مخالفات لقرابة 90 مرشحاً في النجف.. وقرارات بحق 5 منهم
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
شفق نيوز/ رصد مكتب مفوضية انتخابات النجف، 87 مخالفة للمرشحين حتى اليوم الأحد، وبينما أعلن رفع هذه المخالفات إلى اللجنة المركزية في المكتب الوطني لإصدار عقوبة الغرامة بحقهم، كشف عن صدور قرارات بتغريم 5 مرشحين حتى الآن في المحافظة.
أفاد بذلك مدير مكتب مفوضية انتخابات النجف، ياسر عمار، لوكالة شفق نيوز، موضحاً أن "لجنة الرصد في مكتب انتخابات النجف شرعت منذ بدء الحملات الانتخابية برصد مخالفات المرشحين في المحافظة، إلى جانب تهيئة الأمور الأخرى استعداداً لانتخابات مجالس المحافظات 2023".
وعن أبرز الاستعدادات شرح عمار، أنه "تم عقد ورش تثقيفية وتوعوية لمرشحي محافظة النجف، فيما يتعلق بإجراءات الاقتراع والحملات الانتخابية وشروطها وضوابطها والمخالفات، وطرق تقديم الشكاوى والطعون".
بدورها، "تستمر قيادة شرطة النجف باتخاذ الإجراءات بحق المتجاوزين على الحملات الانتخابية المنتشرة في شوارع المحافظة، كونها أفعالاً يُعاقب عليها القانون"، بحسب عمار.
خطة الانتخابات
وبدأت القوات الأمنية استعداداتها لانتخابات مجالس المحافظات منذ 3 أشهر، وفق المتحدث باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، مبيناً أن "هناك توجيهات صدرت إلى القوات الأمنية فيما يتعلق بالخطة الخاصة للانتخابات المحلية".
وعن تلك التوجيهات يوضح الخفاجي لوكالة شفق نيوز، أنه "كان هناك توجيه بضرورة المحافظة على المراكز الانتخابية، وعدم الاعتداء عليها، وعلى صناديق الاقتراع والمخازن والناخب، وكذلك على الدعاية الانتخابية، إذ تم رصد بعض المخالفات وجرى تحويلها إلى القضاء ضمن السياقات والأطر المعمول بها".
وأضاف، أن "هناك مركزاً رئيسياً لقيادة العمليات المشتركة في كل المحافظات، وعن طريق هذا المركز تتم إدارة العملية الأمنية الخاصة بالانتخابات، ويوم أمس كانت هناك عملية محاكاة أمنية لمراكز الانتخابات، تضمنت حركة وانتشار للقطاعات والتعامل مع القطاعات الأخرى عند حدوث أي تحدٍ أو خرق أو اعتداء أمني".
وتابع، أنه "تم إعداد أطواق أمنية وخطط وقوات تقوم بالحراسة وأخرى تتدخل في حال حدوث أي شيء، كما قُسّمت الواجبات ووزّعت القطعات طبقاً لآلية العمل".
وأكد، أن "القوات الأمنية تقوم بعمل كبير في هذا المجال، فهي بالوقت الذي تُحارب فيه الإرهاب والجريمة المنظمة، تؤدي واجبها تجاه ما كُلفت به خلال انتخابات مجالس المحافظات".
عقوبة تمزيق الملصقات الانتخابية
من جهته، أشار الخبير القانوني، علي التميمي، إلى أن "قانون الانتخابات الجديد رقم 4 لسنة 2023، عالج الدعاية الانتخابية ابتداءً من المادة 24 إلى المادة 34 بتفاصيل وشروط، منها أن يُحدد موعدها وأماكن الدعاية بقرار من المفوضية، وعدم استغلال موارد الدولة وابنيتها، ومنع إعطاء الهدايا، وينتهي موعدها قبل 24 ساعة من الانتخابات".
وأضاف التميمي لوكالة شفق نيوز، أن "المواد أعلاه منعت استخدام موارد الدولة أو دور العبادة في الدعاية الانتخابية، أو موارد الوزارات أو موارد الموازنة، ويُعاقب الفاعل هنا حتى عن الشروع في هذه الجرائم".
وتابع، أن "المواد 41 إلى 42 من القانون أعلاه، أوقعتا عقوبات جسدية وغرامات تراوحت بين الحبس لمدة تصل إلى السنة، وغرامات تصل إلى 50 مليون دينار كحد أعلى، تُطال الأفراد وحتى الكيانات، وممكن الاستبعاد عن طريق مجلس المفوضين".
وأكد، أن "على المفوضية منع الشحن الطائفي واستبعاد كل كيان أو شخص يروّج لذلك، حتى لا يؤثر على موعد الانتخابات المقبلة".
ورأى، أن "هذه العقوبات وخصوصاً الغرامات، تحتاج إلى التفعيل حتى تكون الدعاية مسيطر عليها، وتحقق أهداف العقوبة الجنائية، وهي الردع وتحقيق العدالة الاجتماعية".
ومن المقرر أن تجري الانتخابات المحلية في 18 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وستكون هذه أول انتخابات محلية تُجرى في البلاد منذ إبريل/ نيسان 2013.
وتتولى مجالس المحافظات المُنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولهم صلاحيات الإقالة والتعيين وإقرار خطة المشاريع بحسب الموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقاً للدستور.
وأكدت المفوضية أن 296 حزباً سياسياً انتظمت في 50 تحالفاً ستشارك في الانتخابات، ويتنافس المرشحون على 275 مقعداً هي مجموع مقاعد مجالس المحافظات بشكل عام، وجرى تخصيص 75 منها ضمن كوتا للنساء و10 مقاعد للأقليات العرقية والدينية.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي النجف مفوضية الانتخابات الانتخابات المحلية مجالس المحافظات شفق نیوز
إقرأ أيضاً:
تنمية المحافظات.. شمال الباطنة نموذجًا
مرتضى بن حسن بن علي
المُهمة الأساسية لأية حكومة تتمثل في تحويل أي مجتمع تتوافر فيه مقومات التنمية والتعايش الإنساني المنظم، ومن الصعوبة تحقيق أية تنمية ناجحة ومُستدامة إذا اقتصرت على مناطق جغرافية محددة، وكل ذلك يتطلب الاهتمام بجميع المناطق من كل النواحي اقتصاديًا وتعليميًا وصحيًا وعُمرانيًا وبيئيًا.
علاوة على أنَّ كل ذلك يتطلب دورًا مُتعاظِمًا للمحافظات ليعكس الاهتمام بالتنمية الشاملة في جميع أنحاء عُمان، وذلك عن طريق تطبيق نظام السُلطة المحلية وتحديد كافة المتطلبات اللازمة لتفعيل دور المحافظ. ومن أجل هذا الهدف صدر المرسوم السامي رقم (36/ 2022) بشأن نظام المحافظات لتعزيز دور المحافظات، واتِّباع أسلوب النهج الحديث للإدارة المحلية اللامركزية لكي تتمكن المحافظات من القيام بالأدوار المرجوة منها؛ لكي تتناسب مع أهداف وركائز رؤية "عُمان 2040"، والتي من بينها التنمية المستدامة للمحافظات، وتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمارات فيها، وتنمية مواردها، والارتقاء بالخدمات والأنشطة المحلية والبلدية فيها.
ومحافظة شمال الباطنة من محافظات السلطنة المهمة جغرافيًا واقتصاديًا، وتضم 6 ولايات؛ هي: صحار وشناص ولوى وصحم والخابورة والسويق، علاوة على مركز المحافظة ولاية صحار، وتحتضنها الأشواق المتبادلة بين البحر والسهل والجبل.
ولكونها تحظى بموقع جغرافي حيوي يمتد على الساحل الجنوبي لبحر عُمان، فإنها تعد نافذة بحرية عُمانية تربط عُمان بالدول الأخرى منذ القدم، عبر النشاط البحري والتجاري في الخليج والمحيط الهندي، كما تتميَّزُ بإمكانات اقتصادية، تتمثل في أنها تضُم سهولَ السلطنة الزراعية (سهل الباطنة)، وتتنوع بها الخامات المعدنية التي تم البدء في استغلالها لإقامة عدة صناعات ثقيلة وحيوية.
ويمثل ميناء صحار الصناعي واحدًا من المشروعات الاقتصادية الكبيرة في السلطنة، خاصةً في ظِل استقطاب المنطقة الصناعية في صحار لعدد كبير من المشروعات الصناعية الكبيرة والتحويلية؛ كالسماد والبتروكيماويات والألمنيوم والحديد. وقد عزَّز ذلك إنشاء المنطقة الحرة في صحار، ومطار صحار الذي يمثل وجهة جوية جديدة لعُمان، وسيساهم في تنمية القطاعات التجارية والصناعية القريبة منه. كما إن مشروع القطار الخليجي المُنتظر (خط صحار- أبوظبي) سيزيد من أهمية المحافظة، ومن أهمية مدينة صحار، وهي مركز محافظة شمال الباطنة.
وتستحوذ محافظة شمال الباطنة على نسبة 20.1% من مجموع سكان عُمان (عُمانيين ووافدين)، وهي تأتي مباشرة بعد محافظة مسقط من حيث عدد السكان، التي بلغت نسبة السكان فيها من إجمالي تعداد السلطنة حوالي 29%، وبلغ عدد سكانها مليونًا و311 ألفًا.
خلال زياراتي لمدينة صحار واجتماعاتي مع سعادة المحافظ والموظفين في مكتب سعادته، لاحظتُ وجود تعاون مع النخب المجتمعية المختلفة والمناقشة معهم في كيفية دعم تجربة تنمية المحافظات حسب تخصصها لكي تكون المسؤولية جماعية. ويهدف مكتب المحافظ إلى رفع مستوى التنمية في مُدن وولايات المحافظة، من أجل مُقيميها وزوارها عن طريق استثمار المقومات الاقتصادية والطبيعية والتاريخية للمحافظة. كما يحرص المكتب على الاستماع لأية مقترحات تتعلق بتعزيز التفاعل مع الجهات المعنية ومنها قطاع الأعمال والقطاع الخاص ومتابعة ومراقبة تنفيذها. وتجري دراسة تنظيم برامج تدريبية مُستمرة لأعضاء المجالس المحلية والقيادات المحلية الأخرى، وكذلك وضع برامج تدريبية للعاملين في الوحدات الإدارية والتنسيق بشأن تنفيذها مع الجهات المعنية. ويعكف مكتب المحافظ على دراسة حول تحقيق الأمن الغذائي عبر استغلال جميع الموارد المتوفرة كالزراعة، أو تخزين الطعام، أو استهلاك الغذاء بشكل اقتصادي ومدروس، وإنتاج منتجات قابلة للتسويق والتصدير؛ مما يُوَلِّد الدخل الكافي لتأمين الغذاء المحلي، إضافة إلى توفير فرص عمل ومحاولة الابتعاد عن أساليب الزراعة التقليدية والتوجه إلى الاستعانة بالتكنولوجيا الحيوية لإيجاد منتجات بنوعية ذات جودة، ودراسة استعمال الزراعة العمودية، إضافة إلى تعزيز النمو الاقتصادي والمُساهمة في خلق فرص عمل جديدة، وزيادة النشاط الاقتصادي المحلي، والتحسين عن طريق الاهتمام بجذب الاستثمارات في مجالات الزراعة والصيد والسياحة والصناعة.
وقد فازتْ محافظة شمال الباطنة بجائزة أفضل مشروع إنمائي لعام 2024. وفي المرحلة الأولى من هذا المشروع سيتم إنشاء 95 محلًا تجاريًا، و15 محلًا لبيع الأسماك، و10 مطاعم ومقاهٍ، إضافة إلى مركزيْن للتدريب الحرفي، ومركز زوار سياحي، ومرفأ لمراكب الصيد، وفندق.
ومن المقرر أن تضم منطقة المارينا أسواقًا تراثية ومسارات مُشاة، وكورنيش المارينا، وساحات تجميعية، ومارينا وممشى عائماً، وهذا التطوير سيُسهم في خلق 372 وظيفة مباشرة و750 وظيفة غير مباشرة؛ مما يعزز الاستدامة الثقافية والاقتصادية ويوفر فرصًا استثمارية جديدة. وتبلغ القيمة الإجمالية للمرحلة الأولى من المشروع 9.8 مليون ريال عُماني؛ مما يعكس التزام المحافظة بتطوير البنية الأساسية وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام في المحافظة؛ بل ومنطقة الباطنة بأكملها.
وتسعى المحافظة إلى استثمار حوالي 14 مليون ريال عُماني خلال السنوات الثلاثة المُقبلة في مشروعات "أَنْسَنة المُدن"، والتجديد الحضري لمراكز الولايات، وتطوير الواجهات البحرية والمتنزهات والحدائق، وتطوير مداخل الولايات، إضافةً إلى تجميل ضفاف الأودية وتطوير المسارات الرياضية وتعزيز البنية الأساسية لأنشطة السياحة البيئية. كما تعمل المحافظة على رصد الفرص الاستثمارية القائمة في قطاعات الصناعة واللوجستيات والتطوير العقاري والسياحة والترفيه. وقد وقَّعت المحافظة مؤخرًا 3 اتفاقيات استثمارية وانتفاع عقاري بتكلفة تجاوزت 11 مليون ريال عُماني. وتشمل الاتفاقيات إقامة مشروع ترفيهي سياحي "منتجع أكوا بارك" في ولاية السويق على مساحة 148 ألف متر مربع، وبحجم استثمار 4.56 مليون ريال عُماني، وقد وصلت نسبة الانجاز في الإجراءات والموافقات من مختلف الجهات نسبة عالية.
إضافة إلى ذلك تمَّ التوقيع على اتفاقية عقد استثمار وتطوير بحديقة "اليوبيل الفضي" في ولاية صحار؛ لإقامة مشروع ترفيهي سياحي تجاري على مساحة 12.5 ألف متر مربع وبحجم استثمار 3 ملايين ريال، وتواصل نسبة الإنجاز في الصعود. وقد وصلت نسبة الانجاز في الإجراءات والموافقات من مختلف الجهات إلى نسبة عالية، وهناك مشروع ثالث ترفيهي تجاري بولاية صحار تبلغ تكلفته الإجمالية 3.5 مليون ريال عُماني على مساحة 20 ألف متر مربع.
إنَّ تخطيط وتنمية المحافظات في سلطنة عُمان ليس مجرد خطوة إدارية؛ بل ضرورة حيوية لتطوير البلاد بشكل متوازن ومستدام، وذلك من خلال تعزيز النمو الاقتصادي، وتحسين البنية الأساسية، والاستفادة المثلى من الموارد. كما إن تخطيط وتنمية المحافظات يساعد في تحقيق التنمية المستدامة والمساهمة في تحقيق رؤية "عُمان 2040" الرامية إلى تنويع الاقتصاد، وتحقيق رفاهية اجتماعية واقتصادية للجميع.
ومن المهم أن يكون الدعم المالي لكل محافظة مُتباينًا حسب مساحة المحافظة وعدد سكانها وأهميتها الاستراتيجية واحتياجاتها للتنمية. وقد يكون مفيدًا أن يتم نشر الجهود التي بذلت لتنمية كل مُحافظة، وأن يتم تقديم الجوائز للمُحافظة التي حققت إنجازات مُهمة.
وأخيرًا.. إنَّ مُبادرة "تنمية المحافظة" رحلة لا بُد أن تستمر وتتطور في كل مرحلة، ولا بُد من ضخ الجهود والأفكار لكي لا يقل الزخم تجاهها؛ بل العكس، مع الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في هذا السياق.
رابط مختصر