كيف حوّل السيسي معبر رفح لمكان لالتقاط الصور التذكارية وتسجيل مواقف الدعم الكاذب
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
في مثل هذا اليوم قبل أحد عشر عاما دخل رئيس الوزراء السابق هشام قنديل إلى قطاع غزة لإيصال المساعدات الإنسانية خلال حرب إسرائيل على القطاع عام 2012، ولتجبر الحكومة المصرية جيشَ الاحتلال الإسرائيلي على وقف قصف غزة خلال الزيارة خوفا من رد الفعل المصري.. واليوم قد يتشابه العدوان الإسرائيلي على غزة، ولكن يختلف الرد الرسمي للحكومة المصرية.
أيضا خرج وزير الخارجية المصري سامح شكري بتصريحات يدعو فيها المجتمع الدولي لبذل الجهود اللازمة لنفاذ المساعدات الإنسانية، مؤكدا وقوف شاحنات المساعدات لمدد مبالغ فيها قبل الدخول لقطاع غزة بسبب الإجراءات الإسرائيلية، ودعا شكري لعدم إلقاء هذه المسؤولية على مصر التي لم تدّخر جهدا لإدخالها. إلى هذا الحد انتهت تصريحات وزير الخارجية المصري ليسأل قطاع واسع من المصريين أنفسهم: كيف لإسرائيل التحكم في معبر رفح رغم عدم وجود قوات إسرائيلية على الحدود بين مصر وغزة؟ ولماذا لم تكن الأنظمة السابقة في مصر تتعامل بهذا الانبطاح أمام إسرائيل في قضية المعبر وإدخال المساعدات؟ وكيف حوّل النظام الحالي معبر رفح لمكان لالتقاط الصور التذكارية؟
بداية يجب أن تعلم عزيزي القارئ أن المعبر يعمل وفق اتفاقية المعابر بالشراكة بين الإدارتين الفلسطينية والمصرية، وتُشرف عليه من الجانب الفلسطيني هيئة المعابر والحدود التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني. وبعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007 فيما عرف آنذاك بالحسم العسكري عارضت حماس مشاركة إسرائيل في تشغيل المعبر، وطالبت بفتح معبر رفح من دون قيد أو شرط، وجعلت ذلك أحد شروط التهدئة مع إسرائيل أو الدخول في مصالحة مع السلطة الفلسطينية، كما طالبت مصر بتحمل مسؤولياتها في هذا الشأن بغض النظر عن موقف السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وعلى مدار السنوات الماضية تعددت عمليات فتح المعبر وإغلاقه وفقا لمسار العلاقات بين مصر وحماس، وكان ينظر له كوسيلة ضغط في يد مصر على حماس، ولكن الحكومة المصرية كانت عادة تفتح المعبر للحالات الإنسانية أثناء الحروب بين إسرائيل وغزة، بما في ذلك دخول المساعدات الإنسانية.
لكن هذه المرة اختلف الأمر كثيرا في الموقف الرسمي المصري تجاه المعبر منذ اليوم الأول للحرب، فالنظام المصري أغلق المعبر ومنع دخول شاحنات المساعدات، ملقيا باللوم على الجانب الإسرائيلي لتهديداته المتكررة بقصف أية مساعدات تُدخلها مصر للقطاع، ويظن أنه بذلك يرفع عن نفسه الحرج في إغلاق المعبر.
وبالتزامن مع الاقتحام الإسرائيلي لمستشفى الشفاء صرح مدير عام المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت بأنه تم التواصل مع الجانب المصري على مدار 5 أيام لتنسيق دخول الأطفال الخدج إلى المستشفيات المصرية، إلا أنه لم يحصل على أي رد على حد تعبيره، ليتضح للجميع مرة أخرى أن النظام المصري شريك أساسي في حصار غزة بالرغم من أكاذيبه المتكررة بفتح المعبر من الجانب المصري بشكل دائم، محولا المعبر إلى مكان لالتقاط الصور التذكارية وتسجيل مواقف الدعم الكاذبة.
ونتيجة لهذا، قرر الاتحاد الأوربي مكافأة النظام المصري بـ10 مليارات دولار، للتعامل مع التداعيات المتفاقمة في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين على حدودها، ومساعدة مصر على معالجة عبء ديونها الثقيل، نظراً للأهمية الاستراتيجية لرجلهم المخلص في القاهرة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المصرية معبر رفح الفلسطينية مصر السيسي فلسطين غزة معبر رفح مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة معبر رفح قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
السيسي يجتمع بقادة الجيش المصري
أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالجهود التي تبذلها القوات المصرية لحماية حدود البلاد من أي "تهديدات محتملة".
وجاءت تصريحات السيسي خلال اجتماع عقد، الخميس، مع عدد من قادة القوات المسلحة المصرية بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بينهم وزير الدفاع الفريق أول عبد المجيد صقر ورئيس أركان الجيش الفريق أحمد خليفة، وقادة الأفرع الرئيسية.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
ونقل المتحدث عن السيسي القول إن "الأحداث المتلاحقة والأوضاع المضطربة التي تشهدها المنطقة تؤكد أن خيارنا للسلام العادل والمستدام يفرض علينا الاستمرار في بناء قدرات القوى الشاملة لصون وحماية الوطن".
وتناول الاجتماع كذلك جهود القوات المصرية في تأمين كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة ومدى جاهزيتها لتنفيذ المهام التي توكل إليها.
ويأتي ذلك فيما تشهد المنطقة توترات نتيجة هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حماس على إسرائيل العام الماضي وأسفر عن مقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، وفق حصيلة تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وأدت العملية العسكرية الإسرائيلية التي جاءت ردا على الهجوم إلى مقتل أكثر من 43 ألف شخصا في غزة معظمهم مدنيون، بحسب بيانات وزارة الصحة التابعة للقطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.