حكم التبرع لدعم انتفاضة المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الجهاد في سبيل الله بمفهومه العام يشمل: جهاد النفس، وجهاد الشيطان، والقتال دفاعًا عن النفس والدين والوطن والمال؛ لرد عدوان المعتدين على المسلمين ودفع أذى الباغين ونصرة الضعفاء والمظلومين، والمسلمون مأمورون بالجهاد في سبيل الله؛ لرد العدوان ومنع الظلم والأذى عن المسلمين في كل زمان وكل مكان بكل وسائل الجهاد سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وعسكريًّا بالنفس والمال أو بهما معا.
واستشهدت الإفتاء بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون﴾ [الحجرات: 15]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [الأنفال 72]، وقول الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103] وقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَان﴾ [المائدة: 2]. وقد سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قال: «مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ بِنَفْسِهِ، وَمَالِه» رواه البخاري.
شروط وجوب الزكاة ومصارفهاالمسجد الأقصىأوضحت الإفتاء، إن الزكاة ركن من أركان الإسلام، وهي عبادة مالية أوجبها الله تعالى على المسلم المالك للنصاب، الذي تبلغ قيمته بالنسبة للنقود وعروض التجارة ما يعادل (85) جرامًا من الذهب الخالص الخالي من الدين الحال، والذي مر عليه الحول، والفائض عن حوائجه الأصلية وحوائج من تلزمه نفقتهم؛ لقوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة: 103]، وقوله تعالى: ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ [الذاريات: 19]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول الله، وَإِقَامِ الصَّلَاة، وَإِيتَاءِ الزَّكَاة، وَصَوْمِ رَمَضَان، وَحَجِّ الْبَيْت من استطاع إليه سبيلًا» متفق عليه.
وتُصرف الزكاة في مصارفها الشرعية الثمانية الواردة في قول الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].
المراد بمصرف ﴿وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ في باب الزكاةثالثًا: إن المراد بقوله تعالى: ﴿وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ في الآية السابقة عند المحققين من الفقهاء هو جميع طرق الخير أعلاها الجهاد والغزو في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا؛ قال الإمام الكاساني الحنفي: [إن المراد بقوله تعالى: ﴿وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ جميع القرب، فيدخل فيه كل سعي في طاعة الله، وسبيل الخيرات متى كان هناك حاجة].
واختتمت الإفتاء قائلة: "وفي واقعة السؤال وبناء على ما سبق: فإن انتفاضة المسجد الأقصى المبارك تمثل أعلى درجات الجهاد في سبيل الله؛ لرد عدوان المحتلين الصهاينة، وللدفاع عن المقدسات الإسلامية، ويجب على كل مسلم أن يساعد إخوانه المجاهدين في سبيل الله في أرض فلسطين سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا وثقافيًّا وبكل ما يملك من نفس ومال كل حسب طاقته وقدرته وحسب الحال والمقام، كما يجوز للمسلم أن يخرج زكاة ماله لهؤلاء المجاهدين وأن ذلك يكون جهادًا منه في سبيل الله".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء الجهاد الدين والوطن فی سبیل الله أ م و ال ه م ف ی س ب یل
إقرأ أيضاً:
الشرط الأمريكي لدعم سوريا؟
عماد الدين أديب
هل تعرفون ما أهم شرط أمريكي أوروبي لرفع العقوبات الدولية على سوريا، وبدء تأهيل اقتصادها بالمنح والمساعدات والاستثمارات؟
أهم ما قيل في اجتماع الشرع «قائد» هيئة تحرير الشام، مع السيدة «ليف» نائبة وزير الخارجية، وموفدة واشنطن في أول لقاء علني رسمي مع القيادة السورية الجديدة منذ سقوط نظام بشار الأسد، هو الشرط الأساسي لعودة علاقات طبيعية بين واشنطن ودمشق.
يأتي هذا الشرط واضعاً في الاعتبار تاريخ الشرع، وهيئة تحرير الشام في «القاعدة» و«الإخوان»، والعمل العسكري المبني على الخطاب المتشدد الديني.
هذا الشرط هو تعهد الشرع، وهيئة تحرير الشام، والنظام الجديد، كائناً من كان «بإسقاط فكرة الجهاد الديني ضد إسرائيل، وعدم استخدام الدين في الخطاب السياسي، كتحريض مذهبي، بهدف العنف والقتال».
كلام واشنطن كان صريحاً، مباشراً، بمنتهى الدقة، وكأنهم يقولون: «تريد دعماً، توقف عن مشروع الجهاد، والتسخين الديني المذهبي».
كلام الشرع بعدها كان واضحاً، ركز فيه على النقاط التالية بشكل صريح وعلني.
نحن لن نهدد أو نتدخل في شؤون أي من جيراننا.
لن يكون هناك سلاح للفصائل، والسلاح الوحيد سيكون بيد الدولة.
نسعى لبناء نظام مدني ديمقراطي، يحترم سلطة القانون والدستور.
سوف نعقد سلسلة اجتماعات، تشمل كافة أطياف القيادات، دون استثناء، من أجل عمل رؤية موحدة لشكل النظام الجديد.
وبناء على معادلة «هات وخذ» الواضحة في أسلوب التعامل البراغماتي المصلحي الغربي، تعامل «الشرع» مع واشنطن، ما أدى إلى تسريب تقرير للخارجية الأمريكية، يقول «يبدو أن الرجل – بالفعل – عملي وبراغماتي».