جريدة الوطن:
2024-11-26@15:50:59 GMT

البرمجة التفاعلية فـي السياسة العالمية

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

البرمجة التفاعلية فـي السياسة العالمية

كان للولايات المُتَّحدة ماضٍ مضطرب مع اليونسكو، منظَّمة الأُمم المُتَّحدة للتربية والعلم والثقافة، بعد أن انسحبت مِنْها مرَّتَيْنِ بسبب اختلافهما حَوْلَ موقف الدَّولة الأيديولوجي في عام 1984 أثناء الحرب الباردة ضدَّ روسيا، ومؤخرًا انحيازها المعيب للمُعتدي الصهيوني ضدَّ فلسطين في عام 2019 تحت رئاسة ترامب.


ومن المثير للاهتمام أنَّه مع احتدام التوتُّر بَيْنَ الولايات المُتَّحدة والصين وتزايد حدَّة المعركة بَيْنَهما للسيطرة على العالَم، عادت الولايات المُتَّحدة إلى عضويَّة اليونسكو اعتبارًا من يوليو 2023، مع موافقتها على دفع مستحقَّاتها السَّابقة للمنظَّمة بقِيمة (600) مليون دولار أميركي، ورسوم إعادة القَبول البالغة (150) مليون دولار أميركي. ومع أنَّ هذا أمْرٌ جيِّد لِتَحقيقِ تعدديَّة الأطراف، إلَّا أنَّه يجِبُ فهمه في المُخطَّط الأوسع للأشياء ومعركة أميركا التكنولوجيَّة المستمرَّة مع الصين.
خلال تركها عضويَّة اليونسكو، وجدت الولايات المُتَّحدة نَْسَها معزولة بشكلٍ متزايد عن عمليَّة التخطيط لتقنيَّة بالغة الأهمِّية في جميع أنحاء العالَم، ألَا وهي (البرمجة التفاعليَّة). لقَدْ شهدت كيف تمارس الصين، الَّتي تُعدُّ أكبر تهديد لها، نفوذها على اليونسكو باعتبارها أكبر مساهم فيها، لِتَشكيلِ جدول الأعمال بشأن الذَّكاء الاصطناعي بَيْنَما كانت الولايات المُتَّحدة تراقب بلا حَوْلٍ ولا قوَّة ومهمَّشة.
في مارس من هذا العام، صرَّح وزير الخارجيَّة الأميركي، أنتوني بلينكن، أنَّه يعتقد أنَّ الولايات المُتَّحدة يجِبُ أن تَعُودَ إلى اليونسكو؛ لأنَّ ما يحدُث هناك مُهمٌّ للغاية.
كما صرَّح للكونجرس الأميركي: «إنَّهم يعملون على قواعد ومعايير البرمجة التفاعليَّة. نريد أن نكُونَ هناك. الصين الآن هي أكبر مساهم منفرد لليونسكو. هذا يحمل الكثير من الوزن. نحن لَسْنا حتَّى على طاولة النِّقاش».
اليونسكو مُهمَّة لوضع المعايير في التعليم والعلوم والتكنولوجيا، وهي مجالات رئيسة للعصر الرَّقمي. ومن الواضح أنَّ الولايات المُتَّحدة تشعر بالإهمال، وتريد أن تكُونَ أكثر نشاطًا في تعزيز رؤيتها للحُريَّة والديمقراطيَّة في العالَم، وأنَّ غيابها عن اليونسكو يضرُّ بقدرتها على القيام بذلك، وكذلك يضرُّ بتأثيرها في عالَم البرمجة التفاعليَّة.
ومن المثير للاهتمام ملاحظة أنَّ الصين قالت إنَّها لَنْ تعارضَ عودة الولايات المُتَّحدة، وإنَّها مستعدَّة للعمل مع جميع الدوَل، وأنَّ اليونسكو تحتاج إلى أن يتكاتفَ جميع أعضائها للوفاء بمهامها.
وهذا يدعم وجهة نظري الرَّاسخة حَوْلَ الأهمِّية العالَميَّة للبرمجة التفاعليَّة، فقَدْ أصبحت مُهمَّة للغاية ومؤثِّرة في السِّياسة العالَميَّة والسَّلام والتقدُّم العالَمي الَّذي سيُشكِّل مستقبلنا المشترك. لا تستطيع الولايات المُتَّحدة أن تقفَ مكتوفة الأيدي لِتراقبَ الصين وهي تَقُودُ الطريق في ما قَدْ يكُونُ أهمَّ تكنولوجيا في العصر الحديث.
بحكم علاقتي القديمة والمستمرَّة مع اليونيسكو بصفاتي المُتعدِّدة، أبارك لليونيسكو هذا الحدث.
طلال أبو غزالة
كاتب عربي

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الولایات الم ت العال م

إقرأ أيضاً:

"اليونسكو" تعتمد قرارًا بدعم استمرارية الأنشطة التعليمية للأونروا في فلسطين

صفا

اعتمد المجلس التنفيذي التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"خلال دورته الاستثنائية الثامنة، اليوم الاثنين، بالأغلبية، قرار دعم الأنشطة التعليمية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتأكيد التزام "اليونسكو" بتوفير التعليم للاجئين الفلسطينيين. 

وصوتت لصالح القرار، 50 دولة من أصل 58 دولة عضو، وامتنع عن التصويت دولتان، وتغيب عن التصويت دولتان، في حين عارض القرار أربع دول.

وجاء عقد الدورة الاستثنائية بناءً على طلب اثني عشر عضوًا من أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو وهي: تشيلي، كوبا، جيبوتي، إندونيسيا، الأردن، المكسيك، نيجيريا، باكستان، قطر، جنوب إفريقيا، إسبانيا، وتركيا، لدعم استمرارية الأنشطة التعليمية للأونروا رداً على قوانين "الكنيست" الإسرائيلية بشأن حظر أنشطة الوكالة الأممية، وما سيترتب عليه من انهيار للعملية التعليمية التي تقودها الوكالة في مناطق عملياتها في فلسطين.

بدورها، شكرت القائم بأعمال سفير دولة فلسطين لدى اليونسكو، هالة طويل، الدول التي صوتت لصالح القرار والتي عبرت عن كامل دعمها لدولة فلسطين، داعيةً المجتمع الدولي كاملاً بإعلاء الصوت والتأكيد أنه لا بديل للأونروا.

يشار إلى أن عقد الجلسة الاستثنائية جاء بفضل الجهود الدبلوماسية المبذولة من وفد دولة فلسطين الدائم لدى اليونسكو بالتعاون مع الدول العربية والصديقة التي دعمت مشروع القرار.

يذكر أن "الأونروا" تتعرض لاستهداف ممنهج من الاحتلال الإسرائيلي، بلغ ذروته بإقرار "الكنيست" الإسرائيلية في 28 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قوانين تحظر عمل الوكالة الأممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وألا تقوم بتشغيل أي مكتب تمثيلي، ولا تقدم أي خدمة، ولا تقوم بأي نشاط، بشكل مباشر أو غير مباشر.

مقالات مشابهة

  • تقرير أمريكي:الولايات المتحدة “قلقة” إزاء نفوذ الصين المتزايد في العراق
  • الأردن: قرار اليونسكو يدعم استمرارية عمل "الأونروا" في الأراضي الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بقرار استجابة "اليونسكو" العاجلة ضد إغلاق "الأونروا"
  • ترحيب فلسطيني بقرار استجابة "اليونسكو" العاجلة ضد إغلاق "الأونروا"
  • "اليونسكو" تعتمد قرارًا بدعم استمرارية الأنشطة التعليمية للأونروا في فلسطين
  • اليونسكو تعقد جلسة لدعم استمرارية الأنشطة التعليمية للأونروا في فلسطين
  • بعد عودة ترامب.. كيف ستتعامل الصين مع متغيرات السياسة الأميركية؟
  • أسرة تحرير "الوفد" تهنئ الزميل محمد عبد العال بمناسبة خطوبة ابنته
  • أول تعليق من رضا عبد العال بعد فوز الزمالك ضد المصري
  • عبد العال: جوميز سبب الهزيمة أمام المصري