نجح الرئيس الصيني شي جين بينج، ونظيره الأمريكي، جو بايدن، في عقد قمة ناجحة على هامش قمة “أبيك”، التي تنعقد هذا العام في مدينة سان فرانسيسكو.

وفي هذا الصدد أجرينا ذلك الحوار مع الصحفية والباحثة الصينية وانج مويي.

هل سيكون هذا اللقاء "كافيا" لتهدئة التوتر بين البلدين؟

حقّقت محادثات الرئيس شي مع بايدن نتائج مثمرة في مختلف المجالات.

حيث توصلت الصين والولايات المتحدة إلى أكثر من 20 توافقا في مجالات السياسة والدبلوماسية والتبادلات الثقافية والحوكمة العالمية والأمن العسكري وإلخ. مما يلعب دورا إيجابيا في تخفيف الوضع المتوتر وتوجيه تنمية العلاقات الصينية الأمريكية التي تعتبر أهم العلاقات الثنائية في العالم في المستقبل.

أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في الاجتماع: التنافس بين الدول الكبرى لا يمكن أن يحل المشكلات التي تواجه الصين والولايات المتحدة أو العالم، وهذه الكرة الأرضية واسعة بما يكفي لاستيعاب البلدين، ونجاح أي دولة منهما يمثل فرصة للأخرى. كما أكد الجانب الأمريكي على موفقه المتمثل في الاهتمام بعلاقته مع الصين ورغبته في الحفاظ على التواصل مع الصين، وأعرب أن موقفه من "سياسة الصين الواحدة" لم يتغير ولا يدعم "استقلال تايوان". ما يعرض موقفه الإيجابي من استقرار وتطوير العلاقات بين الدولتين.

ولكن علينا أن ندرك بوضوح أن الولايات المتحدة لا تتخلى عن احتواء الصين و فرض الضغط عليها بسهولة. من وجهة نظر الجانب الأمريكي، تخفيف توتر علاقات الدولتين إجراء مناسب مؤقتا. لأن الولايات المتحدة قد فرضت مختلف العقوبات على الصين، ولكن لم تحقق النتائج المتوقعة حتى جعلت نفسها تتورط في المأزق الاقتصادي. والعام المقبل هو عام تجرى فيه الانتخابات الرئاسية، وأصبح الصراع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة شرسا على نحو متزايد.

ففي ظل هذه الظروف، اضطرت الولايات المتحدة إلى تخفيف أعمالها العدائية ضد الصين مؤقتا من أجل استقرار وضعها.

إضافة إلى ذلك، تظل قضية تايوان إحدى القضايا الرئيسية في علاقات الدولتين. بشأن هذه القضية، قالت الولايات المتحدة شيئا وفعلت شيئا آخر مرارا وتكرارا. فإذا لا تتخلى الولايات المتحدة عن استراتيجيتها "استخدام تايوان لاحتواء الصين"، ما زالت تواجه علاقات الدولتين تحديات كبيرة.

فإن تطبيق نتائج الاتصالات والتوافقات التي توصل إليها رئيسا الدولتين وتحسين علاقات الدولتين بشكل فعال يتطلب مصداقية الطرفين.

هل حقق التعاون الثنائي بين الصين والولايات المتحدة تقدما في حل المشاكل العالمية؟

تبادل رئيسا الدولتين في الاجتماع وجهات النظر بشكل صريح ومتعمق بشأن القضايا الرئيسية في العلاقات الصينية الأمريكية وسلام العالم وتنميته.

وفي مجال الحوكمة العالمية، أكد رئيسا الدولتين على أهمية تسريع الصين والولايات المتحدة جهودهما في مواجهة أزمة المناخ، نظرا أن تغير المناخ يشكل تهديدا للبشرية جمعاء الآن. فاتفق الجانبان على الدفع المشترك لإقامة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 28) في دبي بنجاح وإطلاق "الفريق العامل المعني بتعزيز العمل المناخي" بين الصين والولايات المتحدة وإلخ.

يتمثل تقدم كبير آخر في الاجتماع في المجال العسكري. حيث اتفق الجانبان على استعادة الاتصالات الرفيعة المستوى بين جيشي الدولتين على أساس المساواة والاحترام، واستعادة اجتماعات العمل بين وزارتي الدفاع الصينية والأميركية، واستعادة اجتماعات آلية التشاور للأمن العسكري البحري الصيني الأمريكي، وإجراء مكالمة هاتفية بين قادة المسرح للجيشين الصيني والأمريكي. في بداية أغسطس من عام 2022، زارت بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي حينذاك تايوان، سلوكها هذه عبارة عن استفزاز للصين، وتدخلت بشدة في شؤون الصين الداخلية، ما يؤدي إلى توقف الحوار والتبادلات بين الجيشين الصيني والأمريكي.

استعادة الاتصالات الرفيعة المستوى بين جيشي الدولتين تساعد على تقليل سوء التفاهم وزيادة الثقة المتبادلة وتقديم مساهمات أكبر للسلام والاستقرار العالميين.

بالإضافة إلى ذلك، أعلن الجانبان عن إقامة حوار حكومي حول الذكاء الاصطناعي، وإنشاء فريق مشترك للتعاون في مكافحة المخدرات بين الصين والولايات المتحدة، وزيادة الرحلات الجوية بشكل كبير، وتوسيع التبادلات في مجالات التعليم والطلاب الأجانب والشباب والثقافة والرياضة والصناعة والتجارة وإلخ.

هل تشهد العلاقات الصينية الأميركية نقطة بداية جديدة؟

دفع اللقاء بين شي وبايدن العلاقات الصينية الأمريكية إلى نقطة حاسمة، وأرشد الاتجاه لتحسين وتطوير العلاقات الصينية الأمريكية. فيعتبر الكثير أن سان فرانسيسكو هي نقطة انطلاق جديدة لتحقيق استقرار العلاقات الصينية الأميركية.

أظهرت الصين الإخلاص الكافي سعيا لتحقيق استقرار العلاقات الصينية الأمريكية وتحسينها. وتعارض الصين بشدة ما طرحته الولايات المتحدة عن تحديد العلاقات الصينية الأمريكية بالمنافسة. أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ أن "التنافس بين الدول الكبرى لا يمكن أن يحل المشكلات التي تواجه الصين والولايات المتحدة أو العالم". ويجب التمسك بالمبادئ الأساسية الثلاثة "الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين" في التعامل مع العلاقات الصينية الأمريكي.

كما تظهر الإجراءات الإيجابية التي اتخذتها إدارة بايدن تصميمها على تحسين التواصل مع الصين وحل الخلافات، ما وضع الأساس لتنمية العلاقات الصينية الأمريكية في المستقبل.

مع ذلك، لا يمكننا أن نتجاهل التحديات والتعقيدات ضمن العلاقات الصينية الأمريكية. حيث لا يمكن للعلاقات الصينية الأمريكية تقديم مساهمة أكبر للسلام والرخاء العالميين إلا من خلال الاحترام المتبادل والتشاور على قدم المساواة والجهود المشتركة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: استقرار العالم الرئيس الصيني شي جين بينج العلاقات الصينية الأمريكية الولايات المتحدة جو بايدن سان فرانسيسكو واشنطن وبكين قمة ابيك العلاقات الصینیة الأمریکیة الصین والولایات المتحدة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

قائمة بالجنسيات.. السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة

الولايات المتحدة – تخطط السلطات الأمريكية لتشديد قواعد دخول مواطني عدة دول عربية إلي الولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.

وستؤثر قواعد الدخول الجديدة إلى الولايات المتحدة على 43 دولة، وذكرت التقارير أن وزارة الخارجية اقترحت تصنيف هذه الدول إلى ثلاث فئات.

سيتم منع مواطني الدول المدرجة في المجموعة الأولى من عبور الحدود الأمريكية، وهي اليمن وليبيا وسوريا والصومال والسودان، بالإضافة إلى أفغانستان وبوتان وفنزويلا وإيران وكوريا الشمالية وكوبا.

أما الفئة الثانية فتفرض قيود كبيرة على زيارتها الولايات المتحدة، وتشمل 10 دول هي روسيا وبيلاروس هايتي ولاوس وميانمار وباكستان وسيراليون وتركمانستان وإريتريا وجنوب السودان.

وتضم المجموعة الثالثة دولا يفرض حظر جزئي أو كامل على دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة، وهي أنغولا وأنتيغوا وبربودا وبنين وبوركينا فاسو وفانواتو وغامبيا وجمهورية الدومينيكان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزيمبابوي والرأس الأخضر وكمبوديا والكاميرون والكونغو وليبيريا وموريتانيا وملاوي ومالي وساو تومي وبرينسيبي وسانت كيتس ونيفيس وسانت لوسيا وتشاد وغينيا الاستوائية.

وفي الوقت نفسه، أوضحت الصحيفة أن القوائم الثلاث تم تدبيجها من قبل وزارة الخارجية قبل عدة أسابيع، ومن الممكن إجراء تغييرات عليها.

المصدر: RT

Previous مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على مشروع قانون تمويل مدته ستة أشهر قبل ساعات من الإغلاق الحكومي Related Posts مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على مشروع قانون تمويل مدته ستة أشهر قبل ساعات من الإغلاق الحكومي دولي 15 مارس، 2025 روبيو : الولايات المتحدة تعارض فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على روسيا دولي 15 مارس، 2025 أحدث المقالات قائمة بالجنسيات.. السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على مشروع قانون تمويل مدته ستة أشهر قبل ساعات من الإغلاق الحكومي روبيو : الولايات المتحدة تعارض فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على روسيا ترامب لأوكرانيا: ما كان عليكم أن تتنمروا على من هو أقوى منكم بكثير ألمانيا تسعى للتفاوض مع سوريا بشأن عودة مئات الآلاف من اللاجئين

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تجري مناقشات مع الدول المعنية في أوروبا بشأن أوكرانيا
  • قائمة بالجنسيات .. السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة
  • بيان «مجموعة السبع» يُغفل عبارة «الصين الواحدة».. وبكين ترد!
  • السلطات الأمريكية تحظر مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة
  • واشنطن بوست: على الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سوريا
  • طرد سفير جنوب إفريقيا في واشنطن يؤجج توتر العلاقات بين البلدين
  • السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة
  • الصين : تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني تعطل بسبب انسحاب الولايات المتحدة منه
  • قائمة بالجنسيات.. السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة
  • روبيو يعلن أن سفير جنوب إفريقيا في واشنطن شخص غير مرغوب به في الولايات المتحدة