جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-22@12:25:55 GMT

جواسيس الصهيونية

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

جواسيس الصهيونية

 

الطليعة الشحرية

كم كان عمرك عندما اكتشفت عدد الأسافين التي تلقيتها من الآخرين؟

منذ 7 أكتوبر، أيعقل أن يتعامل الجميع السابقون واللاحقون مع قضية فلسطين بعقلية الحملان بين قطيع الذئاب، مع احترامي للذئب الحيوان الملكي والمعروف باتباعه لقواعد ومبادئ ودستور نبيلٍ وشريف، ولكن اقتضت الحاجة للاستعارة المخزية.

الذئب المتهم البريء من دم يوسف، ولا براءة أو تبرير لمن يُشارك ويُساهم ويدعم لاستمرار هذا العار، وكما يقدس العرب الخيط الرفيع من الشرف، وقفوا وقفات احتجاج وندب وشجب لم تصل للطم بعد على سيل الشرف المسفوكة بنصالٍ قرضابٍ ومذرب ومهندٍ صوارم.

رحلة الخوازيق...

ما كان لوعد بلفور أن يتحقق لو لم تُمهد الحركة الصهيونية في مصر لذلك، كما ذكر في كتاب المشروع الصهيوني للدكتورة عواطف عبد الرحمن بأنَّ البدایة الفعلية للنشاط الصهيوني فى مصر ترجع إلى 1896، مع وفود جوزیف ماركو باروخ الذي أسس جمعية بوكوخيا الصهيونية في القاهرة. وهناك من يرى أن النشاط الصهيوني بدأ مع زيارة هرتزل لمصر 1904 لبحث مشروع الاستيطان اليهودي؛ حيث استقبلته الأسر الرأسمالية اليهودية المُسيطرة على المفاصل المالية والبنكية والعقارية والزراعية وقطاع الصناعات الخفيفة في مصر منذ عهد الخديوي إسماعيل الذي انتهج سياسية الاقتراض لتحقيق طموحه في بناء دولة عصرية حديثة بعد انفصال مصر عن الدولة العثمانية.

مع بدء النشاط الصهيوني وتأسيس العديد من الجمعيات لها، توسع النشاط وامتد إلى دعوات لتحقيق أهداف المنظمة الصهيونية العالمية خصوصاً بعد تدفق الآلاف من اللاجئين اليهود القادمين من سوريا وفلسطين بعد صدور قرار الوالي العثماني بتحريم النشاط اليهودي الصهيوني في يناير 1915.

استقبلت مصر اللاجئين اليهود وأقامت لهم معسكرات، اتسعت رقعة المعسكرات اليهودية مع ازدياد تدفق اللاجئين خصوصا بعد تأسيس "الاتحاد الصهيوني" في مصر عام 1913، وذلك بعد اختيار جاد موصيري أحد أبرز الصيارفة في مصر، وتولى رئاسته في عام 1916.

كثرت أعداد يهود أوروبا الشرقية والقسطنطينية وأزمير وسوالونيك ورومانيا في مصر بعد قيام الحرب العالمية الأولى ونزل هؤلاء المهاجرون فى ميناء الإسكندرية، وأقاموا في معسكرات بمنطقة القبارى عُرف باسم "معسكرات التحریر". واهتمت بريطانيا العظمى الاستعمارية براحة هؤلاء المضطهدين في أنحاء أوروبا فأمرت السلطان حسين كامل سلطان مصر بصرف إعانة يومية. وانطلقت من معسكرات القباري النواة الأولى لتكوين جيوش مُدربة ومُعدة بأموال التبرعات للمحاربة في فلسطين لاحقاً وذلك بعد أن وقعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني وخروج الدولة العثمانية.

طرقت المطرقة أول مسمار وخازوق، الأموال العربية المصرية التي تم التبرع بها لُمساعدة وغوث اللاجئين اليهود في معسكرات التحرير بمنطقة القباري ساعد في تشكيل وتدريب العصابات الصهيونية والتي تطورت فيما بعد إلى ما يُعرف الهاجاناه، وهو عبارة عن تكتل عسكري نشط في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين قبل إعلان قيام الكيان المحتل.

الخازوق الثاني كان بصدور وعد بلفور والذي جاء بعد عشرين عاماً من العمل الدؤوب والمنظم بدأه هرتزل لإقامة دولة يهودية، صكت بريطانيا العظمي بيد اللورد آرثر جميس بلفور وزير خارجية بريطانيا رسالة إلى البارون ليونيل فالتر روتشيلد يُعلن فيها تعهد الحكومة البريطانية بمساعده اليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين. عُرف عن بلفور كرهه الشديد لليهود فلماذا يُعطيهم فلسطين؟  

إنها النيَّة الاستعمارية الخبيثة والقديمة فقد نادى نابليون إلى المخطط ذاته عند غزوة الشرق في ندائه الموجه لليهود  يا أيها الإسرائيليون انهضوا فهذه اللحظة المناسبة" ، وكل ما فعله الاستعمار البريطاني إعادة إحياء المخطط بقفاز صهيوني يهودي فبريطانيا يستحيل عليها البدء في حرب مع الإمبراطورية العثمانية، فتستخدم "قفازاً للملك" عملاءها الخونة لتقسيم المنطقة العربية. أدركت بريطانيا الاستعمارية أن تقسيم الشرق العربي لن يتحقق إلا بانسحاب عثماني وباستخدام قفاز عربي أصيل وقام بهذا الدور شريف حسين.

تنهال الخوازيق علينا كسيل المطر منذ بداية الحروب الصليبية ولم نتعلم، واستمرت دهراً ولم نتعلم، إلى أن أنشئت الجامعة العربية لنسقط في ذات الخازوق، لا تتعجبوا أن فكرة إنشاء الجامعة العربية هي لأنتوني إيدن وزير خارجية بريطانيا 1942.  أوجدت الإمبريالية الاستعمارية البريطانية كياناً يسد فراغ الخلافة الإسلامية، فكانت ضرورة إشغال العرب بالعروبة، وذلك كما ذكر في كتاب "المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل" لمحمد حسنين هيكل. 

الجامعة العربية كانت مخترقة مُنذ نشأتها وحسب ما أورد هيكل في كتابه "إيرين كيونيللي" و "يولاند هارمر" عشيقات أوقعن سياسيين عرب بارزين منهم السيد " تقي الصلح" مساعد الأمين العام للجامعة العربية". وتعتبر يولاند إحدى أهم الجاسوسات الإسرائيليات، التي ساهمت في الحصول على وثائق عسكرية من الجامعة العربية.  

فهل اكتفينا من الخوازيق؟ حاشا وكلا نحن لا نتعلم ونرفض التعلم، والدليل اختراق "تسيبي ليفني" وزيرة خارجية الكيان المحتل السابقة للأنظمة العربية، ألا نتعلم من الخوازيق أم نحبها؟

غزة تحرر البشرية من استعباد المنظومة الاستعمارية الغربية للعقول من ازدواجية المعايير. غزة تحرر العرب من قرون عاشوها تحت أوهام العروبة المغامرة الزائفة وأحلام أمجاد تتكسر تحت ظلال السراب.  عندما تنبري اليوم الأنظمة الوظيفية العربية في مُساعد الاستعمار الغربي للحفاظ على وجود الكيان المحتل المربوط بحتمية وجودها بالعتاد ودفع الفواتير والتجسس، وتزويد الصهاينة بالمرتزقة المستأجرين بأموالٍ عربية وهي إعاده لمشهد معسكر الحرية وجمع التبرعات لغوث اللاجئين اليهود في معسكر القباري مع اختلاف الفارق الزمني.

حماس المقاومة المشروعة التي دفعت بالقوى النووية العظمي إلى التكالب والتضافر وضخ جنودها وتحريك أساطيلها وغواصاتها في مشهد أشبه بقيام حرب كونية للحفاظ على مصالحها من الطاقة والنفوذ أولاً ثم تأمين النظام المشوه المزروع غصباً وظلماً وعدواً سيتم قلعه بذات اللغة التي يفهمها الغرب. يستعمل الاستعمار الغربي الصليبي كل ما يمكن استعماله للحفاظ على مصالحه من الطاقة والنفوذ في الشرق العربي بتشكيل كيانات مشوهة أو عقد مؤتمرات سلام والتلويح بالعنصرية ومعادة السامية ولا أدرى أي شعب سامٍ يتحدثون عنه مع هؤلاء اللاجئين الذين وفدوا من أوروبا بدون أصول سامية، كذبوا الكذبة وصدقوها.

يعدينا تاريخ الخوازيق المتكرر إلى لحظة البداية، يتوجب علينا تصحيح المرجعية التاريخية لفهم أعدائنا الحقيقيين، وهو الاستعمار الصهيوني الصليبي.  لا خوازيق بعد اليوم انتهت كل تلك الأحلام مع كل مؤتمر يُعقد ومجلسٍ يقام، وصرح يُبنى، وأعلام بالعروبة رفرفت، وأغانٍ صدحت تشد أزَرَ الإخاء وكلمات الشجب والندب والتنديد في الصباح تصدح وتوسد في أحضان العروبة ليلاً، هل نامت العروبة مع شبيهةٍ يولاند؟ نعلم ولا نعلم، كفرنا بمؤتمراتكم وعروبتكم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

‏عنصريةُ الصهـــيونية اليهـــودية وإرهابُهم سببُ هلاكهم وزوالهم

مما لا ريب فيه أن من غالب الله غُلب، ومن حارب شريعته هلك ونُكِب، فمن تعدى طوره كَثُرَ جَوره، ومن جمح به العدوان لم يساعده الزمان؛ فمداهنةُ الفجار إقرارٌ لفجورهم، ومخالطة الأشرار توقع في شرورهم.
وهذه الحركة الصهــ.ـيونية العنصرية المرتبطة نشأة، وواقعاً، ومصيراً، بالإمبريالية العالمية؛ والتي سعت إلى توطين اليهود وتجميعهم، وإقامة دولة خَاصَّة بهم، في فلسطين، بواسطة الهجرة، والغزو، والعنف، تتحول بممارساتها العنصرية الإرهابية إلى مشكلة لليهود وليست حلاً، فقد أصبحت فاجعة، وكارثة، وليست أمنًا وسلامًا، وهذا ما يشاهده العالم اليوم بأم عينيه.
فممارساتها العدائية ضد العرب والمسلمين للإرهاب بصفة رسمية منذ نشأتها عام ٤٨ وبعد إعلان الكيان الصهـ.ـيوني للدولة اليهــ.ـودية أضحى الإرهاب الصهـ.ـيوني يتميز بكونه الإرهــاب الرسمي الوحيد في العالم، والذي تخطط له وتنفذه أجهزة رسمية للدولة.
وقد راح ضحية ذلك الإرهــاب عشرات الآلاف من النساء والأطفال، بل إن المراقبين الدوليين عام ١٩٦٧م أفادوا بأنهم شاهدوا بأم العين الإعدام الجماعي، والقبور الجماعية، والاغتيالات، وما يزال الإرهاب ماثلاً للعيان إلى يومنا هذا ويشاهده العالم عبر شاشات التلفزة ومراكز التواصل الاجتماعي، رغم أن الديانة اليهودية تمنع من ذلك كما أخبر عنها الحق سبحانه وتعالى في القرآن (مِنْ أجل ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إسرائيل أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَو فَسادٍ فِي الأرض فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً).
ولكن اليــهــود والحركة الصهـ.ـيونية لا تعبأ بذلك، بل إنها تمارس أشكالاً شتى، من القمع، والتعذيب، والقتل والتهجير والاعتقالات، وَنسف المنازل بسكانها، وَمصادرة الأراضي والاستيلاء عليها بالقوة.
إن العقيدة الصهــ.ـيونية التيوقراطية، والتاريخية، وقاعدة الارتكاز في إسرائيل، بدأ من الناحية التشريعية، وإصدار قانون العودة عام ١٩٥٠م الذي يقضي بحق كُـلّ يهودي في الجنسية الإسرائيلية، مُرورًا بالقول: إن فلسطين هي موطن يهود العالم، وإن اليهود يشكلون قومية منذ زمن يمتد إلى آلاف السنين، ومحاولة إقناع الجالية اليهودية في العالم بالعودة إلى فلسطين، وتوسيع الكيان الإسرائيلي الصهيوني عدوانه ليقيم إسرائيل الكبرى، من النيل إلى الفرات رغم ذلك، فإن فشل الصهيونية في جعل فلسطين وطناً لكل يهود العالم واضحٌ فغالبية يهود العالم لم تأخذ بهذا، لما ترى فيه من المخاطر، والظلم، بدليل وجود أكثر من ثلثي اليهود خارج إسرائيل. والبعض منهم يتظاهر ضد الصهيونية الإسرائيلية كما هو مشاهد من التلفزيون، بمعنى أن الصهيونية فشلت فشلًا ذريعًا في إقناع عقلاء اليهود أنفسهم؛ نظرًا لما تمارسه الصهيونية من الإرهاب والعنصرية الذي كُـلّ العالم يشهده.
فهذه الأمم المتحدة تتخذ قراراً في خريف ١٩٧٥م باعتبار الصهيونية حركة عنصرية، وطالبت معاملتها على هذا الأَسَاس، كما أن ناحوم غولدمان أحد زعماء الصهيونية دعا في نهاية السبعينيات إلى التخلي عن الصهيونية كحل للمشكلة الإسرائيلية.
فبينما أراد الصهـ.ـاينة أن تكون الدولة الصهــ.ــيونية حلاً لمشكلة اليــهــود في العالم فإن زرع اليهود في فلسطين أصبح مشكلة ليهود العالم بحد ذاتها.
وبينما أرادوها أن تكون الدولة الصهـ.ـيونية اليهـ.ـودية في فلسطين حامية لليهود، ومركزاً روحياً مشعاً صارت مصدر إحراج، وسوء سُمعة ليهود العالم، نتيجة لطبيعة الإرهاب غير المشروع، وسفك الدماء، ومناصبة العرب والمسلمين العداء الدائم، والسعي إلى اغتيال زعماء العرب والمسلمين وعلمائهم وساستهم وقادتهم على مرأى ومسمع من العالم.
لقد أرد الصهـ.ـاينة أن تكون إسرائيل مركزاً صحياً لليــهود يمارسون فيه الحياة الطبيعية، ونتيجة للإرهاب والعنف الصهـ.ـيوني، صارت إسرائيل عبارة عن وحش كبير يمارس الاضطهاد، ضد العرب والمسلمين، وحتى ضد الغالبية اليهــودية من اليهود الشرقيين.
فقد أضحت الصهـ.ـيونية في فلسطين أدَاة عدوان، ودمار، وموت.
فمتى يراجع عقلاء الناس، وساستهم في العالم الغربي المؤيد لهذه الفئة الضالة أنفسهم؟ ويوقفون هذا العدوان قبل أن يحل بهم الهلاك والدمار، وقبل أن تزول دولتهم، ويصبحوا أثرا بعد عين.
فقد أهلك الله من هو أكثر منهم قوة، وأكثر جمعاً، ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون.
إن مشكلة اليهود هي مع الله أولاً، الذي أمرهم بالإيمان، بما نزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أول كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قليلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ، وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
لقد لعن اليــهــود على لسان داوود وعيسى ابن مريم -عليهم السلام- لعصيانهم، ولعدوانهم، (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسرائيل عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ).
فهل يعي اليــهــود، وهل تعي الصهـ.ـيونية سوء فعالها، أم أنها ماضية في سكرتها، مصرة على سفك الدماء، وقتل النساء والأطفال والشيوخ؟
فإن اعتداءها وإرهابها سيكون حتمًا سببًا في زوالها، وسينتصر الشعب العربي الفلسطيني واللبناني والسوري وكلّ المجاهدين في محور المقاومة، لأن الله معهم وناصرهم، وهو القائل: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ).
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكـ.ـافرين والمنــافقين، ولا نامت أعين الجبناء.

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري لـ «العربية»: قانون اللاجئين يساوي بين المصري واللاجئ في كافة الحقوق والواجبات
  • مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب
  • مصطفى بكري لـ «العربية»: مصر وضعت قانون اللاجئين لاعتبارات الأمن القومي ولجوء أعداد كبيرة إليها «فيديو»
  • حقيقة الصهيونية
  • في يوم الطفل العالمي.. أطفال فلسطين ولبنان يعيشون أوضاعاً مأساوية جراء العدوان الصهيوني
  • ‏عنصريةُ الصهـــيونية اليهـــودية وإرهابُهم سببُ هلاكهم وزوالهم
  • خليل الحية: العدو الصهيوني يسعى لتوسيع طموحاته إلى خارج فلسطين
  • محافظ البيضاء يفتتح معرض صور جرائم العدو الصهيوني ضد الطفولة في فلسطين ولبنان
  • احتفالات مميزة باليوم العالمي للطفل في المحافظات.. معسكرات وأنشطة ترفيهية
  • كاريكاتير .. مخطط الصهيونية لتدنيس حرمة الكعبة المشرفة