"مكتبة" من الجليد القديم في كوبنهاغن لفهم تغير المناخ
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
يستخدم علماء في كوبنهاغن ثلاجة عملاقة يطلق عليها "أيس كور أركايف" وتُخزَّن فيها كتل من الجليد تعود إلى آلاف السنين جُمع الجزء الأكبر منها من غرينلاند، لفهم التغيرات في المناخ.
وقال يورغن بيدر ستيفنسن أستاذ علم الجليد في جامعة كوبنهاغن لوكالة فرانس برس "ما لدينا في هذا الأرشيف هو تغير المناخ في عصور ما قبل التاريخ، وهو سجل للنشاطات البشرية في العشرة آلاف سنة الماضية".
بدأ شغفه في كتل الجليد قبل 43 عاماً، وأثناء الحفر في الغطاء الجليدي في غرينلاند التقى زوجته دورثي داهل-ينسن، وهي أيضاً من كبار الخبراء في مجال علم المناخ القديم.
ومنذ العام 1991، يدير ستيفنسن الثلاجة، وهي واحدة من الأكبر في العالم إذ تضم 40 ألف كتلة من الجليد مكدسة على صفوف طويلة من الرفوف في صناديق كبيرة.
والعينات المجمّدة فريدة، إذ إنها مكونة من ثلج مضغوط وليس من مياه متجمّدة.
وأوضح ستيفنسن "كل المجال الجوي بين رقاقات الثلج محصور على شكل فقاعات في الداخل والهواء الموجود داخل هذه الفقاعات هو من عمر الجليد".
تشبه حجرة الانتظار في الثلاجة غرفة قراءة في مكتبة حيث يمكن العلماء فحص الجليد الذي سحبوه من "المكتبة" الرئيسية أو غرفة التخزين.
لكن يجب أن يكونوا سريعين، إذ تبلغ الحرارة في حجرة الانتظار -18 درجة مئوية وهي درجة معتدلة مقارنة بـ -30 درجة مئوية في غرفة التخزين. مستخلصات في القاع
أحضر فريق من الباحثين العينات الأولى إلى الدنمارك في الستينات من كامب سنتشوري وهي قاعدة عسكرية أمريكية سرية في غرينلاند.
ويعود تاريخ أحدثها إلى هذا الصيف عندما حفر العلماء الطبقة السفلية من الجليد في شرق غرينلاند على عمق 2,6 كيلومتراً.
وتحتوي هذه العينات على مستخلصات وصلت إلى القاع قبل 120 ألف عام، خلال الفترة الجليدية الأخيرة عندما كانت درجات حرارة الهواء في غرينلاند أعلى بمقدار 5 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.
وقال ستيفنسن "كان العالم أكثر دفئاً بكثير مما هو عليه اليوم. لكن هذا كان قبل وجود البشر".
ومن شأن هذا الجليد الذي استحصل عليه العلماء أخيراً أن يساعد على فهم السبب وراء ارتفاع مستويات سطح البحر، وهو أمر لا يمكن تفسيره إلا جزئياً بتقلص الغطاء الجليدي.
ويأتي تفسير ذلك أيضاً من تيارات الجليد، وهي جليد يتحرّك بسرعة على الغطاء الجليدي الذي يذوب بمعدل مقلق.
وأضاف ستيفنسن "إذا فهمنا تيارات الجليد بشكل أفضل، يمكننا الحصول على فكرة أفضل عن مدى مساهمتها (في ارتفاع منسوب سطح البحر) من غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية في المستقبل".
تعدّ العينات الجليدية الطريقة الوحيدة لتحديد حالة الغلاف الجوي قبل التلوث الذي سببه النشاط البشري.
وقال ستيفنسن "باستخدام العينات، تمكنا من تحديد طريقة تغير غازات الدفيئة وثاني أكسيد الكربون والميثان مع مرور الوقت".
وأضاف "ويمكننا أيضاً أن نرى تأثير حرق الوقود الأحفوري في العصر الحديث".
وهذا المشروع منفصل عن مؤسسة "أيس ميموري" التي جمعت عينات جليدية من 20 موقعاً في كل أنحاء العالم من أجل حفظها للباحثين المستقبليين في محطة كونكورديا الفرنسية-الإيطالية للبحوث في القارة القطبية الجنوبية، قبل أن تختفي بسبب تغير المناخ.
وقال رئيس المؤسسة جيروم تشابيلاز "تخزين ذاكرة جليد في غرينلاند أمر جيد جداً"، لكنه أشار إلى أن تخزين العينات في ثلاجة صناعية يكون عرضة لخلل تقني أو مشكلات تمويل أو هجمات أو حتى حروب.
في العام 2017، أدى تعطّل ثلاجة في جامعة ألبرتا الكندية إلى تعريض 13 % من عيناتها التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين لدرجات حرارة دافئة، وهو أمر غير مستحب.
وقال تشابيلاز "إنهم يملكون كنزاً" داعياً الدنماركيين إلى الانضمام لمشروع كونكورديا.
وختم "علينا أن نحمي هذا الكنز ونضمن قدر الإمكان انضمامه إلى التراث العالمي للبشرية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة السويد التغير المناخي فی غرینلاند من الجلید
إقرأ أيضاً:
لفهم أداء المحتوى.. إنستجرام يجرى تغييرات على ميزة Insights
يعمل إنستجرام على إدخال بعض التغييرات على ميزة الرؤى الخاصة بها أو Insights، بهدف مساعدة المبدعين على فهم أفضل لكيفية أداء محتواهم.
ويعد الهدف من هذه التعديلات هو توفير رؤى قابلة للتنفيذ وتوصيات شخصية، حتى يتمكن المبدعون من معرفة الاتجاهات العامة لدى جمهورهم وأداء منشوراتهم على إنستجرام بشكل أكثر دقة.
مستوحاة من إنستجرام.. واتساب يجلب ميزة جديدة لتحديثات الحالةإضافة جديدة في إنستجرام تحفز التفاعل أو تسبب فوضى في Reelsانستجرام يجرى بعض التغييرات على ميزة Insights للمبدعين لفهم أداء المحتوىأحد المقاييس الجديدة يسمى "معدل العرض"، وهو يتيح للمبدعين معرفة النسبة المئوية للأشخاص، سواء من المتابعين أو غير المتابعين، الذين يستمرون في مشاهدة المحتوى بعد أول ثلاث ثوانٍ. هذه الثواني الأولى تعتبر حاسمة في جذب الانتباه، ويهدف المقياس إلى مساعدة المبدعين في معرفة ما إذا كانت مقاطع الريلز تشد انتباه الجمهور من اللحظة الأولى.
مقياس آخر جديد يدعى "وجهات النظر مع مرور الوقت" يتيح للمبدعين متابعة المشاهدات التي تلقاها منشوراتهم حتى اللحظة، مقارنةً بالمشاهدات المتوسطة التي تحصل عليها منشوراتهم عادة في نفس الفترة الزمنية. كما يوفر المقياس إمكانية التفرقة بين المشاهدات من المتابعين وغير المتابعين.
بالإضافة إلى هذه المقاييس، تقدم إنستجرام أيضا نصائح مخصصة وقابلة للتنفيذ لمساعدة المبدعين في فهم ما إذا كان محتواهم يحقق نتائج أفضل أو أسوأ من المعتاد. تهدف هذه النصائح إلى توجيه المبدعين بسهولة نحو ما يتفاعل معه جمهورهم بشكل أكبر.
انستجرام يجرى بعض التغييرات على ميزة Insights للمبدعين لفهم أداء المحتوىهذه التغييرات تأتي في إطار سعي إنستجرام المستمر لدعم المبدعين ومساعدتهم على تنمية جمهورهم وزيادة وصولهم. من خلال توفير المزيد من البيانات والملاحظات العملية، تهدف المنصة إلى تسهيل عملية إنشاء محتوى يتناسب مع اهتمامات الجمهور ويساهم في تحقيق أهداف المبدعين.
ستساعد هذه المزايا الجديدة بشكل كبير المبدعين في تحسين المحتوى الخاص بهم، كما ستساهم هذه التغييرات في مساعدة مبدعين آخرين على تطوير جمهورهم وزيادة تفاعلهم مع المنشورات التي تتم مشاركاتها على إنستجرام، وذلك في ظل المنافسة مع منصات مثل تيك توك، لذا من المهم أن توفر “ميتا” للمبدعين تنويع لحضورهم الرقمي والبحث عن طرق لتحقيق الدخل عبر منصاتها.