DW عربية:
2025-01-03@20:55:49 GMT

باحثة: في عقل الانسان قاموس يضم أكثر من 40 ألف مفردة

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

عقل الإنسان يحتوى على قاموس يضم أكثر من 42 ألف مفردة

ولي زمن القاموس الضخم الذي يوضع على أرفف الكتب، أو قاموس الجيب الذي يحمله المسافر في جعبته أثناء رحلته في الخارج.

واستعاض الإنسان المعاصر عن تلك المجلدات الضخمة أو الكتيبات الصغيرة التي تحتوي على عشرات الآلاف من المفردات اللغوية بقواميس إلكترونية وتطبيقات على الهواتف المحمولة يمكن الرجوع إليها وقت الحاجة، والحصول على الترجمة المطلوبة للفظ خلال أجزاء من الثانية.

 

اثبتت الدراسات العلمية أن العقل البشري يحتوي على قاموس فوري يعمل بمواصفات تفوق أفضل تطبيقات الترجمة والقواميس الإلكترونية، حيث يحتوي هذا القاموس على مفردات وأصوات وتركبات لغوية وعبارات ومعلومات نحوية تتيح للمتحدث أن ينتج عدداً لا نهائي من الجمل، كما يحتوي أيضاً على معجم مترادفات تسمح له بالربط بين الكلمات ذات الدلالات المتشابهة من حيث المعنى أو الصوت أو الشكل الإملائي. 

القاموس العقلي يتفوق على الإلكتروني!

وفي حين أن القاموس الإلكتروني أو التقليدي يعتبر قاعدة بيانات قياسية لتبادل المعلومات اللغوية، تقول نيكول كاسترو، استاذة اضطرابات وعلوم التخاطب بجامعة بافلو في نيويورك إن "القاموس العقلي له مواصفات شخصية تختلف حسب الخبرات الفردية لكل إنسان، ورغم أن المفردات اللغوية قد تتشابه في عقول أبناء نفس اللغة، هناك أيضا كثير من الاختلافات في محتويات هذه القواميس العقلية ودلالات الألفاظ التي تتباين من شخص لآخر".

وأضافت كاسترو في تصريحات للموقع الإلكتروني The Conversation المعني بالأبحاث العلمية أن "كل شخص يغذي قاموسه العقلي من خلال التعليم وبيئة العمل والثقافة والتجارب الحياتية المختلفة، وهذه السمات الفردية للقواميس العقلية تعني أن حجم القاموس يختلف من شخص لآخر وتتباين باختلاف المرحلة العمرية.

ووجد الباحثون أن الأمريكي الناطق بالانجليزية ¨الذي يبلغ عمره في المتوسط عشرين عاما يعرف حوالي 42 ألف مفردة، وأن هذا العدد يرتفع إلى زهاء 48 ألف مفردة عند سن الستين. ويختزن بعض البشر عددا أكبر من المفردات حسب تجاربهم الحياتية المختلفة. وتتطرق كاسترو إلى نظرية "الخلية الجدة" بمعنى أن العقل البشري يختزن المفردات اللغوية على خلايا عصبية داخل المخ، أي أن هناك خلية عصبية لكل كلمة يعرفها الانسان يطلق عليها اسم "الجدة"، ولا تتفق كاسترو مع هذه النظرية، وتعتقد أن هناك منظومة متكاملة داخل المخ تحمل "منظومة المعالجة المتوازية الموزعة" بمعنى أن هناك شبكة من الخلايا العصبية داخل المخ تعمل بشكل متكامل لاسترجاع المعلومة اللغوية وقت الحاجة إليها.

"الكلمة على طرف اللسان" يرجعها العلماء إلى اضطراب يرتبط بالتقدم في السن.

وتوضح أنه عندما يقوم الانسان باسترجاع كلمة معينة مثل "كلب" على سبيل المثال، يتبادر إلى الذهن مجموعة من الأفكار التي ترتبط تلقائيا بهذه المفردة، مثل صوت نباح الكلب أو ملمس فرو الكلب أو ذكريات تخص الكلب الذي كان رفيق طفولتك، وقد تقترن هذه المفردة في الذهن بمشاعر أو انفعالات معينة ترتبط بتجارب الشخص السابقة في التعامل مع الكلاب.

وذكرت كاسترو أن العقل البشري يعمل بسرعة فائقة في استرجاع معاني المفردات، وأشارت إلى تجربة علمية لقياس سرعة استرجاع المعاني شارك فيها 24 طالبا جامعيا، وتم خلالها قياس النشاط الذهني للمتطوعين أثناء استعراض مجموعة من الصور.

ما الذي يجري داخل عقلنا خلال الحديث؟

وتبين من التجربة أن الانسان يستحضر اسم الغرض الظاهر في الصورة خلال 200 مللي ثانية من الاطلاع عليها. وبعد اختيار الكلمة التي تعبر عن الصور، يسترجع المخ المعلومات الخاصة بهذه اللفظة مثل طريقة نطقها، مع تجاهل المفردات الأخرى التي تتشابه معها ولكن لا تؤدي إلى نفس المعنى.

وبهذه الطريقة، يستحضر الشخص كما هائلا من الألفاظ خلال محادثة معينة دون أن ييدرك الآلية المركبة التي تجري داخل عقله دون وعي منه.

وفي هذا الإطار، تشير كاسترو إلى مشكلة تعرف باسم "الكلمة على طرف اللسان"، وهي أن يشعر الانسان أنه يعرف الكلمة المطلوبة في سياق معين، دون أن يستطيع استحضارها في الوقت المناسب، وتقول إن الانسان أحيانا يستطيع ذكر مترادفات للكلمة المطلوبة أو شرحها بمجموعة من العبارات دون القدرة على استرجاع المفردة المطلوبة في حينه.

وترى أن هذ المشكلة في التخاطب هي اضطراب طبيعي يرتبط بالتقدم في السن، ويرجعها بعض العلماء إلى تدهور القدرة على إخراج الأصوات الصحيحة للنطق بالكلمة التي يختارها العقل في سياق لغوي معين.

وتقول إن بعض الأشخاص يعانون من تفاقم اضطرابات النطق لدرجات تصل إلى عدم القدرة على الكلام بشكل كلي، وتحدث هذه المشكلات في حالات الحوادث أو الإصابات التي تؤثر على مراكز اللغة داخل المخ أو الجلطات أو بعض المشكلات الصحية المقترنة بالسن مثل خرف الشيخوخة.

وعادة ما يجد هؤلاء المرضى صعوبات في استرجاع الكلمات. وتشير إلى وجود أساليب علاجية حاليا تركز على خاصية التحليل الدلالي للألفاظ أو المعالجة الصوتية التي تتعلق بتحسين القدرة على اختيار وانتاج أصوات الكلمات، بل أن هناك ايضا تطبيقات إلكترونية تعمل على الهواتف المحمولة والكمبيوترات للمساعدة في عملية استرجاع الألفاظ لدى هؤلاء المرضى.

وتنصح كاسترو أنه في المرة القادمة التي تجري فيها حديثا مع شخص ما، يمكنك أن تتفكر للحظة في الآلية العقلية التي دفعتك لاختيار كلمة معينة دون غيرها في سياق الحديث، وأن تعرف أن هذه الكلمات التي تستخدمها هي وليدة ذلك القاموس الذي تحمله في عقلك، ويجعلك متفردا عن الآخرين.

إ.م/ أ.ح (د.ب.أ)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: العقل البشري تطبيقات الترجمة العقل البشري تطبيقات الترجمة القدرة على داخل المخ أن هناک

إقرأ أيضاً:

أكثر من 9 ملايين ريال لدعم مشاريع المساجد والأصول الوقفية

استعرضت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية اليوم منجزاتها خلال اللقاء السنوي لعرض الموقف الختامي لحصاد أنشطتها لعام المسجد والإنجازات التي حققتها طوال العام، كما أعلنت عن تخصيص مبادرة بعنوان «عام الموظف لعام 2025م» وذلك في خطوة جديدة لتعزيز القدرات المؤسسية وتحفيز الكفاءات.

رعى اللقاء معالي محاد بن سعيد باعوين وزير العمل، وبحضور معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية.

تخلل اللقاء عرض مرئي شامل يبرز جهود الوزارة في تطوير قطاع المساجد، شمل مشاريع البناء والإعمار التي ركزت على دعم البنية الأساسية للمساجد والجوامع، وتعزيز دورها الروحي والاجتماعي، بما يتماشى مع «رؤية عمان 2040».

إنجازات بارزة

وأكد الدكتور أحمد بن علي الكعبي، المدير العام للأوقاف والأموال وإعمار المساجد، في حديثه خلال اللقاء أن الوزارة تمكنت من تحقيق مستهدفاتها الطموحة التي وضعت منذ بداية العام، مشيرا إلى الجهود الكبيرة التي بذلت لتعزيز البنية التحتية للمساجد وتوسيع رسالتها الروحية والاجتماعية.

وأوضح الكعبي أن القيمة الإجمالية للمشاريع التي نفذتها الوزارة خلال عام المسجد تجاوزت خمسة ملايين ريال عماني، حيث ركزت هذه المشاريع على بناء عدد من الجوامع والمساجد، خاصة الواقعة على الطرق الرئيسية، بهدف تلبية احتياجات المجتمع المتزايدة وتحسين تجربة المصلين. كما تم إنشاء أصول وقفية جديدة بقيمة تفوق أربعة ملايين ريال عماني، بهدف تغطية المصاريف التشغيلية وضمان استدامة مالية طويلة الأجل لهذه المنشآت.

وفيما يتعلق بالاستدامة البيئية، أشار الكعبي إلى أن الوزارة أولت اهتماما كبيرا بالطاقة المتجددة من خلال تنفيذ مبادرات للطاقة الخضراء، تضمنت تركيب أنظمة ألواح شمسية في عدد من الجوامع والمساجد بمختلف المحافظات، ومن بين هذه المشاريع، شهد جامع محمد الأمين في ولاية السيب تركيب 550 لوحا شمسيا بسعة تصل إلى 30 كيلوواط، وهذا يعكس حرص الوزارة على تقليل التكاليف التشغيلية والالتزام بالاستدامة البيئية وفق «رؤية عمان 2040».

وتطرق الكعبي إلى أبرز المشاريع التي نفذتها الوزارة خلال عام 2024، مثل مشروع جامع محوت، الذي بلغت تكلفته 958,150 ريالا عمانيا، بمساحة بناء 2,760 مترا مربعا، ويتسع لـ 2,500 مصلٍ للرجال و250 مصلية للنساء،كما اكتمل مشروع جامع النور المبين بولاية ثمريت بنسبة إنجاز 99% وبتكلفة إجمالية بلغت 139,725 ريالا عمانيا.

وأوضح الكعبي أن مشروع إعادة بناء مسجد محضة شهد تقدما ملحوظا بنسبة إنجاز بلغت 55%، بتكلفة 238,496 ريالا عمانيا، كما تم تنفيذ مشاريع أخرى في ولايات مختلفة، بما في ذلك استراحة الغابة وجامع النعمى.

وأضاف: إن الوزارة عملت على تعزيز الكفاءة الإدارية من خلال أتمتة العديد من العمليات، مثل تحديث سندات الملكية وإدارة الأراضي المخصصة للمساجد ومدارس القرآن الكريم، هذه الخطوات ساهمت بشكل كبير في تسهيل الإجراءات وتسريع وتيرة العمل، ما انعكس إيجابيا على جودة الخدمات المقدمة.

أما في الجانب التشريعي، أكد الكعبي أن الوزارة ركزت على مراجعة التشريعات واللوائح التنظيمية، حيث تم إعداد مسودات لوائح ودلائل حوكمة تهدف إلى تعزيز كفاءة العمليات التشغيلية وتحسين إدارة قطاع المساجد ومدارس القرآن الكريم. وشملت هذه الجهود دليل حوكمة الجوامع والمساجد ودليل بناء المعايير الفنية للمساجد.

واختتم الدكتور الكعبي حديثه بالتأكيد على أهمية إشراك المجتمع في تحقيق أهداف الوزارة، مشيرا إلى إطلاق برامج إعلامية تهدف إلى تعزيز الوعي برسالة المسجد ودوره المحوري في المجتمع. تضمنت هذه البرامج إنتاج 8 أفلام وثائقية ونشر أكثر من 60 منشورا توعويا، وذلك ضمن رؤية شاملة لتعزيز رسالة المسجد كمنارة روحية وثقافية وتعليمية تسهم في بناء مجتمع متماسك ومستدام.

عام الموظف

وخلال اللقاء، أعلنت الوزارة عن تخصيص عام 2025 ليكون «عام الموظف»، وأوضح سلطان بن سعيد بن سليم الهنائي، المدير العام للشؤون الإدارية والمالية، أن هذه المبادرة تأتي في إطار رؤية الوزارة لتعزيز الثقة والانتماء بين الموظفين، الذين يزيد عددهم عن 7,800 موظف وموظفة.

وأوضح الهنائي إلى أن المبادرة تتضمن 18 مبادرة نوعية موزعة على أربعة محاور رئيسية هي: تمكين الموظفين وتطوير قدراتهم، تحسين بيئة العمل وتحفيز الأداء، وتعزيز التواصل الداخلي، وإطلاق برامج ترفيهية وثقافية ورياضية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتي لتلبية تطلعات الوزارة المستقبلية التي ترتكز على الاستثمار في رأس المال البشري، الذي يُعد الثروة الحقيقية للوزارة.

كما أكد الهنائي على أهمية تعزيز التواصل الداخلي بين الإدارة والموظفين، من خلال منصات تتيح التفاعل المباشر، مما يسهم في تحسين بيئة العمل وتحفيز الكفاءات لتحقيق المزيد من الإنجازات.

مقالات مشابهة

  • فيلم «بضع ساعات في يوم ما» يحصد أكثر من 13 مليون خلال 9 أيام
  • مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الرابعة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري
  • أكثر من 9 ملايين ريال لدعم مشاريع المساجد والأصول الوقفية
  • الدفاع التركية تعلن قتل أكثر من ثلاثة آلاف عمالياً خلال 2024
  • تركيا.. الإعلان عن المنتجات التي سجلت أعلى ارتفاع وانخفاض في الأسعار خلال 2024
  • التنمية الاجتماعية: أكثر من 200 ألف أسرة في قطاع غزة استفادت ماليا منذ بدء العدوان
  • أرقام قياسية.. ما عدد الزلازل التي تضرب إثيوبيا في 2024
  • كهف الهوتة يستقبل أكثر من 43 ألف زائر في 2024
  • تقرير- عدن تتصدر قائمة الانتهاكات التي طالت الحريات الصحفية خلال 2024 وصنعاء ثانيًا
  • معارك جامعة على طريق المقاومة الحضارية الشاملة.. قاموس المقاومة (59)