مسقط- الرؤية

نال الباحث العُماني مالك بن محمد البلوشي درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة نزوى، عن أطروحته: "الشخصية في رواية "تبكي الأرض يضحك زحل‘ للروائي عبدالعزيز الفارسي".

وضمّت لجنة مناقشة رسالة الماجستير: البروفيسور فليح السامرائي أستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة نزوى رئيسًا للجنة، وعضوية كل من الباحث الدكتور عيسى بن سعيد الحوقاني أستاذ الأدب الحديث بجامعة نزوى ممتحنًا داخليًّا، والدكتورة سناء بنت طاهر الجمالي، الأستاذ المساعد في الأدب والنقد بجامعة السلطان قابوس، ممتحنةً خارجيّة.

وتحدث الباحث مالك البلوشي عن سبب اختياره هذا الموضوع، وقال إن الشخصية الروائية "لم تنل حظًا وافرًا من الدراسة في الرواية العُمانية، إذ يندر وجود دراسات تتناول هذا الموضوع بشكل مستفيض يقف على مواطن القوة والضعف ومعالجة أنماط الشخصية الروائية وأبعادها وطرائق تقديمها وتقنيات التقديم التي يوظفها الكاتب الروائي للشخصية الروائية ودراسة شبكة علاقاتها في الرواية العُمانية". وبحسب البلوشي، فإن اختيار رواية "تبكي الأرض يضحك زحل" ينبع من كونها تمثل- بشخصياتها المتعددة والمختلفة- مجالًا خصبًا وواسعًا لدراسة الشخصية بأبعادها وأنماطها، علاوة على ما تحظى به هذه الرواية من "مكانة كبيرة في النتاج الروائي العُماني المعاصر". وأضاف: "يكفي في هذا الخصوص أن نذكر أنها كانت أول رواية عُمانية تسجل في القائمة الطويلة لجائزة البوكر العالمية في العام 2008".

وتتبع البلوشي خلال دراسته، الشخصيةَ الروائية في رواية "تبكي الأرض يضحك زحل" مُحاوِلًا الوقوف على ملامح رسم الشخصيات المتعددة لهذه الرواية، وتشكلات الهوية فيها، خاصة في ظل التحولات والمؤثرات الفنية التي يرى أن لها دورًا في صياغة النصوص الروائية العُمانية في الآونة الأخيرة، كاشفًا عن أنماط الشخصية الروائية، ومُخضِعًا لها لمعايير أنماط الشخصية الروائية من وجوه الدور والنمو والثبات والمرجعية والتخيلية.

واتّبع الباحث في دراسته المنهج الوصفي التحليلي الذي يعتمد على الوصف أولًا، ثم التحليل، بتتبُّع أنماط الشخصية الروائية وأبعادها وطرائق تقديمها وعلاقاتها، مع الإفادة من نظريتي التلقي والتأويل. وقسّم الدراسة إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة.  وخلص مالك البلوشي في نتائج دراسته إلى أن الشخصية الرئيسية في رواية عبدالعزيز الفارسي امتازت بعمقها ومقدرتها على عرض القضايا التي يثيرها العمل الروائي، إضافة للدور الذي تحدثه في صناعة الحدث الروائي وسيره، وتأثيرها عليه وعلى الشخصيات الأخرى المصاحبة لها، منوِّهًا بما حققته الشخصيات الثانوية في الرواية من وظائف مرحلية منوطة بها في العمل الروائي، إضافة لتأثيرها على الشخصية الرئيسية والأحداث،

ورحل الروائي العُماني عبدالعزيز الفارسي عن عالمنا في العاشر من أبريل 2022، عن عمر ناهز 46 عامًا، بعد أن سجّل اسمه كواحد من أهم كُتّاب القصة والرواية في عُمان؛ حيث أصدر منذ عام 2003 سبع مجموعات قصصية، هي: "جروح منفضة السجائر"، و"العابرون فوق شظاياهم"، و"لا يفل الحنين إلا الحنين"، و"مسامير"، و"أخيرًا استيقظ الدب"، و"الصندوق الرمادي"، و"رجل الشرفة صياد السحب"، إضافة إلى روايتيه "تبكي الأرض يضحك زحل"، و"شهادة وفاة كلب" التي اشترك في كتابتها مع الكاتب سليمان المعمري.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

يوم المعلم العُماني.. استثمار مُستدام

غنية الحكمانية

"سنعلّم أبناءنا ولو تحت ظل الشّجرة" كلمات بليغة خالدة من لدن المعلّم الأول السّلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- سُطّرت حروف مدادها من ذهب، جال صِيتها الأرجاء وتردد صداها عنان السّماء، وعكست إيمان القائد الراحل بأهمية العلم والتعلم، وتحطيم أصفاد الجهل والظلام، وحرصه على مواصلة المسيرة التعليمية دون الالتفات إلى العراقيل المثبّطة، من ماضٍ تليدٍ وبإمكانات بسيطة لا تُذكر قبل النهضة إلى نقلة نوعية وكمية سبّاقة متسارعة تجاوزت الزمن في اللحاق إلى مصافّ الدول الصاعدة.

لقد أدرك السلطان قابوس -طيب الله ثراه- أنّ التعليمَ هو مشروع الاستثمار الأكبر في بناء الأمم والمجتمعات وتقدم الشعوب والحضارات، والمعلم بذلك هو أساس شعلة هذه النهضة التعليمية الرائدة، وأداة تحريك تنميتها المستدامة، ووسيلة تقدم المجتمع ورفعته، حيث إن "الاستثمار في المستقبل، الاستثمار في المعلمين".

إنه يوم رسول العلم.. الذي خطّ أولى حروف النّور في صفحات بياض النّشء، وأنار له بالكلمات معالمَ عقله ومستقبله، ورسم جملا وعباراتٍ تقوّي من عزيمته وإرادته، وأضاء بقنديل نوره دياجير الظلام وطوى صفحته، ظلّ وسيظلّ نهلَه يمخر عباب الأجيال، فهو الركيزة الأساسية التي تقيم المدرسة دعائمها عليه، والقوة الدافعة لنهضة التعليم والداعمة لاستشراف مستقبلها. أخلص صدقا للمهنة وأقسم شرفا ببرّها، وسخّر لأجلها طاقته وجهده، قيادة زمام النجاح والإجادة بيده، وتكوين شخصية الطالب وغرس القيم والاتجاهات والمبادئ من نُبل غايته؛ فهو مرآة طلبته، ويُمثِّل ما ينعكس في واجهتها، فيصقل مرآته بما يحب أن يتّصف به ويكون شاهدا على نقاوة سيرته وسريرته.

فكما لليونسكو احتفال بيوم المعلم العالمي في الخامس من أكتوبر، تفرّدت السّلطنة بيومٍ خاص للاحتفاء السّنوي بالمعلم العُماني الجدير وتخصيص يوم إجازة وطنية للكادر التدريسي والإداري وللطلبة في المدارس الخاصة والحكومية. يوم الـ24 من فبراير يستشعر فيه الطلبة والمجتمع بأطيافه مكانة المعلم العظيمة، وتقوى فيه أواصر التبجيل والتقدير، فتتوطد بذلك صلة الترابط بين المعلم والطالب وبين المعلم والمجتمع المحلي، وتسمو بين جنبات رقعته روح التكاتف والتعاون والازدهار مصلحةً للطالب ورُقيّا للمجتمع.

ولا يقتصر دور المعلم على خدمة توليد المعلومة وتلقينها واستحضارها جاهزة للطلبة، بل بتعزيز مهارات التعلم النشط كالتفكير النقدي والتحليلي والإبداعي والابتكاري ومهارات التعلم الذاتي من خلال منصات التعلم المتعددة عبر الإنترنت وتقنيات التعليم الحديثة والاستراتيجيات التدريسية المتنوعة، وتلبية الاحتياجات التعليمية للطلبة؛ زيادة في التفاعلية والاستمرارية، وتحقيقا لجودة التعليم وخدمة لأهدافها التعليمية المرسومة.

وفي ظل الطفرة التكنولوجية والتطبيقات التقنية الحديثة أصبحت الإحاطة بكل مستجداتها ضرورة حتمية وتوظيفها بشكل فعال ومؤثر في الساحة التعليمية. فمصير استمرارية الأمم وقفزتها التنموية الشاملة مرهون بمدى توطين تلك التقانة، تشدّ من أزرها المستقبلي وتزيد من فعالية وتحسين نوعية التعليم، فهي متجذرة في تفاصيل وجوانب مناحي الحياة. ما تمنحه تطبيقات تلك المساعِدات الذكية من توفيرٍ في الوقت والجهد والتكلفة، وفرصةٍ للتعليم التفاعلي والابتكاري، واحترافيةٍ في إنشاء وتنفيذ الأوامر وسرعة توفير حلول واستجابات تفصيلية فائقة ومرنة بشتّى طرق تحصيل الإجابة.

وممّا لا شك فيه أنّ التعليمَ ذا الجودة العالية يكون بمقابل التنمية المهنية والفنية المتواصلة، بإشراك المعلم في الدورات التدريبية وورش العمل التطويرية والندوات التربوية؛ لإحاطته بالمستجدات على الساحة الإقليمية والدولية، وتأهيل قدراته وتحسين مهاراته، إلى جانب منحه استحقاقاته من الحوافز والمكافآت والترقيات، لأجل مزيد من الدافعية والإنجاز والعطاء. والتخفيف من عبء تكدّس المهام والمتطلبات الجمّة التي تزيد من حجم ضغط العمل وتُقلّص من الأداء المثمر. وتوظيف الخريجين الجدد الذين ينتظرون فرصة التوظيف من سنوات قد خلَت بأوجّ توقد طاقتهم قبل الخفوت والتأكسد، مقابل فتح باب التقاعد المبكّر للمعلمين القدامى، بمنحهم فرصة الإحلال للخريجين الذين طال انتظارهم.

وإنّ فكرة إنشاء نقابة أو جمعية للمعلمين ضرورية تجمع تحت كنَفها كل معلمي السّلطنة، يتم فيها استقراء أفكارهم وتطلعاتهم، وتبادل الخبرات في المجالات التعليمية المختلفة، وتقديم الاستشارات والتوجيهات، وتسليط الضوء على آخر مستجدات وتحديثات الشؤون التعليمية في ظل التطورات والتغيرات المتسارعة، ومناقشة المهام والمتطلبات الوظيفية، وتذليل الصعوبات والتحديات التي يواجهونها، وحماية حقوق المعلمين والنظر في استحقاقاتهم، والمشاركة في تطوير المناهج التي تؤثر على جودة التعليم وارتقاء العملية التربوية.

ختاما.. أسمى رسالة شكر وامتنان وتحية إجلال وعرفان نقدمها لمقام المعلم في يومه العظيم الذي يُصنع ذكرى حفاوته كل عام، مجددا بصْمته وعهده وانطلاقته الفولاذية، مستلهما من الفكر الحصيف لجلالته السّلطان قابوس -طيّب الله ثراه- كل معاني العزّة والرفعة والمجد والإرادة القوية، فقد وضع جلالته جُلّ أمله في التعليم الذي انتشل عُمان من الظلام الدامس إلى إشراقة سطعت بنورها الأصقاع، فأولى التعليم والمعلم نُصب رؤيته وعمق اهتمامه. مجدّدون بذلك المعلمون العهد والولاء والسّمع والطاعة، وملبّون نداء عُمان العصر الزاهر ومعلموها الوعد الباهر.

مقالات مشابهة

  • رائد البلوشي: بنزيما مختلف والاتحاد يستفيد من استقرار إدارته.. فيديو
  • بعد تشريح جثث عائلة بيباس..إسرائيل تنفي رواية حماس عن قتلهم بعد قصف
  • يوم المعلم العُماني.. استثمار مُستدام
  • التعليم العالي توجه بإجراء اختبار لغة استثنائي للقيد بدرجة الماجستير
  • إسحاق البلوشي يزور جناح «تسليح»
  • مناقشة رواية «ورق الذكريات» في «بحر الثقافة»
  • الروائي خليل صويلح يوقع روايته الجديدة في مقهى الروضة
  • رئيس مجلس الشورى يهنئ الرئيس المشاط بحصوله على درجة الماجستير
  • رئيس مجلس الشورى يهنئ الرئيس المشاط بحصوله على الماجستير في العلوم السياسية
  • البلوشي عن زواجها بدون مهر: كتبت شروطي بورقة ووافق عليها ..فيديو