هل تؤثر أحداث 7 أكتوبر على علاقات واشنطن والأكراد؟
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
انعكست المأساة التي تتكشف فصولها منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) في إسرائيل وفلسطين بشكل ملموس على سياسة تعود إلى عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وتسمى "التوجه نحو آسيا".
مساعدة قوات سوريا الديمقراطية في الرد على هجمات المسيّرات الإيرانية والتركية
وفيما يقول بعض المنتمين إلى اليمين إن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن كان متواطئاً في أفعال حماس، زاعمين أن سياساته أفضت إلى هذا الهجوم، فإن الإدارة الأمريكية تصرفت بسرعة لضمان أن يعرف الجميع أنها تدعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، دعماً كاملاً.بلغ الدمار ومحصلة القتلى المدنيين الناجمين عن الصراع حدّاً مروعاً حتى الآن، لكن هناك سيناريو آخر ربما ينطوي على قدر أكبر من الدمار، يأمل الكثيرون من مراقبي الشرق الأوسط ألا يحدث، وهو اندلاع حرب إقليمية.
وحذرت إدارة بايدن إيران شفهياً من أي تصعيد من هذا القبيل، وزادت قوتها الرادعة بإرسال مجموعتي حاملات طائرات إلى المنطقة. ومع ذلك يعتقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن توسيع الحرب في غزة أمر "حتمي". إصابة 56 جندياً أمريكياً
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية، فمنذ 17 أكتوبر، أصيب 56 جندياً أمريكياً في هجمات نفذها "الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له". وبعد ذلك نفذت طائرتان أمريكيتان من طراز إف-15 "ضربة دفاعاً عن النفس" على مستودع لتخزين الأسلحة في شرق سوريا.
وهناك بلد آخر منزعج من التوجه الحتمي للعودة إلى الشرق الأوسط، وهو تركيا. فلم يُبد أي زعيم إقليمي آخر رد فعل غاضباً كالذي أبداه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على نشر حليفه في الناتو مجموعتي حاملات طائرات هجوميتين في شرق البحر المتوسط.
وفي هذا الإطار، قال جيران أوزجان، المدير التنفيذي لمعهد السلام الكردي، في مقاله بموقع "ناشونال إنترست": يركز شكل التصعيد الذي اختارته إيران وشكل الانتقام الذي اختارته واشنطن الضغط على شمال شرق سوريا، حيث تقيم واشنطن شراكة مع قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد كجزء من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي. ولو تُركت هذه الدوامة دون رادع، فقد تخلق الظروف المثلى لاجتياح بري تركي لشمال سوريا، وهي كارثة يمكن أن تكون لها تداعيات في سوريا والعراق وتركيا، وأبعد من ذلك.
Please have a read of my latest for @TheNatlInterest: https://t.co/3LmDqLsL7O
— Giran Ozcan (@GiranOzcan) November 18, 2023
وتعارض تركيا وجود قوات سوريا الديمقراطية والإدارة المدنية التابعة لها، وهي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، التي تحكم حوالي ثلث الأراضي السورية، والمسؤولة عن سكان يبلغ تعدادهم حوالي 4 ملايين نسمة.
وأسفرت التكتيكات التي اتبعتها تركيا عن جعل المنطقة أكثر عرضة للنفوذ الإيراني، وفي المقابل نجد أن تكتيكات إيران تعود بالنفع على تركيا، حيث تقدم لقوات سوريا الديمقراطية تحدياً أمنيّاً آخر، مما يدفعها إلى تقسيم اهتمامها ومواردها. وهي تتحدى المحاولات الهشة، وإنْ كانت حقيقية لتقاسم السلطة والتعايش بين الأكراد والعرب التي جعلت حكم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مستقبلاً غير كامل، لكنه واعد بالنسبة لأماكن مثل الرقة ومنبج، ما يساعد تركيا على تحقيق هدف الانهيار السياسي. أفعال إيران تزيد كلفة الوجود الأمريكي
الشيء الأهم بالنسبة لواشنطن، حسب الكاتب، أن أفعال إيران ترفع تكلفة الوجود الأمريكي في المنطقة وتغيّر أولويات التحالف. فعندما تركز الولايات المتحدة على الضربات الانتقامية ضد الجماعات المدعومة من إيران بشكل أكبر من تركيزها على الانخراط دبلوماسياً لمواجهة التهديدات التركية، أو تعزيز الاستقرار والتعافي الاقتصادي، يزداد أكثر من أي وقت مضى احتمال حدوث اجتياح بري تركي، أو حملة تخريب داخلي كبيرة.
The U.S.-Kurdish Relationship after October 7 https://t.co/BRSR3aKDhQ Iran’s chosen form of escalation and Washington’s chosen form of retaliation focus the pressure on northeastern Syria, where Washington is partnered with the Kurdish-led Syrian Democratic Forces (SDF)
— Erdis Egans (@ErdisEgans) November 18, 2023
وهذه على الأرجح ليست مصادفة؛ حيث تواجه أنقرة وطهران تهديداً من سيطرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية على ثلث الأراضي السورية خارج مناطق نفوذهما، وكلتاهما تريد إخراج التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة من سوريا، حيث تريان في دعمه لقوات سوريا الديمقراطية تهديداً لطموحاتهما الإقليمية.
والأهم من ذلك، برأي الكاتب، أن النجاحات التي حققتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ألهمت نحو 20 مليون كردي في تركيا و12 مليون كردي في إيران في نضالهما من أجل تقرير المصير، وتحدي العقائد القومية الأصولية، التي تحتل صميم المشروعين السياسيين لكلا البلدين.
وفيما انضم أردوغان إلى صفوف ملالي إيران في التهديد بالقضاء على إسرائيل، تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان يعود إلى أوائل التسعينيات يقول فيه إن الفلسطينيين واليهود على السواء لهم حق في العيش في المنطقة.
ولو تمكنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من البقاء، فسوف تعود بالنفع على الأمن والاستقرار الإقليميين وتتيح الفرصة الوحيدة لسوريا ما بعد الحرب لئلا تعود إلى الوضع الراهن فيما قبل 2011 والذي تسبب بحرب أهلية دامت عقداً من الزمن وزيادة عالمية في النشاط المتطرف. ولو تعرضت للسحق على أيدي أنقرة وطهران ووكلائهما المتطرفين، فالأرجح أن يفتح هذا الباب على حرب إقليمية ثانية، مع حدوث تداعيات في الدول الأربع التي يعيش فيها الأكراد وفيما وراءها.
وقال الكاتب: من مصلحة الولايات المتحدة أن تساعد على الحيلولة دون تلك المحصلة الثانية، والوقت هو العنصر الحاسم. وهناك 3 أشياء يمكن لواشنطن أن تفعلها الآن لزيادة قدرة شمال شرق سوريا على الصمود في وجه الهجمات التركية والإيرانية، وتعزيز سلام طويل الأمد.
أولاً: مساعدة قوات سوريا الديمقراطية في الرد على هجمات المسيّرات الإيرانية والتركية ضد قوات الأمن والاقتصاد والمجتمع في شمال شرق سوريا. فقوات سوريا الديمقراطية تستحق القدرة على الدفاع عن قواعدها العسكرية ومؤسساتها السياسية وبنيتها التحتية الحيوية من هجمات الميليشيات المدعومة من تركيا وإيران. وسيُنظر إلى هذا باعتباره أقل تصعيداً من الانتقام الأمريكي المباشر من هذه الأطراف الفاعلة.
ثانياً: التركيز على تحقيق الاستقرار والتعافي الاقتصادي. وينبغي أن تكون إعادة بناء البنية التحتية التي دُمرت في الجولة الأخيرة من الضربات التركية أولوية فورية، لضمان عدم دفع المزيد من الناس إلى الاعتماد على المعونات الإنسانية.
ثالثاً: تطبيق الدروس المستفادة من الأزمة الإقليمية الحالية على تركيا وسوريا والقضية الكردية قبل فوات الأوان، حيث أظهرت الحرب بين إسرائيل وحماس أن الصراعات المجمدة يمكنها أن تذوب بسرعة. ويجب على واشنطن العمل على الضغط على أنقرة للعودة إلى طاولة المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني لإزالة الخطر الذي يشكله التصعيد التركي الكردي على المدى القريب على مصالح الأطراف كافة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل قوات سوریا الدیمقراطیة شرق سوریا
إقرأ أيضاً:
صحة السودان تتابع المستشفيات التي دمرتها الدعم السريع
زار وفد من وزارة الصحة الاتحادية السودانية، ولاية الخرطوم مستشفيات بحري، برفقه مساعد القائد العام للقوات المسلحة عضو مجلس السيادة الفريق بحري مهندس إبراهيم جابر، وقفوا خلالها على التدمير الممنهج للبنية التحتية للمؤسسات الصحية التي قامت بها المليشيا المتمردة وطالت الكوابل الرئيسية لتوصيلات الكهرباء على وجه الخصوص بالمستشفيات.
فيما كانت صحة الخرطوم، قد تسلمت الاسبوع الماضي معظم المستشفيات بمحلية بحري بعد دحر المليشيا ورصدت كل مواضع الخراب وشرعت في الترتيبات لأعادة المستشفيات للخدمة.
وشملت الجولة التي تمت برفقة وفد وزارة الصحة الاتحادية ورئاسة دكتور احمد البشير فضل الله مدير الإدارة العامة للطب العلاجي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم برفقته مدير الإدارة العامة للطواريء د.محمد التجاني ومدير الإدارة العامة للمنظمات والشركات د.هشام عبدالله، شملت مستشفى حاج الصافي ومستشفى احمد قاسم ومستشفى بحري.
واوضح دكتور المغيرة الأمين أنه والوفد المرافق له بحضور د. محي الدين حسن مدير الوكالة القومية للرعاية الطارئة والإسعاف ممثل لوزارة الصحة الاتحادية جاءوا في معية الفريق ابراهيم جابر عضو مجلس السيادة في زيارة تفقدية للمستشفيات، مبينا أن جولة اليوم اظهرت التخريب الممنهج للبني التحتية للمرافق الصحية.
ولفت إلى أن مستشفى احمد قاسم له أهمية خاصة لتقديم الخدمات المتخصصة وهي القلب والكلى والأطفال ويعمل بأجهزة طبيبة كبيرة وحساسة ذات أهمية في النواحي التشخيصية والعلاجية تعتمد بشكل اساسي على الطاقة الكهربائية، كاشفا عن نهب وحرق الكيبولات واتلاف عدد مقدر من الأجهزة والمعدات والإثاثاث، وبشر المواطنين بإعادة تشغيل المستشفيات وإعادة الخدمات الصحية بشكل كامل في محليات ام درمان الكبرى وبحري والخرطوم قريبا، فضلا عن إعادة الطاقة الكهربائية بالتنسيق مع منسوبي وزارة الطاقة المتواجدين حاليا بولاية الخرطوم.
ومن جهته اكد دكتور احمد البشير فضل الله مدير الإدارة العامة للطب العلاجي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم على وقوف الوزارة على الترتيبات الأولى وحصر الضرر بالمستشفيات التي تسلمتها ببحري حتى تستطيع أن تقدم الخدمة بأسرع ما يمكن وحسب المتاح بعد وصول الكهرباء والمياه وحتى تستعيد المؤسسات الصحية خدماتها
وأبان أن زيارة الوفد الاتحادي تأتي لمزيد من التنسيق لتوفير الحوجة العاجلة لإعادة تشغيل المستشفيات، وأشار مدير الطب العلاجي إلى تلقي الوزارة وعود من المستوى الاتحادي باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة التشغيل عاجلا، وطمأن مواطنين محلية بحري بتقديم الخدمة عبر المراكز الصحية من المستوى الاول وحتى المرجعي.
وفي الوقت ذاته نبه فضل الله إلى أن الوزارة باشرت تشغيل عيادات جوالة تغطي الخدمات المطلوبة من المواطنين، معلنا عن تشغيل مستشفى حاج الصافي والكباشي في غضون الثلاثة أيام القادمة.
واكد لمواطني بحري وكل ولاية الخرطوم بأن الجيش الأبيض ممثلا في وزارة الصحة سيظل (كتف بكتف) مع الجيش الأخضر وسيصل جميع مواقع الخدمات الصحية وسيعيدها للخدمة كمرحلة أولى سماها بمرحلة التعافي ومن ثم مرحلة الاعمار.
واعرب عن أمله في الاستفادة من الازمة السابقة لتقديم الخدمة بمعايير الخدمات الصحية عالميا للمواطن السوداني الذي ظل صابرا طيلة الفترة الماضية، واضاف الصحة بالجميع وللجميع بولاية الخرطوم .