدرجة أننا لم نعد بحاجة إلى تذكر تلك المخالفات، ولا تأكيد حدوثها أو استمراريتها تحت مظلة من الدعم المستمر لإسرائيل من القوى العظمى، لكننا يقينا بحاجة إلى ذاكرة لا تنسى وتوثيق لا يضيع ليوميات هذا الدعم، بل والمشاركة الفعلية على أرض الواقع تسليحا وتوجيها وتشجيعا وليس مجرد الصمت عنها وتجاهلها من قبل دول صمّت آذان العالم بادعاء تمثلها إنسانية عالية ومدنية عظيمة مع تحضر لا يبارى.
وبعد التأكيد على مبدأ لا يقبل الشك في أن الإنسانية وحدة لا تقبل التجزئة ولا ترضى التمييز ولا تقوم على المصالح، فإننا نستذكر بعض بطولات الدول المشاركة لعدوان إسرائيل على شعب غزة الأعزل ولن نقول حربا، إذ سياق الحرب مختلف تماما في افتراض خصمين متكافئين أو حتى غير متكافئين في ظروف عسكرية تجعل منهما أعداء، أما الواقع في غزة حاليا فلا توصيف له إلا عدوان دولي على بلدة محاصرة لم تكن آمنة، وما عادت آمنة إذ تعيش حصارا خانقا لسنوات قبل أن تبدأ خطة العدوان في تنفيذ التهجير القسري وفق أقسى الظروف، باستخدام أشد الأسلحة فتكا وإبادة وصولا لمصالح لا يمكن أن تخفى سواء كانت مصالح عسكرية أو اقتصادية لأطراف معلنة وأخرى غير معلنة.
نتذاكر بطولة كندا ورئيسها شخصيا حينما انتفض تلبية لنداء مراهقة خليجية هاربة من أهلها مسخرا كل طاقة كندا لاستقبالها وتهيئة الظروف الملائمة لتوفير اللجوء الإنساني لها، واستنطاقها للتعبير حقيقة ودون مواربة عن رأيها في أهلها الأشرار وبلدتها القاسية التي لم تتح لها ما تبحث عنه من حرية سلوك وحرية تعبير، الرئيس الذي سعى لاحتضان هذه الفتاة اللاجئة هو نفسه الذي لم يجد أي بأس أو ضيق في المشاركة، وبكل صراحة وبتعبير مباشر عن دعمه الكامل لإسرائيل في حملتها لإبادة سكان غزة بأكملهم، وهم المدنيون العزّل، وبينهم أطفال قضوا نحبهم ممزقين إربا تحت قصف آلة الحرب التي قادها مع شركائه ضدهم.
نتذكر فرنسا لا في عهد حملاتها الوحشية في الماضي غير البعيد على مستعمراتها في الشرق الإفريقي، بل في حاضرها الذي تدعيه وتدعي فيه وضع القوانين الدولية لحماية حقوق الإنسان، ورعاية حقوق الطفل ومحاربة الإرهاب، وهي ذاتها التي لم يجد رئيسها أي ضير في أن يقف داعما ومشاركا في عدوان إسرائيل على غزة، واستهداف حملتهم معا لمواقع مدنية (مدارس ومستشفيات ومساجد وكنائس) يتحصن بها الأبرياء بعد قصفهم في المخيمات والدور، ولم يجد غضاضة في الجهر بحملتهم الوحشية ضد مجاميع من البشر الذين لا سلاح لهم ولا حيلة بعد تجريدهم من الغذاء والدواء والطاقة وحتى الصوت والرأي حين قطعوا عنهم كل ذلك رغبة في تسريع حركة التصفية العاجلة المخطط لها، والتي أرادوا تبريرها بهجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر، وفي ذلك يكفي من تضليل، فكأننا نراهم يقصفون باريس بأكملها بحثا عن مجرم هارب من السجن، ولا قياس بينهما إذ ارتكب المجرم فعل الاعتداء، وقامت حماس بفعل المقاومة أيا كان شكلها، ولكن حتى مع افتراض الجرم فالنتيجة لا تبرره، ولا يمكن جعله ممكنا بكل مقاييس المنطق والتحليل.
نستذكر أوكرانيا التي دافعنا والعالم عنها وعن تعرض أهلها لاحتمالية حرب روسية قادمة رغم أنها حليف لكل من أوروبا وأمريكا وبريطانيا، فما كان منها إلا أن كانت أول الداعمين للعدوان الإسرائيلي، وهو مبرر مع منطق المنافع المشتركة إذ (أدعم قتلكم للآخرين لتمنعوا عني القتل)!
نستذكر بريطانيا التي أقسمت قبل أمد قصير أنها ندمت على دعمها السابق للحرب في العراق بعد أن أثبتت تحقيقات المحكمة الجنائية وملفات الأمن الأمريكي والبريطاني معا أنها بنيت على فرضية كاذبة مفادها وجود أسلحة دمار شامل في العراق، لكنها حنثت بقسمها مجددا لتثبت للعالم أن أسلحة الدمار الشامل ميزة غربية لا ينبغي امتلاكها من قبل أي دولة في الشرق الأوسط، ولا بأس من امتلاكها واستخدامها إن كانت لأهداف تخدم المصلحتين الأمريكية والبريطانية معا كأعتى المستعمرين القدامى إذا ما وضعنا معهم فرنسا في مثلث الاستعمار الرافض عجلة الزمن، أو محاولة القوانين الدولية تهذيب وترويض وحوش الأمس، ثقة منهم في أنهم يملكون عصا الطاعة لمخالفيهم ولا قوة تملك أي عصا لترويض آلتهم العسكرية ولعبتهم الإعلامية.
نستذكر ألمانيا دولة عظمى تحاول حماية مصالحها المشتركة أولا مع إسرائيل وحلفائها، ثم تحاول الهروب من المأزق التاريخي بعد الحرب العالمية في سمعتها باضطهاد وتعذيب اليهود إلى مندوحة من تعذيب الفلسطينيين وتهجيرهم وتصفيتهم قربانا لتبييض صفحتها الوحشية بوحشية مضاعفة!
نستذكر أمريكا وتقارير سفاراتها السنوية في دول الشرق الأوسط وهي تلعب دور حامي الحمى، وحارس حقوق الإنسان وهي التي لم تصادق على كثير من القوانين التي تحاول أن تلزم بها كثيرا من الدول، حتى اتفاقية حقوق الطفل، كما أنها سحبت مصادقتها من المعاهدة المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية، ليصير لها الحق في تقديم من شاءت كمجرم حرب في هذه المحكمة دون أن يكون للآخرين الحق في تقديمها، ومن الطريف هنا من باب التذكر أن الصين كانت تعمل على كتابة تقرير سنوي يتضمن سردا تفصيليا لكل ما قد يرد إليها من مخالفات أمريكا لحقوق الإنسان بكل المجالات، وتجعله جاهزا للرد على أي تقرير تحاول أمريكا تمريره للصين متضمنا دورها كشرطي على دول العالم، وكأنها تقول لها: امسحي الدماء عن يديك قبل ادعاء الدفاع عن دماء القتلى.
نُقلِّب كل تلك المشاهد في ذاكرة نتمنى ألا تموت، ولا تغفو لاستذكار كل ذلك مستقبلا، كما تستذكر ذاكرة شعوب العالم كل مشاهد القتل المجاني والإبادة الجماعية، وسقوط المثل العليا، وانهيار التنظير والتسويق لحماية الدول الكبرى لحقوق الإنسان لتصير «غزة» هي كلمة السر التي تخرس كل هؤلاء مستقبلا، كما نأمل أن كل صمت الدول العربية عن رد الفعل اليوم غير متضمن للمشاركة في الفعل الأفظع عبر هذه المرحلة، كي لا نبوء معهم بإثم كل تلك الوحشية، ولنكن ممن سعوا لتأييد الحق على الأقل، إن لم نكن مع من فاز بانتزاعه.
لو أننا نحسن التذكر وتفعيل الذاكرة عبر التاريخ، لسعينا إلى اتحاد عربي إسلامي مشرقي كبير يشمل تركيا وإيران، متخذين دروس التاريخ مرتكزات لتكامل عسكري اقتصادي اجتماعي، ولسعينا لتحالفات مختلفة عن تحالفات الماضي البائسة والتي عكست هشاشتها هذه المرحلة من كل النواحي، ولأفلتنا بمصائرنا من عقدتي الذنب والخوف، ولصنعنا غدا أقوى باتحاد لا تصل إليه فُرْقةٌ ولا يُربكه شتات، ولكن لو حرف امتناع لامتناع لن يبلغ آخره حتى إدراك وتمثل أوله.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
مدير هيئة حقوق الإنسان الفلسطينية: دور مصر قوي وداعم للقضية وللشعب الفلسطيني
أشاد الدكتور عمار الدويك مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، بدور مصر التاريخي سواء الدبلوماسي أو السياسي أو الإنساني بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن دور مصر دائما يكون قويا داعما ومساندا للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وقال الدويك، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، على هامش أعمال المؤتمر حول "دور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني" والذي اختتمت أعماله أمس الخميس بالأردن، إن مصر دائما تعمل لصالح القضية الفلسطينية وحقوق شعبها المظلوم ومناصرته حتى ينال دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، مشيرا إلى أن مصر دائما تقود المجموعة العربية سواء في الأمم المتحدة أو أي محفل عربي ودولي من أجل مناصرة القضية الفلسطينية المركزية بالنسبة لها وللعالم العربي.
وأضاف أن الدور المصري متواصل ومستمر مع القيادة الفلسطينية منذ اليوم الأول للحرب وتعمل جاهدة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرا إلى أن مصر كانت دائما سباقة من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة.
وأكد مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، أن التاريخ سيكتب أن مصر وقفت ضد تصفية القضية الفلسطينية عندما أعلنت وتمسكت، برفضها للتهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين من غزة، منوها بأن هذا الموقف التاريخي لمصر أفشل هذه المخططات الإسرائيلية والتي اتخذت من أحداث 7 أكتوبر 2023 زريعة لتنفيذها.
وأوضح الدويك أن تقديم مصر مذكرة لمحكمة العدل الدولية، حول الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ومرافعتها في فبراير الماضي حول الرأي الاستشاري الذي طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية حول السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، كانت من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني ودعمها ومساندتها.
واعتبر أن هذا الموقف المصري يؤكد وجود إرادة سياسية قوية ووطنية وتاريخية من أجل الوقوف ضد الظلم ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.. مشيرا إلى أن هذه المواقف المصرية مؤثرة بقوة في قرارات محكمة العدل الدولية أو الجنائية الدولية، مؤكدا أن المواقف والجهود المصرية واضحة وداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وبشأن ما تقوم به مصر من دعم إنساني للشعب الفلسطيني.. ثمن مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، جهود الدولة المصرية في استقبال المصابين الفلسطينيين وعلاجهم في المستشفيات المصرية، وكذلك استقبال الحالات الإنسانية والحرجة؛ مما يؤكد الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به مصر منذ بداية الحرب وحتى اللحظة، مؤكدا أن هذا ليس بغريب على مصر قيادة وحكومة وشعبا مع الشعب الفلسطيني ومعاناته التي لم تنته.
وأردف أن ما تقوم به مصر محل تقدير من الشعب الفلسطيني بغزة والضفة وخصوصا ما تقدمه من استقبال للطلاب الفلسطينيين الذين أكدوا لنا خلال زيارتهم بالقاهرة أنهم يشعرون بأنهم في بلدهم الثاني، معربا عن تقديره لما تقوم به مصر من كل الفئات سواء الشعبية أو الرسمية أو غيرها للشعب الفلسطيني على كافة المستويات.
وعن المساعدات الإنسانية والغذائية التي تقدمها مصر لأهالي غزة.. قال مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، إن دور مصر والهلال الأحمر المصري وتوجيهات القيادة المصرية بتوفير كافة المساعدات للشعب الفلسطيني منذ بداية الحرب وقبلها يؤكد مدى أهمية وتاريخية الدور الإنساني المصري تجاه الفلسطينيين، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يعلم جيدا الدور المصري الإنساني الذي لم ولن ينقطع.
وتابع أن مصر لم تقدم المساعدات لأهالي غزة فقط منذ بداية الحرب، بل كانت المنسق الدائم لإدخال المساعدات العربية والدولية إلى القطاع مع بداية الحرب.. مشيرا إلى أن مصر ورغم المعوقات التي وضعتها السلطات الإسرائيلية إلا أنها تضغط من أجل إنفاذ المساعدات.
وأعرب الدويك عن تقديره للموقف المصري الرافض لأن يكون للاحتلال دور على معبر رفح من الجانب الفلسطيني وتمسكه بإدارة فلسطينية خالصة، مؤكدا أن هذا الموقف يأتي من أجل تثبيت الدور والسيادة الفلسطينية على المعبر والأراضي في غزة ورفضا للاحتلال.
ونوه مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، بأنه رغم إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني بسبب سيطرة الاحتلال، لم تتوقف مصر عن الضغط لإنفاذ المساعدات الصحية والغذائية لأهالي القطاع بكل الطرق، مؤكدا أن رفض مصر لوجود الاحتلال على معبر رفح هو مصلحة للشعب الفلسطيني في المقام الأول لوجود السيادة الفلسطينية على المعبر واعتبارات مصرية مهمة ووطنية أيضا.
وبشأن التعاون بين الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية وما ينظرها في مصر.. وصف الدكتور عمار الدويك التعاون والتنسيق ما بين الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية ومجلس حقوق الإنسان المصري بالمتميز والكبير، مشيرا إلى أن هناك تواصلا مستمرا وتاريخيا بين الجانبين في ذات الشأن لصالح القضية الفلسطينية.
وكشف أن المذكرات الفلسطينية التي تم تقديمها للمدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في غزة كان المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري حاضرا بقوة في هذا الملف، مشيرا إلى أن تبادل الخبرات والاستشارات الحقوقية لم ولن تنقطع بين الجانبين.
وتعليقا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية، مذكرتي اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق في مجلس الحرب يوآف جالانت.. وصف الدويك مذكرتي الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو وجالانت، بأنها تاريخية وجاءت من أجل إنصاف الشعب الفلسطيني وضحاياه خلال حرب الإبادة التي ارتكباتها حكومة الاحتلال بحق أهالي قطاع غزة، مرحبا بهذا القرار الذي جاء في تجاه المحاسبة والمسألة الجنائية للجرائم الخطيرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
وأعرب عن أمله في أن تتوسع المحكمة في طلب اعتقال مسئولين إسرائيليين أخرين وخصوصا العسكريين الضاعلين في جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرا إلى أن مذكرتي الاعتقال تستند لطلب المدعي العام للمحكمة بشأن هذه الجرائم، مؤكدا أن قرار المحكمة يعد ردا على كافة الاعتراضات التي تقدمت بها إسرائيل ومن يساندها ويدعمها في حربها ضد أهالي غزة.
ونوه بأن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية كانت قد قدمت ردودا على هذه الاعتراضات الإسرائيلية في حينها.. موجها الشكر إلى جميع الدول والمنظمات التي تقدمت أيضا بردود على هذه الاعتراضات حتى جاء أمس قرار المحكمة الجنائية برفض الاعتراضات الإسرائيلية وأصدرت مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت.
وحول دور الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية في ظل الإجراءات الإسرائيلية ضد المؤسسات الفلسطينية وإعاقة دورها، أوضح الدكتور عمار الدويك أن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية تقوم بدورها رغم كافة المعوقات والإجراءات الإسرائيلية على أرض الواقع، مشيرا إلى أن إسرائيل تمنع دخول المؤسسات والمنظمات الحقوقية الدولية إلى الأراضي الفلسطينية وبالتالي تعد الهيئة بمثابة عيون هذه المؤسسات داخل فلسطين.
وأشار إلى أن الهيئة تقوم بجمع كافة المستندات والدلائل على انتهاكات حقوق الإنسان من قبل حكومة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة، موضحا أن الهيئة وفريق عملها يقوم بتوثيق الدلائل من خلال الأشخاص أو المؤسسات التي يرتكب بحقها انتهاكات من قبل سلطات الاحتلال وبطريقة قانونية تقبل في المؤسسات والمنظمات الحقوقية الدولية ذات الشأن.
وقال إن الهيئة تقوم بترجمة نصوص الشهادات التي تؤكد وقوع انتهاكات إنسانية من قبل الاحتلال وترسلها إلى المنظمات الدولية ذات العلاقة، مشيرا إلى أن الهيئة تقوم أيضا بجمع الحقائق والدلائل وتوثيقها ووضعها في إطارها القانوني ومن ثم إرسالها كمذكرات قانونية إلى المحكام الدولية ذات العلاقة بحقوق الإنسان مثل المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة العدل الدولية أيضا.
وعن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفسطيني، كشف مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، أن حجم الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني تفوق الخيال والعدد ولا يمكن لمؤسة واحدة توثيقها نظرا لكثرتها، موضحا أن الهيئة تنتقي الجرائم الكبيرة وذات الانتهاكات الخطيرة وأن كانت كلها خطيرة وتعمل على توثيقها وإرسالها إلى المنظمات الدولية.
وضرب الدويك مثلا بمثل هذه الانتهاكات والتي تأتي في إطار جرائم حرب الإبادة، حيث تم رصد أكثر من 500 تصريح على لسان مسئوليين إسرائيليين تؤكد ارتكاب جريمة حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرا إلى استهداف الاحتلال المنظم لمؤسسات قانونية وقضائية في غزة ورجال قضاء ومحاميين وغيرهم، بالإضافة إلى تعمد الاحتلال بتدمير النسل الفلسطيني في غزة ومنع دخول الأدوية والغذاء، كانت ضمن هذه الانتهاكات التي تم توثيقها ورفعها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
كما كشف الدكتور عمار الدويك، أن هناك العديد من الجرائم والانتهاكات بعضها بشكل مباشر والأخر غير مباشر تم ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني بغزة من قبل الاحتلال مثل وقف علاج أمراض السرطان والفشل الكلوي؛ مما أدي إلى وفاتهم.. مشيرا إلى أن هناك العديد من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية رصدت الكثير من الانتهاكات الإسرائيلية وتم رفعها في تقارير إلى المنظمات والمؤسسات والمحاكم الدولية.