​قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، إن دول مجلس التعاون لاعب أساسي وشريك موثوق به دولياً في مجال ضمان أمن الطاقة، وإن موضوع السياسة الجديدة لأمن الطاقة، يحتل مكانة بارزة في سياسات دول مجلس التعاون، والتي تلعب دوراً محورياً في قطاع النفط والغاز على المستوى العالمي، مما يضمن أمن الطاقة في جميع أنحاء العالم.


جاء ذلك خلال كلمة للبديوي في جلسة السياسات الجديدة لأمن الطاقة، ضمن جلسات الدورة التاسعة عشرة من مؤتمر حوار المنامة «قمة الأمن الإقليمي»، بتنظيم وزارة الخارجية في مملكة البحرين، وبالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (IISS)، خلال الفترة 17-19 نوفمبر 2023م، في العاصمة البحرينية المنامة، بحضور وزراء الخارجية والدفاع والأمن القومي ورؤساء الأجهزة الأمنية والخبراء والسياسيين وأبرز المفكرين في العديد من الدول.

وذكر البديوي خلال كلمته أنه من المهم أن يتم دراسة حالة أمن الطاقة في عصرنا هذا، والتي من الممكن أن تُعزى إلى عدد من العوامل، الصراع التقليدي، عدم وجود خطط بديلة، السرد المضلل القائل بأن مصادر الطاقة البديلة يمكن أن تحل محل الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى مرور سنوات من قلة الاستثمار.

وأشار إلى أن دول مجلس التعاون أثبتت على مدى عقود من الزمن باستمرار أنها شريكة موثوقة في مجال الطاقة، مما يدل على التزامها الثابت بتحقيق استقرار أسواق الطاقة العالمية، مستذكراً الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات، حيث إن بعض هذه الدول اتخذت تدابير استثنائية، مثل تغيير أعلام ناقلات النفط الخاصة بها، لحماية تدفق النفط على الرغم من الخطر الذي تتعرض له سفنها، أما في الآونة الأخيرة، سلطت أزمة الحرب الأوكرانية الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه دول مجلس التعاون في الحفاظ على أمن الطاقة، فعلى الرغم من التحديات الهائلة التي لا تزال تلقي بظلالها على أسواق الطاقة، فقد أظهرت دول مجلس التعاون مرونة وحافظت على استمرارية واستقرار العرض على النفط، وأنه يتعين على الدول والمنظمات الدولية توحيد الجهود لحماية هذه الممرات من التهديدات العسكرية أو القرصنة أو الكوارث البيئية.

وأكد على أهمية المساعي الإستراتيجية التي تبذلها دول الخليج لتعزيز أمن الطاقة، بما في ذلك التركيز على مصادر الطاقة المتجددة، والاستثمار القوي في البحث والتطوير من أجل حلول الطاقة المستدامة، وتعزيز كفاءة الممارسات في استخدام الطاقة، وتشجيع القطاع الخاص على التعاون في المشاريع المشتركة.

وذكر أن دول مجلس التعاون تُدرك أهمية إمدادات الطاقة التقليدية على المدى الطويل لضمان أمن الطاقة والقدرة على تحمل تكاليفها، حيث تبنت دول المجلس أيضًا مصادر الطاقة المتجددة، كما يتضح من خطط التنمية الوطنية الخاصة بكل منها، مبيناً معاليه بعض خطط ومشاريع الطاقة الكبرى في دول مجلس التعاون، والتي تسير جنبا إلى جنب مع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر للأمم المتحدة، ولاسيما الهدف رقم 7 الطاقة نظيفة وبأسعار معقولة، وتتماشى مع اتفاقية باريس، حيث أوضح معاليه أن إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050 تستهدف مزيج الطاقة الذي يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والنووية والنظيفة لتلبية المتطلبات الاقتصادية لدولة الإمارات والأهداف البيئية على النحو التالي 44% طاقة نظيفة، 38 في المئة غاز، 12% فحم نظيف، وتهدف البحرين إلى تحويل 20 في المئة من طاقتها إلى طاقة متجددة بحلول عام 2035، والوصول إلى الحياد الكربوني الصفري بحلول عام 2060، وتتضمن الخطة تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتهدف إلى توليد 5 في المئة من كهرباء البلاد من مصادر متجددة بحلول عام 2025، مع الالتزام بالطاقة النظيفة والاستدامة، وتتصدر الرؤية السعودية 2030 المسؤولية في معالجة تحديات الطاقة والمناخ وينصب التركيز على الحلول المبتكرة مثل اقتصاد الكربون الدائري (CCE) ومزيج الطاقة المتنوع بشكل متزايد، حيث ستأتي 50 في المئة من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وفي عام 2022 أعلنت سلطنة عمان هدفًا لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وبدأت في تقليل استخدام الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة المحلي، واستنادًا إلى تحليل المشاريع العالمية الحالية، فإن عمان تسير على الطريق الصحيح لتصبح سادس أكبر مصدر للهيدروجين على مستوى العالم والأكبر في الشرق الأوسط بحلول عام 2030، أما رؤية قطر الوطنية 2030 فتستهدف توليد 20 في المئة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، بالإضافة إلى أن تهدف الكويت إلى توليد 15 في المئة من إجمالي إنتاج الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2035.

واستذكر بأن صناع السياسات في الاقتصادات المتقدمة قد تجاهلوا لفترة طويلة التحذيرات الصادرة من قطاع النفط والغاز في شأن نقص الاستثمار، ووضع صناع السياسات هؤلاء الكثير من الثقة في مصادر الطاقة المتجددة، كما تراجعت الاستثمارات في مجال النفط والغاز بشكل ملحوظ في الفترة من 2014 إلى 2021، مما أدى إلى الحاجة الملحة لتصحيح ذلك من أجل ضمان أمن الطاقة وسد أي ثغرات، وسيحتاج العالم إلى النفط والغاز في المستقبل المنظور لتلبية الطلب المتزايد، وقد تم التأكيد على ذلك في تقرير «التوقعات العالمية 2023» الذي أصدرته منظمة أوبك مؤخراً، ويتوقع أن يتوسع الطلب على الطاقة بنسبة 23 في المئة من الآن وحتى عام 2045، ومن المتوقع أن يلبي النفط والغاز أكثر من 50 في المئة من احتياجات الطاقة العالمية بحلول ذلك الوقت، وبالنسبة لصناعة النفط وحدها، ترى أوبك أن متطلبات الاستثمار تبلغ 14 تريليون دولار حتى عام 2045، أو نحو 610 مليارات دولار سنوياً، ومن الأهمية أن يتم تحقيق ذلك لصالح المستهلكين والمنتجين والاقتصاد العالمي، وفي نهاية المطاف لأمن الطاقة العالمي.

وأكد الحاجة الملحة لتعزيز التعاون الدولي، بما في ذلك حماية البنية التحتية للطاقة وطرق النقل، فضلاً عن مواجهة التهديدات المحتملة، سواء كانت عسكرية أو سبرانية، وأن الرؤية طويلة المدى ضرورية لضمان أمن الطاقة، بغض النظر عن الصراعات الحالية مثل الحرب الروسية الأوكرانية أو غيرها من التحديات قصيرة المدى، وتعزيز التعاون والشفافية بين المنتجين والمستهلكين أمر بالغ الأهمية لضمان استقرار أسواق النفط.

وأوضح بأنه على الرغم من الجهود الجديرة بالثناء التي تبذلها دول مجلس التعاون للتعاون كأعضاء فاعلين في المجتمع العالمي، فإن مواجهة التحديات المستقبلية تتطلب تحالفاً عالمياً واسع النطاق، حيث إن أي انقطاع في إمدادات الطاقة يشكل تهديداً لجميع البلدان، بغض النظر عن وضعهم التنموي، وأهمية أن ندرك أن أمن الطاقة يشكل جزءاً لا يتجزأ من الأمن الوطني والدولي، وأي خلل في أمن الطاقة يمثل نقصاً في الأمن الشامل. أمين «مجلس التعاون»: على الأمم المتحدة القيام بمهامها ووقف النار في غزة 14 نوفمبر 2023 العراق: المحكمة الاتحادية العليا تنهي عضوية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي 14 نوفمبر 2023

المصدر: الراي

كلمات دلالية: مصادر الطاقة المتجددة دول مجلس التعاون النفط والغاز فی المئة من أمن الطاقة من الطاقة من مصادر فی مجال

إقرأ أيضاً:

إي آند مصر راعيًا وشريكًا تكنولوجيًا لمؤسسة "حلم"

أبرمت شركة "إي آند مصر"، شراكة استراتيجية مع مؤسسة حلم لدعم وتمكين ذوي القدرات الخاصة.  حيث ستقوم إي آند مصر، بصفتها الشريك التكنولوجي الرسمي لـ حلم، برعاية برنامج SEED لتطوير مهارات ذوي الاحتياجات وتسهيل اندماجهم في سوق العمل.

تؤكد هذه الشراكة على إيمان "إي آند مصر "الراسخ بقيم التنوع والشمول، حيث تسعى لخلق بيئة عمل عادلة ومتساوية لجميع الأفراد، مؤمنة بأن التنوع هو محرك الإبداع والابتكار، ويساهم في تحقيق النجاح المستدام.

 قالت داليا الجزيري، الرئيس التنفيذي للموارد البشرية والإدارية في "إي آند مصر": "نحن فخورون بشراكتنا مع مؤسسة حلم، فهي تعكس التزامنا الراسخ ببناء بيئة عمل متنوعة وشاملة. نرى في هذه الشراكة فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة، وتعزيز قدرات كلا الطرفين لتحقيق أهدافنا المشتركة. كما نؤمن بأن كل فرد لديه إمكانات هائلة، وأن دورنا هو توفير البيئة الداعمة التي تمكنه من تحقيق أقصى استفادة منها.

تعتبر الشراكة مع مؤسسة حلم خطوة أساسية نحو بناء مجتمع أكثر شمولية. من خلال هذه المبادرة، تسعى "إي آند مصر" إلى تمكين الأشخاص ذوي القدرات الخاصة وتقديم نموذج يحتذى به، وذلك من خلال تزويدهم بأحدث الأدوات التكنولوجية اللازمة لتطوير مهاراتهم، مع ضمان حصولهم على فرص عمل مناسبة في شركة "إي آند مصر" عقب اجتيازهم بنجاح لبرنامج المنحة.

في إطار الاهتمام ببناء مجتمع أكثر شمولية وتوفير بيئة عمل مناسبة للجميع، أضافت الجزيري: "تلتزم شركة "إي آند مصر" ببناء بيئة عمل شاملة تحترم وتقدر جميع الأفراد. نسعى جاهدين لخلق بيئة عمل إيجابية ومحفزة، حيث يشعر الجميع بأنهم جزء لا يتجزأ من فريقنا. ونؤمن بأن التنوع هو قوتنا، ويساهم في إثراء أفكارنا وابتكاراتنا."

وأوضحت الجزيري أن البرامج التدريبية الجارية تعمل على تزويد القادة بالأدوات والمهارات اللازمة لإدارة التنوع والشمول بفعالية، مما يؤدي إلى خلق فرق عمل متماسكة تساهم في بناء مجتمع أكثر ازدهاراً.

مقالات مشابهة

  • حسم موقف مبابي من المشاركة أساسيًا في مباراة ريال مدريد وليل
  • البديوي: الدوحة تشهد يوم غد انعقاد الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري لمجلس التعاون
  • وزير الكهرباء يبحث مع تحالف جيلا - إنترو التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر
  • السودان يوجه دعوة للسعودية بشأن النفط والغاز والبحر الأحمر وتحرك عن شركة أرامكو
  • «أكوا باور» تدعم التحوّل نحو مستقبل مستدام
  • البديوي يدين ويستنكر الاعتداء على مقر سفير دولة الإمارات في السودان
  • وزير الكهرباء: تحصيل 1.2 مليار جنيه من مستحقات سرقات التيار في شهر ونصف
  • الإمارات تشارك في اجتماع “لجنة التعاون الكهربائي”بدول مجلس التعاون في قطر
  • إي آند مصر راعيًا وشريكًا تكنولوجيًا لمؤسسة "حلم"
  • البديوي: مجلس التعاون يدعو للوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان