تهل علينا الذكرى الثانية لمجزرة ١٧ نوفمبر الوحشية التي نفذتها السلطة الانقلابية بمدينة بحرى في مليونية 17 نوفمبر 2021 ، التي راح ضحيتها (15) شهيدا بينهم الشهيدة ست النفور بكار ، واصابة العشرات في جريمة ضد الانسانية تُضاف الي جرائم : مجزرة فض الاعتصام، ومجازر ما بعد انقلاب 25 أكتوبر ، وجرائم الابادة الجماعية، التي قادت لجرائم الحرب الجارية حاليا بين الجيش والدعم السريع التي أدت لنزوح الملايين ومقتل الآلاف من الأشخاص والابادة الجماعية في غرب دارفور، وحالات الاغتصاب، وتدمير البنيات التحتية آخرها مصفى الجيلي وكيري شمبات وجسر جبل أوليا.

الخ.
وبهذه المناسبة نعيد نشر هذا المقال عن تلك المجزرة الوحشية.
1

خرجت السيول البشرية الهادرة في مواكب 17 نوفمبر التي دعت لها تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم ،وتجمعت في "المؤسسة" بمدينة بحري بعد ان التحمت معها بقية المواكب رفضا للتسوية التي أعلنت عنها قوى الحرية والتغيير في مؤتمرها الصحفي في 16 نوفمبر التي أعطت العسكر جواز المرور للافلات من المحاكمة والمحاسبة ، واستمرار هيمنة العسكر والانقلاب العسكري ، وإعادة إنتاج الأزمة المستمر لأكثر من 66 عاما بعد الاستقلال.

كانت الشعارات : "الشعب أقوى والردة مستحيلة"، "اسقاط الانقلاب" و"دولة مدنية كاملة"، "العسكر للثكنات" ، و"الرفض لتسوية قوى الحرية والتغيير مع قادة الانقلاب العسكري"، و " ورفض الافلات من المحاكمات والعقاب "،. الخ.

جاءت المليونية لتخليد ل@ذكرى ىشهداء المجزرة الوحشية التي نفذتها السلطة الانقلابية بمدينة بحرى في مليونية 17 نوفمبر 2021 ، التي راح ضحيتها (15) شهيدا بينهم الشهيدة ست النفور بكار ، واصابة العشرات في جريمة وحشية ضد الانسانية تُضاف الي جرائم : مجزرة فض الاعتصام، ومجازر ما بعد انقلاب 25 أكتوبر ، وجرائم الابادة الجماعية في دارفور وجنوب النيل الأرزق وجنوب كردفان وغيرها.

خرجت المليونية رغم إغلاق الكبارى والشوارع الرئيسية والحشود الأمنية الضخمة ، وتعرضت لقمع وحشي باطلاق الرصاص الحي والمطاطي ، الغاز المسيل للدموع، القنابل الصوتية ، خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، والدهس بالمدرعات، مما أدي لاصابة أكثر من 25 في العاصمة .

2

كما جاء رد المظاهرات في العاصمة والأقاليم حاسما ورافضا للاتفاق الاطاري الذي اعلنت عنه قوى الحرية والنغيير في 16 نوفمبر علي مرحلتين. الاولي تشكيل الحكومة المدنية ، وارجاء بنود العدالة والمحاكمات والاصلاح العسكري لمرحلة ثانية.

الاتفاق الإطاري في جوهره يقوم علي الآتي :

- مراوغة للافلات من العقاب باسم العدالة الانتقالية، وترك موضوع المحاسبة في ورش للاسر وانسحاب الدولة منها.

- إعادة الشراكة مع العسكر في الحكم بديلا عن كامل الحكم المدني الديمقراطي، واعطائهم الحصانة من المساءلة والمحاكمة، وتكريس اتفاق جوبا والدم السريع في جهاز الدولة.

-عدم تدخل الحكومة المدنية في إعادة هيكلة الجيش والقوات النظامية.

– عدم إجراء التغييرات الجذرية في جهاز الدولة ليصبح ديمقراطيا بالغاء القوانين المقيدة للحريات ، واستقلال القضاء وحكم القانون ، والاصلاح القانوني والقضائي.

– تعطيل التفكيك الناجز للتمكين واستعادة أموال الشعب المنهوبة ، وعودة شركات الجيش والدعم السريع الأمن والشرطة لولاية وزارة المالية، وحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات المسلحة وقيام الجيش القومي المهني الموحد.

هذا اضافة لمواصلة التدخل الدولي الكثيف للاسراع في التسوية كما في : اللقاء بين بعثة الأتحاد الاوربي مع قوى الحرية والتغيير لدعم التسوية ، وتصريح السفير البريطاني بأنه متفائل بالتوصل لتسوية ، كل ذلك بهدف تصفية الثورة ، والخوف من وجود نظام ديمقراطي يؤثر علي شعوب المنطقة ويدفعها لحماية ثرواتها وسيادتها الوطنية ، والاستمرار في نهب ثروات البلاد التي يضمنها لهم وجود العسكر في السلطة.

3

لقد اصبح اسقاط الانقلاب العسكري ملحا ، فاي تسوية معه جديدة تكرس هيمنة العسكر واتفاق جوبا بديلا للحل الشامل والعادل بعد فشله وتحوله لمحاصصات وفساد، ووجود الدعم السريع ، والافلات من المحاسبة في الجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية، بعد التجارب المريرة للانقلابات العسكرية ، يعني المزيد من دمار وخراب البلاد، والتفريط في سيادة ووحدة البلاد ونهب مواردها.

السلطة الانقلابية الحالية لا تملك أي شرعية في اتخاذ قرارات كبيرة في غياب المؤسسات التشريعية المركزية والولائية المنتخبة كما في نهب الأراضي والتصرف فيها مثل :

- مشروع الهواد ، واعطاء 500 مليون فدان في ابوحمد لاستثمارات اسامة داؤود . الخ .

- قيام ميناء "ابو عمامة " الإماراتية علي البحر الأحمر التي سوف تدمر موانئ بورتسودان وسواكن وشراءها بأثمان بخسة ، مما يعني التفريط في السيادة الوطنية ، بالا يكون للسودان سيادة علي موانئه.

- العقد لانشاء خط سكك حديدية من بورتسودان الي أدري ( بتشاد) مع شركة الخليج للبترول بنظام ( البوت) بتكلفة 15 مليار دولار بطول 2467 كلم، بتكلفة حوالي 6 مليون دولار للكيلو متر ، وفقا لقانون الشراكة مع القطاع الخاص الذي أجازته حكومة حمدوك. في ظل ضعف الحكومة الانقلابية الراهنة سوف تبرز عيوب نظام (البوت)، كما في التكلفة العالية للاستثمار، واستخدام معدات قديمة، وضعف العمالة المحلية ، وعدم حماية الدولة لمصالح العاملين بحجة عدم التدخل من الدولة ، وفي النهاية عدم الالتزام بصيانة المشروع قرب استلام الدولة له بعد الفترة المقررة لإدارة الشركة للمشروع.

4

هذا اضافة لاستمرار تدهور الاوضاع المعيشية والأمنية ، واستمرار الاضرابات والوقفات الاحتجاجية والاعتصامات كما في : اضراب عمال السكة الحديد من أجل تعديل الأجور ومستحقات أخرى ، واعتصام العاملين في ميناء يشائر للتعويض عن الأراضي والتوظيف، والوقفة الاحتجاجية للعاملين بمستشفي الشعب بالخرطوم لتحسين الأجور وبيئة العمل ، واضراب المعلمين المقرر في 28 نوفمبر لتحسين الهيكل الراتبي . وغير ذلك من الاضرابات الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية، من أجل تحسين الاوضاع المعيشية التي لا يمكن أن تتم في ظل وجود الانقلاب العسكري الحالي أو في تسوية معه كما حدث في الفترة الانتقالية بعد الوثيقة الدستورية، مع نهب ثروات البلاد ، وسيطرة شركات الجيش علي أكثر من 82 % من موارد الدولة، و70 % من الميزانية للأمن والدفاع، بحيث لن تبقي نسبة تذكر للتعليم والصحة والتنمية والخدمات ، بل المزيد من الضرائب والجبايات التي اصبحت لا تطاق ، مما يعني صب الزيت علي النار ، واستمرار المقاومة الجارية حتى الاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب وقيام الحكم المدني الديمقراطي.

alsirbabo@yahoo.co.uk
///////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الانقلاب العسکری قوى الحریة کما فی

إقرأ أيضاً:

جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزواره ٨ كتب في القراءات وعلوم القرآن

يقدِّم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56 لزوَّاره من طلاب العلم والمهتمين بعلوم القرآن ٨ كتب تتناول تاريخ المصحف الشريف ورسم القرآن والقراءات والتجويد، من إصدارات قطاع المعاهد الأزهرية بالأزهر الشريف، وهي كالتالي:

جامعة الأزهر تواصل أعمال القافلة الشاملة بمدينة الشلاتين الضويني: الأزهر مؤسسة دينية ذات رسالة عالمية لم تنقطع يوما

١- كتاب "تاريخ المصحف الشريف"، بقلم الشيخ العلامة المحقق/عبد الفتاح بن عبد الغني القاضي، عالم أزهري في القراءات وعلومها والعلوم الشرعية، يتناول تاريخ الكتابة العربية وتاريخ الخط العربي، وتاريخ  كتابة القرآن الكريم من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحتى العصر الحديث، مبينًا ما يجب وما يستحب على كاتب رسم المصحف وناشره، ويناقش الكتاب بعض المسائل العلمية الخاصة برسم المصحف الشريف مبينا آراء العلماء فيها وموضحًا الرأي الراجح فيها.

٢- كتاب "شرح تلخيص الفوائد وتقريب المتباعد"، بقلم أبي البقاء علي بن عثمان بن محمد بن القاصح، وهو شرح مختصر لمنظومة "عقيلة أتراب القصائد للإمام الشاطبي"، التي تسمَّى بالمنظومة الرائية والشاطبية الصغرى، ويعد هذا الشرح من أبسط شروح هذا المتن الذي هو تلخيص لكتاب المقنع في رسم المصحف، الذي يحتوي على أهم قواعد الرسم العثماني.

٣- كتاب "لطائف البيان في رسم القرآن"، بقلم الشيخ أحمد محمد أبو زيتحار، المدرس بمعهد القراءات بالأزهر الشريف سابقًا، والكتاب مكوَّن من جزأين، وهو عبارة عن شرح مختصر لمنظومة مورد الظمآن في رسم القرآن للإمام الخراز، وتأتي أهمية الكتاب في أن مورد الظمآن هو أحد أهم المصادر التي تعتمد عليها لجان مراجعة المصحف الشريف على مستوى العالم الإسلامي، فالكتاب جامع لأهم مذاهب الرسم العثماني المشهورة: مذهب الداني وابن نجاح والشاطبي والبلنسي.

٤- كتاب "متن الدرة المضية"، بقلم الإمام محمد بن محمد بن محمد بن الجزري، وهو منظومة شعرية مكونة من ٢٤١ بيتًا من بحر الطويل، نظم فيها الإمام العلامة ابن الجزري القراءات الثلاثة المتممة للقراءات العشرة وسلك فيها الإمام ابن الجزري مسلكا فريدا بحيث تكون مكملة ومرتبطة بمتن الشاطبية للإمام الشاطبي وتم ضبط المتن على نسخة الإمام الضباع.

٥- كتاب شرح الجزرية المسمى (بالدقائق المحكمة في شرح المقدمة)، بقلم أبي يحيى زكريَّا بن محمد بنِ أحمدَ بنِ زكريا الأنصاري الأزهري، المعروف بـشيخ الإسلام، وزين الدين، يتناول الكتاب شرح المنظومة التي صاغها ابن الجزري -رحمه الله- على بحر الرجز، المكونة من مئة وسبعة أبيات أو مئة وتسعة أبيات في بعض النسخ، مر من خلالها على جميع موضوعات علم التجويد الأساسية، التي رتبها بشكل منطقي وواضح، وقسم المنظومة إلى ثلاثة أقسام حيث عرض في القسم الأول خطبة الناظم في ثمانية أبيات، ووضح فيها اسمه ومذهبه الشافعي ثم الحمد لله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وبعدها أوضح ما جاءت به المنظومة، وأشار إلى ما يحتاجه قارئ القرآن من معرفة مخارج الحروف وصفاتها، والوقف والابتداء إضافةً إلى ما يتعلق من أبحاث في  رسم المصحف، وفي القسم الثاني تحدَّث عن أحكام التجويد كاملة، وفي القسم الثالث وضع الخاتمة.

٦- كتاب "الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع"، بقلم فضيلة الشيخ العلامة المحقق/ عبد الفتاح بن عبد الغني القاضي، عالم أزهري مبرز في القراءات وعلومها والعلوم الشرعية (1325هـ/1907م – 1403هـ/1982م)، وهو شرح لقصيدة حرز الأماني ووجه التهاني، نظم للإمام الشاطبي- 
رحمه الله- نظم فيها كتاب "التيسير" في القراءات السبع للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني، وزاد عليه فوائد والقصيدة لامية من البحر الطويل بلغ عدد أبياتها 1173 بيتًا، نظم فيها الشاطبي القراءات السبع المتواترة عن الأئمة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، ويعتبر هذا الشرح من أيسر الشروح وأفضلها للطالب المبتدئ في علم القراءات حيث اتضح من خلاله كفاية معلوماته وسهولة عباراته والتجربة العلمية العالية لصاحبه ودرايته الفائقة بعلم القراءات، وتناول الشيخ فيها شرح الأصول والقواعد التي يعتمدها كل قارئ.

٧- كتاب "شرح السمنودي على متن الدرة المتممة للقراءات العشرة (للإمام محمد بن الجزري)"، بقلم الإمام المتقن المقرئ المعمر محمَّد بن حسن بن محمَّد الشافعي السمنودي الأزهري المعروف بالمنير، وهو شرح على متن الدرة المضية في القراءات الثلاث للإمام ابن الجزري رحمه الله؛ فقد استعان الشارح رحمه الله بما سبقَه من شروح؛ ونهجَ نهجًا مميزًا، فقد شرحَ البيتَ بأسلوب سهل، ولم يتعرَّض للإعراب، بل اهتمَّ بفك الرموز، وتوضيح القراءة.

٨- كتاب "بغية الطالبين في تجويد كلام رب العالمين"، بقلم فضيلة الشيخ العلامة المتقن المدقق حسن عبد النبي عبد الجواد عراقي، يتناول شرحًا مبسطًا لأحكام التجويد بطريقة سهلة، يستوعبها القارئ المتخصص وغير المتخصص؛ حيث شرح فيها المؤلف كل أحكام التجويد.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان؛ مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

مقالات مشابهة

  • القوة الخفية التي هزمت حميدتي ..!
  • القوة الخفية التي هزمت “حميدتي”
  • الجرافات تشرع في هدم دوار العسكر بالرباط
  • وكالة الاستخبارات تطيح بـ3 إرهابيين من ديوان العسكر في صلاح الدين
  • إحياء الذكرى التاسعة لمجزرة تحالف العدوان في مصنع أسمنت عمران
  • عمال مصنع أسمنت عمران يحيون الذكرى التاسعة لمجزرة تحالف العدوان
  • اليمن: استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب «الحوثي» أولوية
  • جريمة فاريا... توقيف والدة المرتكب والفتاة التي كانت برفقته
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزواره ٨ كتب في القراءات وعلوم القرآن
  • رئيس حماية المستهلك: اتخاذ العديد من الإجراءات الاقتصادية التي تسهم في وفرة السلع