العذراء ومارمينا ومارجرجس ومارمرقس.. ثروات بشرية تمتلكها الكنيسة

 

«انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم» هكذا ذكر الكتاب المقدس القديسين والصالحين فى مزمور «عب 7:13»، وبهذه المفردات أراد الإنجيل أن يوصى بالعبور من ذات السُبل حتى يتحقق السلام وتسود المحبة والإنسانية.

تحتفظ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بكنوزها البشرية الكثيرة، فهى تملك العديد من الآباء القديسين التى اعترفت بمعجزاتهم وخصوصية شفاعتهم على مر العصور، ولا تزال تحرص على إقامة ما يعرف كنسيًا بـ«النهضة الروحية» من أجلهم، وهى عبارة عن تخصيص وقت خلال شهر ميلادهم أو انتقالهم أو ذكرى تتعلق بمعجزاتهم، تقام فى هذه الفترة التى قد تستغرق أياما يمكن أن تصل لمدة أسبوع كامل، تكون الصلوات والقداسات الإلهية وفق برنامج مخصص للنهضة الروحية والتى تتضمن إقامة العظة الروحية المتعلقة بدرس قد تكون متصلة بسيرة القديس المنشود فى تلك الفترة أو حول مبدأ من مبادئ الكتاب المقدس بصورة عامة، ولكنها تختتم فى نهاية هذا البرنامج بإقامة عشية ثم قداس العيد المرتبط بنهضة القديس المقصود إحياء ذكراه.

وخلال الفترة الأخيرة شهدت الكنائس المصرية عدة نهضات روحية، للقديسين منهم مارمينا «صانع العجائب» يشتهر فى عدة مناطق شرقية وغربية بسبب كثرة المعجزات ويتطلع العديد من المسيحيين حول العالم لطلب شفاعته، وهناك القديس مارمرقس الإنجيلى، مؤسس الكرازة المرقسية فى مصر الذى يحتل مكانة متفردة باعتباره أول أب للبطريركية المرقسية ورسول المسيحية على أرض الكنانة، وأيضاً احتفل الأقباط بنهضة مارجرجس بالرزيقات وقبلها بعدة أشهر احتفل الأقباط بميت دمسيس لنفس القديس الذى يعد أحد أشهر الشفعاء والشهداء بالكنيسة القبطية على الرغم أنه غير مصرى، ولكنه من أبرز المساهمين فى كتابة تعاليم ومبادئ روحية ومعجزات، كما تأتى السيدة العذراء مريم والدة المسيح فى مكانة متفردة لدى الكثير ويقصدها العديد فى جميع أرجاء مصر خلال فترة الصوم المخصصة لها أو نهضتها الروحية.

 

كلمات يرددها الأقباط

«شفاعتك يا عدرا» كلمات ترددها ألسنة الأقباط أمام أيقونات البتول المنتشرة فى جميع المنازل المسيحية فى مصر بل هناك أسر مسلمة تتبارك بتلك السيدة المكرمة الاستثنائية فى جميع الأديان السماوية.

ويضع الكثيرون طلباتهم وصلواتهم فى الكنائس إيمانا منهم بقدرة الله على تحقيق المستحيل، وحين شاهد العديد تجلى البتول وظهور جسدها على قبة كنيسة السيدة العذراء بمنطقة الزيتون فى أبريل من عام 1968م، والتقطتها عدسات المارة والصحف آنذاك، تجسدت فى عقولهم إمكانية حدوث غير المتوقع المبنى على عقيدة وإيمان راسخ، وتراها العقيدة الارثوذكسية قوية لدرجة لم تستطع القدرة البشرية على وصفها، وترتبط السيدة العذراء لدى الأقباط ارتباطًا وطيدًا بتحقيق المعجزات، فبعد ظهورها وتجليها أمام أعين المارة وإنارة قباب الكنائس، شهدت العائلات تحقيق المعجزات وشفاء المرضى ونجاح الطلاب وتكرار الأمر جعله محط تعجب للبعض وإيمان للبعض الآخر.

الأثر الباقى للعائلة المقدسة فى مصر

تركت العائلة المقدسة إرثًا عظيمًا فى مصر وكرامات ومعجزات فى المدن التى عاشت بها ومازال يقصدها الملايين، واستثمرتها الدولة المصرية سياحيًا من خلال مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، فلا عجب أن يؤمن الكثير بمعجزات المسيح والسيدة العذراء بعد أن رأى كيف تمكنت تلك العائلة من العيش فى الصحراء على أرض غريبة لسنوات.

«الشفاعة والبركة».. الموروث الشعبى

يؤمن المصريون حسب المعتقد الشعبى بأهمية التبرك واللجوء إلى آل البيت والقديسين، كلٌ حسب ما يتوافق مع إيمانه ومعتقده، فمنذ أبد الدهر تتجه «المتأخرة عن الزواج إلى الشيوخ والكهنة حتى تنحل العقدة» وفق الفكر السائد فى الماضى، وظهرت فى رواية «الطوق والأسورة» للكاتب يحيى الطاهر عبدالله، التى تدور أحداثها من ثلاثينيات القرن الماضى، بقرية الكرنك بمدينة الأقصر، وتعكس مدى تعلق الشعب بالدور الإيمانى فى حل الأزمات، وهناك أعمال أدبية وفنية عكست مدى ارتباط عقلية المصريين بدور الشيوخ والكهنة والقديسين فى تغيير مجرى الأحداث التى لا توائم رغبة صاحبها.

وعلى مر العصور تتطور العقلية وتتغير الأحداث وتتشابه الأفعال مع اختلاف الأزمنة فلا يزال يؤمن الكثير بأهمية الشفاعة والدعوات التى تغير الأقدار، إحداث المعجزات والخوارق، وكثيرًا ما يتمسك اليائس والمُحتاج بنور الأمل.

الأنبا مكارى يكشف الأسباب العقائدية وراء الإيمان بالمعجزات

يُجيب نيافة الأنبا مكارى، الأسقف العام لكنائس شبرا الجنوبية، فى تصريحات لـ«الوفد»، عن أسباب إيمان الأقباط بتحقيق المعجزات، قائلًا: «إن الله صانع الخيرات، ومن ينظر إلى الحياة اليومية يجد الله ومعجزاته فى كل شىء».

ويضيف: «أن المعجزات لا ترتبط بزمن أو مكان محدد، وتحدث فى أى وقت لأنها صنيعة الله، والله موجود وصانع الخيرات دائمًا، وأن المعجزات تأخذ أشكالاً متعددة منها الستر والإنقاذ من المخاطر المحققة، ولكن كثيراً من البشر لا يستشعرونها».

وأكد أسقف الأقباط أن العقيدة الأرثوذكسية ترسخ الإيمان بالقديسين باعتبارهم مقربين إلى الله الذى يسمع لهم استنادًا لكلمات الكتاب المقدس فى مزمور يعقوب (يع 5: 16)، «اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَى تُشْفَوْا، طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِى فِعْلِهَا».

وأضاف نيافته: «إن تصديق المعجزات يختلف من شخص لآخر وفى كل عصر، ولابد من معرفة أهداف المعجزة أى «قصد الله» من فعلها، ويفسر أن تحقيقها يهدف إلى سببين الأول هو إعلان لوجود الله، والثانى دليل لقرب الله وأنه سامع للجميع».

مؤكدًا: «أن الله لا يترك نفسه بدون شاهد، وفى كل عصر يوجد لله شاهد على ذاته، وذلك استنادًا لكلمات الكتاب المقدس «مز 1:19» (اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ).

وعن سؤال الأنبا مكارى حول سبب اختلاف البشر فى تصديق حدوث المعجزة، يقول: «إن هناك أنواعاً من البشر تختلف فى تفسير الأمور منهم (العقلانى، العنيد، قاسى القلب)، وأيضاً هناك من يستشعر المعجزة عند حدوثها وآخر يفهم مقصد الله من خلال صوت داخلى، أو عن طريق تعليم الشخص كلام الله أو أن يراها مجسدة فى أحداث خارقة فى حياة الآخرين».

ويختتم حديثه عن حقيقة وجود المعجزات فى الأرض، قائلًا: «إن الله يرى ضعفات البشر ولأنه رحيم بالجميع لا يترك أحدًا، ولا تنتهى المعجزات فى زمن معين لأنها تحدث نتيجة لتدخل وصوت الله الذى لا ينقطع ابدًا».

القمص موسى يفسر الأسباب العقائدية فى طلب شفاعة والمعجزات

توصلت «الوفد» إلى القمص موسى إبراهيم يعقوب، نائب رئيس قسم الحياة الكنسية بمعهد الرعاية، والمتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لمعرفة الأسباب العقائدية وراء إيمان المسيحيين بالشفاعة وتحقيق المعجزات.

ويوضح القمص موسى، فى البداية قائلًا: «إن المنطلق الرئيسى لشفاعة القديسين حسب العقيدة الأرثوذكسية هو الإيمان أن المؤمنين المسيحيين هم أعضاء فى جسد المسيح كما يقول المعلم بولس الرسول «أنتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا» (١كو ١٢: ٢٧)، وفى رسالة أفسس أيضاً (أف ٥: ٣٠)»، موضحًا: «أن المؤمنين هم أعضاء معًا فى جسد واحد ومن بينهم القديسون والسيدة العذراء، ونحن نؤمن إنها إلى جانب أنها والدة المسيح حسب العقيدة الأرثوذكسية فهى عضو مشترك أيضاً، لهذا نطلب شفاعتها».

يلجأ المسيحيون فى المواقف الصعبة إلى طلب الشفاعة والذهاب إلى الكنيسة، وأيضاً نرى فى مداخل غرف العمليات هناك من يصطحب بعض الرفات أو أيقونات لأحد القديسين.

ويفسر القمص موسى، قائلًا: «السبب فى هذا الفعل هو الاعتقاد القوى والإيمان الراسخ أن الجميع فى نسيج وجسد واحد وأن الأعضاء القوية (القديسين) ستساعد الأعضاء الأضعف (الموجودين فى الحياة الأرضية) لذلك يعد هذا الفعل بمثابة إيمان وعقيدة».

أشهر المعجزات فى حياة الأقباط

ويكشف فى حديثه عن أشهر المعجزات التى شهدتها الكنائس، قائلًا: «إن هناك معجزات فريدة وعديدة مدونة فى كثير من الكتب وغالبًا ما تشتهر المعجزات المُصاحبة لظهور السيدة العذراء، أو ما صنعه القديسون ومن بينهم مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس، الذى حفظت معجزاته فى كتاب خاص يروى مواقف شفاء لعدد من الحالات كانت فاقدة أمل الشفاء بشهادة الأطباء آنذاك».

مفهوم الشفاعة فى العقيدة الأرثوذكسية

ويحدثنا نائب رئيس الحياة الكنسية، عن مفهوم الشفاعة وأنواعها، مفسرًا: يوجد نوعان بالعقيدة الأرثوذكسية للشفاعة، الأولى تعرف كنسيًا بـ«الشفاعة الكفارية» وتتمثل فيما قدمها ويقدمها السيد المسيح، ويشفع إلى الجميع، أما عن النوع الثانى يعرف بـ«الشفاعة التوسلية» وهى التى يطلبها ويصلى «يدعو بها» فيها المُصلى التقى سواء كان من الأحياء أو الراحلين ويكون «الصلاة والطِلبة» أى دعاءه من أجل الآخرين، وتعرف فى الكنيسة بـ«الشفاعة من أجل الآخر».

الإيمان المسيحى بالمعجزات

يُرجع القمص موسى أسباب الإيمان المسيحى بتحقيق المعجزات، إلى حقيقة المسيحية فى حد ذاتها، ويوضح: «أنها تشبه المعجزة وحين بدأت كانت بين قليل من البشر، وهم الرسل الذين استطاعوا أن يطوفوا العالم باسم المسيح واستطاعوا أن يؤثروا فى البشرية رغم مواجهة الصعوبات والجيوش من أشهرهم «الحكم الرومانى والفكر الوثنى الفلسفى وغيرهم»، وأيضاً استطاعوا أن يتغلبوا على تلك التحديات بالإيمان، تكمن هذه المعجزة فى القوة التى رافقت الرسل ليكرزوا أى ينشروا المسيحية فى العالم».

دور الكنيسة فى ترسيخ الإيمان بالشفاعة والمعجزات

وعن دور الكنيسة فى ترسيخ الإيمان بالشفاعة والمعجزات، يقول الأب القمص: «إن المسيحية تؤمن بحقيقة حضور الله فى واقعنا» وهو إيمان مبنى على كلمات وردت فى الكتاب المقدس فى مزمور (مت ١: ٢٢ و٢٣)، وأيضاً ذُكرت فى رسالة بولس الرسول «لأنهُ فِى مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أن يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ» (عب ٢: ١٨)».

مؤكدًا: «أن هذه العقيدة التى ساعدت فى ترسيخ الإيمان لدى الأقباط بإمكانية حدوث المعجزات، وأصبح يقين المجربين أن الله يقدر أن يعينهم فى آلامهم وتجاربهم».

علاقة الإيمان بالمعجزات والمعتقدات الدينية

تتحدث الأديان السماوية على قوة الإيمان ودوره فى تحقيق المستحيل، لأنه نابع من حقيقة الإيمان بقدرة الله وإمكانية تغيير الأقدار عن طريق الدعاء، وهو على الرغم من اختلاف المفردات والوقائع المسببة بين المسيحيين والمسلمين إلا أن الإيمان بالله وقدرته واحدة لدى الجميع.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكتاب المقدس القديسين الصالحين السیدة العذراء الکتاب المقدس القمص موسى قائل ا فى مصر د الله

إقرأ أيضاً:

أحمد جمال سعيد لـ«الوفد»:نجاح «وتر حساس» فاق توقعاتى.. وتخوفت من تناقضات الشخصية

أعمال رمضان 2025 تجمع بين التنوع الفنى والتحديات الجديدة
«السوشيال ميديا» لها تأثير ضخم فى مجال الفن

 

تميز أحمد جمال سعيد بأعماله الفنية المتنوعة، فهو أحد الوجوه الشابة المتميزة فى عالم الفن، واستطاع أن يثبت مكانته بجدارة من خلال أدائه المتميز فى مختلف الأعمال الدرامية منذ بداياته، ونجح فى جذب الأنظار بموهبته الفائقة فى تجسيد الشخصيات المتنوعة والمعقدة، ما جعله يحظى بشعبية واسعة ويترك بصمة واضحة فى كل عمل يشارك فيه، مع تقديمه أدواراً قوية ومؤثرة، استطاع أن يظهر براعته فى تقديم شخصيات مليئة بالتحديات والعمق، وهو ما أكسبه إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء، يعد دوره فى مسلسل «وتر حساس» خطوة كبيرة فى مسيرته الفنية، حيث قدم شخصية «مازن» بكل ما فيها من تناقضات ومشاعر معقدة، ليبرهن على قدرته الفائقة فى التعبير عن مختلف الأبعاد النفسية للشخصيات، يظل أحد الأسماء اللامعة التى تواصل الإبداع والتألق فى الساحة الفنية، وكان لجريدة «الوفد» حوار خاص مع الفنان أحمد جمال.
- شخصية «مازن» فى مسلسل «وتر حساس» هى من الشخصيات المعقدة التى تحمل الكثير من التناقضات، فهو شخص ملىء بالتفاصيل والمشاعر المتضاربة التى لا تظهر بسهولة على السطح، الشخصية متقلبة، وفى أوقات كثيرة لا يستطيع حتى هو نفسه فهم دوافعه بالكامل، وهذا يجعلها مثيرة للجدل، لكن فى ذات الوقت، هذه التناقضات هى التى تمنح الشخصية عمقًا وتجعلها تثير اهتمام الجمهور.
- كواليس العمل كانت تجربة مليئة بالتحديات واللحظات الجميلة، وكان هناك تناغم كبير بين جميع أفراد الفريق، سواء من طاقم العمل الفنى أو الممثلين، المخرج وائل فرج كان له دور كبير فى خلق جو من التعاون والتفاهم بيننا، ما جعلنا نعمل بروح واحدة، أما بالنسبة للمواقف المميزة، فهناك العديد من اللحظات التى تحمل ذكريات رائعة، أحدها كان أثناء تصوير مشهد معين مع محمد علاء، كان هناك نوع من الارتجال والتفاعل العفوى بيننا، ما أضفى على المشهد طابعًا خاصًّا، كما أن العمل مع إنجى المقدم وهيدى كرم كان ممتعًا للغاية، فكل واحد من هؤلاء الممثلين لديه طاقة إيجابية عالية، وكان هذا ينعكس على الأداء فى الكواليس.
- بصراحة، أنا سعيد جداً بهذه التفاعلات المختلفة، لا يمكن لأى عمل فنى أن ينجح دون أن يثير الجدل والنقاش، وكلما كان هناك اختلاف فى الآراء حول الشخصية، فهذا يعنى أنها نجحت فى ترك تأثير قوى على الناس، نحن كفنانين نسعى لأن نخلق شخصيات حية وواقعية، والشخصيات الواقعية دائمًا ما تكون محل تقييمات متعددة، لأن الإنسان بطبيعته معقد وله أبعاد مختلفة، أنا لا أعتبر أن النقد أمر سلبى، بل هو جزء من النجاح.
- لا، هذا ليس صحيحًا، ما تم تداوله من تصريحات حول التشابه بين شخصيتى الحقيقية وشخصية «مازن» ليس دقيقًا، يمكن القول إننى قد أستفيد من بعض جوانب تجربتى الشخصية فى أداء الدور، مثل فهم التوترات الداخلية لشخصية ما، ولكن «مازن» لا يشبهنى بأى شكل من الأشكال، هو شخصية مستقلة تمامًا، ولها طابعها الخاص الذى يختلف عنى.
- نعم، كان هناك بعض المشاهد التى كانت تحديًا كبيرًا بالنسبة لى، أحد أصعب المشاهد كان عندما كنت بحاجة إلى إظهار مشاعر متناقضة فى نفس اللحظة، كان على أن أكون شديد الانتباه للكيفية التى أظهر بها هذه التناقضات من دون أن أخل بالطبيعة المتماسكة للشخصية، إضافة إلى ذلك، كانت بعض المشاهد العاطفية تتطلب تركيزًا عميقًا لكى أتمكن من نقل تلك المشاعر الصادقة للجمهور.
- نعم، أعتقد أن الشخصيات المتناقضة أصبحت جزءًا أساسيًّا من الأعمال الدرامية المعاصرة، الناس أصبحوا أكثر تقبلاً للشخصيات المركبة التى تحمل فى داخلها صراعًا داخليًا، هذه الشخصيات أكثر واقعية، حيث إن الإنسان فى الواقع ليس ثابتًا، بل هو مجموعة من التناقضات والمشاعر المتغيرة، لذلك، يظهر هذا النوع من الشخصيات بشكل كبير فى الدراما المعاصرة لأنه يتناسب مع ما يعيشه الجمهور من تحولات وصراعات فى حياتهم اليومية.
- سأكون فى رمضان 2025، مشتركًا فى مسلسل «كامل العدد» إلى جانب مسلسل آخر وفيلم لم يتم التعاقد عليه رسميًا بعد، كما أننى متحمس جدًا لهذه الأعمال لأنها تتناول مواضيع مختلفة وتمنحنى الفرصة لاستكشاف شخصيات متنوعة، أنا دائمًا أسعى لاختيار الأعمال التى تحدى قدراتى التمثيلية وتفتح أمامى آفاقًا جديدة.
- بالطبع، «السوشيال ميديا» لها تأثير ضخم فى هذا المجال، بفضل منصات مثل «فيسبوك»، «انستجرام»، و«تويتر»، يمكننا أن نرى ردود أفعال الجمهور لحظة بلحظة، هذا يساعدنا على فهم مدى تأثير العمل وجذب الانتباه إليه، كما أن «السوشيال ميديا» تسهم فى نشر الوعى بالعمل الفنى، وتزيد من نسبة المشاهدة والمتابعة، إذا كان العمل يحظى بقبول لدى الجمهور، فإن التفاعل على هذه المنصات يكون بمثابة شهادة نجاح للعمل.
- أعتقد أن شخصية «مازن» فى «وتر حساس» كانت من أكثر الأدوار التى كان لها تأثير على حياتى المهنية والشخصية، هذا الدور كان تحديًا حقيقيًا لى، وكان فرصة كبيرة لإظهار إمكانياتى الفنية، من خلال هذا الدور، تعلمت الكثير عن كيفية التفاعل مع الشخصيات المعقدة وإيصال مشاعرها بشكل صادق.
- حتى الآن، أعتبر «وتر حساس» هو العمل الأقرب إلى قلبى. هذه التجربة كانت غنية جدًا على المستوى الفنى والشخصى، كانت فرصة رائعة للتعاون مع مخرجين وممثلين مبدعين، بالإضافة إلى أن الشخصية كانت مليئة بالتحديات التى ألهمتنى كثيرًا.

مقالات مشابهة

  • زيارة مطران من الكنيسة الكاثوليكية للدير القبطي للراهبات في نيهايم بألمانيا
  • الوفد تكشف الحقيقة.. 4 أسباب تدفع الأهلي للتعاقد مع أسامة الإدريسي مهاجم باتشوكا
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تدخل في الأيام الأخيرة من صوم الميلاد
  • الكنيسة القبطية تحتفل بتذكار حبل القديسة حنة
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بتذكار تكريس كنيسة القديس أنبا ميصائيل السائح
  • قام بإصلاحات كثيرة.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة البابا مرقس الثامن
  • الكنيسة المصرية الأرثوذكسية تعزى الشعب الألماني في ضحايا حادث الدهس الإرهابي
  • شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء عربية تشارك شاب سوداني الرقص على أنغام أغنية الفنانة إيمان الشريف وساخرون: (الله أكبر أولادنا مسيطرين)
  • أحمد جمال سعيد لـ«الوفد»:نجاح «وتر حساس» فاق توقعاتى.. وتخوفت من تناقضات الشخصية
  • التمسوا الصفاء وحلاوة الإيمان في رحاب الطبيعة البكر!