المواقف التي كشف عنها المؤتمر الصحفي لبعض قوي الحركات الموقعة على اتفاق سلام السودان ٢٠٢٠ (اتفاق جوبا) من إعلان حركة تحرير السودان بقيادة مني مناوي حاكم إقليم دارفور وحركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور جبريل ابراهيم و حركة تحرير السودان قوي التحرير بقيادة الاستاذ الطاهر حجر عضو المجلس السيادي الانقلابي والذي تراجعت عنه فيما بقي موقف الحركتين المتمثلة في الانضمام للحرب الي جانب القوات المسلحة ليس بالحدث الجديد، فقد أطل هذا الموفق منذ اليوم الرابع للحرب لكن تراجع مناوي من الإنضمام أجلها للظهور مره اخري بعد دخول الحرب الشهر الثامن و لعل الدوافع آنذاك كانت مرتبطة بالموقف من انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ موقف الطرفان منها، لكن وتيرة الحرب التي تسارعت وكشفت ان ما يحدث ليس بالأمر الذي سينقشع خلال ساعات دفع بمناوي التوجه غربا نحو اقليم دارفور ليجد ان الفاشر كانت قد سبقته بلجنة وقف اطلاق النار فلم يكن من مناص سوي الانضمام اليها و اعلان الموقف تحت مهمة حماية المدنيين المنصوص عليها في اتفاق سلام جوبا والذي تحته تم تدريب حوالي ٢٠٠٠ من القوات في يوليو ٢٠٢١ .



اما موقف حجر و د الهادي ادريس رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي فقد تباعد منذ بدء انقلاب ٢٥ اكتوبر٢٠٢٣ عقب استدعاءهما صبيحة الانقلاب للقيادة العامة للقوات المسلحة، ثم تواصل الامر بزيارتهما الطويلة الي ولاية غرب دارفور برفقة قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو حميدتى عقب ذلك، حتى تطور الامر الي مدح حميدتى للدكتور الهادي بزالنجي في يناير ٢٠٢٣ بانه رجل دولة حقيقي، مسارات العلاقة تعرضت للمنعطفات بإطلاق النار على منزل الهادي في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ ثم قصف لمنزل اقامته بكافوري عقب ذلك بأيام الي ان انتهي الامر بإقالته من منصبه بالمجلس السيادي الانقلابي في الاسبوع من نوفمبر ٢٠٢٣ .

ان محنه اتفاق جوبا ارتبطت بمنهجها وسياق صناعتها التي اوقعت بها في براثن التحالفات بين المكون العسكري او اطراف الحرب في واقع ظل التغيير فيه غير آبه بصوت الشارع الرافض للتسوية لكون الحالة تحت براثن النظام السابق المستتر من جانب وطموح الدعم السريع نحو السلطة، الي جانب ما اسفر عنه منهج التفاوض من الدفع نحو استلاف عنوان السلام في حالة تقاصرت عنه لكنها ارتقت بلا مواربة نحو اقتسام السلطة في تعبير عن التعامل الفوقي مع الحالة الامر الذي في البدء حذرت منه اوضاع النازحين الماثلة قبل ان يبصم الواقع على ذلك بدء من انخراط التحالف السوداني احد الفصائل الموقعة على اتفاق جوبا في الحرب بغرب دارفور ، مما يدفع بسؤال فرعي في السياق نحو بعثة الامم المتحدة المتكاملة نحو دعم الفترة الانتقالية عن دورها في رصد مسار الاتفاق وواجبها في الانذار المبكر ، فيما جاء التأكيد الثالث في انقسام حركة العدل والمساواة الي مجموعتي د جبريل وصندل .

المواقف التي ظهرت اليوم من بيان اول حول لقاء القادة العسكريين بالحركات بقائد ثان الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دلقو بشمال دارفور والاتفاق على التهدئة القتالية قبل ان يعقب ذلك بساعات المؤتمر الصحفي ببورتسودان والذي كشف عن موقف مغاير يمثل احدي نتائج طبيعة اتفاق جوبا و التراكم الذي خلقته المواقف من الاحداث الكبرى خلال الفترة الانتقالية بما يشمل انقلاب اكتوبر ٢٠٢١، ليثور السؤال حول نتائجه ولسنا هنا للتنبؤ بما سيحدث لكن التحليل يشير الي ان الحالة وصلت نقطة المناورة النهائية التي قد تقود الي حالة فصام بين القيادات السياسية والعسكرية حتى لو نجحت جهود الاحتواء فستظل مؤقته لان الفاشر مثلت نقطة انطلاق الاحداث في ٢٠٠٤ الامر الذي يمثل سجلا تاريخيا يعيد الاذهان الي محطات ومواقف كثيرة وتطرح اسئلة جوهرية حول المصير والمالات المحتملة التي كانت الاجابة عليها بالوقوف في الحياد وحماية المدنيين كمخرج امن يسنده اتفاق جوبا، وهو السند الذي ظلت بموجبه تسير الحركات القوافل من بورتسودان الي دارفور و هو ما انتهي اليوم بموجب التطورات التي تواترت و في المشهد مؤتمر القاهرة تحت عنوان الحالة الانسانية التي بالضرورة ستناقش او ستخرج بتوصيات حول العملية الانسانية ومن سيشرف عليها وغيرها من التفاصيل .

اذن الخلاصة ان ما حدث لخص ان زيارات مناوي الافريقية لم تسعفه لشراء المزيد من الزمن للمناورة وان الوجود في بورتسودان ليست بتذكرة مجانية سواء و ان البقاء في المناصب سواء كحاكم لدارفور او وزير للمالية كحال دكتور جبريل مرتبط بشروط التواجد في مناطق سيطرة احد اطراف الحرب التي لا مجال فيها للدفع بالحياد، ولعل تلخيص اخر للمشهد يكمن في أن فشل فيه نظام البشير في تفكيك الحركات نجحت فيه الحركات بامتياز تحسد عليه
badawi0050@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: اتفاق جوبا

إقرأ أيضاً:

بين هاريس وترامب.. من الرئيس الذي يتمناه نتنياهو؟

بين مرشحين مؤيدين لإسرائيل بشكل عام يتسابقان للوصول إلى البيت الأبيض، تلعب حربا غزة ولبنان دورا مهما في تقرير الرئيس الأميركي المقبل، كما تحدد تفضيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لخليفة جو بايدن.

الناخبون الأمريكيون بالأراضى المحتلة يطالبون الفائز بإنهاء حرب غزة مدير برنامج الأغذية العالمي يحذر من أزمة إنسانية في قطاع غزة

في مناسبات سابقة، صرح نتنياهو أن الإدارات الأميركية الديمقراطية، بما في ذلك الإدارة الحالية، عملت خلف الكواليس لإسقاطه، فهناك دائما توترات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وحلفائه المقربين من جهة والحزب الديمقراطي الأميركي من جهة أخرى.

 

وعلى هذا الأساس يأمل نتنياهو عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في انتخابات الرئاسة الأميركية المرتقبة، وذلك وفقا لتحليل صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

 

ومع ذلك، ورغم أمل نتنياهو في فوز ترامب، فقد يتعين عليه توخي الحذر بشأن ما يتمناه، فالرئيس الأميركي السابق شخصية لا يمكن التنبؤ بها، ويمكن أن يسبب لنتنياهو المتاعب أكثر من منافسته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

 

وكتب ترامب على حسابه بمنصة "إكس"، الثلاثاء: "نحن نبني أكبر وأوسع تحالف في التاريخ السياسي الأميركي. هذا يشمل أعدادا قياسية من الناخبين العرب والمسلمين في ميشيغان الذين يريدون السلام. إنهم يعرفون أن كامالا وحكومتها المحرضة على الحرب ستغزو الشرق الأوسط، وستتسبب في مقتل الملايين من المسلمين، وستبدأ الحرب العالمية الثالثة. صوتوا لترامب، وأعيدوا السلام!".

وحسب "يديعوت أحرونوت"، فإنه "إذا تم انتخاب ترامب فستكون هذه ولايته الثانية والأخيرة كرئيس، مما يعني أنه لن يحتاج إلى التفكير في الآخرين وسيعمل فقط لصالحه"، في تلميح إلى أنه قد يسلك مسارا مغايرا لما يريده نتنياهو.

 

فقد يحاول ترامب إحياء "صفقة القرن" التي تركز على إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو وائتلافه بشكل قاطع، مقابل إقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية.

 

وفي الصفقة المقترحة، ستوجد دولتان جنبا إلى جنب، مع 70 بالمئة من الضفة الغربية و100 بالمئة من غزة تحت الحكم الفلسطيني.

 

وسبق أن قال كل من ترامب وهاريس بالفعل إنهما سيدفعان لإنهاء الحرب وتأمين عودة الرهائن.

 

ضغوط وعقوبات

 

أما إذا انتخبت هاريس، فسوف تتعرض لضغوط متعاكسة في ولايتها الأولى، بين مطالبات بوقف حربي غزة ولبنان من جهة، وأخرى لدعم إسرائيل من جهة أخرى.

 

وتقول "يديعوت أحرونوت" إن المنظمات اليهودية المؤثرة في الولايات المتحدة قد تتحد للضغط على المرشحة الديمقراطية من أجل الاستمرار في دعم إسرائيل، لكن من المتوقع أن تكون هاريس أقل دعما من بايدن.

 

ومن المرجح أن تضغط الإدارة الديمقراطية على إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية، سواء من خلال الترويج لحل الدولتين أو الدفع نحو تحقيق اختراقات دبلوماسية تسمح بدرجة معينة من الانفصال، وهو ما سيثير غضب نتنياهو.

 

وبشكل عام، من المتوقع أن تتخذ هاريس وحزبها موقفا أكثر تأييدا للفلسطينيين، والعمل على تنشيط السلطة وتوليها إدارة غزة بعد الحرب.

 

وكما تخشى الحكومة الإسرائيلية تشديد العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين العنيفين في ظل إدارة هاريس، كما تتوقع أن تتخذ الرئيسة إجراءات ضد البؤر الاستيطانية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية، بل قد تفكر في فرض عقوبات على الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

مقالات مشابهة

  • بين هاريس وترامب.. من الرئيس الذي يتمناه نتنياهو؟
  • السودان يلغي اتفاقا مع الإمارات ووزير المالية يعلن عن منح من البنك الدولي ويرد على استقالته من منصبه وابتزاز الحركات المسلحة للجيش وموعد سداد متأخرات مرتبات العاملين
  • متى ستنتهي الحرب في لبنان؟.. إليكم ما كشفه مسؤول إسرائيليّ
  • الكويت تستنكر الهجوم على المدنيين بولاية الجزيرة وتدعو لحوار وطني سوداني
  • الثمن الذي يريده المطبعين الجدد..!!
  • خالد عمر يوسف: لهذه الأسباب يجب إنشاء مناطق آمنة لحماية المدنيين
  • هل يكون شرق السودان ساحة صراع بين الحركات المسلحة؟
  • من أجل عودة الرهائن ووقف الحرب..إسرائيليون يواصلون التظاهر في تل أبيب
  • مسؤول سوداني يكشف عن اتفاق بين جوبا و«الدعم السريع» لحماية أنابيب النفط
  • مظاهرة في تل أبيب تطالب بوقف الحرب وعودة الأسرى