الأطر البشرية الصحية والطبية في اليمن تطلق الملتقى الصحي العالمي لمناصرة غزة
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
الثورة نت|
أطلقت الأطر البشريّة الصحيّة والطبيّة في اليمن، ودول العالم الحر، اليوم، الملتقى الصحي العالمي لمناصرة غزّة، لدعم صمود سكّانها في مواجهة جرائم الكيان الصهيوني، بما فيها جرائم استهداف وتدمير المستشفيات والمراكز الصحيّة، والعاملين فيها.
ويهدف الملتقى، الذي نظمته وزارة الصحة العامة والسكان، إلى الضغط على المجتمع الدولي للمسارعة في فتح المنافذ المؤدية إلى غزة لتمكين الأطر البشرية الصحية والطبية والإمداد الدوائي للوصول إلى سكان غزة، في إطار الدور الإقليمي والدولي لإسناد سكان غزة والاستجابة العاجلة والفورية لمظلوميتهم.
وفي مستهل حفل الإطلاق وقف المشاركون دقيقة حداد وقرأوا الفاتحة على ضحايا المجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة.
وأكد عضو المجلس السياسي الأعلى ، محمد علي الحوثي، أهمية الالتقاء مع الأطباء وقادة العمل الإنساني للوقوف أمام الوحشية النازية الصهيونية التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وقال “عندما نجد الأطباء في غزة، بالرغم مما يتكبدون من عناء وإعياء إلا أنهم في نفس الوقت وانطلاقا من دورهم يجسدون الإنسانية بكل معانيها، وهذا ما رايناه في اليمن عندما استهدفت المستشفيات”.
وأكد أن ما شاهدناه في اليمن من إجرام يتكرر اليوم في فلسطين المحتلة خاصة في قطاع غزة من قبل العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيا وأوروبيا من خلال القصف والمجاز التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى.
وقال ” ما تقوم به النازية العظمي من أمريكا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا وألمانيا من قتال الشعب الفلسطيني، يأتي انطلاقا من شرعية خاصة، في الوقت الذي يجب على العرب والمسلمين التحرك الجاد في وجه هذه الشرعية النازية”.
ولفت إلى أهمية أن ينطلق كل فرد من موقع عمله لنصرة أخواننا في فلسطين كأقل واجب يقدمه أبناء الأمة العربية والإسلامية.
وأوضح عضو السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، أن الأنظمة العربية والإسلامية لديها الكثير من الأوراق للضغط على الصهاينة وأمريكا ومن تحالف معهم لوقف عدوانهم على غزة، وفي مقدمة ذلك الجانب الاقتصادي والمتمثل في تخفيض تصدير النفط والغاز.
وقال ” طالبنا من الدول العربية التي تتواجد فيها قواعد عسكرية أمريكية أن يوقفوا أي تحرك لهذه القواعد وعلى من يوفر الحماية لها التخلي عن ذلك، وهذا تجسيدا لما يدعيه الجميع من أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى” .
وأعرب عضو السياسي الأعلى عن الأسف لإرتفاع عدد الرحلات الجوية بين السعودية والإمارات والكيان المحتل ليصل لـ 152 رحلة أسبوعيا، فيما لا يسمح لليمن إلا بست رحلات للمرضى.
كما أكد أنه لا جدوى من الجيوش والمعدات العسكرية التي تمتلكها الأنظمة العربية والإسلامية دون الاستفادة منها في حماية الأمن القومي العربي وبذلك لا وجود لمبرر السكون إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة جماعية خاصة في قطاع غزة.
وتطرق إلى ما قاله قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن اليمن لم يقم بالفعل المطلوب ولا نزايد بأن ما تقوم به القوة الصاروخية وما ستقوم به القوة البحرية اليمنية من دور في مساندة الشعب والمقاومة الفلسطينية من أجل الإعجاب وإنما انطلاقا من الموقف الإيماني.
وقال”عندما طلبنا فتح مسار من المملكة العربية السعودية كان الرد باستهداف طائراتنا المسيرة ومحاولة اسقاطها، وبدل من قيامهم بنفس الدور تبنوا اعانة الأمريكي بإسقاط الطائرات اليمنية”.
كما أعرب عن الأسف لعدم وجود موقف مشرف للعرب حتى في القمة العربية والإسلامية التي عقدت في الرياض، لدرجة لم يتم حتى إيصال المساعدات إلى غزة، “والمخزي أنهم تماهوا مع التهديدات الأمريكية تجاه اليمن”.
وخاطب القادة العرب بقوله ” بدل من توجيه التهديد إلى اليمن وشعبه يجب أن يصوب هذا التهديد نحو الكيان الصهيوني الغاصب “.
فيما أكد عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد النعمي، أن هذه الفعالية تأتي تضامناً مع القيم الإنسانية والضمير الإنساني الذي سقط أمام الطغيان والجبروت والنفاق العربي والإسلامي.
وقال” نقول لأهلنا في فلسطين لقد حضر الكفر كله لمحاربة الإيمان كله في غزة”.. مشيرا إلى أن غزة تمثل الصمود والعزة والكرامة للأمة العربية وأي تقاعس عنها هو تقاعس عن كل القيم الإنسانية والإسلامية والتاريخية.
وأشار النعيمي إلى أن الشعب اليمني وقيادته في مقدمة الصفوف في الدفاع عن غزة، حيث مثلت كلمة قائد الثورة قرارات عملية ومساندة لغزة من خلال مشاركة الجيش اليمني بما يمتلك من إمكانيات لضرب الكيان الصهيوني.
وأكد أن قائد الثورة حدد كل مسارات المواجهة مع الكيان الصهيوني وعمل بما يليق للشعب اليمني في هذا التاريخ الفاصل بين مراحل مضت ومراحل آتية وتاريخ يؤسس لمسار الأمة ويحدد بوصلة المستقبل أمام الاستكبار والجبروت والنفاق العربي، مطالبا الجميع المساندة والوقوف مع أبناء الشعب الفلسطيني وقطاع غزة أمام آلة الحرب الصهيونية.
من جانبه نوه رئيس اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى، العلامة محمد مفتاح، بجهود القائمين على المنظومة الصحية في اليمن وتنظيم هذا الملتقى الذي من المؤمل أن يفتح علاقات تواصل مع العالم للمشاركة في الدفاع عن غزة.
وأكد أن العاملين في القطاع الصحي يستطيعون عمل ما لم تستطعه الأنظمة السياسية وغيرها لإغاثة أبناء فلسطين وقطاع غزة، منوها بصمود الطواقم الطبية في قطاع غزة وثباتهم في تأدية واجبهم الإنساني تجاه ما يتعرض له أبناء غزة من حرب إبادة شاملة.
وقال” ما رأينا في مستشفيات غزة أن العاملين الصحيين جسدوا من الثبات والصبر وقوة التحمل ما أذهلنا حيث يعملون تحت أسوا الظروف والقصف وقلة الإمكانات”.
واعتبر العلامة مفتاح هذا الملتقى مبادرة إنسانية وأخلاقية لحشد الجهود من أجل انقاذ غزة من صلف الكيان الصهيوني الغاصب الذي استهدف كل مقومات الحياة في القطاع.. مؤكدا أن العدو الصهيوني يهدف من خلال عملياته الإجرامية، إلى التقليل من عدد سكان قطاع غزة، ويسعى لتحقيق إنجاز عسكري على حساب الأطفال الخدج والشيوخ المرضى والجرحى الذين انتشلوا من تحت الأنقاض.
وفي الحفلّ، الذي حضره مستشار الرئاسة، عبدالعزيز الترب، ووزير المياه والبيئة في حكومة تصريف الأعمال المهندس عبدالرقيب الشرماني.. أشاد وزير الصحة العامة والسكان في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور طه المتوكل، بجهود اللجنة التحضيرية لهذا الملتقى والانطلاقة العملية لتحرك الأطر البشرية الصحية والطبية على مستوى العالم لنصرة غزة.
واعتبر الملتقى واجهه للدول الحرة من أجل نصرة الأقصى والشعب الفلسطيني والضغط على الحكومات لفتح المنافذ لإدخال الأدوية وإخراج الجرحى ، مؤكدا استعداد الأطر البشرية في اليمن تقديم الدعم والمساندة للقطاع الصحي في غزة.
وحيا صمود القطاع الصحي وكوادره من الأطباء والممرضين في غزة وما يعانيه أمام آلة الدمار الاسرائيلية.
وتطرق الوزير المتوكل إلى ما يتعرض له الجرحى والمرضى والأطفال الخدج ومرضى الغسيل الكلوي والسرطان من أعمال لإ إنسانية من قبل العدو الإسرائيلي ..
وقال” نشهد مأساة وحرب إبادة جماعية ارتكبها الكيان الصهيوني بعد إعطائه الضوء الأخضر من قبل أمريكا”.
وأكد أن غزة اليوم كشفت الوجه القبيح لقادة أمريكا والعالم الغربي المتوحشين الذي يدعون بأنهم يصونون حقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الزائفة.
فيما أشار نائب وزير الصحة العامة والسكان، الدكتور مطهر المروني، إلى أن الملتقى يكتسب مفهوما خاصًا في مجال تجسيد الصحة لمسؤوليتها في ساحة المقاومة والصمود والوفاء بالتزاماتها لنصرة مظلومية الشعب الفلسطيني عامة وأهل غزة خاصة .
وأشار إلى أن الاحتلال الصهيوني يمارس شكلا مبتكرا في عالم الجريمة من خلال حرب ممنهجة على القطاع الصحي في تحد سافر لكل قيم الإنسانية تحت مرأى ومسمع من المجتمع الأممي الضعيف الذي لم يعد له دور غير حماية المجرم .
وأشاد الدكتور المروني بدور اليمنيين في نصرة القضية الفلسطينية ، مؤكدا تأييد القطاع الصحي اليمني ومساندته للقطاع الصحي في فلسطين بنخبة من العاملين الصحيين الأحرار .
وكان رئيس الملتقى الصحي العالمي لمناصرة غزة، الدكتور يحيى العزي، قد اشار في كلمة اللجنة التحضيرية للملتقى، إلى أن انشاء الملتقى الصحي العالمي يأتي لمناصرة الشعب الفلسطيني عامة وأهل غزة خاصة، معربا عن الاعتزاز بالبطولات التي يسطرها الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة رغم الفارق في العدة والعتاد العسكري والبشري بين ما تمتلكه المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الصهيوني .
ولفت الى أهمية الملتقى في تحقيق التضامن الإنساني مع الشعب الفلسطيني عامة وكذا ما يتعرض له أبناء غزة من حرب إبادة وما يحتاجه من مساندة إنسانية طبية وصحية ودعم عيني.
وأشار إلى أن من أهداف الملتقى رفع قدرات الأطر البشرية في القطاع الصحي ومجال الاستجابة الاسعافية الطارئة و رفع مستوى التأهيل التقني للفرق الطبية في مجال التدخل السريع في مواقع الاستهداف في غزة .
فيما اشادت كلمة العاملين الصحيين الفلسطينيين، التي القاها الدكتور محمد الشاعر، بموقف اليمن الواضح والصريح والمشرف تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني وقطاع غزة من حرب إبادة من قبل الكيان الصهيوني.
وقال” اليمن الدولة الوحيدة في العالم التي قامت بالرد العملي والمباشر من خلال قصف العدو الصهيوني “.. معربا عن شكره لقائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك الحوثي لموقفه ومساندته للشعب والمقاومة الفلسطينية.
وتطرق الدكتور الشاعر إلى أهمية الملتقى في تسليط الضوء على ما يحدث في قطاع غزة وتقديم المساعدة والمساندة بكل ما يمكن، مستعرضا ما يتعرض له قطاع غزة من جرائم حرب وإبادة جماعية من قبل الكيان الصهيوني، مؤكدا أن “هدف الكيان الصهيوني من هذه الأعمال الإجرامية هو أن يجعل من قطاع غزة غير صالح للحياة”.
تخلل الحفل،الذي حضره وكلاء وزارة الصحة ورئيس المجلس الطبي والأمين العام المساعد للمجلس ورؤساء الهيئات ومدراء العموم والبرامج بوزارة الصحة والكوادر الطبية من مختلف المستشفيات والمراكز الطبية والتشخيصية.. استعراض مادة فلمية حول الوضع الصحي في غزة في ظل جرائم الكيان الصهيوني اضافة إلى خلفية وأهداف الملتقى، وكذا عرض رسائل ومشاركة من عدد من الدول العربية.
وصدر عن الملتقى بيان أوضح فيه أن أكثر من سبعين ألفاً من الأطر البشريّة المدربّة وطنيّاً، وآلاف المخلصين عربيّاً، وإقليميّاً، وعالمياً، يطلقون الملتقى لتقديم كل دعم إغاثي طبي تشخيصي دوائي جراحي ممكن، وفاء للواجب الإنساني في نصرة فلسطين وأهلها.
وأوضح البيان، أن هذا الحشد الطبي الصحي العالمي يمثّل صوتاً للإنسانيّة يتردد صداه في المحافل الطبيّة والصحيّة الأكاديميّة والمهنيّة، بعد أن جُرّد الشعب الفلسطيني من جميع أدوات التأييد.
وأكد الملتقى الجهوزية الفورية لمناصرة غزّة، ومواكبة البطولات الاستثنائيّة التي سطّرها ولا يزال الطاقم الطبي والصحّي في القطاع، مثمناً ثبات العاملين الصحيين وصمودهم.
وأشار البيان إلى أنّ سياسة التدمير البشع للمنازل والمنشآت، التي يدمنها العدو الصهيوني، تمثّل جرائم متراكمة خلال سبعة عقود ونصف مرّت، مبيناً أن جرائم العدوان خلال 44 يوماً فقط أسفرت عن استشهاد ما يقارب من 12 ألف مدني، وإصابة ما يزيد عن 25 ألف آخرين، فيما لا يزال المئات محاصرين تحت الأنقاض، والملايين محاصرين فوقها.
وأكد أن حالة النزوح والتشريد الكبيرة لسكّان شمال غزة، التي تضرر منها أكثر من مليون مواطن، تستلزم استجابةً إنسانيّة فوريّة، معتبراً أن الصمت الدولي على جرائم استهداف المدنيين في المدارس والمنازل والمستشفيات من قبل الاحتلال الصهيوني يعطيه حافزاً للمزيد من الجرائم في حق الأبرياء، وتوسيع بنك الأهداف من المدارس والمستشفيات.
وقال البيان إن “تركيز العدو الصهيوني على حرب المستشفيات، في استماتة إجراميّة لاقتحامها، وتشريد وقتل مرضاها، وتدمير أجهزتها، وتعطيل قدراتها التشغيليّة، ما هو إلا إزاحة لقناعٍ آخر يخفي قبحه وراءه، من أجل مزيد من البطش بالمواطنين الأبرياء، ومنهم الخدّج الذين حرمهم الإجرام الصهيوني حتى من الهواء، فماتوا اختناقاً، كما مات الكثيرون من المرضى في غرف الرعاية الحثيثة، بعد أن حرموا الأكسجين، والوقود، وكل ما من شأنه أن يحفظ الحياة، إضافة إلى مرضى الأورام والقلب والكلى، وغيرها من الأمراض غير السارية”.
وذكرالبيان أن الملتقى يعمل من أجل الضغط على المجتمع الدولي، عبر جميع القنوات الممكنة، للفتح الفوري لكافة المعابر لتقديم المساعدة الإنسانيّة، والمساندة الإغاثيّة العاجلة لسكّان غزّة، و سرعة تقديم قادة الكيان الصهيوني إلى المحاكمة، باعتبارهم مجرمي حرب.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الملتقى الصحی العالمی العربیة والإسلامیة العاملین الصحیین الشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی السیاسی الأعلى العدو الصهیونی القطاع الصحی من حرب إبادة فی قطاع غزة ما یتعرض له ة فی الیمن فی القطاع فی فلسطین الصحی فی وأکد أن ة الصحی من خلال ة التی غزة من فی غزة من قبل من أجل إلى أن
إقرأ أيضاً:
الكيانُ الصهيوني التلميذُ البريطاني النجيب
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
الجرائمُ التي يرتكبُها الكيانُ الصهيوني في غزةَ ولبنانَ لا يمكنُ للعقل أن يصدِّقَها أَو أن يتوقَّعَ الإنسانُ أن مثل تلك الجرائم يمكن أن تُرتكَبَ في القرن الحادي والعشرين، وكانت أُستاذة الكيان الصهيوني بريطانيا قد ارتكبت نفس الجرائم في حق الفلسطينيين في النصف الأول من القرن الماضي، ومن يعُدْ إلى التاريخ ويطلع على ما ارتكبته بريطانيا من جرائم أثناء احتلالها لفلسطين تمهيدًا لتسليمها للصهاينة يكتشفْ التشابُهَ الكبيرَ بين ما يرتكبه الكيان الصهيوني في غزة ولبنان وما ارتكبته بريطانيا في فلسطين في الماضي.
فعندما أصدرت بريطانيا وعد بلفور المشؤوم عام 1917م والذي قضى بمنح اليهود الصهاينة أرض فلسطين لم تكن قد استكملت سيطرتها على كافة الأراضي الفلسطينية، وبعد أن استكملت سيطرتها على كافة الأراضي الفلسطينية بدأت بتهيئة الظروف لاستقبال الهجرات اليهودية تنفيذًا لوعد بلفور، خَاصَّة وأن أعداد اليهود في فلسطين عام 1918م لم تتجاوز بضعة آلاف يهودي فقط، فبدأت بالتركيز على الأراضي التي رأت توطين اليهود فيها وعملت على مضايقة العرب الفلسطينيين؛ لإخراجهم منها، مستخدمةً في ذلك كُـلّ الوسائل الممكنة المشروعة وغير المشروعة؛ لإرغامهم على ترك مساكنهم وأراضيهم وتسهيل استيلاء الصهاينة عليها دون تدخل من القوى العربية أَو الأجنبية.
وما حدث في يافا خلال ثلاثينيات القرن الماضي مثالٌ صارخٌ على الإجرام البريطاني في حق الشعوب الأُخرى بشكل عام وفي حق الفلسطينيين بشكل خاص ودرس كبير تعلم منه الصهاينة التعامل مع الآخرين، وعندما نشاهد الخراب الحادث في غزة على يد الصهاينة نجد نفس الصورة حدثت في يافا؛ فقد كانت يافا مدينة فلسطينية تاريخية وكل زاوية فيها وكل مَعْلَمٍ يؤكّـد هذه الحقيقة.
ونظرًا لأَنَّ بريطانيا كانت تخطط أن تكون يافا عاصمة للكيان الصهيوني المزمع إنشاؤه مستقبلًا؛ فقد عملت على تدمير المدينة بشكل كامل، حَيثُ قامت بتدمير المنازل والمساجد والكنائس والأسواق والمعالم الأثرية وكل ما يدل على وجود فلسطيني في المدينة، وبنفس الطريقة التي تنفَّذُ حَـاليًّا في غزة من خلال إصدار إنذارات للسكان لتفريغ المنازل والأحياء ثم تأتي الطائرات البريطانية وتقصف الحي حتى استكملت تدمير كافة الأحياء.
الفارق بين الأمس واليوم أن السكان بالأمس كانوا يغادرون مدنهم على أمل العودة في المستقبل، واليوم يرفض السكان مغادرة مدنهم، وبعد ذلك بنى الصهاينة مدينة جديدة باسم جديد ومعالم جديدة على أنقاض المدينة القديمة، وهذا ما يرغب الصهاينة القيام به اليوم.