لماذا يحلم نصف الجيل زد بالعمل كـ مؤثرين على الشبكات الاجتماعية؟
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
ساعد التطور التكنولوجي والشعبية التي حظيت بها وسائل التواصل الاجتماعي في ظهور العديد من الوظائف غير المعروفة لدى الأجيال السابقة، مثل مختصي الشبكات الاجتماعية والعاملين في صناعة المحتوى، إلى جانب ما يعرف بـ "المؤثرين". ولم يعد غريبا أن نرى أطفالا يبلغون من العمر 14 عاما يتابعهم الملايين ولديهم حسابات موثقة تدر عليهم إيرادات بمئات الآلاف من الدولارات.
وتعرّف شركة "مورنينغ كونسلت" للأبحاث، "المؤثر" بأنه شخص يقدم محتوى رقميا ذا قيمة بالنسبة لعدد من الأشخاص، يؤثر في أفكارهم وقناعاتهم أو ميولهم الشرائية، على ألا يقل عدد متابعيه عن 10 آلاف.
الطموح الوظيفي للجيل "زد"وبحسب دراسة أجرتها الشركة المتخصصة في أبحاث المسح عبر الإنترنت هذا العام، فإن 57% من الجيل "زد" -مواليد بين عامي 1997 و2012- يطمحون إلى العمل كمؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي، وأن 53% منهم مستعدون لترك وظائفهم والعمل في صناعة المحتوى الإلكتروني حال ضمن لهم دخلا يوفر احتياجاتهم، ويحول وجودهم على الإنترنت إلى حياة مهنية ناجحة.
الاستطلاع شمل أكثر من 2200 مستخدم للشبكات الاجتماعية تتراوح أعمارهم بين 13 و26 عاما. وبسؤالهم عن طبيعة المحتوى الذي يرغبون في تقديمه، أجابوا على النحو التالي:
22%: سيقدمون تعليقا على الألعاب. 13%: سيقدمون محتوى غذائياً. 10%: سيتحدثون عن الموضة والجمال والعناية بالبشرة. 8%: سيركزون في محتواهم على الموسيقى. 20%: لم يحددوا بعد طبيعة المحتوى الذين يرغبون في تقديمه.اللافت أن القضايا الاجتماعية والسياسية لم تلق اهتماما بين المشاركين.
خبيرة العلامات التجارية في "مورنينغ كونسلت" إلين بريغز، قالت إن جيل "زد" أحدث تغييرات جذرية في آليات العمل، إذ تبدلت لديه الأحلام التقليدية والرغبة في دراسة الطب والهندسة والمحاماة وغيرها من المهن المشابهة، ليتحول الطموح إلى تحقيق الشهرة عبر الإنترنت.
وأشارت بريغز إلى أن 63% ممن يتابعون المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي قالوا إنهم يسعون لأن يصبحوا مؤثرين، موضحة أن رغبة هذا الجيل في العمل في مجال التأثير لم تتغير منذ 4 سنوات، إذ أظهر استطلاع مماثل في العام 2019 النتائج نفسها تقريبا، وأكدت أن الربح السريع والتحرر من التزامات العمل التقليدية عززا حب الجيل لهذا المجال.
دراسة جامعية في أيرلندايقدّر عدد المؤثرين والناشرين الرقميين حول العالم بأكثر من 200 مليون شخص. ومع تنامي سوق صناعة المحتوى، يسعى العديد من الدول لتقنين هذه المهنة، ومنها ما قامت به جامعة ساوث إيست للتكنولوجيا في أيرلندا، من خلال إتاحة تخصص جامعي جديد يمنح خريجيه بكالوريوس الآداب في إنشاء المحتوى ووسائل التواصل الاجتماعي. ومن المقرر أن تستقبل الجامعة الدفعة الأولى من الطلاب في سبتمبر/أيلول 2024.
إليانو أوليري، المحاضرة في الإعلام والاتصال بالجامعة، قالت إن الدراسة في هذا القسم تستمر مدة 4 سنوات، يدرس فيها الطالب العلاقات العامة والتصوير الفوتوغرافي وكيفية إنشاء مقاطع فيديو وتحريرها بشكل احترافي، مضيفة أن خريجي هذا القسم سيكونون مؤهلين للعمل لحسابهم الخاص أو لحساب شركات أو مؤسسات، وتحويل هوايتهم إلى مسمى وظيفي معروف.
لماذا يتجه جيل "زد" إلى مهنة "التأثير"؟ الشهرة: يحقق مؤثرو الإنترنت شهرة كبيرة، ربما يرجع ذلك إلى الألفة التي تنشأ بين المؤثر ومتابعيه. الربح السريع: أصبحت المهنة وسيلة للثراء السريع في العصر الرقمي، فوفق موقع "إنفلونسر ماركتينغ"، بلغت قيمة سوق صناعة المحتوى أكثر من 21 مليار دولار هذا العام، بعد أن كانت 16.4 مليار دولار في العام 2022، ويتوقع المحللون الاقتصاديون وصوله إلى 480 مليار دولار بحلول العام 2027. وبحسب الأرقام فإن الكثير من المؤثرين يحققون مكاسب مالية تزيد على 100 ألف دولار سنويا. مرونة ساعات العمل: توفر صناعة المحتوى ساعات عمل مرنة، بعيدا عن الحياة المهنية التقليدية والجلوس على مكاتب العمل لساعات متتالية. جاذبية المؤثرين: أصبح المؤثرون بما حققوه من شهرة سريعة نموذجا لغيرهم، وتقول تيتانيا جوردان، المؤلفة المشاركة لكتاب "الأبوة والأمومة في عصر التكنولوجيا" لموقع "بيرنتس"، إن الكثيرين من جيل "زد" يرغبون في تقليد ومحاكاة المؤثرين الذين توصي بهم خوارزميات مواقع التواصل وتفرضها عليهم أحيانا.وتضيف جوردان أن الأمر لا يتطلب أكثر من بضع نقرات لرؤية قائمة بأفضل الشخصيات المؤثرة في هذا السن، ومتابعة شعبيتهم المتزايدة بشكل يومي، وهذا ما يعزز فرص محاكاتهم.
القوة التسويقية للمؤثرين: كشف الاستطلاع عن القوة التسويقية التي يتمتع بها المؤثرون، إذ عبر 61% عن ثقتهم في المنتجات التي يروجون لها. الأولوية للصحة العقلية: قد يتعارض هذا الطموح مع ما كشفت عنه العديد من الدراسات العلمية من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية، ولهذا ينصح دكتور أندرو موناستيريو، المتخصص في الصحة النفسية بمركز إيسلا فيستا في كاليفورنيا، بضرورة إعطاء الأولوية للصحة العقلية ويقول "إن الضغط الذي يتعرض له المؤثر من أجل الحفاظ على الصورة العامة والتعامل مع النقد وتلبية توقعات الجمهور، يمكن أن يؤثر سلبا على رفاهيته وصحته العقلية، تماما مثل التحديات النفسية التي يواجهها الفنانون وتفرضها الأضواء".ويوضح أندرو، أنه رغم الاستقلال المادي الذي يحققه العمل في مجال التأثير، غير أنه قد يسبب المزيد من الأعباء الأخرى، لا سيما إذا تورط المؤثر في صفقات مع علامات تجارية لها "أجنداتها" الخاصة والمتعارضة مع قناعاته ومبادئه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی صناعة المحتوى
إقرأ أيضاً:
برلماني لـ الحكومة: لماذا لا يؤخذ بتوصيات النواب بشأن الحسابات الختامية؟
وجه النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو مجلس النواب، سؤالا للحكومة: لماذا لا يتم الأخذ بالتوصيات البرلمانية الواردة في تقارير الحسابات الختامية والتي تم مناقشتها في السنوات الماضية.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، أثناء مناقشة تقرير لجنة الخطة والموازنة عن حساب ختامي موازنة 2023/2024.
وأكد أن جلسات مناقشة الحسابات الختامية في العام الماضي، والحسابات الختامية في السنوات السابقة قدمت نفس الملاحظات ونفس التوصيات، مستنكرا عدم تعامل الحكومة مع التوصيات.
وطالب عضو مجلس النواب، الحكومة بضرورة الالتزام بتنفيذ كافة التوصيات الواردة في تقارير الحسابات الختامية للمزازنة العامة للدولة.
وأشار إلى أنه من بين ملاحظات لجنة الخطة والموازنة، ما يتعلق بالهيئات الاقتصادية والمتمثلة في الدمج بين الهيئات، خصوصا في ظل وجود بعض الهيئات التي تتكبد خسائر سنويا، مشيرا إلى أنه سبق تشكيل لجنة في هذا الشأن من جانب الحكومة، ولكن حتى الآن لم تقدم أي تصور.
وكشف زين الدين، أن من بين الملاحظات ما يتعلق بعدم الالتزام بالحد الأقصى للأجور، متسائلا: أين اللجنة التي تم التوصية بتشكيلها من الجهاز المركزى للمحاسبات وهيئة الرقابة الإدارية ووزارة المالية لحصر المبالغ الزائدة عن الحد الأقصى للأجور؟.
ولفت عضو مجلس النواب، إلى إشكالية استمرار ظاهرة عدم الاستفادة من بعض المشروعات الممولة من المنح والقروض، مؤكدا أنها تمثل إهدار للمال العام.
وأكد النائب محمد زين الدين، أن عدم الاستفادة من القروض والمنح الأجنبية والالتزام بالمواعيد المحددة لها، يضيع على الدولة فرص استغلالها في مشروعات تنموية، بالإضافة إلي تحمل الدولة لعمولات نتيجة التأخر في التنفيذ مما يزبد من أعباء الدولة في سداد القروض.
وطالب عضو مجلس النواب، بضرورة محاسبة المقصرين في عدم تنفيذ توصيات الحسابات الختامية، حفاظا على المال العام وجهود البرلمان في دراسة ومناقشة الحسابات الختامية.