ومع أن التوقعات ذهبت في البداية إلى أن ورقة الأسرى لدى حماس وفصائل المقاومة الأخرى قد تشكل ضغطا على قوات الاحتلال، إلا أن ضخامة عملية "طوفان الأقصى" التي شكلت تهديدا وجوديا للصهاينة قلّلت من أهمية هذه الورقة، وبات القضاء على حماس بأي ثمن هدفا إستراتيجيا بالنسبة إلى الكيان.
ما شجع الاحتلال أيضا على المضي قدما في هذا الاتجاه، هو موقف بعض الدول العربية المؤيد لفكرة القضاء على المقاومة وتطهير غزة منها، وإن لم تُظهر ذلك.


في ظل هذا الوضع، ظهرت ورقة "البحر الأحمر" التي يبدو أنها لم تكن في حسبان قوات الاحتلال. بعد الهجمات المتكررة التي انطلقت من اليمن، أعلنت صنعاء إغلاق مضيق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية. عمليا، بدأت قوات صنعاء، تنفيذ توجيهات قائد حركة انصار الله عبدالملك الحوثي بشان إغلاق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية.
وأفادت مصادر محلية في الساحل الغربي لليمن ببدء قوات صنعاء تنفيذ دوريات على طول سواحل البحر الأحمر لتعقب السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة بفلسطين.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أعلنت قوات صنعاء أن أي سفن تحمل علم الكيان الصهيوني أو تقوم إسرائيل بتشغيلها، هدف لها.
وقال المتحدث العسكري العميد يحيى سريع في بيان جديد إن قوات صنعاء ستقوم باستهداف السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني وتقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية وتعود ملكيتها لشركات إسرائيلية.
وكنتيجة لهذه الخطوة، قال نوح تروبريدج، المحلل في شركة الأمن البحري Dryad Global، لشركة Ship Technology إن السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي انخفضت في البحر الأحمر مشيرا إلى أن السفن التابعة لإسرائيل التي تعبر معرضة بشكل متزايد لخطر الهجوم من قبل القوات المسلحة اليمنية.
أما على الصعيد الاقتصادي، فإن الخسائر التي سيتكبدها العدو ستكون مهولة، ولإسرائيل تجربة سابقة جراء اغلاق البحر الاحمر أمام الملاحة الاسرائيلية في حرب اكتوبر 1973، وكيف كان ذلك ورقة ضغط كبيرة ضد الاسرائيلي - مفاوضات وقف اطلاق النار.
حاليا، بدأت السفن المتجهة من وإلى إيلات بالفعل تتخذ مسارات أخرى، وهي مسارات مكلفة مادياً، أو توقفت عن المرور في البحر الاحمر إضافة الى القطع الحربية الإسرائيلية.
ومن شأن هذا أن الأمر أن يتسبب في رفع أسعار الكثير من السلع داخل الكيان الاسرائيلي نتيجة ارتفاع اسعار الشحن اولاً، إضافة إلى اضطرار السفن الى اتخاذ مسارات بعيدة عن البحر الأحمر.
من هنا، يرى الخبراء أن المعادلة اليمنية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، تشكل ضغطاً قوياً لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: باب المندب البحر الأحمر البحر الأحمر قوات صنعاء

إقرأ أيضاً:

البحرية الأمريكية: استهلكنا ذخائر في البحر الأحمر أكثر مما أنفقناه خلال 30 عاما

 

الثورة  /

كشف تقرير أمريكي حديث، أن البحرية الأمريكية أطلقت خلال 15 شهرًا أثناء العمليات القتالية في البحر الأحمر، صواريخ دفاع جوي أكثر مما فعلت في السنوات الثلاثين الماضية؛ ما أدى إلى استنزاف مخزون الخدمة من الذخائر؛ حتى لجأت إلى طلقات البنادق مقاس 5 بوصات لإسقاط الطائرات بدون طيار.

وأكد أن البحرية الأمريكية ستحتاج إلى سنوات لتجديد إمداداتها من الصواريخ، وهذا يضع الخدمة في وضع سيئ إذا خاضت الولايات المتحدة والصين حربًا اليوم.

ونقل التقريرـ الذي نشره موقع «تاسك آند بروبوس» العسكري الأمريكي، عن القائد البحري المتقاعد، برايان كلارك، من معهد هدسون، إن البحرية الأمريكية استخدمت المزيد من الصواريخ للدفاع الجوي منذ بدء العمليات القتالية في البحر الأحمر في أكتوبر 2023 أكثر من الخدمة المستخدمة في جميع السنوات منذ عملية عاصفة الصحراء في التسعينيات.

وأضاف: «خلال تلك الفترة التي استمرت 15 شهرًا، والتي امتدت من 19 أكتوبر 2023 إلى 19 يناير 2025، شهدت البحرية أكبر عدد من المعارك في البحر منذ الحرب العالمية الثانية».

وقال كلارك: «إنه لأمر مدهش كيف صمدت البحرية دون خسائر، لكن التكلفة كانت هائلة جدًا». «تشير التقديرات إلى أن البحرية استخدمت أكثر من مليار دولار من الصواريخ الاعتراضية لإسقاط هذه التهديدات بالطائرات بدون طيار والصواريخ».

ويعتقد كلارك: «أن معظم التقديرات تشير إلى أنه في غضون أيام قليلة من القتال، إذا كان هناك غزو لتايوان، فإن الولايات المتحدة – البحرية على وجه الخصوص – ستنفد أسلحتها». «هذه هي المشكلة: الأسلحة التي صممناها يصعب بناؤها للقاعدة الصناعية، لأنها متخصصة للغاية؛ لديها سلسلة توريد مخصصة للغاية، ويتم تصنيعها يدويًا، بمعدلات إنتاج منخفضة».

وأشار التقرير إلى أنه «في 19 أكتوبر 2023، خاصت المدمرة يو إس إس كارني (الأمريكية) اشتباكاً لمدة عشر ساعات مع 15 طائرة بدون طيار تابعة للقوات اليمنية وأربعة صواريخ كروز في ما وصفته البحرية بأنه «أشد اشتباك قتالي تخوضه سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية».

وتذكر ضابط التحكم في الحرائق AEGIS) ) من الدرجة الثانية جوستين باركر لاحقًا، أنه وأعضاء آخرين من طاقم السفينة كانوا في مراسيهم عندما سمعوا إعلانًا عبر نظام الاتصال الداخلي الخاص بكارني: «أخلوا أسطح الطقس». وسرعان ما سمعوا كارني تطلق الصواريخ جنبًا إلى جنب مع مدفعها الرئيسي. عرفوا على الفور أن هذا لم يكن تدريبًا.

وقال مساعد المدفعي من الدرجة الأولى تشارلز كوري في بيان صحفي للبحرية: «لم نفعل شيئًا كهذا من قبل – لقد تدربنا فقط على ذلك». «كان هناك الكثير من الأدرينالين يحدث. كان هذا حقيقيًا الآن».

تصاعد الموقف في البحر الأحمر بسرعة حيث كثفت القوات اليمنية هجماتهم ضد السفن التجارية والسفن الحربية المرتبطة بإسرائيل.

وأشار التقرير إلى أنه في أواخر يناير، أعلنت القوات اليمنية وقفًا جزئيًا للهجمات في البحر الأحمر في أعقاب وقف إطلاق النار بين الاحتلال و»حماس». وكان آخر إعلان للقيادة المركزية الأمريكية عن الضربات ضد أهداف في اليمن في 8 يناير. بينما كان آخر إعلان للقوات اليمنية عن غارات أمريكية فجر 19 يناير، والتي استهدفت منطقة الأزرقين في ضواحي العاصمة صنعاء.

وحسب التقرير فقد كشفت البحرية في يناير أنها أطلقت 160 طلقة من مدافع السفن الرئيسية مقاس خمس بوصات كجزء من العمليات القتالية في البحر الأحمر. وقال كلارك إن هذه الطلقات من المدافع الرئيسية استُخدمت لتدمير طائرات يمنية بدون طيار.

وأضاف إن المقذوفات فائقة السرعة مصممة لضرب الهدف، بينما تنفجر قذائف أخرى مقاس 5 بوصات بالقرب من الهدف، فتغمره بالشظايا.

وأضاف كلارك: «ما يحدث غالبًا هو أن هذه الطائرات بدون طيار الصغيرة جدًا تقترب بدرجة كافية من المكان الذي لا يمكن للصاروخ أن يشتبك فيه في الوقت المناسب، لأن الصاروخ له مدى أدنى أيضًا».

وحسب التقرير فقد وضعت العمليات القتالية في البحر الأحمر سفن البحرية الأمريكية وبحارتها في مواجهة عدد غير مسبوق من هجمات الطائرات بدون طيار المعادية.

وقال الأميرال البحري كافون حكيم زاده، قائد مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية الثانية آنذاك، لصحيفة جينز، وهي مزود استخبارات دفاعية مفتوح المصدر، في تقرير إخباري في نوفمبر 2024: «لم يتصور أحد على الإطلاق أنهم قد يرون [تهديدات] بدون طيار على هذا النطاق».

ووفق التقرير فانه في يناير، كشفت البحرية أنها أطلقت ما يقرب من 400 ذخيرة منذ أكتوبر2023 كجزء من العمليات القتالية في البحر الأحمر، بما في ذلك 120 صاروخًا من طراز SM-2، و80 صاروخًا من طراز SM-6، وإجمالي 20 صاروخًا من طراز Evolved Sea Sparrow (ESSM) وصواريخ SM-3. وتتراوح تكلفة الوحدة الواحدة من هذه الصواريخ بين 12.5 و28.7 مليون دولار لصواريخ SM-3، وحوالي 4.3 مليون دولار لصواريخ SM-6، وما يصل إلى 2.5 مليون دولار لصواريخ SM-2، وفقًا لموقع The War Zone.

ولكن بحلول منتصف عام 2024، تحولت البحرية إلى استخدام صواريخ Sidewinders وHellfire الأقل تكلفة لإسقاط الطائرات اليمنية بدون طيار، وفقًا لجينز. وتكلف كل من صواريخ Sidewinder وHellfire عادة حوالي نصف مليون دولار وحوالي 150 ألف دولار على التوالي.

وأقر جون فيلان خلال جلسة تأكيد تعيينه كوزير للبحرية بأن البحرية تواجه نقصًا في الذخائر.

«لذا، إذا تم تأكيد ترشيحي، أعتزم التركيز على هذا الأمر بسرعة كبيرة وحله لأنني أعتقد أننا عند مستوى منخفض بشكل خطير من منظور المخزون، وكذلك الجديد».

مقالات مشابهة

  • الحصار في البحر الأحمر.. نقطة ضعف استراتيجية للعدو الإسرائيلي
  • دولة عربية تطلق مشروع حاويات ضخم على البحر الأحمر بقيمة 800 مليون دولار
  • أيقونة النجاح.. نائب محافظ البحر الأحمر تشارك في احتفالية اليوم العالمي للمرأة
  • تداول 140 ألف طن و894 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • أرض الصومال قاعدة الكيان في الحرب ضد اليمن
  • البحرية الأمريكية في مأزق .. استنزاف غير مسبوق أمام تكتيكات صنعاء
  • بعد تهديدات صنعاء.. مصير غامض لحاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”
  • صحة البحر الأحمر تعلن جدول القوافل العلاجية المجانية خلال مارس
  • صنعاء تكشف عن موعد عودة عمليات البحر الأحمر
  • البحرية الأمريكية: استهلكنا ذخائر في البحر الأحمر أكثر مما أنفقناه خلال 30 عاما