موقع 24:
2024-07-01@05:13:21 GMT

"مكتبة" من الجليد القديم في كوبنهاغن لفهم تغير المناخ

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

'مكتبة' من الجليد القديم في كوبنهاغن لفهم تغير المناخ

يستخدم علماء في كوبنهاغن ثلاجة عملاقة يطلق عليها "أيس كور أركايف" وتُخزَّن فيها كتل من الجليد تعود إلى آلاف السنين جُمع الجزء الأكبر منها من غرينلاند، لفهم التغيرات في المناخ.

وقال يورغن بيدر ستيفنسن أستاذ علم الجليد في جامعة كوبنهاغن لوكالة فرانس برس "ما لدينا في هذا الأرشيف هو تغير المناخ في عصور ما قبل التاريخ، وهو سجل للنشاطات البشرية في العشرة آلاف سنة الماضية".


بدأ شغفه في كتل الجليد قبل 43 عاماً، وأثناء الحفر في الغطاء الجليدي في غرينلاند التقى زوجته دورثي داهل-ينسن، وهي أيضاً من كبار الخبراء في مجال علم المناخ القديم.
ومنذ العام 1991، يدير ستيفنسن الثلاجة، وهي واحدة من الأكبر في العالم إذ تضم 40 ألف كتلة من الجليد مكدسة على صفوف طويلة من الرفوف في صناديق كبيرة.
والعينات المجمّدة فريدة، إذ إنها مكونة من ثلج مضغوط وليس من مياه متجمّدة.
وأوضح ستيفنسن "كل المجال الجوي بين رقاقات الثلج محصور على شكل فقاعات في الداخل والهواء الموجود داخل هذه الفقاعات هو من عمر الجليد".
تشبه حجرة الانتظار في الثلاجة غرفة قراءة في مكتبة حيث يمكن العلماء فحص الجليد الذي سحبوه من "المكتبة" الرئيسية أو غرفة التخزين.
لكن يجب أن يكونوا سريعين، إذ تبلغ الحرارة في حجرة الانتظار -18 درجة مئوية وهي درجة معتدلة مقارنة بـ -30 درجة مئوية في غرفة التخزين.

مستخلصات في القاع

أحضر فريق من الباحثين العينات الأولى إلى الدنمارك في الستينات من كامب سنتشوري وهي قاعدة عسكرية أمريكية سرية في غرينلاند.
ويعود تاريخ أحدثها إلى هذا الصيف عندما حفر العلماء الطبقة السفلية من الجليد في شرق غرينلاند على عمق 2,6 كيلومتراً.
وتحتوي هذه العينات على مستخلصات وصلت إلى القاع قبل 120 ألف عام، خلال الفترة الجليدية الأخيرة عندما كانت درجات حرارة الهواء في غرينلاند أعلى بمقدار 5 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.
وقال ستيفنسن "كان العالم أكثر دفئاً بكثير مما هو عليه اليوم. لكن هذا كان قبل وجود البشر".
ومن شأن هذا الجليد الذي استحصل عليه العلماء أخيراً أن يساعد على فهم السبب وراء ارتفاع مستويات سطح البحر، وهو أمر لا يمكن تفسيره إلا جزئياً بتقلص الغطاء الجليدي.
ويأتي تفسير ذلك أيضاً من تيارات الجليد، وهي جليد يتحرّك بسرعة على الغطاء الجليدي الذي يذوب بمعدل مقلق.
وأضاف ستيفنسن "إذا فهمنا تيارات الجليد بشكل أفضل، يمكننا الحصول على فكرة أفضل عن مدى مساهمتها (في ارتفاع منسوب سطح البحر) من غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية في المستقبل".

"ثروة"

تعدّ العينات الجليدية الطريقة الوحيدة لتحديد حالة الغلاف الجوي قبل التلوث الذي سببه النشاط البشري.
وقال ستيفنسن "باستخدام العينات، تمكنا من تحديد طريقة تغير غازات الدفيئة وثاني أكسيد الكربون والميثان مع مرور الوقت".
وأضاف "ويمكننا أيضاً أن نرى تأثير حرق الوقود الأحفوري في العصر الحديث".
وهذا المشروع منفصل عن مؤسسة "أيس ميموري" التي جمعت عينات جليدية من 20 موقعاً في كل أنحاء العالم من أجل حفظها للباحثين المستقبليين في محطة كونكورديا الفرنسية-الإيطالية للبحوث في القارة القطبية الجنوبية، قبل أن تختفي بسبب تغير المناخ.
وقال رئيس المؤسسة جيروم تشابيلاز "تخزين ذاكرة جليد في غرينلاند أمر جيد جداً"، لكنه أشار إلى أن تخزين العينات في ثلاجة صناعية يكون عرضة لخلل تقني أو مشكلات تمويل أو هجمات أو حتى حروب.
في العام 2017، أدى تعطّل ثلاجة في جامعة ألبرتا الكندية إلى تعريض 13 % من عيناتها التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين لدرجات حرارة دافئة، وهو أمر غير مستحب.
وقال تشابيلاز "إنهم يملكون كنزاً" داعياً الدنماركيين إلى الانضمام لمشروع كونكورديا.
وختم "علينا أن نحمي هذا الكنز ونضمن قدر الإمكان انضمامه إلى التراث العالمي للبشرية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة السويد التغير المناخي فی غرینلاند من الجلید

إقرأ أيضاً:

موجات الحر تعصف بالمحاصيل الزراعية.. مركز تغير المناخ يقدم حزمة نصائح للمزارعين.. وخبراء يطالبون بإنتاج أصناف تقاوي محسنة تقاوم الحرارة والرطوبة المرتفعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تواجه مصر خلال الأونة الأخيرة موجات شديدة الحرارة تؤثر على جميع مناحي الحياة، ولعل المحاصيل الزراعية تكون من أشد المتضررين بموجات الحر، ودرجات الحرارة المرتفعة التي أخذت في الزيادة خلال فصلي الربيع وبالطبع ستمتد خلال أشهر الصيف.

ومطلع شهر يونيو الجاري حذر مركز معلومات تغير المناخ، التابع لوزارة الزراعة من تداعيات موجات الحر وارتفاع درجات الحرارة على المحاصيل الزراعية، حيث تعد هذه الموجات أحد أشكال التغير المناخي وآثاره الوخيمة وبخاصة على قطاع الزراعة.

ونصح المركز المزارعين في مصر بضرورة اتباع مجموعة من الإجراءات من أجل الحفاظ على الزراعات المختلفة أثناء موجات الحر، حيث يتوقع المركز استمرار موجات الحر حتى شهر أكتوبر المقبل.

كيف تنجو المحاصيل الزراعية من موجات الحر

وقدم المركز روشتة نصائح للمزارعين حيث أوصى برش المبيدات الحشرية الوقائية بالجرعات الصحيحة، في الوقت المناسب للحد من تفشي الحشرات الضارة، وتوفير الظل المناسب للنباتات الحساسة للحرارة الشديدة باستخدام الشاشات المظللة والخيام الزراعية، وزيادة تربية النباتات المقاومة للظروف الجوية القاسية والصيفية. 

كما شدد المركز على ضرورة توفير المياه بشكل كافٍ للنباتات والمحاصيل في الفترات الحارة والجافة، وتنظيم الري بشكل جيد وفقا لاحتياجات المحاصيل والنباتات، بالإضافة إلى التحكم في الرطوبة النسبية في المزارع والحد من تراكم الندى على سطح النباتات، وتحديث الأساليب الزراعية باستخدام التقنيات الحديثة لتحسين إنتاجية المزارع وجودة المحاصيل والنباتات، مع ضرورة الحفاظ على الأراضي الزراعية والمحافظة على التنوع البيولوجي والحيوي للمنطقة الزراعية.

وأوصى مركز معلومات تغير المناخ، المزارعين بتوفير الرعاية اللازمة أيضا للمواشي والحيوانات المحلية، وتنظيم استخدام الموارد الطبيعية المتاحة، كما يجدر بهم متابعة تحديثات التنبؤات الجوية والمناخية واتخاذ الإجراءات الوقائية والحماية المناسبة للمحاصيل الزراعية.

من جهته، قدم الدكتور محمد فهيم، مستشار وزير الزراعة، حزمة من التوصيات للحفاظ على إنتاجية المحاصيل الزراعية في موجات الحر. 

وقال فهيم إن هناك تأثيرات كبيرة لموجات الحرعلى المحاصيل الزراعية، حيث توفر هذه الموجات بيئة مناسبة لانتشار الآفات الحشرية، والتي بدورها تؤثر على المحاصيل الزراعية وبخاصة الخضر والفاكهة، وعلى رأسها محصول المانجو، كما تؤثر على محاصيل الفول البلدي والقمح والكمون واليانسون.

ودعا "فهيم" إلى ضرورة الاهتمام بالري المنتظم للمحاصيل واستخدام الأسمدة والمبيدات في توقيتاتها السليمة وبالكميات المناسبة لمساعدة المحاصيل على النجاة من الآثار السلبية لموجات الحر. 

وعلى صعيد متصل، أكد الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، أن تغير المناخ كما له من آثار سلبية على مناحي الحياة إلا أن قطاع الزراعة يعد من أكثر المتضررين من تغيرات المناخ.

وأضاف "خليفة" أن تغيرات المناخ من أهم مظاهرها في الآونة الأخيرة هي موجات الحر، وبالطبع هذه الموجات تؤثر بالسلب على غنتاجية المحاصيل، لذلك يجب اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها تجنيب المحاصيل الزراعية لدرجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية. 

ولفت نقيب الزراعيين إلى أن موجات الحر في فصل الصيف تحديدًا تؤثر على إنتاجية بعض الحاصلات الراعية، حيث تؤثر على انخفاض إنتاج التمور بنسبة 15 %.

ودعا "خليفة" في تصريحات تليفزيونية، إلى ضرورة العمل على إنتاج أصناف زراعية تتحمل درجات الحرارة العالية، والتوسع في إنتاج أصناف جديدة من التقاوي المحسنة لمواجهة تأثير درجات الحرارة المرتفعة، بجانب التوسع في إنشاء الصوب الزراعية والتي يتم تجهيزها للزراعة في ظروف مناخية مختلفة، إلى جانب التوسع في الصوب الزراعية يغطى انخفاض الإنتاج في بعض الأصناف".

ولفت النقيب إلى أن من أهم العوامل التي تؤثر على تحمل المحاصيل الزراعية لموجات الحر توافر المياهن لذلكة يجب على المجتمع بالكامل الحفاظ قدر الإمكان على المياه. 

مقالات مشابهة

  • تغير المناخ يرغم منتجي زيت الزيتون على البحث عن حلول
  • منتجو زيت الزيتون يبحثون عن حلول بمواجهة تغير المناخ
  • دوناروما يعلق على خروج ايطاليا من اليورو
  • بيل جيتس: الذكاء الاصطناعى يمكنه إنقاذ البشر من تغير المناخ والأمراض
  • الأسبوع العالمي للتوعية بالحساسية.. تغير المناخ يعرضك للإصابة بالمرض
  • «واشنطن بوست»: تأثير تلوث الهواء على تغير المناخ.. تبريد مؤقت وارتفاع حتمي في درجات الحرارة
  • موجات الحر تعصف بالمحاصيل الزراعية.. مركز تغير المناخ يقدم حزمة نصائح للمزارعين.. وخبراء يطالبون بإنتاج أصناف تقاوي محسنة تقاوم الحرارة والرطوبة المرتفعة
  • علماء: تغير المناخ تسبب في ارتفاع الحرارة خلال موسم الحج
  • تقرير: موجة الحر أثناء الحج تفاقمت بسبب تغير المناخ
  • السعودية.. تقرير: موجة الحر أثناء الحج تفاقمت بسبب تغير المناخ