في مثل هذا اليوم قبل أحد عشر عاما دخل رئيس الوزراء السابق هشام قنديل إلى قطاع غزة لإيصال المساعدات الإنسانية خلال حرب إسرائيل على القطاع عام 2012، ولتجبر الحكومة المصرية جيشَ الاحتلال الإسرائيلي على وقف قصف غزة خلال الزيارة خوفا من رد الفعل المصري.. واليوم قد يتشابه العدوان الإسرائيلي على غزة، ولكن يختلف الرد الرسمي للحكومة المصرية.

فمنذ أيام ذهب رئيس الوزراء المصري مصطفي مدبولي ليعقد مؤتمرا صحفيا أمام بوابة معبر رفح، وهذا المؤتمر يفسر للجميع ما هو الحد المسموح به للنظام المصري الحالي.

أيضا خرج وزير الخارجية المصري سامح شكري بتصريحات يدعو فيها المجتمع الدولي لبذل الجهود اللازمة لنفاذ المساعدات الإنسانية، مؤكدا وقوف شاحنات المساعدات لمدد مبالغ فيها قبل الدخول لقطاع غزة بسبب الإجراءات الإسرائيلية، ودعا شكري لعدم إلقاء هذه المسؤولية على مصر التي لم تدّخر جهدا لإدخالها. إلى هذا الحد انتهت تصريحات وزير الخارجية المصري ليسأل قطاع واسع من المصريين أنفسهم: كيف لإسرائيل التحكم في معبر رفح رغم عدم وجود قوات إسرائيلية على الحدود بين مصر وغزة؟ ولماذا لم تكن الأنظمة السابقة في مصر تتعامل بهذا الانبطاح أمام إسرائيل في قضية المعبر وإدخال المساعدات؟ وكيف حوّل النظام الحالي معبر رفح لمكان لالتقاط الصور التذكارية؟

بداية يجب أن تعلم عزيزي القارئ أن المعبر يعمل وفق اتفاقية المعابر بالشراكة بين الإدارتين الفلسطينية والمصرية، وتُشرف عليه من الجانب الفلسطيني هيئة المعابر والحدود التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني. وبعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007 فيما عرف آنذاك بالحسم العسكري عارضت حماس مشاركة إسرائيل في تشغيل المعبر، وطالبت بفتح معبر رفح من دون قيد أو شرط، وجعلت ذلك أحد شروط التهدئة مع إسرائيل أو الدخول في مصالحة مع السلطة الفلسطينية، كما طالبت مصر بتحمل مسؤولياتها في هذا الشأن بغض النظر عن موقف السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

وعلى مدار السنوات الماضية تعددت عمليات فتح المعبر وإغلاقه وفقا لمسار العلاقات بين مصر وحماس، وكان ينظر له كوسيلة ضغط في يد مصر على حماس، ولكن الحكومة المصرية كانت عادة تفتح المعبر للحالات الإنسانية أثناء الحروب بين إسرائيل وغزة، بما في ذلك دخول المساعدات الإنسانية.

لكن هذه المرة اختلف الأمر كثيرا في الموقف الرسمي المصري تجاه المعبر منذ اليوم الأول للحرب، فالنظام المصري أغلق المعبر ومنع دخول شاحنات المساعدات، ملقيا باللوم على الجانب الإسرائيلي لتهديداته المتكررة بقصف أية مساعدات تُدخلها مصر للقطاع، ويظن أنه بذلك يرفع عن نفسه الحرج في إغلاق المعبر.

وبالتزامن مع الاقتحام الإسرائيلي لمستشفى الشفاء صرح مدير عام المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت بأنه تم التواصل مع الجانب المصري على مدار 5 أيام لتنسيق دخول الأطفال الخدج إلى المستشفيات المصرية، إلا أنه لم يحصل على أي رد على حد تعبيره، ليتضح للجميع مرة أخرى أن النظام المصري شريك أساسي في حصار غزة بالرغم من أكاذيبه المتكررة بفتح المعبر من الجانب المصري بشكل دائم، محولا المعبر إلى مكان لالتقاط الصور التذكارية وتسجيل مواقف الدعم الكاذبة.

ونتيجة لهذا، قرر الاتحاد الأوربي مكافأة النظام المصري بـ10 مليارات دولار، للتعامل مع التداعيات المتفاقمة في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين على حدودها، ومساعدة مصر على معالجة عبء ديونها الثقيل، نظراً للأهمية الاستراتيجية لرجلهم المخلص في القاهرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المصرية معبر رفح الفلسطينية مصر السيسي فلسطين غزة معبر رفح مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة معبر رفح قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

«تجنب الاقتراب منه».. سر انتشار العقارب داخل الكتب القديمة

على الرغم من صغر حجمها، إلا أنها تثير الرعب في القلوب بمجرد رؤيتها، خاصة وأنها تشبه شكل العقرب إلى حد كبير.

وتسكن هذه الحشرة الكتب القديمة، ويقبل الناس على قتلها فور رؤيتها دون أن يدركوا فوائدها المتعددة، ولماذا توجد داخل الكتب القديمة تحديدا.

العقرب الكاذب

حشرة صغيرة من فئة العنكبوتيات، تشبة في شكلها العقرب الحقيقي، من حيث تركيبها الخارجي، مع ذراعان طويلان مثل العقرب، والذي يبلغ طوله ما يقرب من 4 ملم، وأطلق عليها عدة أسماء مثل العقرب الكاذب والعقرب المزيف، وفق ما نشره «bugguide» الأمريكي.

وسط طيات الكتب القديمة، يعيش العقرب الكاذب، خاصة وأن تلك الكتب تتكون من تركيبة معينة من الورق مع مواد لاصقة وهما ما يجذبان الغبار وعثة الورق وغيرها من الحشرات التي تتغذى على ذلك، لذلك يأتي دور العقرب الكاذب لحماية الكتب من تلك الحشرات المؤذية.

وظيفة العقرب الكاذب

العقرب الكاذب «حارس الكتب»، يتغذى على الحشرات المؤذية التي تأكل في أوراق الكتب القديمة، فضلًا عن ملاحقتها أينما كانت، إذ تعد تلك الحشرات هي طعامه الوحيد، وبسببه كان من الممكن أن تتدمر الكتب، التي طالما احتفظ بها الجميع، فهو «الحارس الخفي والأمين، الذي ندين له ببقاء الكتب القديمة».

ورغم خوف العديد من الأشخاص، بسبب شكله، إلا أنه لا يسبب أي ضرر على الإنسان أو الكتب، بالعكس يحميها، فعند رؤيته بين الكتب القديمة، لا بد من تركه وعدم التخلص منه، بل دعه يعمل في صمت فهو مسخر لخدمة الجميع في حماية الكتب.

ولا يخرج العقرب الكاذب عند وجود الضوء، «إذ وجدته بين كتب القديمة لا تقتله واتركه يقوم بوظيفته كاملة للتخلص من الحشرات المؤذية التي تأكل أوراق الكتب القديمة» وفق ما نشره الموقع المتخصص في علم الحشرات.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: إسرائيل تواصل عدوانها في غزة وقرارات الإخلاء تؤثر على ربع مليون شخص
  • الأونروا: إسرائيل تواصل عدوانها على مُختلف أنحاء غزة
  • «تجنب الاقتراب منه».. سر انتشار العقارب داخل الكتب القديمة
  • تساؤلات في إسرائيل حول تغيير قادة الجيش المصري وحشد القوات المصرية في سيناء
  • الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم لليوم الـ60 على التوالي
  • لقاء ببرلين لنقاش تطورات الأوضاع السودانية
  • وزير الزراعة: تقديم كافة الدعم للفلاح المصري لتحسين جودة المحاصيل الزراعية
  • «القاهرة الإخبارية»: من المتوقع عدم دخول المساعدات لغزة خلال اليومين المقبلين
  • المبعوث الأميركي للسودان: قلقون إزاء هجمات للدعم السريع سببت نزوحا جماعيا للمدنيين من ولاية سنار
  • الصور الأولى لوصول محافظ الجيزة مبنى الديوان العام