نهى تموت أثناء شراء اللبن لطفلها.. غموض يحيط بالحادث

سيدة ملقاه وسط الشارع تستغيث من شدة الألم وطفل رضيع، بجانبها يبكي بعدما اصطدامها سيارة نصف نقل، تابعة لحي شبرا الخيمة، هرعت جموع من الشباب إلى مكان الحادث، وحاولوا إسعاف السيدة والطفل، حتى وصلت سيارة الإسعاف، وتم نقلهن إلى المستشفى، وأُدخلت إلى غرفة العمليات، إلا أنها توفيت بعد 9 ساعات متأثرة بإصابتها ليعيش طفلها يتيم الأم.

"كانت رايحة تشتري لبن صناعي لطفلها"

والده الضحية تروي "لبوابة الوفد" آخر ساعات من حياة ابنتها وقالت؛ كانت" نهى" في طريقها لشراء لبن صناعي لطفلها وأثناء عبورها الطريق صدمتها سيارة نقل تابعة لحي شبرا الخيمة حاولت حماية صغيرها من الحادث، فألقت به بعيدًا عنها، إلا أن السيارة دهستها هي تجمع بعض الشباب في مكان الحادث، ووجدوا حقيبة "نهي" التي كانت بها هاتفها المحمول اتصل أحد الشباب بالهاتف ليخبرني بالحادث وقع الخبر صدمة.

" كانت نفسها تشوف ابنها بيكبر قدامها حسبي الله ونعم الوكيل"الام الضحية وطفلها 

وتستكمل الأم بعدما علمت بالحادث ، ذهبت مسرعة إلى المستشفى وجدتها بخير، إلا أنها كانت بحاجة لعملية جراحية كانت "نهي" تستغيث بي، تريد أن تشرب مياه، لكنها كانت تحت تخدير البنج ما يمنع ابتلاعها للسوائل، وبعد 9 ساعات لم اعلم إذا كانت "نهى" أجرت العملية ام لا، جاء شقيقها الذي يتابع الإجراءات القانونية بعدما تم القبض على السائق والذي أُحيل إلى النيابة العامة ليُخلي سبيله بعدما جاء تقرير من المستشفى باستقرار حالتها الصحية.

"الأم لا تستطيع استكمال الحديث توقفنا واستكمل شقيقها سرد تفاصيل الواقعة"

يقول؛ ذهبت إلى أحد الدكاترة المسؤولين عن الحالة وكان يحتسي كوب الشاي وسألت عن حالتها الصحية ،"الدكتور كان سايب اختي بتنزف وبيشري شاي"، ليأتي أحد أفراد طاقم المستشفى وسألني: "يا أستاذ، حضرتك قريب نهي اللي في العمليات؟" أجابته: "أيوة، أنا أخوها."، فأجاب: "البقاء لله، اختك في ذمة الله." شعرت بالصدمة مردد: "أكيد مش اختي، ممكن يكون حد تاني، اختي كانت كويسة ،وعايزة تشرب مياه ازاي حصل كدا؟ عايز أشوفها ممكن متكونش هيا"ذهبت إلى ثلاجة حفظ الموتى، ونظرت إلى وجهها حتى تأكدت بأنها شقيقتي بالفعل.

واستكمل؛ حزنت كثيرًا، وأمسكت بطفلها ونظرت إليه، وقلت بصوت منخفض: "لقد حرمت من أمك يا صغير تلك السيدة التي حفظت القرآن الكريم، وكانت تساعد الفقراء، وتقدم يد العون للجميع، كانت والله امرأة صالحة"، سمعت صوت قدم تهرول نحوي، فرأيت زوجها يصرخ: "مراتي فين؟ حبيبتي فين؟ حصلها حاجة؟" فقولت: "انتقلت إلى رحمة الله" بكى زوجها على فراقها، وكانت الدنيا أصبحت بلا معنى وأنها شقيقها حديثة: "أريد أن أرى المتسبب في وفاة أختي ينال جزاءه، فأنا لا أستطيع النوم بسبب ما حدث، لقد تم إخلاء سبيل السائق بعد استقرار حالتها الصحية، ولكن بعد ساعات قليلة توفيت، أنا أشعر بالغضب والحزن الشديدين، ولا أعرف كيف سأكمل حياتي بدون أختي، حسبي الله ونعم الوكيل.

المصدر: بوابة الوفد