لجريدة عمان:
2025-03-20@04:29:42 GMT

على أمريكا السعي للتعايش التنافسي مع الصين

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

ترجمة - قاسم مكي

على الرغم من اجتماع الرئيسين جو بايدن وشي جينبينج في كاليفورنيا الأسبوع الماضي وموافقتهما على استئناف الاتصالات العسكرية إلا أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تظل محفوفة بالتوترات.

يشير بعض الأمريكيين إلى حرب باردة جديدة. لكن وضع الصين ليس مثل حال اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية.

فأمريكا لم يكن لديها اعتماد اقتصادي متبادل مع السوفييت في حين تبلغ تجارة أمريكا مع الصين نصف تريليون دولار.

قد يكون من المفيد فك الارتباط الجزئي (أو خفض المخاطر) حول القضايا الأمنية، إلا أن فك الارتباط الاقتصادي التام سيكون باهظ التكلفة وقلة من الحلفاء هي التي ستحذو حذو الولايات المتحدة في هذا الجانب. وهنالك عدد أكبر من البلدان التي تعتبر الصين وليس الولايات المتحدة شريكها التجاري الرئيسي. لذلك مواجهة تحدي الصين سيتطلب استراتيجية أكثر تعقيدا.

جوانب الاعتماد المتبادل الأخرى مثل التغير المناخي والجائحات تخضع لقوانين الفيزياء والبيولوجيا التي هي أيضا تجعل فك الارتباط مستحيلا. فلا يمكن لأي بلد حل هذه المشاكل العابرة للأوطان بمفرده. وسواء كان ذلك خيرًا أو شرًا لا فكاك للولايات المتحدة من التنافس التعاوني مع الصين.

هذا ليس مثل «سياسة الاحتواء» أيام الحرب الباردة. فالشركاء والحلفاء كالهند يمثلون أصولا تفتقر إليها الصين. وثروة الحلفاء «الديمقراطيين» في مجموعها ستفوق كثيرا ثروة الصين (زائدا روسيا) لفترة ليست قصيرة خلال هذا القرن.

إذا كانت الولايات المتحدة تتوقع قدرتها على تغيير الصين على نحو شبيه بانهيار النظام السوفييتي في نهاية الحرب الباردة سيخيب أملها في الغالب. الصين أكبر من أن تغزوها الولايات المتحدة أو تفرض عليها بالقوة تغييرا داخليا والعكس صحيح أيضا. فلا الصين أو الولايات المتحدة تشكل تهديدًا وجوديًا للأخرى إلا إذا أخطأنا بالدخول في حرب كبرى.

أنسب مماثلة تاريخية لذلك ليست أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية ولكن أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى. فتايوان يمكن أن تكون نقطة الاشتعال مثلما كانت منطقة البلقان وقتها. على الولايات المتحدة مساعدة تايوان في الدفاع عن نفسها لكن في سياق سياسة «صين واحدة» الناجحة والتي أوجدها ريتشارد نيكسون وهنري كيسنجر في أوائل السبعينيات. علينا توقع صراع منخفض الحدة واقتصادي. لكن يجب أن يكون الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة تجنب التصعيد.

مثل هذه الاستراتيجية معقولة لأن الولايات المتحدة لديها ميزات جيوسياسية كبرى ومن المستبعد أن تحل الصين محلها كقوة قائدة. جغرافيًّا، الولايات المتحدة محاطة بمحيطين (الأطلسي والهادي) وعلاقاتها ودية مع جيرانها في حين لدى الصين نزاعات حدودية مع الهند وإندونيسيا واليابان وماليزيا والفلبين وفيتنام.

هنالك ميزة أمريكية ثانية هي الطاقة. فثورة النفط والغاز الصخريين حولت الولايات المتحدة من بلد مستورد إلى مصدِّر لهما. والصين من جهة أخرى تعتمد بدرجة كبيرة على واردات الطاقة التي تمر عبر الخليج والمحيط الهندي.

أيضًا لدى الولايات المتحدة ميزة ديموغرافية. فالقوة العاملة الأمريكية ستنمو في الغالب خلال العقد القادم في حين بلغ عدد سكان الصين ممن هم في سن العمل الذروة في عام 2015. وفيما تتميز الصين في بعض الحقول الفرعية تظل الولايات المتحدة في المقدمة في بعض القطاعات المفتاحية مثل التقنية الحيوية وتقنية النانو وتقنية المعلومات.

لدى الصين مكامن قوة مؤثرة لكن أيضا مواضع ضعف خطيرة. على سبيل المثال يكمن الحل لتدهورها الديموغرافي في زيادة الإنتاجية. لكن الإنتاجية الكلية لعوامل الإنتاج ظلت تتدنى. وتشديد الحزب قبضته على الاقتصاد تخنق طاقة ريادة الأعمال في القطاع الخاص.

رغم تمتع الولايات المتحدة بمزايا جيدة إلا أن الاستراتيجية الخاطئة يمكن أن تفقدها فرصة الاستفادة منها. مثلًا من الممكن أن تتخلى إدارة ترامب (إذا فاز في الانتخابات الرئاسية القادمة) عن الأوراق الرابحة للولايات المتحدة والمتمثلة في التحالفات والمؤسسات الدولية أو أن تقيد الهجرة بشدة.

لي كوان يو رئيس وزراء سنغافورة السابق ذكر لي مرة أنه لا يعتقد أن الصين يمكنها التفوق على الولايات المتحدة لقدرة هذه الأخيرة على اجتذاب أصحاب المواهب من كل أنحاء العالم. ونظرًا إلى قوميتها العرقية ودولة الحزب مثل هذا النوع من الانفتاح ليس ممكنًا للصين.

يجب أن تكون استراتيجية واشنطن تجاه بكين تجنب كل من الحرب الساخنة والباردة والتعاون متى ما أمكن ذلك وتعبئة أصولها لتشكيل التصرفات الخارجية للصين. هذا يمكن القيام به من خلال سياسة الردع وتقوية التحالفات والمؤسسات الدولية.

اليابان مهمة استراتيجيا بالنسبة لسلسلة الجزر الأولى قبالة ساحل الصين. إنها حليف وثيق للولايات المتحدة وتأوي قوات أمريكية على أراضيها.

على الولايات المتحدة في الوقت نفسه تقديم يد العون للبلدان الفقيرة التي يتم التودُّدُ لها حاليا بمبادرة الحزام والطريق الصينية. وفوق كل شيء على أمريكا الحفاظ على الانفتاح الداخلي وحماية القيم الديمقراطية.

تكشف استطلاعات الرأي العالمية تمتع الولايات المتحدة بقوة جاذبية ناعمة أكبر من الصين. وترحِّب العديد من البلدان التي ترغب في الحفاظ على علاقات ودية مع الصين لكن لا تريد الخضوع لسيطرتها بقوة الردع العسكرية الأمريكية.

على أمريكا التركيز على استراتيجية تَعِدُنَا بمنافع أكبر من تلك التي يمكن أن يحققها لنا تكرار الحرب الباردة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة للولایات المتحدة مع الصین أکبر من

إقرأ أيضاً:

محللون: الدعم الأميركي شجع نتنياهو ولا يمكن إنهاء حماس لا بالحرب ولا بالصفقات

يرى محللون سياسيون أن قرار إسرائيل باستئناف الحرب على قطاع غزة لن يؤدي إلى النتيجة التي يرجوها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحليفه الأميركي، لأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لن تستجيب للضغوط ولن تفرط بالورقة المتبقية لديها، وهي ورقة الأسرى الإسرائيليين الذين يحتجزون في غزة.

وكانت إسرائيل قد استأنفت الحرب على غزة فجر أمس الثلاثاء، وشنت غارات جوية عنيفة أسفرت عن استشهاد 429 شخصا وإصابة 528 آخرين، وذلك في أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.

ويرى الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى أن قرار نتنياهو باستئناف الحرب سببه الدعم الأميركي وسعيه للضغط على حركة حماس من أجل أن تعود لمقترح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، ولكن بالشروط الإسرائيلية والمتعلقة بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات في اليوم الأول للهدنة وإخراج الباقي في اليوم الأخير إذا تم التوافق على المخرجات السياسية لوقف إطلاق النار.

وخيار استئناف الحرب على غزة -يضيف الدكتور مصطفى- هو خيار إستراتيجي بالنسبة لإسرائيل، مؤكدا أن حكومة نتنياهو استغلت فرصة تعرقل المفاوضات لتنفيذ هذا الخيار.

إعلان

وبخصوص العملية البرية التي تلوح بها إسرائيل، يرى الدكتور مصطفى أنها عملية معقدة، بغياب إجماع على الحرب داخل إسرائيل، حيث إن المجتمع الإسرائيلي لا ينظر إلى الحرب الحالية كما كان ينظر إليها في السابق، "ولذلك من الممكن أن يتم تأجيل الهجوم البري".

ويعتقد الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي أن قرار استئناف الحرب هدفه الضغط على حماس لكي تقبل بشروط لم تكن مطروحة سابقا، لكنه يرى أن الضغط سينعكس على إسرائيل أكثر من حماس، "لأن العمل العسكري لم ولن يؤدي إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين".

وعن الضوء الأخضر الأميركي لنتنياهو، يرى مكي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تم إفهامه بأن حماس تعيش تحت النار والضغط وأنها بمبدأ "السلام من خلال القوة" يمكن أن تقبل بما يطرح عليها، غير أنه -أي ترامب- "لا يدرك أن حماس لم يعد لديها شيء لتخسره، وأنها لا يمكن أن تفرط بورقة الأسرى بدون ثمن حقيقي".

ورجح مكي أن يصل ترامب لاحقا إلى حقيقة أنه لا يمكن أن يؤدي الضغط العسكري إلى نتيجة مع حماس.

وعن خيارات حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، يؤكد مكي أن أي تنازل في هذه المرحلة سيكون خارج المطلوب، وسيحسب بأنه جاء نتيجة الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل في كل الأحوال لن تتوقف عن قتل الفلسطينيين.

إجراء مؤقت

وبحسب المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط توماس وريك، فإن المسار الذي يريده ترامب ومبعوثه ويتكوف هو الإفراج عن المزيد من الأسرى وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية كإجراء مؤقت لحين انتهاء الأعياد اليهودية في منتصف أبريل/نيسان القادم، وهذا سيسمح ببدء المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة".

وأضاف أن ويتكوف أراد أن تقبل حماس بفكرته المتعلقة بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، مشيرا إلى أنه هو من جعل ترامب يوافق على استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة.

إعلان

وقال إن واشنطن ترى أن حماس هي العقبة أمام سلام دائم وليس إسرائيل، وأن حماس يجب أن تستثنى من حكم غزة، وكشف أن "ويتكوف أجرى لقاءات مع قادة عرب بهذا الخصوص وليس هناك أي مؤشر على أنهم توصلوا إلى اتفاق".

وحسب الدكتور مكي، فإن حماس رفضت حتى النقاش في موضوع خروج قادتها من غزة، وشدد على أن "حماس لا يمكن أن تنتهي بالحرب ولا بالصفقات".

وعن موقف الاتحاد الأوروبي من عودة الحرب على غزة، قال يونس عمرجي: نائب رئيس البرلمان الأوروبي إن "بروكسل أدانت الجرائم الإسرائيلية أمس"، ووصف ما حدث بأنه جريمة ضد الإنسانية، كما حمّل الولايات المتحدة مسؤولية ما حصل أمس، ودعا إلى احترام اتفاق وقف اطلاق النار والإفراج عن كل الأسرى.

ومن جهته، أكد وليام شاباس رئيس لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، بأن إسرائيل انتهكت بشكل صارخ وقف إطلاق النار على غزة، وقال إن العدوان الذي تمارسه يؤكد أنها لا تريد السلام وإنما تريد تدمير الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • الصين تهدد عرش صناعة «الذكاء الاصطناعي» في أمريكا!
  • قرار صادم من واتساب .. تعيين حدود الرسائل التي يمكن إرسالها
  • كوريا الشمالية:العدوان الأمريكي على اليمن لا يمكن تبريره
  • في سبيل التأهل لمونديال أمريكا 2026 .. الأخضر يواصل استعداده في الرياض لمواجهة الصين
  • محللون: الدعم الأميركي شجع نتنياهو ولا يمكن إنهاء حماس لا بالحرب ولا بالصفقات
  • الحرب الساخنة بين الولايات المتحدة والصين
  • ما هي الممرات المائية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها بالشرق الأوسط؟
  • الولايات المتحدة: الطبيبة التي تم ترحيلها إلى لبنان لديها صور للتعاطف مع حزب الله
  • مسافر يوثق ومضات البرق والأعاصير التي ضربت أمريكا‬⁩ من نافذة الطائرة .. فيديو
  • أسعار النفط ترتفع مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والحوثيين