تعزيزات للجيش الأردني على الحدود مع فلسطين.. ماذا يحدث؟
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
عمّان – أثار فيديو متداول بشأن إرسال الجيش الأردني تعزيزات إلى الحدود مع فلسطين تفاعلاً كبيرا من مستخدمين ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، ويظهر في الفيديو مشاهد لدبابات وناقلات جند وتعزيزات عسكرية أردنية في طريقها نحو الحدود، كما يُظهر الفيديو تمركز قوات الجيش الأردني في المناطق الحدودية الغربية.
وأشار الإعلامي سمير الحياري إلى أن التحركات العسكرية الأردنية على الحدود مع فلسطين "رسالة للعدو الإسرائيلي بأن الأردن جاهز للحرب إذا ما تمت خطة تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية تجاه الأراضي الأردنية، لاسيما وأن هذه الاحتمالات بدأت بالتوسع مع تسليح المستوطنين ودعوتهم أبناء الضفة للتوجه نحو الأردن".
انباء عن نشر الجيش الاردني قوات مدرعة على حدوده مع فلسطين pic.twitter.com/51IdvXH4aQ
— Arab-Military (@ashrafnsier) November 18, 2023
المطالبة بتوضيح رسميوتعليقا على الفيديو المتداول، قال الإعلامي سمير الحياري إن "الإعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية لم يوضح لنا ما الأسباب الموجبة لتحركات الجيش باتجاه الحدود مع فلسطين؟"، ولفت في حديثه للجزيرة نت إلى أن "السبب أمني أكثر مما هو إعلامي، ولا يمكن إظهاره للإعلام".
وأضاف "كثرت التساؤلات والتكهنات حول الفيديو المنشور، وبالتالي أعتقد أنه سيكون هناك توضيح رسمي، وعلى القوات المسلحة الأردنية أن تصدر بيانا لأننا نحن الصحفيين والإعلاميين نريد أن نعرف ما الأسباب الموجبة لهذه التحركات العسكرية؟".
ولفت الحياري إلى أن الأردن كان يستعد لإقامة مستشفى ميداني عسكري في الضفة الغربية منذ أشهر، تحديدا في مدينة جنين، "لكن نتيجة التطورات المتلاحقة في الضفة الغربية والأوضاع الأمنية المعقدة، تقرر إقامة المستشفى في نابلس لاعتقاد الأردن أن الأوضاع في الضفة الغربية مرشحة لمزيد من التدهور، فجاء هذا التحرك الاستباقي من القوات المسلحة بإرسال المستشفى الميداني في الضفة الغربية، على غرار المستشفى الميداني في قطاع غزة".
الجيش الأردني لم يوضح رسميا سبب تحركه اتجاه الحدود مع فلسطين (الموقع الرسمي للجيش الأردني على الإنترنت) رسالة تحذيريةقال نائب رئيس هيئة الأركان الأسبق الفريق المتقاعد قاصد محمود، في حديث للجزيرة نت، إن "حركة ناقلات جنود الجيش الأردني لا تعدّ تغييرا جوهريا"، وأضاف "واضح أن هناك تصعيدا في الموقف السياسي الأردني، وبالتالي عمان ترسل رسالة أكثر من تحذيرية للاحتلال الإسرائيلي".
وأكد محمود أن "صانع القرار في الأردن أعلن حالة الحرب بصورة رسمية وفعلية إذا تم تنفيذ عمليات تهجير للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، وهذه الرسالة صدرت عن الملك عبد الله الثاني وعن وزير الخارجية أكثر من مرة".
أما الخبير الأمني والإستراتيجي الدكتور محمد المقابلة فقد رأى، في حديثه للجزيرة نت، أن التحركات العسكرية الأردنية نحو الحدود مع فلسطين تأتي في سياق إعادة توزيع القوات، وترتيب مسرح العمليات المعني بالوضعية القتالية النهائية.
وأوضح الخبير أن الانتشار يكون وفق خطة دفاعية لتوقع حدوث اعتداء ما، أو أنه مرتبط باستكمال قرار سياسي قد يتخذ، وهذا القرار قد يتطلب ردا مقابلا، وبالتالي جاءت هذه الخطوة الاستباقية من الجيش الأردني، معربا عن اعتقاده بأن يكون الموقف الأردني متعلقا بمخاطر التهجير القسري من الضفة الغربية، وأن هناك قرارا سياسيا سيخرج يتعلق بهذا الأمر، لا سيما وأن الأردن لن يسمح بالتهجير.
"نحن معكم وكل الأردنيين فخورون بكم، نشامى الجيش العربي، الله يحميكم ويعطيكم الصحة والعافية، تحياتي للنشامى، المعنوية عالية إن شاء الله"#الأردن #القوات_المسلحة_الأردنية #الجيش_العربي pic.twitter.com/Qcy3dNtiMZ
— Jordan Armed Forces (@ArmedForcesJO) November 19, 2023
تخوفات رسميةوعلمت الجزيرة نت من مصادر مطلعة أن مطبخ القرار في الأردن ينظر بتخوف لتصاعد الأحداث العسكرية والأمنية في الضفة الغربية، خاصةً في مخيم جنين، معتبرةً إياه بمثابة إنذار مبكر لاحتمال تصعيد عسكري إسرائيلي، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى الفوضى، وبالتالي تتصاعد معها التهديدات بهجرة سكانية من الضفة الغربية إلى الأردن، هذا الأمر يعني وضع الدولة الأردنية أمام احتمالات وسيناريوهات تصعيدية غير متوقعة ولا مقبولة.
وكان الجيش الأردني قد فتح تحقيقا بعد إصابة 7 من عناصر المستشفى الميداني الأردني في غزة خلال محاولتهم إسعاف مواطنين فلسطينيين أصيبوا خلال قصف إسرائيلي، بحسب بيان صادر عن الجيش.
وفي تصريح له اليوم الأحد، قال الملك الأردني عبد الله الثاني إن الاعتداء على الفرق الطبية في المستشفى الميداني بغزة "جريمة بشعة"، لافتًا إلى أنه "سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع هذا الهجوم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المستشفى المیدانی من الضفة الغربیة الحدود مع فلسطین فی الضفة الغربیة القوات المسلحة الجیش الأردنی إلى أن
إقرأ أيضاً:
المصالح الأردنية فوق كل إعتبار
#المصالح_الأردنية فوق كل إعتبار
الدكتور #أحمد_الشناق
إنتصار الثورة السورية على النظام الأسدي بوجود قيادات جديدة في دمشق ، الأردن هوالمستفيد الأول من سقوط النظام العبثي السابق ، الذي شكل خاصرة جغرافية مهددة للأردن تاريخياً من إدخال قواته عام ١٩٧٠ إلى الأردن وإحتلال اربد ليستكمل الوصول إلى عمان ، ومن بعد جاءت تحشيد قواته على الحدود الأردنية ١٩٨٠، وكان رد المغفور له الملك الحسين “عليكم مردود النقا ” وثم تبع ذلك بإرساله عصابة إجرامية لتفجير مبنى رئاسة الوزراء الأردنية ، وتتابع إستهداف الأردن بالإبن المخلوع وإدخاله إيران إلى سوريا بمشروعها الطائفي ، ونشر الميليشيات تحت مسمياتها العديدة على الحدود الأردنية ، وإنشاء مصانع الكبتاغون برعاية رسمية من النظام المخلوع لتصديرها إلى الأردن وعبر الحدود إلى دول الأشقاء ، ومحاولات تهريب الأسلحة ، وكل ذلك شكّل تهديداً مباشراً للأردن بأمنه الوطني بأبعاده العسكرية والسياسية والإجتماعية .
إن إنتصار الثورة السورية وسقوط نظام الأسد ، بإخراج إيران وأذرعها الطائفية ، تصب في مصلحة الأمن الوطني الأردني أولاً ومصلحة الأمن القومي العربي .
وعلى ما تقدم مطلوب من الحكومة الأردنية موقفاً متقدماً مع القيادات الجديدة في سوريا ، وبما يخدم المصالح الأردنية وهي فوق كل الإعتبارات ، وفوق كل مواقف بعض الأطراف في المنطقة ، فالأردن له خصوصيته القطرية ، بمصالحه الوطنية، ودولة تعددية سياسية وحزبية بكافة الأطياف الفكرية والسياسية ، ولا ترتبط مواقفه من اي طبيعة سياسية تحكم في دول الأشقاء، لنهج الأردن التاريخي والثابت بعدم التدخل في شؤون الآخرين وعلاقاته قائمة على اساس الاحترام المتبادل ، والمحافطة على العلاقات الإخوية بين الأشقاء .
إن التدافع الدولي ممثلاً بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالذهاب إلى دمشق ولقاء القيادات السورية الجديدة . مما يؤكد على التحولات الجارية في المنطقة وتغير في المعادلات السياسية التي تسود المنطقة ، وبما يمهد لمؤشرات شرق أوسط جديد ، بأسس جديدة وغير مسبوقة ، قد تشهد المزيد من التقلبات المفاجئة والتحولات التي تمهد لإستقرار المنطقة نحو نظام أمن إقليمي جديد بما يضمن أمن وسلامة الجميع .
مطلوب من الحكومة الأردنية ، التفكير بأفق وطني أردني بما يخدم المصالح الأردنية ، ومراجعة سياسية لطبيعة التحولات الجارية على مستوى المنطقة والإقليم ، والموقف الدولي والقرار الدولي نحو مستقبل المنطقة والإقليم . إنها مرحلة نحو نظام أمن إقليمي جديد بنمط علاقات جديدة .
مطلوب من الحكومة الأردنية التحرك السياسي الفاعل نحو سوريا الجديدة ، والبدء بحل قضية اللجوء السوري بعد أن أعلنت الحكومة السورية عن مطالبتها بعودة جميع السوريين في الخارج إلى وطنهم لبناء سوريا الجديدة .
مطلوب من الحكومة التحرك السياسي الفاعل وبما يربط البلدين والشعبين الشقيقين من علاقات التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة .