سيكولوجية الخطف والاغتصاب في النزاعات السودانية!!
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
إرتبطت الحروب الداخلية ،والنزاعات القبلية في السودان، وآخرها الحرب العبثية،التي لا تزال دائرة،بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع،بظاهرة اختطاف الأطفال واغتصاب النساء..تلك الظاهرة البشعة المخالفة للشرع والدين والأخلاق والقوانين الدولية.
: أقول ذلك ،ونحن نشاهد ،عبر الوسائط الاعلامية،العديد من النزاعات المسلحة في العالم،وأبرزها الحرب الروسية الاوكرانية الحرب الفلسطينية الإسرائيلية في قطاع غزة، ورغم ارتفاع أعداد القتلي والجرحي بين الجانبين وتوغل الدبابات داخل القطاع ،إلا إننا لم نشاهد أو نقرأ اتهاما واحدا بالاغتصاب من احد الطرفين للآخر ،وحتي الاختطاف الذي يتم فهو لا يشمل الأطفال أو النساء بل يظل مركزا علي القوات النظامية سواء من قوات الاحتلال أو كتائب المقاومة.
تحتاح ،الإجابة علي هذا السؤال ،إن أردنا الحقيقة ،إلي دراسات علمية معمقة تأخذ في الاعتبار مدي انتشار الظاهرة وخطورتها وسيكولوجية مرتكببها ساعات الحرب والسلم..تحتاج إلي معرفة الأسباب والدوافع والقيم الاخلاقية ومدي توافرها في مجتمع الدراسة..وبالتالي نحتاج الاستعانة بالعلوم المساعدة في علم النفس السلوكي والمعرفي والتحليل النفسي لمعرفة الدوافع الحقيقية وارتباطها بمركب عقدة النقص أو الشعور بالدونية ومحاولة التعويض عن ذلك بهدر كرامة الآخرين الضعفاء الذين لا يملكون السلاح الذي يمتلكه مرتكب الجريمة..وهل غياب السلطة الرادعة يشجع علي ارتكاب تلك الجريمة..بل أن بعض التحليلات ( الانطباعية) ذات النزعة الأدبية تذهب في القول باتهام (الضحية) ذاتها بالخضوع وعدم المقاومة ،وأحيانا، بتماهي
(الضحية) مع ( جلادها) لدرجة العشق !!
: ويلاحظ ،أن الاغتصاب،في زمن الحروب خاصة، كظاهرة اجتماعية ، لم تجد حظها من البحوث والدراسات في عالمنا العربي،ولم يكن السودان استثناءا..رغم انه المعني بدرجة اكبر بانتشارها. .أما بسبب حساسيتها وعدم الخوض في المسكوت عنه..أو الخوف من الدخول في المحظورات.. أو باعتقاد الجهات المسئولة بأن الظاهرة لم تصل بعد إلي درجة مستوي الظاهرة الاجرامية...وللأسف أن كل تلك التبريرات تتعارض مع واقع الحال الذي نشاهده وتنقله وسائل الإعلام الخاصة والرسمية. ذلك أنه ومع تنامي الظاهرة ،خاصة في اوقات النزاعات المسلحة في السودان، أصبح تدخل المنظمات الدولية ذات العلاقة بحقوق الإنسان وكرامته..والمنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية،أصبح كل ذلك يمثل مؤشرا خطيرا لوجود الظاهرة ولابد من التدخل لوقفها...
ويبقي السؤال قائما:لماذا ترتبط النزاعات السودانية المسلحة ،سواء أكانت نزاعات قبلية أو بين الجماعات والمليشيات المسلحة وحتي القوات النظامية..بظاهرة الاغتصاب القسري للنساء وخطف الأطفال؟ بينما تكاد أن تكون معدومة تماما في الكثير من الدول الأخري..رغم افتقار معظمها للوازع الديني بعكس السودان وما يملكه من نوازع دينية واخلاقية ،يفترض أن تعصمه من تلك الجرائم اللانسانية؟
د.فراج الشيخ الفراري
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الإدارة المدنية للدعم السريع تمنع تدوال العملة السودانية الجديدة بجنوب دارفور
أعلن رئيس الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع بولاية جنوب دارفور، محمد أحمد حسن، أنهم لن يسمحوا بتداول فئة الألف جنيه الجديدة التي أعلنها بنك السودان المركزي في مناطق سيطرتهم.
الخرطوم ــ التغيير
وقال محمد أحمد خلال مخاطبته فعالية ثقافية في محلية تلس، إنهم لن يعترفوا بتغيير العملة في الوقت الحالي، ودعا المواطنين إلى عدم التعامل بالفئة الجديدة واعتبرها غير شرعية في الولاية، وقطع بأنهم لن يُسمحوا بدخول العملة إلى مناطقهم حتى توقف النزاع المسلح.
وفي العاشر من الشهر الجاري أعلن بنك السودان المركزي طرح عملة نقدية جديدة من فئة الألف جنيه، على أن تُورَّد الفئة تدريجيًا في المصارف، وقال البنك المركزي إنه طرح ورقة نقدية من فئة الألف جنيه، على أن تتولى المصارف وفروعها استلام العملات من فئتي الألف جنيه والخمسمائة جنيه من المواطنين وحفظها في حساباتهم، مما يمكّنهم من استخدام أرصدتهم عبر وسائل الدفع المختلفة.
وظهرت مقاطع فيديو متداولة لقادة و جنود بالدعم السريع هددوا فيها بتصفية كل من يتداول العملة الجديدة في مناطق سيطرتهم و أرسلوا تحذيرات شديدة اللهجة للمدنيين بأن عقاب التداول بالعملة الجديدة الرمي بالرصاص دون أي محاكمات.
وكان قد وصفت قوات الدعم السريع، خطوة بنك السودان المركزي، بطرح عملة نقدية جديدة، بأنه يأتي في سياق مخطط تقسيم السودان وفصل أقاليمه ودعت المواطنين إلى عدم الاستجابة لقرارات الحكومة وإيداع أموالهم، كما دعتهم كذلك إلى عدم التعامل بالعملة الجديدة باعتبارها غير مبرئه للذمة.
الوسومالإدارة المدنية البنك المركزي الدعم السريع العملة الجديدة جنوب دارفور