40 هجوماً في شهر.. هل حققت الهجمات على القواعد الأمريكية بسوريا أهدافها؟
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
تواصل الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران هجماتها على قواعد "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن في سوريا، في إطار الرد "غير المباشر" على العدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على غزة، بدعم أمريكي وغربي.
ورصدت مصادر سورية 40 هجوماً منذ تاريخ 19 تشرين الأول/أكتوبر الماضي على قواعد "التحالف الدولي.
وأوضح "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الهجمات توزعت على قاعدة التنف بواقع 7 هجمات، و9 على قاعدة حقل العمر النفطي، و7 على قاعدة حقل كونيكو للغاز، و1 على القاعدة الأميركية في روباربا بريف مدينة المالكية، و7 على قاعدة خراب الجير برميلان، و6 على قاعدة الشدادي، و2 على قاعدة تل بيدر، و1 على قاعدة قسرك.
وأمام ذلك تُثار تساؤلات عن نتائج هذه الهجمات، وما إن كانت قد حققت الأهداف التي تخطط لها طهران؟، رغم أن الأخيرة تنفي مسؤوليتها عن تلك الهجمات.
استراتيجية إيرانية ثابتة
ويؤكد الباحث المختص بالشأن الأمريكي عبد الرحمن السراج، أن منحى الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا شهد زيادة في الفترة الأخيرة، مبيناً أنه "منذ بدء العدوان على غزة زادت وتيرة الهجمات، من قبل ما يسمى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، نصرة لغزة".
ويقول لـ"عربي21" إن هدف الهجمات قبل العدوان على غزة كان لإخراج القوات الأمريكية من المنطقة، وفي الغالب لم ينجم عن تلك الهجمات خسائر بشرية في صفوف القوات الأمريكية"، مستدركاً بقوله: "لكن في الفترة الأخيرة أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية إصابة ما لا يقل عن 60 جندياً بإصابات خفيفة، وأن جميعهم عاد للعمل، وهذا ما يدفع إلى القول بأن هدف الهجمات لم يتغير، أي تأكيد إيران على رغبتها بعدم وجود القوات الأمريكية في المنطقة".
وتابع السراج، بأن الولايات المتحدة ترد باستمرار على هذه الضربات في سوريا، من خلال استهداف مصالح "الحرس الثوري" الإيراني، بهدف ردع إيران وإجبارها على وقف الهجمات، وقال: "بحسب التقديرات الأمريكية فإن الردع تحقق، لكن بسبب حساسية إيران تجاه مصالحها في العراق، يتم الرد فقط في سوريا".
ويقول الباحث المختص بالشأن الأمريكي، إن الهجمات على القواعد الأمريكية لم تتطور إلى أبعد من المعادلة السابقة، أي ما زالت الهجمات ضمن قواعد الاشتباك السارية قبل غزة، وبالتالي لم تستفز القوات الأمريكية، وهذا ما يدفع إلى القول إن الهجمات "المحدودة" مستمرة حتى استمرار المفاوضات بين واشنطن وطهران، دون أن تشكل ضرراً جوهرياً على مصالح الجانبين، وبالتالي لا تغيير على الاستراتيجية الإيرانية.
وعلى المنوال ذاته، يقلل مدير وحدة الدراسات في مركز "أبعاد للدراسات الاستراتيجية" الدكتور محمد سالم من نتائج الهجمات الإيرانية على القواعد الأمريكية.
ويقول لـ"عربي21": "رغم رصد 40 هجوماً في غضون شهر واحد، لا توجد نتائج فعلية، أي لم تخلق كل هذه الهجمات تأثيرات ضاغطة على الأمريكيين".
نتائج دعائية
وبذلك يعتقد سالم، أن تأثير الهجمات يبقى في الجانب الرمزي والدعائي الذي يفيد إيران لجهة القول إنها ند للولايات المتحدة في المنطقة، وإنها تناصر المقاومة الفلسطينية، والهجمات تتكامل مع تلك التي يشنها "حزب الله" في جنوب لبنان.
لكن مع ذلك، يعتبر أن الهجمات من شأنها دفع الولايات المتحدة إلى التدخل للضغط على الاحتلال بغية منعه من شن توسيع جبهات الحرب في غزة، تجاه لبنان على سبيل المثال.
ويتفق مع سالم، الباحث في مركز "الحوار السوري" الدكتور أحمد قربي، الذي يؤكد على الجانب "الدعائي" للهجمات، ويقول لـ"عربي21": "تركز الميليشيات الإيرانية اليوم على قاعدة محور "المقاومة"، وهذا ما يحتم عليها التحرك حيال العدوان على غزة".
وبحسب الباحث فإن هناك حالة من الاتفاق الضمني الأمريكي الإيراني على عدم توسيع الصراع، ويقول: "لا نتائج لهذه الهجمات على الصعيد السياسي والعسكري، وهذا يبدو واضحاً للمراقبين من خارج أنصار محور المقاومة".
وفي السياق ذاته، يقول الأستاذ في جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأمريكية، رضوان زيادة لـ"عربي21": "الولايات المتحدة لا ترغب ولا تريد في توسيع الحرب في غزة إلى جبهات أخرى، خشية التأثير عسكرياً على قواتها في سوريا والعراق، وردها على الهجمات يكون في إطار "الرد المحدود"، وثانياً لأن توسيع نطاق الحرب لا يخدم هدفها السياسي بدعم إسرائيل".
خلط الأوراق
من جهته، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي، أن هدف إيران من الهجمات هو خلط الأوراق وإثبات وجودها في المنطقة، ويقول لـ"عربي21": "لذلك لم نر إصابات مباشرة للقواعد، وهذا بسبب رغبة إيران بالحفاظ على تصعيد منضبط مع الولايات المتحدة"، معتبراً أن ذلك "يُعطي إيران القوة للتفاوض مع الولايات المتحدة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية إيران سوريا العراق العراق إيران سوريا امريكا طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على القواعد الأمریکیة القوات الأمریکیة الولایات المتحدة الهجمات على على قاعدة فی سوریا ویقول لـ على غزة
إقرأ أيضاً:
الحوثي تؤكد استمرار إسناد غزة ويصف الهجمات الأمريكية بالإرهابية
جددت جماعة الحوثي اليمنية التأكيد على استمرارها في جبهة الإسناد لقطاع غزة، واصفة الهجمات الأمريكية التي شنتها طائرات مساء السبت على مواقع داخل البلاد، بالإرهابية.
وقال القيادي في جماعة أنصار الله، محمد علي الحوثي، إن الهجمات الأمريكية على بلاده "إرهابية ومدانه وغير مشروعة، وتساند إرهاب الكيان الإسرائيلي المؤقت لاستمر الإبادة وحصار غزة".
وأضاف في تغريدة في حسابه على منصة "إكس"، إن هذه "الهجمات الإرهابية تأتي لتؤكد العربدة خارج القانون وممارسة الإجرام في المنطقة"، مؤكدا أن "التصرفات الإرهابية الرعناء ضد اليمن لا توقف عمليات الإسناد لغزة".
الهجمات الأمريكية على اليمن هجمات إرهابية مدانة وغير مشروعة تساند إرهاب الكيان الإسرائيلي المؤقت لاستمرار الإبادة وحصار أبناء غزة.
وتأتي الهجمات الإرهابيةالأمريكية لتؤكدالعربدة خارج القانون وممارسة الإجرام في المنطقة
أن التصرفات الإرهابية الرعناء ضد اليمن لا توقف عمليات الإسناد لغزة — محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) December 22, 2024
وتعرضت العاصمة اليمنية صنعاء، السبت، لعدوان أمريكي جديد طال أهدافا عدة.
وقالت القيادة الوسطى الأمريكية، إنها نفذت ضربات جوية دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وتحكم للحوثيين في صنعاء.
وبينت القيادة أن القصف يهدف إلى تعطيل وتقليص عمليات الحوثيين، كالهجمات ضد السفن الحربية في البحر الأحمر، لافتة إلى أن الضربة تعكس التزامها بحماية القوات الأمريكية والشركاء الإقليميين والشحن الدولي، وفق زعمها.
وزعمت أنها أسقطت خلال العملية مسيرات تابعة للحوثيين وصاروخ كروز مضادا للسفن فوق البحر الأحمر.
وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن "تل أبيب" تستعد لشن هجوم آخر في اليمن، يتضمن مشاركة دول أخرى، لإيجاد "تعبئة كاملة" تزيد الهجوم على الحوثيين.
يأتي ذلك بعد أن كشف تحقيق لسلاح الجو الإسرائيلي عن إجراء عدة محاولات اعتراض فاشلة للصاروخ الباليستي الذي أُطلق السبت من اليمن، وسقط في ملعب بـ"تل أبيب"، مخلفا 30 مصابا وأضرارا بعشرات الشقق في المنطقة.
واعترفت وسائل إعلامية إسرائيلية بالفشل استخباريا وفنيا في مواجهة الهجمات التي تنطلق من اليمن، منذ بدء الحرب على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، السبت، إن "إسرائيل فشلت منذ بداية الحرب على غزة في التصدي لتهديدات الحوثيين، الذين أطلقوا على أراضيها أكثر من 200 صاروخ باليستي و170 مسيّرة".
جاء ذلك في تقرير للصحيفة عقب إصابة 20 إسرائيليا جراء سقوط صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على "تل أبيب" وسط دولة الاحتلال، دون أن يتمكن "الجيش" من اعتراضه.
وقالت "معاريف": "يجب أن ننظر إلى الواقع ونعترف بصوت عال بأن إسرائيل فشلت في مواجهة تحدي الحوثيين من اليمن، واستيقظت متأخرة جداً في مواجهة التهديد القادم من الشرق".
وأضافت أن "الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في مواجهة التهديد من اليمن، في الدفاع والهجوم. ومنذ أكثر من عام، ألحق الحوثيون أضرارًا جسيمة في الاقتصاد الإقليمي بشكل عام، وفي الاقتصاد الإسرائيلي بشكل خاص".
وصباح أول أمس الخميس، شن الاحتلال سلسلة غارات على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة الحُديدة المطلة على البحر الأحمر غرب البلاد.
و"تضامنا مع غزة" التي تتعرض لحرب إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قالت جماعة الحوثي إنها بدأت منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه، استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.
وبدأت واشنطن ولندن، منذ مطلع العام الجاري، شن غارات جوية وهجمات صاروخية على مواقع للحوثيين، وهو ما قابلته الجماعة بإعلان أنها تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.