مسقط .. تنمية عمرانية شاملة ونهضة تنموية زاهرة

■ تحديثات مستمرة فـي القطاع التكنولوجي والرقمي وتعزيز منظومة الخدمات والتطبيقات الذكية
■ الانتهاء من ازدواجية طريق الجامعة ـ دوار الخوض السادسة لاستيعاب الحركة المرورية المتزايدة

يُعدُّ التنوع الفريد الذي تحظى به المحافظات العُمانية في طبيعتها وتضاريسها وأجوائها سِمة تضفي عليها قيمة حضارية وجمالية تجعل كل واحدة منها تنفرد عن غيرها بمميزات وخصائص تشكل وهجًا تراثيًّا وتنمويًّا يجسِّد المكامن التاريخية الراسخة والمعطيات العصرية الواعدة، وتتربع محافظة مسقط بولاياتها الست (مسقط، مطرح، بوشر، السيب، العامرات، قريات) على مساحة تصل إلى أكثر من (3500) كيلومتر مربع، وتزخر بتنوع تضاريسي متفرد يجمع بين الجبال الشامخة، والتلال الرملية، والسواحل الممتدة، والسهول المنبسطة، في تجانس يتعاطى مع سُمو الإنسان والعمران والردهات الطبيعية الخلابة.

الاستقلالية كمنظومة تطوير
مُنحت محافظة مسقط كبقية المحافظات الاستقلال الإداري والمالي وفقًا للمرسوم السُّلطاني رقم:(36/‏2022)، حيث أتاح المرسوم وفق لأحكامه الفرصة في إدارة زمام الأمور من النواحي الإدارية والمالية، وتشكيل مركز مستقل لكلِّ محافظة، الأمر الذي ينظم بطبيعة الحال أجندة كلِّ محافظة وترتيب أولوياتها ومشاريعها ومبادراتها الرامية للتكامل وتحقيق اللامركزية في السير بتلك المشاريع والمبادرات إلى حيز التنفيذ، استنادًا إلى الصلاحيات الممنوحة لها في صناعة القرارات الهادفة لتوفير الخدمات المجتمعية وتجويدها، وقد أشارت المادة (6) إلى اختصاصات المحافظة المتمثلة في تنفيذ السياسة العامة للدولة، وضمان سيادة القانون، وحماية مصالح الدولة وتعزيز هيبتها إضافة إلى تنمية واستثمار موارد المحافظة والترويج لها من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وانتعاش التجارة وإيجاد فرص عمل للمواطنين، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة، كما أشير وفقًا لهذه المادة إلى منح المحافظات حقها في التنسيق مع الجهات ذات العلاقة؛ للاستفادة من المقوِّمات السياحية والتراثية في كلِّ محافظة، وإبداء رأيها المستند على تلمُّس لاحتياجات المجتمع في تطوير المرافق في تلك المقومات السياحية، ناهيك عن جعل المحافظة شريكًا أساسيًّا في اتخاذ قرارات إنشاء المرافق وحماية الممتلكات العامة، بالإضافة إلى العمل على استيفاء احتياجات المحافظة من المرافق العامة غير البلدية ومنها الخدمات الحكومية التي تضمن تلبية الاحتياج العام، كما ضمنت الصلاحيات الممنوحة للمحافظات قيام كلِّ محافظة بالمشاركة في اختيار وتنفيذ المشروعات الإنمائية والمشاركة في إعداد مشروعات خطط التنمية بالتعاون مع القطاعات العامة على المستوى العام، والتباحث في التحديات التي تعترض طريق تنفيذ تلك المشاريع بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
ويمكن القول بأنَّ إعطاء المحافظات الشخصية الاعتبارية للتفرد بالصلاحيات والمهام التي تُمكِّنها من تقديم خدماتها وصناعة القرارات المجتمعية بالشراكة مع الجهات المتعلقة بالقطاعات الحيوية في كلِّ محافظة، قد مكّن كلَّ محافظة من إبراز ما لديها واستغلاله الاستغلال الأمثل في الدفع بعجلة التنمية المستدامة، وفي الوقت ذاته أوجد الميزة التنافسية بين المحافظات لتجويد الخدمات المقدمة، وبناء الشراكة الفاعلة التي تتيح تنفيذ مشاريع ذات رؤية استراتيجية بالتكامل مع القطاع الخاص أو مؤسسات المجتمع المدني، وهذا ينعكس على إدارة وضبط الجودة وتحقيق مؤشرات تخدم السمعة المؤسسية في مجال تنمية المحافظات وتحقيق التكامل وتعزيزه.
نهضة عمرانية مستدامة
شهدت محافظة مســـقط خلال النهضة المباركة تنمية عمرانية شاملة، بدءًا من ولاية قريات شرقًا وانتهاءً بولاية السيب غربًا، وقد شيدت خلال هذه الفترة الكثير من الصروح العلمية والمباني السكنية والمؤسســـات التجارية، ونظرًا إلى الحاجة الماسة لتسهيل عمليات التواصل الجغرافي بين المحافظات والمناطق والولايات وتعزيز التواصل الاجتماعي بين المواطنين والمقيمين، واسهامها في تحقيق الازدهار والنمو الاقتصادي والتواصل الاجتماعي، وقد أولت المحافظة جهودها للنهوض بشبكات الطرق وتعزيزها بما يضمن انسيابها، ويسهم في إيجاد الحلول التي تقلل من الاكتظاظ المروري، وتخطيط البيئة الحضرية لبناء مُدُن للناس تراعي توفير الاحتياجات الأساسية من أعمال البنية الأساسية، مع حاجة الإنسان نفسه في إيجاد مساحات عامة تخدم احتياجاته المعيشية والصحية والاجتماعية، واستطاعت المحافظة شق تضاريس ومسطحات من الطرق المعبدة، وأدخلت أنظمة تحكُّم مروري ذكيَّة توائم التوجُّه العالمي للمُدُن الحضرية ودعم المقوِّمات التي تلبِّي الاحتياجات الخدمية وتتواكب مع الطفرة السكانية، وقد أسهمت هذه الطرق بشكل فاعل في إيجاد حلول من شأنها التقليل من الازدحام المروري، وتحسين واجهة المدينة، وتخطيطها المعماري، وقد صاحبت أعمال الطرق اعتماد أنظمة تحكم مركزية في إضاءة الشوارع، واستبدال الفوانيس القديمة بأخرى موفرة للطاقة (LED).
مد الغطاء النباتي
استطاعت محافظة مسقط ـ خلال النهضة المباركة ـ مد غطاء نباتي على نطاق واسع ليشمل جميع الولايات الست، بالرغم من التحدِّيات التي تواجهها في هذا المجال، حيث تُعدُّ مســـقط من المناطق الجافة نسبة إلى قلة هطول الأمطار، والطبيعة الجغرافية التي تصعب جهود وتكلفة مد شبكات الري إلى مواقع التشجير والحدائق. ونظرًا لفائدة التشجير في إضافة اللمسات الجمالية للمدينة والتقليل من التلوُّث وتراكم الغبار والأتربة وإيجاد متنفس للمواطنين والمقيمين والسياح، فقد أفرزت أعمال التعشيب الجبارة لتغطِّي آلاف الأمتار وزادت من أعداد الحدائق والمتنزهات، خصوصًا في المناطق الحيوية وعند المعالم البارزة، وقد تجاوزت الرقعة النباتية مساحة إجمالية تجاوزت المليون متر مربع، وقد صاحبت أعمال التشجير والتعشيب استراحات مظللة ومقاعد للجلوس ومماشٍ لتعزيز النشاط البدني، وإضافة لمسات جمالية من الأشكال الهندسية لأحواض زهور وشجيرات مزهرة، وبلغ عدد الأزهار أكثر من نصف مليون زهرة وكللت السواعد بزراعة أكثر من (10) آلاف شجيرة وشتلة، وبجانب أعمال التشجير تلك، فقد أنشأت الحدائق والمتنزهات في أرجاء المحافظة ليصل 40 حديقة ومتنزهًا، ولا يزال العمل جاريًا على قَدَمٍ وساقٍ وبوتيرة جيدة لنشر الرقعة الخضراء من خلال مشــاريع وبرامج وسياسات داعمة لهذا التوجُّه، وباستخدام نباتات محلية ذات احتياج مائي قليل وبأقل تكلفة مالية ممكنة مراعاة للاستدامة المائية.
مشاريع بلدية حديثة
أولًا: ازدواجية طريق الجامعة إلى دوار الخوض السادسة بولاية السيب: افتتحت بلدية مسقط مؤخرًا ازدواجية طريق الجامعة إلى دوار الخوض السادسة بولاية السيب.
ثانيًا: مشروع ازدواجية طريق (الأنصب ـ الجفنين): ترجمةً للتوجيهات السَّامية لجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ بتنفيذ حزمة إضافية من المشاريع التنموية في محافظة مسقط خلال الخطَّة الخمسية (2021ـ 2025)؛ أسندت بلدية مسقط للتنفيذ مشروع ازدواجية طريق (الأنصب ـ الجفنين).
ثالثًا: مشروع ازدواجية شارع (حلبان ـ المرحلة الأولى): حرصًا من بلدية مسقط على رفع الكفاءة المرورية بالمنطقة وما يرتبط بها من شوارع، يتواصل العمل في تنفيذ مشروع ازدواجية شارع حلبان (المرحلة الأولى) حيث وصلت نسبة الإنجاز إلى حوالي 55%.
رابعًا: مشروع شارع الجود بالعامرات (المرحلة الأولى): بلغت نسبة الإنجاز في إنشاء طريق ربط بين شارع العامرات وشارع الجود (المرحلة الأولى) حوالي 25%، يتضمن إضافة مدخل لشارع الجود القائم بولاية العامرات والذي يهدف إلى تقليل الازدحام المروري على المدخل القائم بالقرب من تقاطع المحج؛ بحيث يكون المدخل المُراد تنفيذه بشارع العامرات يسلك مسارًا بالقرب من أكاديمية عمان للكريكت وربطه بدوار الإحسان.
خامسًا: تحويل طريق الخدمة بالخوير إلى طريق أحادي الاتجاه: تسهيلًا لحركة السير وانسيابية التنقل وسط منطقة حيوية بالأنشطة التجارية والمنشآت والمرافق؛ نفذت بلدية مسقط مشروعًا مستحدثًا بطريق الخدمات القائم المحاذي لشارع السُّلطان قابوس الرئيسي بولاية بوشر بمنطقة الخوير.
سادسًا: تطوير المدخل المؤدي إلى حديقة النباتات العُمانية بمنطقة الخوض: في إطار سعي بلدية مسقط لتطوير قطاع الطرق وتنفيذ مشاريع البنية الأساسية والمشاريع الخدمية التي تواكب مرتكزات التنمية بمحافظة مسقط، فقد طرحت بلدية مسقط للتناقص مشروع توسعة وتطوير المدخل المؤدي إلى حديقة النباتات العمانية بمنطقة الخوض، بغرض إنشاء طريق مزدوج ذي معايير هندسية عالية، وكفاءة وسلامة مرورية، سالكًا في مختلف الأحوال المناخية.
سابعًا: إنشاء متنزه المعبيلة بولاية السيب: حرصًا على إنشاء الحدائق والمتنزهات لسكان المدينة، وانطلاقًا من المسؤولية المُجتمعية لشركة (أوكسيدننتال عُمان) تتواصل أعمال إنشاء متنزّه المعبيلة في ولاية السيب بمحافظة مسقط على مساحة إجمالية تبلغ (152,400) متر مربع، وسط موقع حيوي مفعمٍ بالمنشآت العمرانية والسكنية والمرافق التجارية.
ثامنًا: قناة لتصريف المياه بمنطقة العذيبة بجانب شارع الأنوار: تواصل بلدية مسقط تنفيذ مشروع قناة تصريف المياه السطحية بجانب شارع الأنوار بمنطقة العذيبة؛ لتحويل المياه السطحية المتجهة إلى منطقة العذيبة السادسة وذلك جراء تأثر المنطقة المتكرر بتجمُّعات مياه الأمطار والمياه السطحية، وعدم وجود نظام لتصريف المياه بتلك المنطقة.
تاسعًا: قنوات تصريف مياه الأمطار بمنطقة المحج بولاية العامرات: طرحت بلدية مسقط مؤخرًا مناقصة لإنشاء قنوات لتصريف مياه الأمطار بمنطقة المحج بولاية العامرات (المرحلة الثانية)؛ وذلك بعدما استكملت البلدية تنفيذ المرحلة الأولى من هذا المشروع.

[■ مشاريع بلديَّة واعدة تنسجم وتراعي الاحتياجات الأساسيَّة] ■ مشاريع بلديَّة واعدة تنسجم وتراعي الاحتياجات الأساسيَّة

المصدر: جريدة الوطن