كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن مناقشات بدأت بين أعضاء ديمقراطيين داخل مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين للنظر في إمكانية تمرير تشريع يقيد المساعدات العسكرية الأمريكية المستقبلية لإسرائيل، على خلفية ضغوط دولية، وبعضها من حلفاء للولايات المتحدة، بسبب دموية عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، والتكلفة البشرية الهائلة له منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ونقلت المجلة عن أعضاء بالكونجرس، لديهم اطلاع على الأمر، أن النقاش حول تلك المسألة يدور بين سيناتورات ديمقراطيين بارزين، وأن البيت الأبيض على علم بها، وتم خلال المناقشات تداول تحذيرات تفيد باقتراب نفاد صبر حلفاء لواشنطن في أوروبا، إزاء تصعيد تل أبيب من عدوانها على غزة.

اقرأ أيضاً

نائبان بالكونجرس يحذران بايدن من عنف المستوطنين بالضفة الغربية: اضغط لوقفه

الضغط على بايدن

وأضافوا أن مناقشات داخل الكابيتول هيل حول تقييد المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة دفعت الديمقراطيين إلى إجراء مناقشات مماثلة حول تقييد محتمل للمساعدات العسكرية لإسرائيل.

وقال عضو آخر، إن الديمقراطيين بالكونجرس "يتجهون نحو" الضغط من أجل فرض هذه الشروط بشأن الدعم المستقبلي لإسرائيل".

ويقول التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن السيناتور بيرني ساندرز (ديمقراطي من فيرمونت) استضاف مأدبة غداء، يوم الأربعاء الماضي، للديمقراطيين في مجلس الشيوخ، وتم خلالها مناقشة الحرب في غزة، حسبما قال أربعة أشخاص مطلعين على التجمع.

وخلا لاللقاء، تحدث شبلي تلحمي، أستاذ أنور السادات للسلام والتنمية في جامعة ميريلاند، إلى المشرعين حول هذه القضايا وأكد عقد الاجتماع.

وقال ثلاثة أشخاص آخرين إن تلحمي كان ضيفا إلى جانب توم فريدمان من صحيفة "نيويورك تايمز"، ومفاوض السلام السابق في الشرق الأوسط دينيس روس.

وقال أحد الأشخاص: "لقد أثيرت شروط المساعدات العسكرية" من قبل بعض أعضاء مجلس الشيوخ.

اقرأ أيضاً

لمدة قد تصل أسبوعين.. الكونجرس يغلق أبوابه دون تقديم مساعدات لإسرائيل و أوكرانيا

تحرك ديمقراطي

وقالت "بوليتيكو" إنه بموازاة ذلك، أصدر ساندرز بيانًا دعا فيه إلى تكييف المساعدات الأمريكية لإسرائيل، بما في ذلك عن طريق إنهاء ما أسماه "القصف العشوائي" للسماح "بوقف كبير في العمليات العسكرية" حتى تتمكن المساعدات الإنسانية من دخول غزة، والسماح لسكان غزة النازحين بالعودة إلى ديارهم؛ وعدم إعادة احتلال إسرائيل للقطاع بشكل طويل الأمد أو تشديد الحصار على غزة؛ ووضع حد لعنف المستوطنين وتوسعهم في الضفة الغربية؛ و"الالتزام بمحادثات سلام واسعة النطاق من أجل حل الدولتين.

ويقول التقرير إن دعم الديمقراطيين للحملة العسكرية الإسرائيلية عل غزة تآكل في الأسابيع الأخيرة.

ويضيف: إذا انضم الديمقراطيون الأكثر اعتدالاً إلى الدعوات المطالبة بوضع شروط للمساعدات المقدمة لإسرائيل، فقد يؤدي ذلك إلى تعقيد سياسة الرئيس جو بايدن المتمثلة في الوقوف بقوة إلى جانب دولة الاحتلال أثناء انتقامها من "حماس"، لا سيما إذا تحولت تلك الدعوات إلة تشريع.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، وفي دعوة لإرسال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، قال 13 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ في بيان مشترك: "لقد كنا نراقب عن كثب الحرب في غزة ونعتقد أنه يجب القيام بالمزيد لحماية حياة المدنيين".

واعتبرت الرسالة أن "الفشل في توفير الحماية الكافية للمدنيين غير المقاتلين تخاطر بتصعيد كبير للصراع في المنطقة وتلحق أضرارا جسيمة بآفاق التعايش السلمي بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

اقرأ أيضاً

سيفاقم عجز ديونها.. أمريكا تستعد لإقرار مساعدات جديدة للاحتلال بـ14 مليار دولار

"قانون ليهي"

ولم يستقر الديمقراطيون على كيفية أو حتى ما إذا كانوا سيضغطون من أجل فرض شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل.

لكن بعض المشرعين قالوا إن المحادثات الحالية تدور حول استخدام السلطات القائمة مثل تفعيل "قانون ليهي"، الذي يحظر إرسال الأموال إلى البلدان التي توجد بها معلومات موثوقة حول انتهاكات حقوق الإنسان.

وتتلقى إسرائيل نحو 3.8 مليار دولار سنويا من الولايات المتحدة مقابل أنظمتها العسكرية والدفاعية الصاروخية.

وأقر مجلس النواب، الذي يقوده الجمهوريون، في وقت سابق من هذا الشهر، مشروع قانون مساعدات إضافية بقيمة 14.3 مليار دولار.

اقرأ أيضاً

تقرير: إسرائيل طلبت من أمريكا مساعدات طارئة بـ10 مليارات دولار

البنتاجون: غير واقعي

من جانبه، قال مصدر بوزارة الدفاع الأمريكية إنه "من غير المرجح" أن تضع الإدارة شروطا على مساعداتها العسكرية لإسرائيل، مضيفا: قد ننصحهم أو نرشدهم لتقليل الإصابات بين المدنيين، لكن تقييد المساعدات لإسرائيل سيكون أمرا بعيد المنال.

حلفاء أمريكا

وتشير المجلة إلى تصاعد الغضب بين حلفاء واشنطن من طريقة تصرف إسرائيل في غزة، حيث قالت أليسيا كيرنز، عضو البرلمان البريطاني المحافظ ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية إنه "من المهم للغاية أن تكون هناك قيود على المساعدات العسكرية المستقبلية لإسرائيل"، مشيرة إلى ارتفاع معدل الضحايا المدنيين عندما تضرب إسرائيل هدفًا لـ"حماس".

المصدر | بوليتيكو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة الكونجرس الأمريكي مساعدات عسكرية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية المساعدات العسکریة العسکریة لإسرائیل اقرأ أیضا فی غزة

إقرأ أيضاً:

اليونيسيف: حظر إسرائيل إدخال المساعدات يهدد حياة مليون طفل في غزة

أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) -السبت- تحذيرا جديدا بخصوص المخاطر والعواقب الوخيمة التي تهدد حياة أكثر من مليون طفل في قطاع غزة جراء استمرار حظر إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.

وسجلت المنظمة -في بيان لها- أن إسرائيل "لم تسمح بدخول أي مساعدات إلى القطاع منذ الثاني من مارس/آذار 2025، وهي أطول فترة منع للمساعدات منذ بدء الحرب، مما أدى إلى نقص في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والمأوى والإمدادات الطبية".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أونروا: الضفة تشهد أكبر نزوح منذ حرب 1967list 2 of 2أطباء بلا حدود: مصدومون من مقتل موظف ثانٍ في غزة خلال أسبوعينend of list

ورجحت يونيسيف أن ترتفع معدلات سوء التغذية والأمراض من دون هذه الضروريات، الأمر الذي توقعت أن يؤدي إلى زيادة في عدد وفيات أطفال غزة.

وقال المدير الإقليمي لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوارد بيجبيدر، إن المنظمة لديها "آلاف المنصات المحملة بالمساعدات تنتظر دخول قطاع غزة"، معتبرا أن معظم هذه المساعدات "مُنقذة للحياة، ولكنها بدلا من إنقاذ الأرواح تُخزن".

ودعا المسؤول الأممي إلى ضرورة السماح بدخول المساعدات فورا، مشددا على أن هذا الأمر "ليس خيارا أو صدقة، بل إنه التزام بموجب القانون الدولي".

وزاد بيجبيدر مناشدا "من أجل أكثر من مليون طفل في قطاع غزة، نحث السلطات الإسرائيلية على ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان على الأقل، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني".

إعلان

وأشار إلى أن المسؤولية القانونية تفرض على إسرائيل ضمان تزويد الأسر بالغذاء والدواء وغيرها من اللوازم الأساسية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.

كما نبهت يونيسيف إلى أن الأطفال الذين يتلقون علاج سوء التغذية في فطاع غزة المحاصر يتعرضون لـ"خطر جسيم"، إذ أُغلق 21 مركزا للعلاج منذ 18 مارس/آذار 2025 بسبب أوامر النزوح أو القصف.

ويواجه 350 طفلا يعتمدون على هذه المراكز الآن سوء تغذية متفاقما قد يُهدد حياتهم، حسب تقديرات المنظمة، كما أن الأغذية التكميلية للرضع الضرورية للنمو عند انخفاض مخزونات الغذاء "نفدت في وسط وجنوب غزة، ولم يتبقَّ من حليب الأطفال الجاهز للاستخدام سوى ما يكفي لحوالي 400 طفل لمدة شهر".

وتفيد إحصائيات يونيسيف بأن نحو 10 آلاف رضيع دون سن 6 أشهر يحتاجون إلى تغذية تكميلية، منبهة إلى أنه من دون حليب الأطفال الجاهز للاستخدام "قد تُجبر العائلات على استخدام بدائل ممزوجة بمياه غير آمنة".

كما سجلت يونيسيف أن معدل الحصول على مياه الشرب بالنسبة لمليون شخص، بمن فيهم 400 ألف طفل، انخفض من 16 لترا للشخص في اليوم إلى 6 لترات فقط، محذرة من انخفاض هذا الرقم إلى أقل من 4 لترات في حال نفاد الوقود خلال الأسابيع المقبلة.

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • رداً على مجازر إسرائيل.. حماس تقصف أسدود برشقة صاروخية
  • مظاهرة مغربية تطالب بوقف مجازر إسرائيل في قطاع غزة
  • مجلة أمريكية: هل إيران قادرة على هزيمة أمريكا وإغراق حاملات طائراتها بالبحر الأحمر؟ (ترجمة خاصة)
  • اليونيسيف: حظر إسرائيل إدخال المساعدات يهدد حياة مليون طفل في غزة
  • نحو مليار دولار.. خسائر أمريكية كبيرة في حملتها العسكرية على اليمن  
  • مجلة أمريكية: الحوثيون "يضحكون بصوت عالٍ" على مزاعم مغادرة إيران لليمن في ظل فشل واشنطن (ترجمة خاصة)
  • مصادر أمريكية تكشف عن خسائر واشنطن المالية للعمليات العسكرية ضد الحوثيين وتتوقع أن تستمر 6 أشهر
  • إسرائيل توسّع عملياتها العسكرية البرية في غزة
  • "رويترز" تكشف تفاصيل موافقة إدارة ترامب على إرسال 20000 بندقية هجومية لإسرائيل
  • 20 ألف بندقية هجومية أمريكية لإسرائيل