CNN Arabic:
2025-05-02@06:54:11 GMT

كيف تؤثر أزمة تغير المناخ على مرضى الصحة النفسية؟

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مع تفاقم أزمة المناخ، أصبحنا نعرف المزارعين الذين تجف محاصيلهم والأشخاص الذين فقدوا منازلهم بسبب حرائق الغابات المتفشية.

ولكن هناك مجموعة أخرى تمثل أزمة المناخ تهديدًا مميتًا بالنسبة إليهم، أي الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية مثل الفصام، أو الاضطراب ثنائي القطب، أو القلق.

وقد أصبح هذا التهديد حقيقة بالنسبة لبعض الناس.

وخلال موجة حر غير مسبوقة في كولومبيا البريطانية في يونيو/ حزيران 2021، اتضح أن 8٪ من الأشخاص الذين توفوا بسبب الحرارة الشديدة قد تم تشخيصهم بمرض الفصام، وفقًا لدراسة أجريت في مارس/ آذار الماضي.

وهذا ما جعل هذا الاضطراب بمثابة عامل أكثر خطورة من جميع الحالات الأخرى التي درسها الباحثون، بما في ذلك أمراض الكلى ومرض الشريان التاجي.

من جانبه، قال الدكتور روبرت فيدر، وهو طبيب نفسي متقاعد من نيو هامبشاير وممثل الجمعية الأمريكية للطب النفسي لدى اتحاد المجتمع الطبي المعني بالمناخ والصحة: "مع استمرار ارتفاع درجة الحرارة، سوف تتضخم هذه التأثيرات. سيكون هناك المزيد من العواصف، والمزيد من الحرائق، وسيكون الناس أكثر قلقًا بشأن ما يمكن أن يحدث".

ووجدت العديد من الدراسات أن ارتفاع درجات الحرارة يرتبط أيضًا بمحاولات الانتحار وزيادة معدلات زيارات أقسام الطوارئ المتعلقة بالصحة النفسية. كما أن التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء، الناجم عن تفاقم أزمة المناخ، ارتبط بارتفاع القلق وزيادة حالات الانتحار.

وأوضح الخبراء أن ما يحدث في أدمغة الأشخاص المصابين بالفصام أو غيره من الحالات يعد مجرد عامل واحد يجعلهم أكثر عرضة للحرارة الشديدة وتلوث الهواء والإجهاد، ويحتاجون إلى الدعم من أحبائهم والمجتمعات المحيطة بهم وصانعي السياسات.

وشرح الخبراء أن ما يحدث في أدمغة الأشخاص المصابين بالفصام أو حالات أخرى هو مجرد عامل واحد يجعلهم أكثر عرضة للحرارة الشديدة وتلوث الهواء والتوتر، ويحتاجون إلى الدعم من أحبائهم والمجتمعات المحيطة بهم وصانعي السياسات.

الحرارة الشديدة والصحة النفسية

ما يجعل بعض المرضى النفسيين أكثر عرضة لأضرار الحرارة الشديدة - مثل ضربة الشمس أو الموت - يبدأ في جزء من الدماغ يسمى منطقة ما تحت المهاد الأمامي، فكر في الأمر باعتباره منظم حرارة الجسم.

وقال الدكتور بيتر كرانك، الأستاذ المساعد في قسم الجغرافيا والإدارة البيئية بجامعة واترلو في كندا: "هذا هو الجزء من الدماغ الذي يعمل ليخبرك - عندما تشعر بالحرارة الشديدة أو بالبرد الشديد - أن تبدأ في الارتعاش، وتبدأ في التعرق، وهي آلية تبريد الجسم".

وكرانك هو المؤلف الرئيسي لدراسة أجريت خلال مارس/ آذار حول الارتباط بين درجات الحرارة في مدينة فينيكس بولاية أريزونا، ودخول الأشخاص المصابين بالفصام إلى المستشفى.

وأضاف: "إنها تخبر بقية عقلك أنك بحاجة إلى اتخاذ إجراءات سلوكية، مثل شرب الماء أو ارتداء معطف عندما يكون الجو باردًا جدًا، أو خلع المعطف عندما يكون الجو دافئًا".

ولفت أن الاضطرابات، سواء كان اضطراب ثنائي القطب، أو انفصام الشخصية، أو الهوس الاكتئابي، جميعها تعيق النقل العصبي للمعلومات إلى ذلك الجزء من الدماغ.

وأوضح الخبراء أن القدرة على تنظيم درجة حرارة الجسم قد تكون لها علاقة أيضًا بالمواد الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين، التي تكون منخفضة بشكل عام لدى أدمغة الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات.

من جانبه، قال الدكتور جوشوا ورتزل، الطبيب النفسي لدى مستشفى برادلي بجامعة براون في رود آيلاند ورئيس لجنة الجمعية الأمريكية للطب النفسي المعنية بتغير المناخ والصحة العقلية: "إن منطقة ما تحت المهاد تعتمد بشكل مباشر على تحفيز السيروتونين. وتتأثر مستويات السيروتونين في الدماغ بدرجات الحرارة في الخارج، لذا عندما نتلاعب بمستويات السيروتونين في الدماغ بالأدوية، فإن ذلك قد يغير قدرة الشخص على التعرق".

يمكن لبعض الأدوية المستخدمة لعلاج هذه الاضطرابات أن تزيد من المخاطر من خلال التأثير على القدرة على التعرق أو رفع درجة حرارة الجسم الأساسية.

ويمكن لعادات نمط الحياة، المهمة لإدارة أعراض الصحة النفسية، أن تتأثر أيضًا، إذ درجات الحرارة الدافئة يمكن أن تتداخل مع جودة النوم، الذي يعد عاملا مهما لإدارة أعراض الصحة النفسية.

إضافة إلى ذلك، قال فيدر إن طبيعة معظم حالات الصحة النفسية تتمثل في كون الشخص معرضًا لخطر الإصابة بنوبات متكررة من المرض الذي شخص به. وغالبًا ما تحدث هذه النوبات بسبب نوع من التوتر، ومن المؤكد أن الكوارث المناخية تسبب التوتر.

ويمكن أن تساهم السلوكيات الناجمة عن هذه الحالات أيضًا في زيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة أو الوفاة.

على سبيل المثال، قد تعني حالة الذهان التي قد يعاني منها الأشخاص المصابون بالفصام أنهم لا يفسرون الواقع بشكل صحيح، لذلك "قد لا يدركون حتى أنهم محمومون، أو قد يعتقدون أن مصدر ارتفاع درجة حرارتهم يرجع إلى سبب غريب أو غير عقلاني ولا يستجيبون بالشكل المناسب لجعل أنفسهم (أكثر أمانًا)".

والأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية هم أيضًا أكثر عرضة للعلاج الذاتي بالأدوية التي تتداخل مع قدرة الجسم على الإحساس بالحرارة والاستجابة لها.

كيف تحمي نفسك والآخرين؟

تحدث مع طبيبك حول ما إذا كان الدواء الذي تتناوله يجعلك أكثر عرضة للحرارة الشديدة نظرًا لأن بعض منشورات هذه الأدوية قد لا تدرج هذا الخطر كأثر جانبي محتمل.

وأضاف ورتزل أنه إذا استمر تغير المناخ في التفاقم، فسيكون هذا في الحقيقة أحد الآثار الجانبية التي سيتعين علينا أن نقلق بشأنها أكثر فأكثر.

مع ذلك، أكد ورتزل أن هذا ليس سببًا للتوقف عن تناول مضادات الذهان، على سبيل المثال، لكنه سبب وجيه للعناية بنفسك خلال موجات الحر.

وأشار ورتزل إن معالجة أزمة المناخ، وهي أصل المشكلة، هي بالطبع الحل الأكثر أهمية. وأضاف أنه على مستوى السياسات، من ضروري توسيع نطاق الوصول إلى مراكز التبريد والموارد الأخرى، وتوفير المزيد من التمويل للأبحاث التي من شأنها أن تساعدنا على فهم تأثير الحرارة على الصحة النفسية بشكل أفضل.

وهناك خطوات يمكن للأفراد والمجتمعات اتخاذها لحماية الأشخاص الضعفاء عندما يأتي الطقس الحار.

وقال ورتزل: "يجب على المرضى أن يدركوا أنهم عرضة للإجهاد. يجب التأكد من أن لديهم إمكانية الوصول إلى تكييف الهواء، للحفاظ على رطوبة الجسم ومراقبة تواجدهم بالخارج، وتجنب الأوقات الأكثر حرارة من اليوم".

وينصح كرانك بوضع واقي الشمس وارتداء القبعات والملابس فضفاضة ذات ألوان فاتحة. يمكن أن يساعد الاستحمام بالماء البارد أيضًا في الحفاظ على انخفاض درجة الحرارة الأساسية.

التغيرات المناخيةحرائق الغاباتصحة نفسيةظروف مناخيةمناخنشر الأحد، 19 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: التغيرات المناخية حرائق الغابات صحة نفسية ظروف مناخية مناخ الحرارة الشدیدة الأشخاص الذین الصحة النفسیة أزمة المناخ أکثر عرضة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

تغيُّر المناخ.. تهديد عالمي يطال صحة الإنسان واقتصاد الدول ويهدد مستقبل الأجيال

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، تحليلًا شاملًا سلط من خلاله الضوء على أحد أخطر التحديات البيئية في العصر الحديث، وهو تغيُّر المناخ، مبينًا أسبابه وتأثيراته المتزايدة على الأفراد والشركات والمجتمعات، كما قدّم أبرز المقترحات لمواجهته على المستويات كافة.

تغيُّر المناخ.. أزمة متفاقمة تهدد الإنسان والبيئة

اعتبر التحليل أن تغيُّر المناخ يُعد من أخطر القضايا البيئية ذات التأثير المباشر على صحة الإنسان واستقرار المجتمعات، مشيرًا إلى أن التغيرات المناخية تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة التي تهدد الفئات الأكثر ضعفًا كالأطفال وكبار السن، وتؤثر على الإنتاج الزراعي نتيجة اختلال أنماط سقوط الأمطار، مما يؤدي إلى تراجع الأمن الغذائي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وزيرة البيئة تترأس الاجتماع الثالث لمجلس إدارة مشروع تحويل النظم المالية من أجل المناخ دعاء العواصف الترابية والغبار.. كيف نستقبل تقلبات الطقس بالدعاء؟

وأوضح التحليل أن الكوارث الطبيعية المتزايدة مثل الفيضانات والجفاف باتت تُسهم في تشريد الملايين، كما تهدد سبل العيش في قطاعات الزراعة والصيد والسياحة، وتُفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

الأنشطة البشرية سبب رئيس وراء الاحترار العالمي

أشار التحليل إلى أن التغير المناخي يشير إلى التحولات طويلة الأمد في درجات الحرارة وأنماط الطقس، والتي رغم أن بعضها يحدث طبيعيًا، فإن الأنشطة البشرية منذ القرن التاسع عشر تُعد العامل الرئيس وراء هذه الظاهرة، نتيجة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن حرق الفحم والنفط والغاز.

وأكد أن متوسط درجة حرارة سطح الأرض ارتفع بمقدار 1.1 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية، ويُعد العقد الماضي الأشد حرارة على الإطلاق، كما أن غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان تُعد من المسببات الرئيسة لهذه الظاهرة.

سيناريوهات خطيرة إذا تجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة

حذّر التحليل من أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، ستزداد موجات الحر شدة وطولًا، بينما ستنكمش الفصول الباردة.

 أما إذا وصلت إلى درجتين مئويتين، فستصبح موجات الحر أكثر تطرفًا، مهددةً الزراعة والصحة بشكل مباشر.

آثار واسعة على المدن والمحيطات ومستوى سطح البحر

استعرض التقرير عدة تداعيات مباشرة لتغيُّر المناخ على البيئات المختلفة، ومنها:

اختلال أنماط الأمطار، بما في ذلك الجفاف والفيضانات الموسمية.

ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يؤدي إلى غمر المدن الساحلية وتآكل الشواطئ.

ذوبان الجليد القطبي وتراجع الأنهار الجليدية.

تغيّرات في المحيطات تشمل زيادة الحرارة والحموضة وانخفاض الأوكسجين، ما يؤثر سلبًا على الحياة البحرية.

تأثيرات حضرية، حيث تصبح المدن أكثر عرضة للحرارة والفيضانات.

انعكاسات صحية ونفسية خطيرة.. وتهديد بانتشار الأوبئة

وصف التحليل تغيُّر المناخ بأنه أكبر تهديد صحي في القرن الحالي، حسب منظمة الصحة العالمية، والتي تتوقع نحو 250 ألف حالة وفاة إضافية سنويًا بين عامي 2030 و2050، بسبب الملاريا وسوء التغذية والأمراض المرتبطة بالحرارة.

ولفت التقرير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يعزز انتشار الفيروسات نتيجة اضطرار الحيوانات إلى تغيير مواطنها، مما يزيد فرص التفاعل بينها وبين البشر، وهو ما قد يتسبب في ظهور جوائح جديدة.

الفئات الأكثر تضررًا تشمل:

الأطفال بسبب ضعف مناعتهم.

الحوامل نتيجة التغيرات الفسيولوجية.

كبار السن ومرضى القلب والتنفس.

سكان المناطق الريفية والأقليات ذات الدخل المنخفض.

التأثير الاقتصادي يمتد من الغذاء إلى التأمين والطاقة

أوضح التحليل أن تغيُّر المناخ يؤثر على الاقتصاد بشكل عميق، ويتجلى ذلك في:

ارتفاع أسعار الغذاء نتيجة تراجع إنتاج المحاصيل الرئيسية.

تضرر شبكة الكهرباء بفعل موجات الحر والطلب الزائد على التبريد.

اضطراب سلاسل التوريد بسبب ارتفاع حرارة المحيطات، مما يهدد الملاحة البحرية.

زيادة تكاليف التأمين، حيث أصبحت بعض الممتلكات غير قابلة للتأمين في دول مثل أستراليا.

خسائر مرتفعة للشركات بسبب ارتفاع تكلفة المواد الخام والسياسات البيئية الجديدة، مثل ضرائب الكربون.

طرق المواجهة: من التمويل إلى العدالة المناخية

أكد التقرير أن التصدي لتغيُّر المناخ يتطلب تضافر الجهود، وأبرز السُبل لذلك تشمل:

التمويل المناخي: تحتاج الدول النامية إلى 127 مليار دولار سنويًا بحلول 2030 لمواجهة آثار تغيُّر المناخ.

التخفيف والتكيف: عبر السياسات الحكومية الداعمة للفئات المتأثرة، وإعادة تأهيل العاملين في القطاعات الملوِّثة.

تحسين نظم الغذاء والمياه: للحد من الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة في الاستهلاك والموارد.

تعزيز الوعي البيئي: على مستوى الأفراد والمجتمعات.

مقالات مشابهة

  • تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
  • طبيب يكشف عن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بضربة الشمس وأعراضها .. فيديو
  • ما الفرق بين الطقس والمناخ؟
  • تشقق الأرض تحت طهران بسبب تغير المناخ يقلق الإيرانيين
  • في ظل العاصفة الترابية الشديدة.. نصائح لمرضى الحساسية حال الخروج من المنزل
  • معلومات الوزراء: تغير المناخ يؤثر عالميا على الأمن الغذائي ويدفع بالملايين إلى النزوح
  • معلومات الوزراء: تغير المناخ يؤثر عالمياً على الأمن الغذائي ويدفع بالملايين للنزوح
  • تغيُّر المناخ.. تهديد عالمي يطال صحة الإنسان واقتصاد الدول ويهدد مستقبل الأجيال
  • تغير المناخ يفاقم المخاطر على الأنظمة الغذائية
  • الطاقة الزرقاء.. حل واعد لمواجهة تحديات تغير المناخ