DW عربية:
2024-11-06@00:34:02 GMT

باحثة: في عقل الانسان قاموس يضم أكثر من 40 ألف مفردة

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

عقل الإنسان يحتوى على قاموس يضم أكثر من 42 ألف مفردة

ولي زمن القاموس الضخم الذي يوضع على أرفف الكتب، أو قاموس الجيب الذي يحمله المسافر في جعبته أثناء رحلته في الخارج.

واستعاض الإنسان المعاصر عن تلك المجلدات الضخمة أو الكتيبات الصغيرة التي تحتوي على عشرات الآلاف من المفردات اللغوية بقواميس إلكترونية وتطبيقات على الهواتف المحمولة يمكن الرجوع إليها وقت الحاجة، والحصول على الترجمة المطلوبة للفظ خلال أجزاء من الثانية.

 

اثبتت الدراسات العلمية أن العقل البشري يحتوي على قاموس فوري يعمل بمواصفات تفوق أفضل تطبيقات الترجمة والقواميس الإلكترونية، حيث يحتوي هذا القاموس على مفردات وأصوات وتركبات لغوية وعبارات ومعلومات نحوية تتيح للمتحدث أن ينتج عدداً لا نهائي من الجمل، كما يحتوي أيضاً على معجم مترادفات تسمح له بالربط بين الكلمات ذات الدلالات المتشابهة من حيث المعنى أو الصوت أو الشكل الإملائي. 

القاموس العقلي يتفوق على الإلكتروني!

وفي حين أن القاموس الإلكتروني أو التقليدي يعتبر قاعدة بيانات قياسية لتبادل المعلومات اللغوية، تقول نيكول كاسترو، استاذة اضطرابات وعلوم التخاطب بجامعة بافلو في نيويورك إن "القاموس العقلي له مواصفات شخصية تختلف حسب الخبرات الفردية لكل إنسان، ورغم أن المفردات اللغوية قد تتشابه في عقول أبناء نفس اللغة، هناك أيضا كثير من الاختلافات في محتويات هذه القواميس العقلية ودلالات الألفاظ التي تتباين من شخص لآخر".

وأضافت كاسترو في تصريحات للموقع الإلكتروني The Conversation المعني بالأبحاث العلمية أن "كل شخص يغذي قاموسه العقلي من خلال التعليم وبيئة العمل والثقافة والتجارب الحياتية المختلفة، وهذه السمات الفردية للقواميس العقلية تعني أن حجم القاموس يختلف من شخص لآخر وتتباين باختلاف المرحلة العمرية.

ووجد الباحثون أن الأمريكي الناطق بالانجليزية ¨الذي يبلغ عمره في المتوسط عشرين عاما يعرف حوالي 42 ألف مفردة، وأن هذا العدد يرتفع إلى زهاء 48 ألف مفردة عند سن الستين. ويختزن بعض البشر عددا أكبر من المفردات حسب تجاربهم الحياتية المختلفة. وتتطرق كاسترو إلى نظرية "الخلية الجدة" بمعنى أن العقل البشري يختزن المفردات اللغوية على خلايا عصبية داخل المخ، أي أن هناك خلية عصبية لكل كلمة يعرفها الانسان يطلق عليها اسم "الجدة"، ولا تتفق كاسترو مع هذه النظرية، وتعتقد أن هناك منظومة متكاملة داخل المخ تحمل "منظومة المعالجة المتوازية الموزعة" بمعنى أن هناك شبكة من الخلايا العصبية داخل المخ تعمل بشكل متكامل لاسترجاع المعلومة اللغوية وقت الحاجة إليها.

"الكلمة على طرف اللسان" يرجعها العلماء إلى اضطراب يرتبط بالتقدم في السن.

وتوضح أنه عندما يقوم الانسان باسترجاع كلمة معينة مثل "كلب" على سبيل المثال، يتبادر إلى الذهن مجموعة من الأفكار التي ترتبط تلقائيا بهذه المفردة، مثل صوت نباح الكلب أو ملمس فرو الكلب أو ذكريات تخص الكلب الذي كان رفيق طفولتك، وقد تقترن هذه المفردة في الذهن بمشاعر أو انفعالات معينة ترتبط بتجارب الشخص السابقة في التعامل مع الكلاب.

وذكرت كاسترو أن العقل البشري يعمل بسرعة فائقة في استرجاع معاني المفردات، وأشارت إلى تجربة علمية لقياس سرعة استرجاع المعاني شارك فيها 24 طالبا جامعيا، وتم خلالها قياس النشاط الذهني للمتطوعين أثناء استعراض مجموعة من الصور.

ما الذي يجري داخل عقلنا خلال الحديث؟

وتبين من التجربة أن الانسان يستحضر اسم الغرض الظاهر في الصورة خلال 200 مللي ثانية من الاطلاع عليها. وبعد اختيار الكلمة التي تعبر عن الصور، يسترجع المخ المعلومات الخاصة بهذه اللفظة مثل طريقة نطقها، مع تجاهل المفردات الأخرى التي تتشابه معها ولكن لا تؤدي إلى نفس المعنى.

وبهذه الطريقة، يستحضر الشخص كما هائلا من الألفاظ خلال محادثة معينة دون أن ييدرك الآلية المركبة التي تجري داخل عقله دون وعي منه.

وفي هذا الإطار، تشير كاسترو إلى مشكلة تعرف باسم "الكلمة على طرف اللسان"، وهي أن يشعر الانسان أنه يعرف الكلمة المطلوبة في سياق معين، دون أن يستطيع استحضارها في الوقت المناسب، وتقول إن الانسان أحيانا يستطيع ذكر مترادفات للكلمة المطلوبة أو شرحها بمجموعة من العبارات دون القدرة على استرجاع المفردة المطلوبة في حينه.

وترى أن هذ المشكلة في التخاطب هي اضطراب طبيعي يرتبط بالتقدم في السن، ويرجعها بعض العلماء إلى تدهور القدرة على إخراج الأصوات الصحيحة للنطق بالكلمة التي يختارها العقل في سياق لغوي معين.

وتقول إن بعض الأشخاص يعانون من تفاقم اضطرابات النطق لدرجات تصل إلى عدم القدرة على الكلام بشكل كلي، وتحدث هذه المشكلات في حالات الحوادث أو الإصابات التي تؤثر على مراكز اللغة داخل المخ أو الجلطات أو بعض المشكلات الصحية المقترنة بالسن مثل خرف الشيخوخة.

وعادة ما يجد هؤلاء المرضى صعوبات في استرجاع الكلمات. وتشير إلى وجود أساليب علاجية حاليا تركز على خاصية التحليل الدلالي للألفاظ أو المعالجة الصوتية التي تتعلق بتحسين القدرة على اختيار وانتاج أصوات الكلمات، بل أن هناك ايضا تطبيقات إلكترونية تعمل على الهواتف المحمولة والكمبيوترات للمساعدة في عملية استرجاع الألفاظ لدى هؤلاء المرضى.

وتنصح كاسترو أنه في المرة القادمة التي تجري فيها حديثا مع شخص ما، يمكنك أن تتفكر للحظة في الآلية العقلية التي دفعتك لاختيار كلمة معينة دون غيرها في سياق الحديث، وأن تعرف أن هذه الكلمات التي تستخدمها هي وليدة ذلك القاموس الذي تحمله في عقلك، ويجعلك متفردا عن الآخرين.

إ.م/ أ.ح (د.ب.أ)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: العقل البشري تطبيقات الترجمة العقل البشري تطبيقات الترجمة القدرة على داخل المخ أن هناک

إقرأ أيضاً:

أُدخلت مصحة نفسية.. باحثة إيرانية تندد بـعقاب غير قانوني لـفتاة الجامعة

استنكرت الباحثة الإسلامية والناشطة المدنية الإيرانية صديقة وسمقي، الثلاثاء، إدخال الطالبة الجامعية التي احتجت قبل أيام بالتعرّي خارج الحرم الجامعي، إلى مصحة للأمراض النفسية.

ووصفت وسمقي هذا الإجراء الذي اتخذته السلطات في طهران بأنه "غير قانوني" وذلك لأنها قامت بخلع ملابيها خارج جامعتها في طهران.

وقالت وسمقي التي تعيش في إيران لراديو "أوروبا الحرة": "حتى إذا كان هناك شخص يعاني من اضطرابات نفسية، فإن تشخصيه ليس من اختصاص السلطات القضائية أو الشرطة، ناهيم عن أن إدخال شخص لمنشأة نفسية لا ينبغي أن يكون عقاباً".

وأكدت "يجب أن تكون العقوبة قانونية، ومن أرسلها للمستشفى ارتكب عملا غير قانوني".

View this post on Instagram

A post shared by Dr.Sedigheh Vasmaghi (@sedigheh.vasmaghi)

ويوم السبت الماضي، تم تداول مقطع فيديو على نحو واسع في مواقع التواصل، يُظهر شابة بملابسها الداخلية تتجوّل خارج إحدى جامعات العاصمة طهران.

ولا يزال السبب مجهولاً، إلا أن بعض الشهود قالوا إنها تعرضت للتحرش من قبل أفراد أمن في الجامعة بسبب ملابسها، وأظهر فيديو آخر أن ضباطاً يحاولون إجبارها بعُنف على ركوب سيارة.

وقالت وسائل إعلام إيرانية لاحقاً أن هذه الشابة "تعاني اضطراباً عقلياً ونقلت لمستشفى الأمراض النفسية".

بدورها، طالبت منظمة العقو الدولية (أمنستي)، الأحد، بإطلاق سراح الشابة "فوراً"، مضيفةً "يجب على السلطات حمايتها من التعذيب وسوء المعاملة وضمان وصولها إلى عائلتها ومحاميها".

وأمس الاثنين، نددت منظمة حقوقية إيرانية، مقرها أسلو في النرويج، بما وصفته "استخدام المستشفيات كأدوات قمع لنزع الشرعية عن أعمال الاحتجاج وإسكات الأصوات المعارضة".

وبالصيغة نفسها، قالت وسمقي، الحائزة على دكتوراة في الفقه وأصول الشريعة الإسلامية، إن السلطات الإيرانية لها سجل بارز في إرسال المحتجين للمشافي والمنشآت النفسية "للتقليل من شأنهم ومعاقبتهم"، مؤكدةً أن النساء في إيران "اتخذن قراراهن ولن يتراجعن عن المطالبة بحرية اختيار كيفية ارتداء ملابسهن".

لذلك "يجب على السلطات قبول الأمر والتوقف عن ارتكاب أفعال تزيد التوترات في المجتمع" بحسب وسمقي.

واقعة الفتاة الجامعية في إيران.. رسائل تحدٍ ضد قمع السلطات أكد حقوقيون وخبراء في الشأن الإيراني تحدثوا إلى موقع "الحرة" أن واقعة تجرد فتاة جامعية من ملابسها هو دليل على مدى القمع والضغوط اللواتي تعاني منها النساء في بلد يحكمه نظام ديكتاتوري منذ عقود طويلة.

وكان حقوقيون وخبراء في الشأن الإيراني تحدثوا إلى موقع "الحرة"، الأحد، وقالوا إن "تعرض الفتاة لمضايقات من عناصر الباسيج" بحسب ما نقلت تقارير، يُعد "دليلًا على مدى القمع، والضغوط التي تعاني منها النساء"، في بلد تحكمه الديكتاتورية منذ عقود طويلة.

وذكر ناشطون إيرانيون أن الفتاة تجردت من ملابسها بعد أن تعرضت لمضايقات بسبب عدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في البلاد، فيما نقلت وكالات أنباء إيرانية أنها "تصرفت بمفردها دون أن تتعرض لمضايقات جسدية".

مقالات مشابهة

  • حاكم الشارقة يستقبل رؤساء المجامع اللغوية العربية
  • مقدمات على طريق المقاومة الحضارية الشاملة.. قاموس المقاومة (51)
  • أُدخلت مصحة نفسية.. باحثة إيرانية تندد بـعقاب غير قانوني لـفتاة الجامعة
  • سلطان القاسمي يلتقي رؤساء المجامع اللغوية العربية
  • كانت موجهة “للشواء”.. حجز أكثر من 2 قنطار من اللحوم داخل “ڨراج” غير صالحة بالعطاف
  • أهداف مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد الذي يناقشه مجلس النواب
  • كشف تفاصيل مثيرة عن القيادي بحزب الله ”عماد أمهز” الذي اختطفته قوة اسرائيلية خاصة من داخل لبنان
  • باحثة: لبنان لن يرضخ لشروط الاحتلال الإسرائيلي
  • جبالي: مشروع قانون الإجراءات الجنائية يتوافق مع الاستراتيجة الوطنية لحقوق الانسان
  • باحثة: المقاومة اللبنانية تمنع جيش الاحتلال الإسرائيلي من التوغل بريا