تقرير: هجوم 7 أكتوبر قطع قناة اتصال سرية بين حماس وإسرائيل
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
لمدة 17 عاماً، حافظ رجلان فلسطيني وإسرائيلي، على قناة اتصال سرية بين إسرائيل وحركة حماس، ساعدت في إنهاء العديد جولات العنف بين الطرفين، لكنها انقطعت بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وتؤكد الصحيفة أن "هجوم حماس أدى إلى تحطيم أي فكرة لإمكانية التوصل لحل نهائي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأوصل سكان القطاع إلى ظروف مأساوية، ووضع الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية".
ويتناول التقرير علاقة طويلة بين القيادي في حماس غازي حمد، الذي كان من المعتدلين، بحسب الصحيفة، والناشطط الإسرائيلي المدافع عن السلام غيرشون باسكن.
ويقول التقرير: "بعد هجوم حماس برر غازي حمد، الذي كان جزءاً مهماً في مفاوضات إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011، هجوم حماس، ودعا إلى شن المزيد من الهجمات، وبعد أسبوع شاهد باسكن المقابلة وهو مذعور، مضيفة أن الناشط الإسرائيلي كتب رسالة نصية إلى القيادي في حماس قال فيها: "أعتقد أنك فقدت عقلك وفقدت قواعدك الأخلاقية.. لا أريد التحدث معك مرة أخرى".
وطوال العلاقة بينهما، تشير "نيويورك تايمز" إلى أن "التوصل إلى هدنة طويلة الأمد، إن لم يكن السلام الدائم، بين إسرائيل وحماس أمراً معقولاً؛ لقد كانت فكرة ناقشها الاثنان شخصياً".
انقطاع الأمل
في 24 أكتوبر (تشرين الأول)، قال غازي حمد، إنه يريد "إبادة إسرائيل"، وانضم باسكن، وهو يساري، إلى التيار الإسرائيلي السائد في الدعوة إلى "إزالة حماس".
التقى الرجلان للمرة الأولى في يوليو (تموز) 2006، خلال واحدة من أولى الصراعات واسعة النطاق بين حماس وإسرائيل، بعد أن أسرت الحركة الجندي جلعاد شاليط، مما دفع بالجيش الإسرائيلي إلى غزو المنطقة.
وفي إطار سعيه للتفاوض على وقف إطلاق النار آنذاك، لم يتمكن من الاتصال بالقادة الإسرائيليين مباشرة، اتصل مفاوض باسم حماس هاتفياً بناشط سلام إسرائيلي معروف، وكان هذا الشخص هو غازي حمد.
تقول الصحيفة :" سرعان ما سحر حمد باسكن برفضه التحدث باللغة العربية أو الإنجليزية وتأكيده بأنه يحب التحدث بالعبرية".
أرضية مختلفة
ولد باسكن عام 1956 لعائلة يهودية في نيويورك، درس سياسة وتاريخ الشرق الأوسط في جامعة نيويورك قبل أن يهاجر إلى إسرائيل عام 1978، بينما ولد حمد عام 1964 في جنوب غزة ولم يكن لديه أي اتصال ذي معنى مع الإسرائيليين عندما كان طفلاً، حتى بعد استيلاء إسرائيل على غزة خلال حرب 1967.
تدرب غازي حمد كطبيب بيطري في السودان قبل انضمامه إلى حماس في عام 1987، وهو العام الذي تأسست فيه الحركة، وفقًا لمقابلة نشرها باسكن في كتابه "المفاوض".
وفي عام 1989، ألقي القبض على غازي حمد بسبب نشاطه في حركة حماس، وأمضى 5 سنوات في أحد السجون الإسرائيلية، تعلم خلالها اللغة العبرية، وبات متحدثاً باسم النزلاء أمام حرس السجن الإسرائيلي.
أما الناشط الإسرائيلي فعمل بعد وصوله إلى تل أبيب، كناشط مجتمعي في قرية عربية، ثم بدأ حياته المهنية في تعزيز العلاقات بين العرب واليهود، حيث أدار مجموعة بحثية روجت لحلول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وعمل أحيانًا كوسيط رسمي.
رجل معتدل
وبعد إطلاق سراحه، أصبح غازي حمد محرراً وكاتباً في العديد من الصحف التي تديرها حماس، واكتسب سمعة باعتباره معتدلاً يشجع الفلسطينيين على التأمل الذاتي، وينتقد العنف الفلسطيني في بعض الأحيان.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن حياة حمد وباسكن أصبحت متشابكة مع مصير الجندي شاليط، إذ بعد أول مكالمة هاتفية بينهما في يوليو (تموز) 2006، أصبحا على تواصل مستمر عبر الهاتف والرسائل النصية.
وبحسب الصحيفة فإن "باسكن كان يريد إنقاذ شاليط، بينما كان حمد يريد مبادلته بالأسرى الفلسطينيين"، ويعتقد الناشط الإسرائيلي أن غازي حمد كان يسعى إلى التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل.
وكتب الناشط الإسرائيلي في كتابه عام 2013: "أنا متأكد تماماً من أنه لو كان غازي زعيماً أعلى مرتبة في حماس، فإنه سيتحرك في نهاية المطاف نحو الاعتراف بإسرائيل والسلام".
وسواء فهم باسكن بشكل صحيح دوافع حمد أم لا، فقد أقام الرجلان بسرعة علاقة غير متوقعة، وهي العلاقة التي تم تعزيزها من خلال سنوات عبر الاتصال المكثف، وتم اختبارها من خلال التفاوض في جولات العنف المتكرر بين شعبيهما، وفقاً للصحيفة.
وبعد هجوم حماس الأخير، تؤكد الصحيفة نقلاً عن باسكن أنه تواصل مع القيادي في حماس، وناقش معه مصير الرهائن، لكنه أشار إلى أن "شيئاً ما قد تغير".
واشنطن تطالب إسرائيل بحماية المدنيين في جنوب #غزة https://t.co/s2uVlIZKHq
— 24.ae (@20fourMedia) November 19, 2023
وقال باسكن إن "حمد الذي كان قادرًا على انتقاد حماس، أصبح الآن وكأنه ينكر مدى الفظائع التي ترتكبها الحركة".
وفي مقابلة مع صحيفة "التايمز" تساءل القيادي في حماس "ماذا تتوقع من الفلسطينيين أن يفعلوا؟.. وألقى باللوم على الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية"، قبل أن تنتهي علاقة الرجلين.
وعندما اتصلت "التايمز" مرة أخرى بحمد رفض التعليق بالتفصيل على الخلاف مع باسكن، أو سبب تغير موقفه".
ويقول الناشط الفلسطيني عزام التميمي في تفسيره لسبب تغير موقف غازي حمد إنه "ربما أصيب بالصدمة من الدمار الذي سببه الهجوم الإسرائيلي، وفقدانه لأفراد من عائلته وأصدقائه".
لكن التميمي أكد أن "حمد لم يكن معتدلاً، وإن دعوته لتدمير إسرائيل هي مشاعره الصادقة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حماس القیادی فی حماس هجوم حماس غازی حمد
إقرأ أيضاً:
ترامب يبتز مصر بقناة السويس بسبب موقفها الرافض من تهجير الفلسطينيين (تقرير)
انتقد سياسيون وإعلاميون مصريون طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السماح لسفن بلاده بعبور قناة السويس مجانا، واعتبروا ذلك "مخالفا للقانون الدولي" و"ابتزازا غير مقبول" و"تزويرا للتاريخ" وردا على رفض القاهرة تهجير الفلسطينيين.
طلب ترامب هو الأول من نوعه على لسان رئيس أمريكي، وتتجاهله مصر رسميا حتى الآن، وإن عقد رئيس وزرائها اجتماعا أكد فيه أهمية القناة باعتبارها "بوابة لوجستية مهمة تربط بين الشرق والغرب".
ومساء السبت، كتب ترامب عبر منصة تروث سوشيال: "يجب السماح للسفن الأمريكية، العسكرية والتجارية على السواء، بالمرور بحرية (مجانا) عبر قناتي بنما والسويس".
وتابع: "هاتان القناتان ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة"، مطالبا وزير خارجيته ماركو روبيو بأن يتولى "هذا الأمر على الفور".
والأحد، شارك مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز منشور ترامب، وكتب عبر منصة إكس: "الولايات المتحدة ينبغي ألا تدفع لعبور قناة تدافع عنها".
ولم تعقب مصر رسميا على طلب ترامب، لكن بعد ساعات عقد رئيس وزرائها مصطفى مدبولي اجتماعا الأحد مع رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وليد جمال الدين.
ودون التطرق للطلب الأمريكي، أكد مدبولي في بيان، أن "المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تُعد بوابة لوجستية مهمة تربط بين الشرق والغرب، وتوفر فرصا واعدة للمستثمرين بفضل موقعها الاستراتيجي".
ورصدت الأناضول ردود أفعال مصرية مفندة ومنتقدة ورافضة لطلب ترامب، وانتشر على منصة "إكس" هاشتاغ #قناة_السويس_خط_أحمر.
** تجاوز للقانون
تحت عنوان "قناة السويس ليست للبيع: الحقوق المصرية وسيادة القانون فوق نزوات ترامب"، انتقد أستاذ القانون الدولي أيمن سلامة، في بيان الأحد، الطلب الأمريكي.
وقال سلامة إن "تصريحات الرئيس الأمريكي تمثل تجاوزا غير مقبول للقانون الدولي وتجاهلا تاما للحقوق السيادية المصرية".
وأضاف أن "قناة السويس شريانا حيويا للتجارة العالمية، تخضع لنظام قانوني مصري راسخ".
وتابع: "ولا يوجد في التشريعات المصرية أي بند يمنح الولايات المتحدة الأمريكية أو أي دولة أخرى استثناء خاصا من دفع رسوم العبور".
سلامة شدد على أن "مطالبة ترامب باستثناء الولايات المتحدة وحدها من دفع الرسوم تفتقر إلى أي أساس قانوني أو منطقي.. يبدو أنها تستند إلى منطق القوة والنفوذ"
وأكد أن "قناة السويس ليست ملكا لأحد غير مصر (..) ولا يمكن لأي تصريحات أو مطالب غير قانونية أن تنتقص من هذا الحق السيادي أو تفرض استثناءات غير مبررة".
** محاولات ابتزاز
أما النائب البرلماني المقرب من السلطات مصطفى بكري، فكتب عبر إكس: "يقول ترامب: لولا أمريكا ما كانت قناة السويس . بأمارة إيه (بأي دليل؟!)".
وأضاف: "يا رجل عندما حفر المصريون قناة السويس في الفترة من 1859 إلى 1869م، كانت أمريكا يا دوب (لا تزال) في الحضانة، يبدو أنك في حاجه إلي قراءة التاريخ، بعيدا عن الهرتلة والكوابيس".
وفي منشور ثان، قال بكري: "لا أعرف علي أي أساس يطالب الرئيس الأمريكي ترامب بذلك (..) هناك سبب واحد في تقديري، يتمثل في سياسة البلطجة الأمريكية، ومحاولات ابتزاز الدول ذات سيادة"
واستطرد: "يا سيد ترامب، نحن لسنا من جمهوريات الموز، أو لسنا ولاية أمريكية جديدة".
وأردف: "حذرت منذ أيام من أن ما يجري في البحر الأحمر واليمن (العدوان العسكري الأمريكي) ليس هدفه الحوثيين، لصالح الشرعية اليمنية، وإنما هدفه عسكرة البحر الأحمر والسيطرة عليه والتحكم في مضيق باب المندب، وها هو ترامب يؤكد ذلك".
وفي 15 مارس/ آذار الماضي، استأنفت الولايات المتحدة هجماتها ضد اليمن بعد أوامر أصدرها ترامب لجيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ"القضاء عليها تماما".
لكن الجماعة تجاهلت تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع داخل إسرائيل وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف تل أبيب منذ 18 مارس الماضي، حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
والاثنين، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" عبر "إكس"، أنها وجهت أكثر من 800 ضربة عسكرية لليمن، وتوعدت بمواصلة عدوانها.
وشدد بكري على أن "سيناريو الابتزاز الأمريكي (..) محاوله للتحرش بمصر وقيادتها التي تصدت لمخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وهو أمر مرفوض وغير مقبول جملة وتفصيلا".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت نحو 170 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتسعى مصر إلى تفعيل خطة اعتمدتها كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس/ آذار الماضي، وتهدف لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
** بداية لتفاوض
الإعلامية المصرية المقربة من السلطات لميس الحديدي توقعت، عبر "إكس"، أن يتراجع ترامب عن تصريحاته.
وأكدت أنه "لا دور لأمريكا على الإطلاق في حفر أو تشغيل أو حماية قناة السويس ولا يعرف ترامب الفارق بين قناة السويس وبنما".
وأضافت أن "الضربات الأمريكية ضد الحوثيين لمصالح أمريكية إسرائيلية، ولم يأمر بها ترامب من أجل الملاحة في القناة، ولم تطلبها مصر فتدفع ثمنها".
واعتبرت أنه "من الواضح أن ذلك بداية تفاوض للحصول على معاملة تفضيلية للسفن الأمريكية".
و"ربما على روبيو أن يذّكر رئيسه بتاريخ قناة السويس وأهميتها لأمريكا وللعالم، ويشرح له على الخريطة الفرق بينها و بين بنما"، وفق الحديدي.
** خط أحمر
وحذر الإعلامي المقرب من السلطات أحمد موسى، عبر "إكس"، من أن كلام ترامب "في منتهى الخطورة وسخيف وقلة ذوق".
وتابع: "ترامب شطح كعادته ويزور التاريخ فأمريكا لم تساهم ولم تساعد في أي وقت بأي دور في قناة السويس منذ حفرها وافتتاحها قبل 160عاما".
وأكد موسى أن "دفع رسوم عبور السفن منصوص عليه في القوانين المصرية والدولية والاتفاقيات المنظمة للعبور. هناك تجاوز خطير في هذه التصريحات من جانب ترامب".
وشدد على أن "العلاقات بين البلدين إستراتيجية لا يمكن لأى رئيس أمريكي التضحية بها، وقناة السويس بالنسبة لكل مصري خط أحمر ولن تسمح مصر لأحد الاقتراب من هذا الأمر".
كما انتقد الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية مقرر المحور السياسي بالحوار الوطني (الذي دعت له الرئاسة المصرية) تصريحات الرئيس الأمريكي.
وقال هلال، في تصريحات متلفزة الأحد، إن طلب ترامب "يخالف قواعد القانون الدولي واتفاقية القسطنطينية (لعام 1888)، وما استقر عليه بشأن مرور السفن في القناة، وتفتقر إلى الدقة وتخالف قواعد القانون الدولي".
وشدد رئيس حزب الوفد (ليبرالي) المرشح الرئاسي السابق، عبد السند يمامة، في بيان، على أن "قناة السويس كانت وستظل ملكا خالصا للشعب المصري".
وأضاف أنها "خاضعة للسيادة الوطنية الكاملة للدولة المصرية، ولا يجوز لأي جهة أو دولة التدخل في سياسات إدارتها أو تحديد رسوم عبورها".
وأكد أن "فرض رسوم على مرور السفن عبر القناة يتم وفقا لاتفاقيات دولية ومعايير اقتصادية عادلة، تخضع للقوانين المصرية والممارسات المعتمدة عالميا".
وزاد بأنه "لا تمييز في تطبيق هذه الرسوم بين الدول، التزاما بمبادئ حرية الملاحة التي نصت عليها الاتفاقات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية القسطنطينية لعام 1888".
وقال حزب الوعي المصري، في بيان، إنه "تابع باستهجان شعبي شديد تصريحات ترامب، ويعبر عن رفضه الحازم والقاطع لمثل هذه التصريحات المتجاوزة لكل الأعراف والقوانين الدولي".
وأضاف أنها "حملت نبرة استعلاء لا تليق بمخاطبة الدول ذات السيادة".
وحذر من "خطورة الخطاب الذي يسعى لتطبيع فكرة المرور المجاني تحت ضغوط سياسية أو عسكرية".
وأضاف أن "مصر، بكل قواها الوطنية والشعبية والحزبية، سترفض بحسم أي محاولة للمساس بسيادتها أو النيل من حقوقها التاريخية والقانونية.".
** قناة السويس
وتستقبل قناة السويس عددا أكبر من السفن مقارنة بقناة بنما، ويمر منها نحو 10 بالمئة من التجارة العالمية، ولم تشارك الولايات المتحدة في أي مراحل من بنائها أو إدارتها.
وقناة بنما ممر مائي استراتيجي يسمح للسفن بالتنقل بسرعة أكبر بين المحيطين الأطلسي والهادئ. ويمر عبرها 5 بالمئة من التجارة العالمية، لاسيما من جانب الولايات المتحدة والصين.
وشيدت الولايات المتحدة هذه القناة وافتتحت في 1914، ثم منحت السيطرة عليها لبنما في 1999.
لكن ترامب دعا قبل أيام من تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي باستعادة السيطرة عليها، ملوحا باحتمال استخدام القوة.
أما قناة السويس فهي أقصر الطرق البحرية التي تربط دول أوروبا في حوض البحر المتوسط، مع دول المحيط الهندي وغرب المحيط الهادئ.
وبعد نحو شهر من اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين بغزة، في 7 أكتوبر 2023، بدأت جماعة الحوثي اليمينية شن هجمات ضد سفن تتبع تل أبيب، مطالبة بإنهاء الإبادة.
وأدت هجمات الحوثيين إلى تغيير شركات شحن عالمية مسارها إلى أس الرجاء الصالح الجنوب إفريقي، مما أثر سلبا على قناة السويس، أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر.
وفي 17 مارس/آذار الماضي، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده "تتكبد خسائر شهرية تقدر بحوالي 800 مليون دولار من إيرادات قناة السويس بسبب الأوضاع في المنطقة".
وقالت الرئاسة المصرية أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2024، إن "إيرادات القناة فقدت 7 مليارات دولار خلال 2024، بسبب تطورات البحر الأحمر ومضيق باب المندب، التي أثرت سلبا على حركة الملاحة بالقناة واستدامة التجارة العالمية".
وبينما لم يذكر البيان إجمالي إيرادات القناة خلال 2024، إلا أن إيراداتها عام 2023 بلغت 10.25 مليار دولار، حسب بيانات رسمية.