الى السادة والسيدات المصريين والمصريات الذين يكتبون في الشأن السوداني بلا علم وبلا بصيرة اهدي إليكم الموجهات التالية:
اولا: اللعب أصبح على المكشوف وقطاعات كبيرة من الشعب السوداني تعرف تماما الدور التخريبي للحكومة المصرية للفترة الانتقالية ثم دعم انقلاب البرهان والوسوسة له بأن ضربة سريعة وخاطفة يمكن أن تمحو الدعم السريع من الوجود، ثم التدخل السافر في الحرب وبعد ان تفاجأت مصر بأن رهانها على البرهان كان خطأ استراتيجي هاهي تسعى لفرض الكيزان الذين اشعلوا الحرب كاوصياء على السودان او بمعنى أدق كوكلاء للوصاية المصرية على السودان! يعني تريد مصر ببساطة ان تحقق للكيزان بالاوانطة والاستهبال ما فشلوا في تحقيقه بالحرب !!!!!
ثانيا: يجب أن تعلم مصر ان سياساتها تجاه السودان تسببت في شرخ كبير بينها وبين الشعب السوداني لا يمكن ترميمه الا بانتهاج سياسات جديدة أما التمادي في تصدير الأجندة الكيزانية وتبني خطاب الكيزان بالحرف الواحد فلا يعني سوى شيء واحد وهو خسارة مصر للسودان على المستوى الاستراتيجي.


ثالثا: هناك فرق بين بناء التوافق السياسي وبين الاحتيال والاستهبال السياسي ، وما دامت مصر تسعى للتوافق لماذا لم تقنع الفصيل الكيزاني الحليف لها( نحن نعلمهم بالاسم) بأن يدفع استحقاقات التوافق وعلى رأسها تبني خيار السلام والكف عن العمل على توسيع دائرة الحرب والخطاب الاستئصالي لخصومهم السياسيين؟ هل يعقل ان يصطف دعاة إيقاف الحرب وبناء السلام وتأسيس عملية سياسية ديمقراطية مع من يستنفرون للحرب ويرفضون الحل التفاوضي ويسنون السكاكين لذبح القوى السياسية ويبثون خطاب الكراهية العنصريةويدعون لتقسيم البلاد؟ هذا ليس توافقا هذا سمك لبن تمر هندي !
رابعا : سؤال برئ ، هل من حق الكتاب السودانيين الدعوة إلى تشغيل مبدأ الوفاق والتوافق داخل مصر نفسها؟ مثلا لماذا لا يتوافق السيسي مع جمال مبارك ( مالو جمال؟ سياسي زي الفل يعني صلاح قوش وعلي كرتي اجدع منو في ايه عشان نفهم بس)؟! ولماذا لا يتم الإفراج عن عشرات الالاف من سجناء حركة الاخوان المسلمين التي لم تحكم سوى عام واحد ووصلت إلى السلطة بانتخابات حرة نزيهة وليس بانقلاب عسكري( اول رئيس منتخب لمصر في تاريخها الحديث والقديم انتخابا حرا هو الشهيد محمد مرسي! نعم شهيد رغم كامل اختلافي معه لانه مات مقهورا مظلوما في محاكمة تافهة غير مستوفية لشروط العدالة، وخبر وفاته نشر في صفحة الحوادث يا بتوع التوافق وعدم الاقصاء) ! لماذا لا تعقد مصر مصالحة وطنية مع الاخوان المسلمين الذين تصنفهم كحركة إرهابية وفي ذات الوقت تتبنى مصالحة مجانية مع الكيزان في السودان الكيزان الذين اشعلوا حربا مدمرة ومنابرهم الإعلامية تدعو جهارا نهارا لتدمير الخرطوم وتسويتها بالارض وتدعو لتقسيم السودان بل وتدعو إلى اندماج شمال ووسط وشرق السودان في مصر تحت لافتات دولة وادي النيل ويبدو ان هذا هو سبب استماتة مصر في فرض وصاية الكيزان مجددا على السودان تحت الابتزاز بإستمرار الحرب! عموما الكيزان انهزموا في الحرب والخطاب الاعلامي المناصر لمليشياتهم الجهادية الان يدعو لتجاوز الجيش وعدم الالتزام بأوامر قيادته حتى أثناء المعارك لان به طوابير! ومع استمرار الحرب حتما ستنقسم المليشيات وتخرج على الجيش وتحاربه هو نفسه وتستدعي الجماعات الإرهابية المتطرفة من مشارق الأرض ومغاربها وعندما يحدث ذلك سوف تعلم مصر ان النار التي تلاعبت بها في السودان سوف ترتد عليها هي!  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: لماذا لا

إقرأ أيضاً:

القتل على أساس الهوية في السودان

د. الشفيع خضر سعيد

كل الشواهد تقول إن السودان اليوم يسير سيرا حثيثا على خطى مثلث الرعب الرواندي قبل أن تستعيد رواندا عافيتها. فالحرب الدائرة الآن فيه، تتجه لتسودها جرائم القتل على أساس الهوية الإثنية، كما شهدنا في مدينة الجنينة والعديد من مناطق ولايات دارفور وكردفان، ونشهد اليوم في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة والمناطق التي يسكنها العمال الزراعيون في الولاية وتسمى «الكنابي».
ومع الإشارة، بدون تعليق مؤقتا، إلى أن سيطرة قوات الدعم السريع على عاصمة ولاية الجزيرة ومدن وقرى الولاية الأخرى تمت بدون مقاومة تذكر مما أثار غبارا كثيفا من الشكوك لم ينجل حتى اللحظة، فإن سكان الولاية، ولما يقرب من العام، ظلوا يذوقون الأمرين من هذه القوات تنكيلا وقتلا ونهبا واغتصابا. لذلك، كان طبيعيا أن يتنفس سكان الولاية الصعداء ويعم الفرح أهل السودان بعد أن استعاد الجيش السوداني سيطرته على مدينة ود مدني. لكن الفرحة أفسدتها الانتهاكات البشعة وذات الطابع العنصري التي حدثت في المدينة ووسط سكان «الكنابي» بعد إحكام الجيش سيطرته على المنطقة. وإذا كان السودانيون لا يتوقعون ولا ينتظرون سوى الانتهاكات الجسيمة التي تطال أمنهم وكرامتهم مع سيطرة قوات الدعم السريع على مناطقهم، فإنهم ظلوا يرومون التخلص من هذا الكابوس المرعب، وينشدون الأمن والأمان مع استعادة سيطرة القوات المسلحة السودانية على هذه المناطق، لا أن تتواصل الانتهكات على مرأى ومسمع من قيادات هذه القوات، مهما كانت التهم الموجهة إلى من تم ذبحهم ذبح الشاة أو ألقي بهم في النهر لتلتهمهم التماسيح. فأخذ القانون باليد هو جريمة أيضا، وعامل يعمق الشروخ في مجتمع يحتاج بشدة إلى الوحدة والتماسك. والانتهاكات التي تطال المدنيين وترتكب خارج قواعد الاشتباك، هي جرائم يجب ألا تمر دون عقاب. والتغاضي عنها والإفلات من العقاب سيزيد من اشتعال نيران الحرب ويخدم مصالح الجهات التي تسعى إلى دفع الحرب نحو صراعات جهوية وإثنية من شأنها تمزيق البلاد.
وإذا كان معروفا أن أحاديث قيادات الدعم السريع حول أن الجرائم المنسوبة إلى قواتهم هي من فعل مجموعات متفلتة، وأنهم شكلوا لجانا لمحاسبة هولاء المتفلتين، هي مجرد فقاعات هوائية، فإن الانتهاكات التي تمت بعد استعادة القوات المسلحة السودانية سيطرتها على مدينة ود مدني هي جرائم لا يمكن السكوت عليها، وتستوجب أن تتحمل قيادة القوات المسلحة السودانية المسؤولية القانونية والأخلاقية حيالها. صحيح أن هذه القيادة أصدرت بيانا استنكرت فيه هذه الجرائم وشكلت لجنة تحقيق حولها، ومع ذلك يظل المطلب الرئيسي هو المحاسبة العاجلة والعادلة، وبشكل شفاف ومعلن، لكل المتورطين فيها. وفي نفس الوقت نرى ضرورة الإسراع في نشر أفراد الشرطة والأجهزة المدنية لإنفاذ القانون في كافة المناطق التي يستعيد الجيش سيطرته عليها، وضمان الفصل بين العناصر العسكرية النظامية ومجموعات المستنفرين وبين التعامل المباشر مع المواطنين، وأن يكون هذا التعامل وفق ما يضمن سيادة القانون وإنفاذه بفعالية وعدالة. وعموما، نحن لن نتوقف عن القول بأن الحرب المشتعلة اليوم في السودان، هي جريمة تستوجب المساءلة والعقاب. وأن من ينفخ في كيرها ويزكي نيرانها ويوجه دفتها، هم من أعمى الحقد بصرهم وبصيرتهم بعد أن أطاحت بهم ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018 بقوة حراكها السلمي وطردتهم شر طردة تصحبهم اللعنات، فتمكنت منهم الرغبة في الانتقام من الشعب والوطن، فصموا آذانهم عن صوت العقل، وظلوا مستمسكين بمطامعهم الأنانية ومسترخصين حياة المواطن، وصمموا أن يعودوا إلى كراسي الحكم ولو على حساب دم الشعب المسفوح وفوق جماجم الوطن. هي حرب لن ينتصر فيها طرف، وإن هُزم الطرف الآخر، ولكن قطعا الخاسر فيها والضحية هو الشعب السوداني وبلاده.

إن تحقيق السلام المستدام وإعادة رتق النسيج الاجتماعي وإصلاح الشروخ التي خلفتها صراعات الموارد والسلطة، يتطلب صياغة وإنجاز مشروع وطني يحارب التهميش ويحقق التنمية المتوازنة ويعيد بناء مؤسسات الدولة السودانية

صحيح أن استعادة الجيش السوداني سيطرته على مدينة ود مدني تمثل تحولا نوعيا من الزاوية الاستراتيجية العسكرية. لكن التحولات العسكرية، مهما كانت حاسمة، لن تكون وحدها كافية لإنهاء الحرب التي أنهكت البلاد ومزقت نسيجها الاجتماعي. فهذه الحرب أعمق من مجرد صراع عسكري بين أطراف تتنازع حول السلطة، وهي تستغل أزمة وطنية تتغذى جذورها بالتهميش الناتج من التنمية غير المتوازنة والتوزيع غير العادل للموارد والسلطة. وأن وقف الحرب بشكل نهائي في السودان لا يمكن أن يتحقق بمجرد انتصارات عسكرية أو معارك على الأرض، بل يتطلب في المقام الأول مخاطبة هذه الجذور، مثلما يشترط التوقف عن استثمار الانقسامات العرقية والجهوية التي أضرت بالبلاد والكف عن تغذيتها لصالح مشاريع سياسية منتهية الصلاحية. إن تحقيق السلام المستدام وإعادة رتق النسيج الاجتماعي وإصلاح الشروخ التي خلفتها صراعات الموارد والسلطة، يتطلب صياغة وإنجاز مشروع وطني يحارب التهميش ويحقق التنمية المتوازنة ويعيد بناء مؤسسات الدولة السودانية، المدنية والعسكرية، على أسس جديدة تضمن العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والاعتراف بالتنوع الثقافي والعرقي، بما يحقق إعادة صياغة الهوية السودانية على أساس المصالح المشتركة. وهذا هو الحلم الكبير الذي حملته ثورة ديسمبر/كانون الأول المجيدة بكل ألقها وعنفوانها، حين هتف الثوار حرية سلام وعدالة، وكل البلد دارفور، وأن مستقبل السودان يتطلب تجاوز أي نظرة ضيقة أو السعي نحو المصالح الذاتية إلى الانطلاق نحو هذا المشروع الوطني الجامع. هذه الثورة العظيمة تمثل نقطة تحول فارقة في تاريخ السودان الحديث، وهي البوصلة التي ينبغي أن يهتدي بها حراكنا اليوم.
السودانيون، بكل أطيافهم ومشاربهم، يستحقون وطنًا يُحترم فيه الإنسان وتُصان فيه كرامته، وتعلو فيه قيمة المواطنة. لكن هذا لن يتحقق إلا بقيادة واعية تدرك أن المستقبل لا يمكن أن يُبنى على عداءات الماضي، بل على أساس المصالحة الوطنية ووحدة البلاد، وتؤمن بأن هذا الهدف ليس مجرد ضرورة سياسية، بل هو أيضًا واجب أخلاقي تجاه شعب ظل يعانى طويلًا.

نقلا عن االقدس العربي  

مقالات مشابهة

  • «الجيش السوداني» يحبط هجوما للدعم السريع بالمسيرات على محطات الكهرباء
  • انشقاق لأبرز وزراء الانتقالي بعد زيارة لتركيا
  • قبل انضمام مرموش للسيتي.. أشهر اللاعبين المصريين الذين مروا على الدوري الإنجليزي
  • ما هو أثر العقوبات الأمريكية على الحرب السودانية؟
  • حرمة الدماء بين النصوص السماوية وواقع السودان المؤلم: جيش السودان الموجّه ومليشيات الكيزان نموذجًا
  • السيادة السوداني: قرار وزارة الخزانة الأمريكية ضد البرهان كيدي ويستهدف وحدة السودان
  • بالوثيقة..مجلس النواب يطالب السوداني بإحالة كافة المسؤولين إلى التقاعد من الذين تجاوزوا السن القانوني للمنصب
  • مساعد قائد الجيش السوداني: المرتزقة من جنوب السودان يشكلون 65% من قوات الدعم السريع
  • القتل على أساس الهوية في السودان
  • لماذا تريد أوكرانيا قوات حفظ سلام على أراضيها؟