سودانايل:
2025-02-23@14:05:18 GMT

سيكولوجية الخطف والاغتصاب في النزاعات السودانية!!

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

إرتبطت الحروب الداخلية ،والنزاعات القبلية في السودان، وآخرها الحرب العبثية،التي لا تزال دائرة،بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع،بظاهرة اختطاف الأطفال واغتصاب النساء..تلك الظاهرة البشعة المخالفة للشرع والدين والأخلاق والقوانين الدولية.
: أقول ذلك ،ونحن نشاهد ،عبر الوسائط الاعلامية،العديد من النزاعات المسلحة في العالم،وأبرزها الحرب الروسية الاوكرانية الحرب الفلسطينية الإسرائيلية في قطاع غزة، ورغم ارتفاع أعداد القتلي والجرحي بين الجانبين وتوغل الدبابات داخل القطاع ،إلا إننا لم نشاهد أو نقرأ اتهاما واحدا بالاغتصاب من احد الطرفين للآخر ،وحتي الاختطاف الذي يتم فهو لا يشمل الأطفال أو النساء بل يظل مركزا علي القوات النظامية سواء من قوات الاحتلال أو كتائب المقاومة.

.ولم نسمع أبدا بأن اليهود ،الذين لا أخلاق لهم، أن تجرؤوا أو عمدوا أو حاولوا إغتصاب الحرائر الفلسطينيات رغم توافر ظروف الحرب والفوضي التي تكتنف أجواءها...فلماذا ينفرد الصراع السوداني وحده بهذه ااظاهرة علي امتداد الصراع فيه منذ حملة محمود ود احمد و(كتلة المتمة) مرورا بحرب الابادة في دارفور..وحتي حرب النزاعات الحالية بين بعض القبائل وانتهاءا (بأم المعارك) بين القوات المسلحة والدعم السريع...؟
تحتاح ،الإجابة علي هذا السؤال ،إن أردنا الحقيقة ،إلي دراسات علمية معمقة تأخذ في الاعتبار مدي انتشار الظاهرة وخطورتها وسيكولوجية مرتكببها ساعات الحرب والسلم..تحتاج إلي معرفة الأسباب والدوافع والقيم الاخلاقية ومدي توافرها في مجتمع الدراسة..وبالتالي نحتاج الاستعانة بالعلوم المساعدة في علم النفس السلوكي والمعرفي والتحليل النفسي لمعرفة الدوافع الحقيقية وارتباطها بمركب عقدة النقص أو الشعور بالدونية ومحاولة التعويض عن ذلك بهدر كرامة الآخرين الضعفاء الذين لا يملكون السلاح الذي يمتلكه مرتكب الجريمة..وهل غياب السلطة الرادعة يشجع علي ارتكاب تلك الجريمة..بل أن بعض التحليلات ( الانطباعية) ذات النزعة الأدبية تذهب في القول باتهام (الضحية) ذاتها بالخضوع وعدم المقاومة ،وأحيانا، بتماهي
(الضحية) مع ( جلادها) لدرجة العشق !!
: ويلاحظ ،أن الاغتصاب،في زمن الحروب خاصة، كظاهرة اجتماعية ، لم تجد حظها من البحوث والدراسات في عالمنا العربي،ولم يكن السودان استثناءا..رغم انه المعني بدرجة اكبر بانتشارها. .أما بسبب حساسيتها وعدم الخوض في المسكوت عنه..أو الخوف من الدخول في المحظورات.. أو باعتقاد الجهات المسئولة بأن الظاهرة لم تصل بعد إلي درجة مستوي الظاهرة الاجرامية...وللأسف أن كل تلك التبريرات تتعارض مع واقع الحال الذي نشاهده وتنقله وسائل الإعلام الخاصة والرسمية. ذلك أنه ومع تنامي الظاهرة ،خاصة في اوقات النزاعات المسلحة في السودان، أصبح تدخل المنظمات الدولية ذات العلاقة بحقوق الإنسان وكرامته..والمنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية،أصبح كل ذلك يمثل مؤشرا خطيرا لوجود الظاهرة ولابد من التدخل لوقفها...
ويبقي السؤال قائما:لماذا ترتبط النزاعات السودانية المسلحة ،سواء أكانت نزاعات قبلية أو بين الجماعات والمليشيات المسلحة وحتي القوات النظامية..بظاهرة الاغتصاب القسري للنساء وخطف الأطفال؟ بينما تكاد أن تكون معدومة تماما في الكثير من الدول الأخري..رغم افتقار معظمها للوازع الديني بعكس السودان وما يملكه من نوازع دينية واخلاقية ،يفترض أن تعصمه من تلك الجرائم اللانسانية؟
د.فراج الشيخ الفراري  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

كينيا والأزمة السودانية.. وساطة محايدة أم انخراط في الصراع؟

أثارت استضافة كينيا اجتماعًا لقوات الدعم السريع السودانية في نيروبي جدلا واسعا، حيث انتقدت الحكومة السودانية هذه الخطوة واعتبرتها انحيازًا لطرف على حساب الآخر في الأزمة المستمرة منذ نحو عامين.

في المقابل، دافعت الخارجية الكينية عن موقف بلادها، مؤكدة في بيان أن هذه الاستضافة تأتي ضمن دورها التقليدي كوسيط إقليمي يسعى إلى إنهاء النزاعات عبر الحوار، وليس من منطلق الانحياز لأي طرف.

لكن قراءة البيان الكيني، في سياق ردود الفعل السودانية والإقليمية، تثير تساؤلات حول مدى توازن هذا الدور، وما إذا كان يعكس التزامًا كاملاً بالحياد الدبلوماسي، أم أن هناك أبعادًا أخرى تستدعي مزيدًا من التدقيق.

غياب التأكيد على وحدة السودان

إحدى الملاحظات اللافتة في بيان الخارجية الكينية هي غياب الإشارة المباشرة إلى وحدة وسلامة أراضي السودان، وهي نقطة أساسية غالبًا ما تؤكدها البيانات الدبلوماسية بشأن النزاعات الداخلية للدول.

وبدلًا من ذلك، ركز البيان على "حق الشعب السوداني في تقرير مصيره"، وهو تعبير قد يفسَّر بطرق مختلفة، سواء كدعم لعملية ديمقراطية أوسع، أو كإشارة ضمنية إلى احتمال إعادة رسم المشهد السياسي في السودان.

وفي هذا السياق، أشارت الباحثة في مجال الصراعات والسلام والسياسة تشيبكورير سامبو، في تصريح للجزيرة نت، إلى أنه لا يمكن الجزم بأن غياب التأكيد قد يكون نتيجة غموض مقصود أو سهو، لكنه بلا شك لا يعزز الثقة في دور الحكومة الكينية كقائد سابق لمجموعة الإيفاد الرباعية المكلفة بحل النزاع في السودان.

إعلان كينيا بين الحياد والانخراط في الأزمة

رغم تأكيد كينيا على عدم انحيازها، فإن بعض التصريحات الصادرة عن مسؤوليها قد توحي بخلاف ذلك، فقد نقلت صحيفة "ذي ستار كينيا" عن مصادر حكومية تأكيدها أن نيروبي "لن تغلق أبوابها أمام أي مجموعة تسعى إلى السلام".

ورغم أن هذا الموقف يبدو حياديا في ظاهره، فإنه قد يُفسَّر أيضًا على أنه اعتراف ضمني بدور قوات الدعم السريع كفاعل سياسي، وهو ما ترفضه الحكومة السودانية.

هذا التباين في التصريحات فتح الباب أمام تساؤلات حول مدى التزام كينيا بالحياد، خاصة أن الوساطات الإقليمية السابقة كانت تعتمد على إشراك جميع الأطراف، بما في ذلك الحكومة السودانية، بدلًا من عقد لقاءات منفصلة قد يُنظر إليها كخطوات منحازة.

ولم يكن تحرك كينيا في الأزمة السودانية مفاجئًا، حيث سبق لها أن لعبت أدوارًا محورية في نزاعات إقليمية، أبرزها الوساطة في الحرب الأهلية السودانية، عبر بروتوكول مشاكوس لعام 2002، والتي انتهت باتفاقية سلام شامل 2005 قادت لاحقًا إلى انفصال جنوب السودان.

وفي هذا السياق، يشير الصحفي الكيني موانغي ماينا في تصريح إلى الجزيرة نت إلى أن استضافة قوات الدعم السريع في نيروبي لا تأتي في سياق وساطة شاملة، وإنما كجزء من تحول كيني في التعامل مع الأزمة السودانية، حيث يرى ماينا أن كينيا تسلك حاليًا مسارًا مستقلا بعد تعثر جهود الوساطة الإقليمية التي قادتها الإيغاد.

في هذا السياق، يُعد سعي قوات الدعم السريع فجأة لإقامة كيان سياسي موازٍ في نيروبي تطورًا لافتًا، خاصة أنه يتعارض مع نهج الوساطات السابقة التي ضمّت جميع الأطراف، بما في ذلك الحكومة السودانية، مما يطرح إشكاليات دبلوماسية معقدة لأي تسوية سياسية مستقبلية للأزمة السودانية.

من جانبها، ترى تشيبكورير سامبو أنه لا يمكن مقارنة ما حدث هذا الأسبوع بمحادثات بروتوكول مشاكوس سنة 2002، الذي كان نتاج عملية تفاوضية رسمية تحت إشراف الإيغاد وبمشاركة طرفي النزاع، إذ كان الهدف من مؤتمر الدعم السريع تشكيل حكومة موازية دون حضور الأطراف المتحاربة، كما أن غياب أطراف الوساطة يفقد الحدث صفة المحادثات الرسمية.

إعلان

واعتبرت سامبو أن مساواته باجتماعات القوى المدنية في نيروبي غير دقيق، فالدعم السريع طرف في النزاع، عكس المدنيين، مما جعل البيان الكيني يخلق معادلة غير واقعية.

هل تتجاوز كينيا الاتحاد الأفريقي والإيغاد؟

ومن النقاط التي أثارت الجدل أيضًا في البيان الكيني الإشارة إلى قرار الاتحاد الأفريقي بتعليق عضوية السودان منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021 على خلفية التغيير السياسي في البلاد.

ورغم أن هذا القرار معروف، فإن التذكير به في هذا السياق قد يُفسَّر على أنه تقليل من شرعية الحكومة السودانية الحالية، مما قد يبرر تعامل كينيا مع أطراف أخرى، مثل قوات الدعم السريع والمعارضة المدنية.

وفي هذا السياق، تعتقد سامبو أن استضافة كينيا للمؤتمر لم يحظ بأي دعم دولي أو إقليمي، وإلا لكانت وزارة الخارجية قد أوضحت ذلك. ورأت أن انعقاد المؤتمر بقرار كيني منفرد يضعف مصداقية الرئيس روتو كوسيط، ويعزز الشكوك حول حياده.

وأضافت أن المؤتمر يعد الأحدث في سلسلة من الوقائع التي تعزز لدى السودانيين الانطباع بأن كينيا منحازة إلى طرف دون آخر، أما إصدار وزارة الخارجية للبيان، فجاء نتيجة ردود الفعل الغاضبة من الكينيين.

من جانبه، صرح موانغي ماينا بأن "كينيا تقف في عزلة متزايدة بشأن هذه القضية، دون أي دعم إقليمي أو دولي لتحركاتها. وبدلًا من الحصول على التأييد، تواجه نيروبي ضغوطًا دبلوماسية متزايدة لتبرير أفعالها، مما يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء انخراطها في هذا المسار".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السوداني: نقف بقوة مع حقوق الشعب الفلسطيني ونرفض تهجيره
  • الرئيس الروسي: نخطط لزيادة قدرات قواتنا المسلحة
  • بوتين: نخطط لزيادة قدرات قواتنا المسلحة
  • أحمد إبراهيم الطاهر: نهاية الحرب الضروس قد باتت وشيكة بما قدمته القوات المسلحة
  • "العوجا 17:47".. إبداع فني يخلد بسالة رجال القوات المسلحة السعودية
  • مولانا احمد ابراهيم الطاهر يكتب: الجمهورية السودانية الثانية
  • إلى رحمة الله صوت الوطن وشاعر القوات المسلحة
  • شاهد | القوات المسلحة اليمنية لاعب عسكري متقدم بعد معركة الإسناد
  • حكومة السودان تدخل تعديلات على الوثيقة الدستورية سعيا لتعزيز سيطرة الجيش منحت قادة القوات المسلحة صلاحية ترشيح رئيس مجلس السيادة والتوصية بإعفائه
  • كينيا والأزمة السودانية.. وساطة محايدة أم انخراط في الصراع؟