DW عربية:
2024-09-19@16:06:18 GMT

باحثة: في عقل الانسان قاموس يضم أكثر من 40 ألف مفردة

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

عقل الإنسان يحتوى على قاموس يضم أكثر من 42 ألف مفردة

ولي زمن القاموس الضخم الذي يوضع على أرفف الكتب، أو قاموس الجيب الذي يحمله المسافر في جعبته أثناء رحلته في الخارج.

واستعاض الإنسان المعاصر عن تلك المجلدات الضخمة أو الكتيبات الصغيرة التي تحتوي على عشرات الآلاف من المفردات اللغوية بقواميس إلكترونية وتطبيقات على الهواتف المحمولة يمكن الرجوع إليها وقت الحاجة، والحصول على الترجمة المطلوبة للفظ خلال أجزاء من الثانية.

 

اثبتت الدراسات العلمية أن العقل البشري يحتوي على قاموس فوري يعمل بمواصفات تفوق أفضل تطبيقات الترجمة والقواميس الإلكترونية، حيث يحتوي هذا القاموس على مفردات وأصوات وتركبات لغوية وعبارات ومعلومات نحوية تتيح للمتحدث أن ينتج عدداً لا نهائي من الجمل، كما يحتوي أيضاً على معجم مترادفات تسمح له بالربط بين الكلمات ذات الدلالات المتشابهة من حيث المعنى أو الصوت أو الشكل الإملائي. 

القاموس العقلي يتفوق على الإلكتروني!

وفي حين أن القاموس الإلكتروني أو التقليدي يعتبر قاعدة بيانات قياسية لتبادل المعلومات اللغوية، تقول نيكول كاسترو، استاذة اضطرابات وعلوم التخاطب بجامعة بافلو في نيويورك إن "القاموس العقلي له مواصفات شخصية تختلف حسب الخبرات الفردية لكل إنسان، ورغم أن المفردات اللغوية قد تتشابه في عقول أبناء نفس اللغة، هناك أيضا كثير من الاختلافات في محتويات هذه القواميس العقلية ودلالات الألفاظ التي تتباين من شخص لآخر".

وأضافت كاسترو في تصريحات للموقع الإلكتروني The Conversation المعني بالأبحاث العلمية أن "كل شخص يغذي قاموسه العقلي من خلال التعليم وبيئة العمل والثقافة والتجارب الحياتية المختلفة، وهذه السمات الفردية للقواميس العقلية تعني أن حجم القاموس يختلف من شخص لآخر وتتباين باختلاف المرحلة العمرية.

ووجد الباحثون أن الأمريكي الناطق بالانجليزية ¨الذي يبلغ عمره في المتوسط عشرين عاما يعرف حوالي 42 ألف مفردة، وأن هذا العدد يرتفع إلى زهاء 48 ألف مفردة عند سن الستين. ويختزن بعض البشر عددا أكبر من المفردات حسب تجاربهم الحياتية المختلفة. وتتطرق كاسترو إلى نظرية "الخلية الجدة" بمعنى أن العقل البشري يختزن المفردات اللغوية على خلايا عصبية داخل المخ، أي أن هناك خلية عصبية لكل كلمة يعرفها الانسان يطلق عليها اسم "الجدة"، ولا تتفق كاسترو مع هذه النظرية، وتعتقد أن هناك منظومة متكاملة داخل المخ تحمل "منظومة المعالجة المتوازية الموزعة" بمعنى أن هناك شبكة من الخلايا العصبية داخل المخ تعمل بشكل متكامل لاسترجاع المعلومة اللغوية وقت الحاجة إليها.

"الكلمة على طرف اللسان" يرجعها العلماء إلى اضطراب يرتبط بالتقدم في السن.

وتوضح أنه عندما يقوم الانسان باسترجاع كلمة معينة مثل "كلب" على سبيل المثال، يتبادر إلى الذهن مجموعة من الأفكار التي ترتبط تلقائيا بهذه المفردة، مثل صوت نباح الكلب أو ملمس فرو الكلب أو ذكريات تخص الكلب الذي كان رفيق طفولتك، وقد تقترن هذه المفردة في الذهن بمشاعر أو انفعالات معينة ترتبط بتجارب الشخص السابقة في التعامل مع الكلاب.

وذكرت كاسترو أن العقل البشري يعمل بسرعة فائقة في استرجاع معاني المفردات، وأشارت إلى تجربة علمية لقياس سرعة استرجاع المعاني شارك فيها 24 طالبا جامعيا، وتم خلالها قياس النشاط الذهني للمتطوعين أثناء استعراض مجموعة من الصور.

ما الذي يجري داخل عقلنا خلال الحديث؟

وتبين من التجربة أن الانسان يستحضر اسم الغرض الظاهر في الصورة خلال 200 مللي ثانية من الاطلاع عليها. وبعد اختيار الكلمة التي تعبر عن الصور، يسترجع المخ المعلومات الخاصة بهذه اللفظة مثل طريقة نطقها، مع تجاهل المفردات الأخرى التي تتشابه معها ولكن لا تؤدي إلى نفس المعنى.

وبهذه الطريقة، يستحضر الشخص كما هائلا من الألفاظ خلال محادثة معينة دون أن ييدرك الآلية المركبة التي تجري داخل عقله دون وعي منه.

وفي هذا الإطار، تشير كاسترو إلى مشكلة تعرف باسم "الكلمة على طرف اللسان"، وهي أن يشعر الانسان أنه يعرف الكلمة المطلوبة في سياق معين، دون أن يستطيع استحضارها في الوقت المناسب، وتقول إن الانسان أحيانا يستطيع ذكر مترادفات للكلمة المطلوبة أو شرحها بمجموعة من العبارات دون القدرة على استرجاع المفردة المطلوبة في حينه.

وترى أن هذ المشكلة في التخاطب هي اضطراب طبيعي يرتبط بالتقدم في السن، ويرجعها بعض العلماء إلى تدهور القدرة على إخراج الأصوات الصحيحة للنطق بالكلمة التي يختارها العقل في سياق لغوي معين.

وتقول إن بعض الأشخاص يعانون من تفاقم اضطرابات النطق لدرجات تصل إلى عدم القدرة على الكلام بشكل كلي، وتحدث هذه المشكلات في حالات الحوادث أو الإصابات التي تؤثر على مراكز اللغة داخل المخ أو الجلطات أو بعض المشكلات الصحية المقترنة بالسن مثل خرف الشيخوخة.

وعادة ما يجد هؤلاء المرضى صعوبات في استرجاع الكلمات. وتشير إلى وجود أساليب علاجية حاليا تركز على خاصية التحليل الدلالي للألفاظ أو المعالجة الصوتية التي تتعلق بتحسين القدرة على اختيار وانتاج أصوات الكلمات، بل أن هناك ايضا تطبيقات إلكترونية تعمل على الهواتف المحمولة والكمبيوترات للمساعدة في عملية استرجاع الألفاظ لدى هؤلاء المرضى.

وتنصح كاسترو أنه في المرة القادمة التي تجري فيها حديثا مع شخص ما، يمكنك أن تتفكر للحظة في الآلية العقلية التي دفعتك لاختيار كلمة معينة دون غيرها في سياق الحديث، وأن تعرف أن هذه الكلمات التي تستخدمها هي وليدة ذلك القاموس الذي تحمله في عقلك، ويجعلك متفردا عن الآخرين.

إ.م/ أ.ح (د.ب.أ)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: العقل البشري تطبيقات الترجمة العقل البشري تطبيقات الترجمة القدرة على داخل المخ أن هناک

إقرأ أيضاً:

باحثة تكشف أضرار تناول العسل المغشوش

العسل عبارة عن سائل حلو يصنعه النحل باستخدام رحيق النباتات الزهرية، ويوجد حوالي 320 نوعًا مختلفًا من العسل، بحيث تتفاوت في اللون والرائحة والنكهة، وأعلنت أوكسانا سيريبريكوفا كبيرة الباحثين في المركز العلمي الفيدرالي الروسي لتربية النحل، أنه يمكن تقسيم العسل المزيف إلى ثلاث مجموعات.

ووفقا لها هذه المجموعات هي : عسل رخيص، عسل طبيعي مضاف له شراب، عسل طبيعي تضاف له مواد كيميائية لتحسين خصائصه.

وتقول: "تجرى في مختبرنا دائما دراسة للعسل التجاري والعسل الذي يباع في المعارض واعتمادا على المنطقة يمكن أن تصل نسبة العسل المغشوش إلى 60 بالمئة، لذلك يجب التمييز بين أنواع العسل المزيف. فمثلا نصف حالات الغش هي تسويقية، حيث يباع العسل الرخيص على أنه باهض الثمن، فمثلا يباع عسل عباد الشمس كعسل الزيزفون باهض الثمن أو العسل القديم المحسن على أنه عسل طازج".

وتحتل حالات تزوير العسل المرتبة الثانية من حيث الانتشار، حيث بدلا من العسل الطبيعي يباع شراب مصنوع من الغلوكوز والفركتوز.

وتقول: "لا يحتوي هذا العسل على أي خاصية من خصائص العسل الطبيعي وليست له قيمة بيولوجية: أحماض أمينية والإنزيمات ومركبات الفينول وغيرها. ووفقا لها حتى إذا أظيف هذا الشراب جزئيا إلى العسل الطبيعي لا يمكن اعتباره عسلا طبيعيا".

أما الحالة الثالثة للعسل المزيف الأقل انتشارا فهي غش العسل نوعيا بإضافة مواد غذائية أو كيميائية يمكنها تبييض العسل الداكن، وهذه المواد قد تكون خطرة على الصحة.

وتقول أناستاسيا شيستاكوفا مديرة المركز : "أظهرت الاختبارات التي نجريها في مختبرنا أن الغالبية العظمى لحالات تزييف العسل تحدث على مستوى الشركات المصنعة. أما منتجات مربي النحل فتلبي دائما جميع معايير جودة العسل المطلوبة".

مقالات مشابهة

  • لبنان.. 20 قتيلا و450 جريحا حصيلة التفجيرات التي استهدفت الأجهزة اللاسلكية اليوم
  • الصحة اللبنانية: مقتل 9 أشخاص وإصابة أكثر من 300 آخرين في موجة التفجيرات الجديدة
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • مقدمات في الدعاية والدعوة بين المقاومة والعدو.. قاموس المقاومة (44)
  • محافظ الدقهلية يشهد تدشين مبادرة بداية جديدة لبناء الانسان
  • باحثة تكشف أضرار تناول العسل المغشوش
  • محافظ الدقهلية يشهد تدشين مبادرة "بداية جديدة لبناء الانسان" بالمحافظة
  • 315 مُختبرًا شاركوا في اختبار الكفايات اللغوية “همزة” بجهود مشتركة بين مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية و7 جامعات سعودية
  • السالمي: كاسترو لا يستغل الفرصة التي يملكها .. فيديو
  • مصادر: "الخطوات المتهورة" التي تخطط لها حكومة نتنياهو في الشمال قد تورِّط إسرائيل في مشكلة أكثر صعوبة