تقرير: تحيز جنسي جعل جنديات المراقبة صيدا سهلا لهجوم حماس
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
نقل تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية شهادات جنديات كلفن بمراقبة الحدود مع قطاع غزة قلن إنهن حذرن من نشاطات غير عادية على الحدود لعدة أشهر قبل هجوم السابع من أكتوبر، لكن كبار القادة "تجاهلوا" هذه التحذيرات، وعزا البعض السبب في ذلك إلى "التحيز الجنسي".
ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل بالإنكليزية تفاصيل ما ورد في تقرير هآرتس باللغعة العبرية، الذي نقل شهادة جندية في وحدة المراقبة قالت: "لو كان الجنود رجالا، لكانت الأمور مختلفة"، وقالت أخرى إنهن تركن ليذبحهم الإرهابيون مثل "الصيد السهل".
ويطلق عديديون على جنديات المراقبة اسم "عيون الجيش" لأنهن يقدمن معلومات استخباراتية في الوقت الحقيقي للجنود في الميدان على مدار 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع.
وتجمع الجنديات معلومات من خلال مجموعة متنوعة من الكاميرات وأجهزة الاستشعار والخرائط، ويتوقع منهن أن يكن على دراية تامة بكل التفاصيل الصغيرة في مساحة 15-30 كيلومترا من المنطقة التي تتحمل كل واحدة منهن مسؤولية مراقبتها، وفق تايمز أوف إسرائيل.
وبمجرد جمع جنديات المراقبة المعلومات ذات الصلة، يتم تمريرها إلى سلسلة القيادة، بما في ذلك مسؤولي المخابرات الذين يحددون بعد ذلك الخطوات التي يجب اتخاذها.
ولأسابيع قبل هجوم حماس في السابع من أكتوبر، أبلغت الجنديات عن وجود نشاطات على طول حدود غزة، تشمل أنشطة تدريبية كانت على مرأى من الجميع.
وقالت جنديات في فيلق الدفاع عن الحدود لصحيفة هآرتس إنهن يعتقدن أن "التحيز الجنسي لعب دورا في حقيقة أنه لم يتم الالتفات إليهن". وقالت جندية لم تذكر اسمها إن الوحدة "مكونة بالكامل من فتيات صغيرات وقائدات شابات".
وذكرت جندية أخرى اكتفت بتعريف نفسه بـ"إيلانا" لصحيفة هآرتس إن القوات رصدت تدريبات حماس على السيطرة على موقع مراقبة، ولاحظن أيضا نشاطا غير عادي للمسيرات.
وقالت: "خلال الشهرين الأخيرين، بدأوا في إرسال طائرات من دون طيار يوميا، وأحيانا عدة مرات في اليوم، بالقرب من الحدود، على بعد حوالي 300 متر من السياج، وأحيانا أقل من ذلك".
وأوضحت أن الجنديات أرسلن تحذيرات إلى سلسلة القيادة من أن حماس تتدرب على هجوم، لكن تم تجاهلها.
وقال إيلانا إنه عندما بدأ الهجوم، استخدم الإرهابيون طائرات من دون طيار لضرب مواقعهن باستخدام نفس الأساليب التي تم رصدها أثناء التدريب.
وقالت جندية أخرى، لم تذكر اسمها، إنها شاهدت أشخاصا من غزة يصنعون نسخة طبق الأصل من دبابة ميركافا التي يستخدمها الجيش.
ولم ينبه كبار مسؤولي الأمن الجنديات بشأن التسلل المحتمل يوم السابع من أكتوبر.
وقال جندية تدعى يارا: "لو علمنا بهذا التحذير، لكانت هذه الكارثة برمتها مختلفة.. لقد تركنا الجيش الإسرائيلي هدفا سهد الاصطياد". وأضافت: "كان المقاتلون على الأقل يحملون أسلحة وقُتلوا مثل الأبطال. لقد تخلى الجيش عن جنديات المراقبة وتم ذبحهن ببساطة دون أن تتاح لهن أي فرصة للدفاع عن أنفسهن".
ولم يكن التقرير الرواية الأولى لجنديات المراقبة في قاعدة كيبوتس ناحال عوز، جنوبي إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، فقد سبق أن أفادت تقارير أخرى لهيئة البث العامة "مكان" والقناة الـ12 بأن تحذيراتهن لم تؤخذ على محمل الجد
وقالت تايمز أوف إسرائيل في تقرير نشر يوم 27 أكتوبر الماضي إنه سبق الهجوم الذي نفذته حماس أشهر من علامات الإنذار التي لاحظتها جنديات المراقبة "وتجاهلها مسؤولو الاستخبارات باعتبارها غير مهمة"، وفقا لروايات شهود عيان في الأيام الأخيرة.
وقبل ثلاثة أشهر على الأقل من الهجوم، أبلغت جنديات المراقبة اللواتي يخدمن في قاعدة في ناحال عوز عن وجود علامات تشير إلى حدوث تحركات غير عادية على حدود غزة المضطربة بالفعل، التي تقع على بعد كيلومتر واحد منهن.
وشملت الأنشطة التي أبلغت عنها الجنديات معلومات عن إجراء نشطاء حماس جلسات تدريب مرات عدة يوميا، ووضع متفجرات على طول الحدود. وبحسب روايات الجنديات، فإن من تلقوا البلاغات لم يتخذوا أي إجراء.
وفي تقرير بثته هيئة البث الإسرائيلي "مكان"، روت الجنديتان، ياعيل روتنبرغ، ومايا ديسياتنيك، تجاربهما في الأشهر التي سبقت الهجوم وحتى الساعة 6:30 من صباح يوم السبت، 7 أكتوبر.
واستذكرت روتنبرغ رصدها في كثير من الأحيان العديد من الفلسطينيين بزي مدني يقتربون من السياج الحدودي يحملون خرائط معهم، ويقومون بفحص الأرض المحيطة بالسياج وبالحفر. وفي إحدى المرات، عندما نقلت المعلومات، قيل لها إنهم مزارعون، ولا يوجد ما يدعو للقلق.
وكانت روتنبرغ نائمة عندما بدأ الهجوم، ومن بين جنديات المراقبة اللواتي كن في أماكن المعيشة في ذلك الصباح، كانت هي الوحيدة التي نجت.
أما ديسياتنيك، التي كانت بالخدمة آنذاك، فكانت الجندية الأخرى الوحيدة في القاعدة التي لم تتعرض للقتل أو للاختطاف.
وقالت لهيئة البث عن الفشل الاستخباراتي: "إنه أمر مثير للغضب. لقد رأينا ما كان يحدث، وأخبرناهم عنه، وكنا نحن من تعرض للقتل".
وروت ديسياتنيك أن مقاتلي حماس تدربوا عند السياج الحدودي دون توقف. في البداية، كان ذلك مرة واحدة في الأسبوع، ثم مرة واحدة في اليوم، ثم بشكل مستمر تقريبا.
وبالإضافة إلى نقل معلومات عن وتيرة التدريبات الجارية عند السياج، قالت جندية المراقبة إنها جمعت أدلة على محتوى التدريب الذي تضمن كيفية قيادة دبابة وكيفية العبور إلى إسرائيل عبر نفق. ومع تزايد النشاط على الحدود، أدركت أن "الأمر مجرد مسألة وقت" قبل حدوث شيء ما.
وأكدت الجنيدتان السابقتان عميت يروشالمي ونوعا ملمان، رواية الناجيتين في مقابلة نشرتها القناة 12 صباح الخميس.
وكانت يروشالمي أنهت خدمتها العسكرية الإلزامية قبل شهر من 7 أكتوبر، ولاحظت النشاط المتزايد على حدود غزة في الأشهر التي سبقت تسريحها من الجيش.
وقالت للقناة 12: "جلسنا في نوبات عمل ورأينا قافلة من الشاحنات الصغيرة. لقد شاهدنا التدريب، حيث كان أشخاص يطلقون النار ويتدحرجون ويتدربون على الاستيلاء على دبابة. التدريب انتقل من مرة واحدة في الأسبوع إلى مرتين في الأسبوع، من كل يوم إلى مرات عدة في اليوم".
وروت قائلة "لقد رأينا دوريات على طول الحدود، وأشخاصا يحملون كاميرات ومناظير. حدث ذلك على بعد 300 متر من السياج. كان هناك الكثير من الاضطرابات، نزل الناس إلى السياج وفجروا كمية هائلة من المتفجرات، كانت كمية المتفجرات جنونية".
وعلى غرار روتنبرغ وديسياتنيك، قالت يروشالمي إنها نقلت المعلومات للجهات المعنية، ولكن يبدو أن أحدا لم يأخذ هذه المعلومات على محمل الجد.
وقالت: "لقد رأيت ما كان يحدث، وكتبت كل شيء على الكمبيوتر وقمت بتمريره. لا أعرف ماذا حدث مع هذه المعلومات، ولا نعرف في الواقع ما الذي يفعلونه بهذه المعلومات".
وأنهت ملمان خدمتها الإلزامية قبل حوالي تسعة أشهر، لكنها قالت للقناة 12 أنه حتى في ذلك الوقت، كانت هناك مؤشرات على ما هو قادم، بما في ذلك نموذج للسياج الحدودي أقامته حماس لتدريب مقاتليها، مرارا وتكرارا، على تفجير الحدود والعبور إلى الجانب الآخر.
وقالت: "طلب منا قادتنا أن نبلغ عما رأيناه، لكن الجميع تعاملوا مع الأمر وكأنه أمر طبيعي، وكأنه روتيني".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الأسبوع فی الیوم فی ذلک
إقرأ أيضاً:
الدويري: تدمير قدرات الحوثيين ليس سهلا واليمن يشبه تورا بورا
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن الضربات الأميركية لن تتمكن من تدمير قدرات أنصار الله (الحوثيين) بشكل كامل، ولن تمنعهم من إطلاق الصواريخ، مشيرا إلى صعوبة القيام بعمل بري أو إنزال جوي في اليمن نظرا لطبيعته الجبلية.
ووفقا لما قاله الدويري في تحليل للجزيرة، فإن قدرات الحوثيين ليست موجودة في مكان واحد ولكنها منتشرة في عدد من المدن ذات الطبيعة الجبلية الوعرة جدا والتي يصعب على الأميركيين تتبعها.
وتمنح هذه الطبيعة الجبلية الحوثيين قدرة كبيرة على المناورة وإخفاء الأسلحة، وتقلل قدرة واشنطن على لجم الحوثي حتى لو ضاعفت ضرباتها، كما يقول الدويري.
صعوبة العملية البرية
ورغم إقراره بحتمية إلحاق الضربات الأميركية ضررا بالحوثي، استبعد الدويري قيام الولايات المتحدة أو غيرها بغزو بري أو إنزال جوي على اليمن بالنظر إلى طبيعته الجبلية.
وشبَّه الخبير العسكري اليمن بجبال تورا بورا الأفغانية، وقال إن هذه الطبيعة تمنح الحوثي ثقة في التصريحات والتحركات.
كما إن مواصلة قصف الحوثيين لإسرائيل بعد كل هذه الضربات الأميركية، يؤكد برأي الدويري أن الجماعة اليمنية لم تفقد قدرتها ولا مخزونها ولا سلسلتها القيادية، برغم الضرر الذي تعرضت إليه.
إعلانوقال إن سقوط الشظايا الاعتراضية قرب مدينة القدس المحتلة أو تل أبيب يؤكد دخول صواريخ الحوثي إلى حدود إسرائيل، ويتناقض مع حديث جيش الاحتلال عن إسقاطها خارج الحدود.
وختم الدويري بالقول إن الحوثيين يمثلون التهديد الوحيد لإسرائيل في الوقت الراهن بعد تراجع قدرات المقاومة الفلسطينية الصاروخية وتوقف حزب الله اللبناني تماما عن قصف إسرائيل.
بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة وذلك بصاروخ باليستي نوع " ذوالفقار " وقد حققت العملية هدفها بنجاح بفضل الله. pic.twitter.com/8SsjSQobuL
— العميد يحيى سريع (@army21ye) March 30, 2025
قصف حوثي جديدوفي وقت سابق اليوم الأحد، أطلق الحوثيون صاروخا باليستيا على إسرائيل، وأعلنوا أنهم اشتبكوا مجددا مع البحرية الأميركية بالمنطقة، في حين كثّف الطيران الأميركي الغارات على اليمن.
وقال الجيش الإسرائيلي إن دفاعاته اعترضت هذا الصاروخ قبل وصوله إلى الأجواء الإسرائيلية. وقد أظهرت صور إطلاق صواريخ اعتراضية بهدف إسقاط الصاروخ اليمني.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن قبيل ذلك أنه تم تفعيل صفارات الإنذار في القدس المحتلة وتل أبيب ومناطق أخرى في الوسط بعيد إطلاق صاروخ من اليمن. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن شخصين أصيبا بجروح طفيفة خلال التوجه إلى الملاجئ.
ولاحقا قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن الجماعة استهدفت مطار بن غوريون بصاروخ "ذي الفقاد"، وإن العملية حققت أهدافها.
واستأنف الحوثيون إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل وعملياتهم ضد السفن المرتبطة بها في البحر الأحمر بعد أن استأنفت الحرب على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الجاري.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أن قوات الجماعة اشتبكت مع ما سماها القطع المعادية وحاملة الطائرات "هاري ترومان" 3 مرات خلال الـ24 ساعة الماضية. وأضاف -في بيان مصور- أن الجماعة استخدمت الصواريخ المجنحة والمسيّرات خلال هذه الاشتباكات.
إعلانوأكد سريع أن قوات جماعته تواصل للأسبوع الثالث التصدي الفاعل لما وصفه بالعدوان الأميركي على اليمن. وقال إنهم مستمرون في تطوير عملياتهم الدفاعية ومواجهة التصعيد بالتصعيد حتى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن غزة.
غارات أميركية مكثفةوأمس السبت، قالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن مقاتلات أميركية شنت 16 غارة على مدينة صعدة والعاصمة صنعاء. وذلك بعد حديث عن 72 غارة شنتها الولايات المتحدة على اليمن يوم الجمعة.
بدورها، قالت وكالة أسوشيتد برس إن العملية العسكرية الأميركية التي أطلقتها إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد الحوثيين تبدو أكثر شمولا من تلك التي كانت في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
وأضافت الوكالة أن الولايات المتحدة انتقلت من استهداف مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة إلى استهداف كبار المسؤولين وإسقاط القنابل في المدن.