طالب رئيس مجلس النواب احمد الصفدي ممثلي المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في الأردن، بالتحرك ضد ما يحدث من قتل وتشريد وتنكيل بالأطفال والنساء بصورة غير إنسانية ولا تنسجم مع حقوق المدنيين والأبرياء في الحروب.

اقرأ أيضاً : الملك يطمئن هاتفيا على كوادر المستشفى الميداني الأردني في غزة

ودعا الصفدي خلال حضوره جانباً من اجتماع لجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان برئاسة النائب عبدالله ابو زيد مع عدد من المنظمات والمؤسسات العاملة في قطاع غزة بمجال حقوق الإنسان في ضوء الانتهاكات الواقعة على حقوق الانسان، إلى مزيد من العمل لإيصال صوت هذه الضحايا وصورة ما يحدث لهم في ظل التكتيم الإعلامي الذي يمارسه الكيان الصهيوني.

وانتقد دور منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان التي غابت عن مشهد القتل والتنكيل بالأطفال والنساء وكبار السن في قطاع غزة على يد قوات الاحتلال التي مارست أبشع الجرائم خلال عدوانها على القطاع.

واكد الصفدي أننا لم نسمع صوتاً أو تحركاً لجميع المنظمات المعنية لحقوق الأطفال والنساء، متسائلا متى نسمع صوتكم ؟ متى تتحرك مشاعركم أمام بشاعة مشاهد القتل تجاه قتل الأطفال والنساء؟.

اقرأ أيضاً : نواب شيوخ ووجهاء يؤكدون وقوفهم خلف الملك ويدعمون مواقف الأردن الثابتة - صور

بدوره، أكد رئيس اللجنة النائب عبدالله ابو زيد أن الانطباع السائد في الشارعين الأردني والعربي هو فقدان الثقة وانعدامها بدور وعمل هذه المنظمات التي ظهرت وهي تكيل بمكيالين وتتجاهل ما يحدث من قتل وذبح يومي بحق الابرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.

واستنكر الصمت العالمي والخذلان الكبير لمعاني الإنسانية تجاه عمق المأساة التي شهدناها، والانحياز للجانب الصهيوني الذي اعتدى ونفذ جرائم بحق المدنيين والإبادة الجماعية ضدهم، بالإضافة إلى التهجير واستهداف المستشفيات والمدارس وقطع الطاقة والمياه والدواء.

وثمن الدور المحوري لجلالة الملك من خلال الموقف الثابت والراسخ والوقوف إلى جانب الأهل في فلسطين المحتلة وحراك جلالته المستمر لإنهاء الحرب وفتح ممرات إنسانية وإدخال المساعدات، مشيرا إلى أن جلالته كان قد حذر من هذا الانفجار منذ زمن طويل جراء عدم منح الفلسطينيين حقوقهم والاعتداء على حياتهم.

من جانبها، أشارت الممثلة العامة للأمم المتحدة كريستينا مينيك إلى التزام المنظمة الكامل بالمعايير الدولية للأمم المتحدة منذ 23 عاما، مؤكدة أننا نعيش اليوم أزمة عميقة جدا لحقوق الإنسان ولابد من التعامل معها بكل أهمية والتزام كبير تجاه حقوق المدنيين وما يتعرضوا له خلال الحرب.

امين عام اللجنة الوطنية لشؤون المرأة مها العلي اكد على اننا في المنظمات النسوية ومؤسسات المجتمع المدني نساهم في ايصال صورة ما يحدث من قتل وانتهاك لحقوق الانسان خلال الحرب على قطاع غزة .

واشارت الى اننا نسعى الى ان نكون جزء من الجهود الوطنية التي تبذل على اعلى المستويات لإيصال الموقف الاردني الثابت والحازم من الحرب على قطاع غزة ، مشيرة الى انه تم اطلاق رسالة تضامن باسم النساء الاردنيات وتقديم عدة مطالب تنسجم مع مطالب الاردن على المستوى الدولي والمتمثلة في وقف الحرب وايصال المساعدات ووقف قصف المدارس والمستشفيات وقف التهجير القصري .

بدورها ثمنت ريم ابو دلبوح من المركز الوطني لحقوق الانسان دور مجلس النواب والتشاركية والتكاملية في كافة المواضيع والتي انطلقت من موقف الاردن وموقف جلالة الملك ضد الحرب والتهجير كذلك الوقوف ضد ازدواجية المجتمع الدولي في التعامل مع القضية الفسلطينية.

واكدت انه تم ايصال الصوت الاردني الى كافة الجهات الدولية والمنظمات العاملة في الاردن والخارجية عن حجم الاستنكار للأحداث في قطاع غزة لممارسة الضغط على دولهم وحكوماتهم لإيصال الصورة والانطباع السائد في المجتمع العربي .

من جانبه اكد امين عام المجلس الوطني لشؤون الاسرة الدكتور محمد مقدادي على موقف الاردن من هذه المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين من الاطفال والنساء وكبار السن ، مشيرا الى ان موقف ودور منظمات حقوق الانسان كان محبط ومقلق في ظل الصمت المستمر تجاه كافة الجرائم .

المحامي معاذ المومني المدير التنفيذي لمعهد القانون والمجتمع اشاد بموقف المؤسسات الوطنية وانه موقف متقدم ، ودعاء لجنة الحريات النيابية الى اهمية توثيق هذه الانتهاكات حتى لا يفلت الاحتلال بجرائمه ، مشدداً ان مؤسسات المجتمع المدني تتمسك بكافة القيم والمبادي التي هي شعار عملنا في مجال حقوق الانسان .

من جانبهم اكد النواب اسماء الرواحنة وعلي الخلايلة بسام الفايز اندري حواري سليمان ابو يحيى مروة الصعوب عمر النبر جعفر الربابعة عدنان مشوقة على رفض التجاهل والصمت غير الانساني الذي قامت به منظمات حقوق الطفل والمرأة والانسان ، مؤكدين على رفض كل ما يمارس من اضطهاد وقتل واضطهاد انساني ضد الابرياء.

وتساءل النواب الحضور عن الاصوات التي كانت تنادي بحقوق الطفل والمرأة ؟ وهل تغيرت المفاهيم لديهم ام انهم ينتمون الى الدول التي صنعتهم وتفرض دورها وتوجهاتها عليهم ، موجهين نداء الى هذه المنظمات الى التحرك ضد الابادة الجماعية وضد الاطفال والنساء وكبار السن.

أخبار ذات صلة الملك يطمئن هاتفيا على كوادر المستشفى الميداني الأردني في .... الملك يطمئن هاتفيا على كوادر .... الملك يطمئن هاتفيا على كوادر .... الملك يطمئن هاتفيا على كوادر المستشفى ....

منذ 43 دقيقة

الملك يؤكد ضرورة التحرك فورا لوقف إطلاق النار في غزة الملك يؤكد ضرورة التحرك فورا .... الملك يؤكد ضرورة التحرك فورا .... الملك يؤكد ضرورة التحرك فورا لوقف إطلاق ....

منذ ساعتين

إصابات بحادث تصادم في الكرك إصابات بحادث تصادم في الكرك إصابات بحادث تصادم في الكرك إصابات بحادث تصادم في الكرك

منذ 3 ساعات

بلديات تعلن حالة الطوارئ للتعامل مع الحالة الجوية بلديات تعلن حالة الطوارئ .... بلديات تعلن حالة الطوارئ .... بلديات تعلن حالة الطوارئ للتعامل مع ....

منذ 13 ساعة

التربية توضح لـ"رؤيا" ما يتداول حول المدارس المختارة كمراكز .... التربية توضح لـ"رؤيا" ما يتداول .... التربية توضح لـ"رؤيا" ما .... التربية توضح لـ"رؤيا" ما يتداول حول ....

منذ 18 ساعة

نواب شيوخ ووجهاء يؤكدون وقوفهم خلف الملك ويدعمون مواقف .... نواب شيوخ ووجهاء يؤكدون وقوفهم .... نواب شيوخ ووجهاء يؤكدون .... نواب شيوخ ووجهاء يؤكدون وقوفهم خلف ....

منذ 20 ساعة

أحدث الأخبار الأكثر شيوعاً

الصفدي يطالب مؤسسات المجتمع المدني بالتحرك لنقل معاناة غزة للعالم أجمع

الأردن | منذ دقيقة

الأونروا: كنا نعتقد أن استهداف مقراتنا التي تؤوي عشرات الآلاف يتم بالخطأ

فلسطين | منذ 5 دقائق

مدير مقبرة عسكرية لدى الاحتلال يكشف مفاجأة حول خسائر الجيش

فلسطين | منذ 16 دقيقة

طقس العرب: بدء تأثر الأردن بالمنخفض الجوي المصنف من الدرجة الثالثة

طقس | منذ 39 دقيقة

الملك يطمئن هاتفيا على كوادر المستشفى الميداني الأردني في غزة

الأردن | منذ 43 دقيقة

سحب قرعة الدوري النسوي تحت 19 لموسم 2024/2023

رياضة | منذ 45 دقيقة للمزيد

التربية توضح لـ"رؤيا" ما يتداول حول المدارس المختارة كمراكز إيواء

الأردن

الأردن على موعد مع أمطار غزيرة وعواصف رعدية وزخات كثيفة من البرد

طقس

"الأمن العام" تحذر من المنخفض الجوي المتوقع

الأردن

هل يحمل المنخفض الجوي القادم للأردن فرص تساقط للثلوج؟ - فيديو

طقس

بالفيديو.. أمطار شديدة الغزارة قادمة إلى الأردن الأحد

طقس

أين أبو حمزة؟

فلسطين الطقس

طقس العرب: بدء تأثر الأردن بالمنخفض الجوي المصنف من الدرجة الثالثة

منخفض جوي يجلب أمطار غزيرة إلى الأردن وتحذير من ارتفاع منسوب المياه - فيديو

بالفيديو.. أمطار شديدة الغزارة قادمة إلى الأردن الأحد

المزيد من الطقس كاريكاتير المزيد من الكاريكاتير وفيات المزيد من وفيات عن رؤيا الإخباري

موقع أخباري أردني تابع لقناة رؤيا الفضائية ينقل لكم الأخبار المحلية الأردنية وأخبار فلسطين وأبرز الأخبار العربية والدولية.

اتصل بنا

مكاتب رؤيا في عمّان، الأردن، أم الحيران، مبنى المدينة الاعلامية، شارع الصخرة المشرفة بجانب مبنى الاذاعة والتلفزيون
هاتف رقم:0096264206419
فاكس رقم: 0096264206524
صندوق البريد: 961401 عمّان-الأردن 11196

تواصلوا معنا سياسة الخصوصيةالملكية الفكريةمعايير التصحيح جميع الحقوق محفوظة © 2023 رؤيا

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: والنساء وکبار السن التربیة توضح لـ المجتمع المدنی حقوق الانسان حقوق الإنسان ما یتداول قطاع غزة ما یحدث الى ان

إقرأ أيضاً:

هشام جعيط.. كتب بالفرنسية عن تاريخنا الإسلامي ونقلته مطابع بيروت للعالم العربي

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب "هشام جعيط: حوار في الفكر والتاريخ والسيرة"، وهو سلسلة لقاءات مع المفكر والمؤرخ التونسي هشام جعيط أُجريت في عام 2018، موزعة على أربعة فصول، وقد مُهّد لها بمقدمة وخُتمت بببليوغرافيا كتب جعيط ومقالاته، ثم مسرد زمني لمحطات من تاريخه وسيرته الذاتية.

مؤلف هذا الكتاب هو الصحافي المصري كارم يحيى، وكتب مقدمته الدكتور خالد زيادة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ـ فرع بيروت. ويقع الكتاب في 208 صفحات، شاملةً ببليوغرافيا وفهرسًا عامًّا.

وقدم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، تعريفا موجزا لكتاب هشام جعيط: حوار في الفكر والتاريخ والسيرة، باعتباره حصيلةُ لقاءات (من 8 شباط/ فبراير إلى 5 أيار/ مايو 2018) مع جعيط، العلَّامة في الثقافة العربية، خصوصًا مع تحولات تونس ما بعد الثورة سياسيًّا ومجتمعيًّا وثقافيًّا وفكريًّا. وقد وصلت أصداء أعماله ومؤلفاته وكتاباته إلى المشرق العربي. أجرى هذه اللقاءات كارم يحيى خلال إقامته في تونس عامًا ونصف العام، فبعد أن كانت النيةُ بدايةً جلسةَ حوار صحافية واحدة ما لبثت أن امتدت إلى سلسلة لقاءات مكثفة، بمعدل حوار كل أسبوع، طوال ثلاثة أشهر متتابعة.

كانت بدايات تعرُّف يحيى إلى جعيط في ندوة عقدها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في تونس في شباط/ فبراير 2018 لمناسبة إصدار مؤلف جماعي عن أعمال جعيط بعنوان جدل الهوية والتاريخ: قراءات نقدية في مباحث الدكتور هشام جعيط، لتتوطد العلاقة بين الرجلين بعد ذلك حتى وصلت إلى الحوار المسطور في هذا الكتاب الذي يصفه يحيى بأنه فتح أمامه آفاق تجربة ثقافية تفاعلية ثرية أتاحت له قراءة أعماله المتوافرة بالعربية جميعها تقريبًا، مستخرجًا أسئلة وملاحظات وعائدًا بها إلى مؤلفها للنقاش، ثم إنها كانت تستولد أيضًا ملاحظات وأسئلة أخرى، فيعود لاختبارها في نصوص جعيط الورقية أو الأرشيفات أو المكتبة الوطنية في تونس بحثًا عن مقالاته في مجلة الفكر، ومن ثمّ تتولد ملاحظات وأسئلة أخرى ... إلخ.

ويضيف يحيى أن المصادفة خلال إجراء هذه الحوارات أدت دورًا مهمًّا في زيادة معرفته بالكاتب الكبير، وذلك حين حضر في 4 نيسان/ أبريل 2018 وقائع تكريمه في جامعة تونس وإطلاقها اسمه على مدرج في كلية العلوم الإنسانية بجامعة 9 أفريل بمبادرة من معهد العالم العربي في باريس.

بدايات المنتوج الفكري

بالرغم من أن المطابع الفرنسية كانت هي التي سلّطت الضوء على أول مؤلفات جعيط الشخصية والصيرورة الإسلامية العربية La Personnalité et le devenir arabo-islamique (بسبب اضطراره بعد عام 1968 إلى مغادرة تونس لعلاقته المتوترة بالرئيس الحبيب بورقيبة إلى فرنسا والعيش والتدريس فيها، وهناك اكتسب الثقافة الأوروبية واطّلع على الاتجاهات المعاصرة في الفلسفة وعلم النفس والاقتصاد)، فإن قيمة هذا الباحث وتقديره سرعان ما وصلا إلى القارئ العربي بفضل مطابع بيروت، التي دارت بمؤلفاته ترجمةً ونشرًا (إضافة إلى مؤلفات مثقفين مغاربة آخرين)، ومنها في عام 1971 الأيديولوجية العربية المعاصرة (كان عنوان النسخة الفرنسية الصادرة في عام 1967 L'idéologie arabe contemporaine)، في حين طالع قرّاء الصحف مقالاته في الثمانينيات في مجلة اليوم السابع، التي غزت مدن مشرق العالم العربي ومغربه.

يقدم للقارئ ما يمكن اعتباره "دراسة حالة" لمثقف يبدو في الوهلة الأولى "محافظًا" لكنه يبحث، ممتلكًا الثقافتين العربية ـ الإسلامية، والأوروبية ـ الغربية، عن توازن بين التراث والحداثة، والعروبة والإسلام وأوروبا، وما كان والراهن وما سيأتي، والذات والآخر ... إلخ.والكتاب الثاني الذي نشره جعيط (عن دار "سوي" Seuil عام 1978، ثم طبَعَتْه دار الطليعة بالعربية عام 1995) هو أوروبا والإسلام L’Europe et l’Islam، وهو يبحث - بالعودة إلى هيغل وشبنغلر وسواهما - في الثقافة الأوروبية وفكرة الترابط بين أوروبا والإسلام، باعتبار أن أوروبا لم يكن بإمكانها أن تكون إلا بالإسلام، على عكس التيار السائد آنذاك، الذي انتمى إليه إدوارد سعيد، والذي لقي كتابه الاستشراق (صدر مع كتاب أوروبا والإسلام) صدًى كبيرًا، على عكس كتاب جعيط؛ لأنه ركّز على نقد أوروبا الاستعمارية، واتّهم الاستشراق بأنّه في خدمة الاستعمار الأوروبي وصنع صورة زائفة عن الشرق، في حين كان رأي جعيط أن الاستشراق ليس متورطًا كله في صنع صورة مشوّهة عن الشرق، وما إشراف أحد أكبر المستشرقين، وهو كلود كاهان، على أطروحته لنيل الدكتوراه "الكوفة: نشأة المدينة العربية الإسلامية" سوى تعبير عن توجهه الفكري هذا، وهي أطروحة أهّلته لإصدار مجموعة كتبه التاريخية المهمة لاحقًا، مثل كتابه الشهير الفتنة الذي استعرض فيه الصراعات القبلية التي قسّمت المسلمين، وكتابه تأسيس الغرب الإسلامي: القرن الأول والثاني الهجري، وكذا كتبه المتعلقة بالشأن الديني، وأبرزها وأكثرها أهمية ثلاثيته في السيرة النبوية؛ إذ يقدّم فيها بحثًا في أصول ظهور الرسول والدعوة، فهو ـ بالرغم من دراسته في المدرسة الصادقية التي كانت رمزًا للتحديث مقابل جامعة الزيتونة ـ سليلُ بيئة إسلامية منفتحة، وعائلتين تسلّمتا المناصب الدينية الرفيعة إلى القرن الثامن عشر.

اتجاه جعيط الفكري

يقول المؤرخ والمفكر خالد زيادة، الذي ربطته علاقة قوية بالباحث التونسي جعيط في فرنسا وتونس وبيروت؛ إذ كان يلتقيه مرة أو مرتين في الأسبوع الواحد، وبخاصة في مرحلة تحضيره كتابه أوروبا والإسلام، إن تأثر جعيط بروايات جان بول سارتر ومؤلفاته الفلسفية جعله وجوديًّا بالمعنى الفلسفي، وإنه لم يتأثر كثيرًا بفوكو وألتوسير وليفي ستروس وأمثالهم من الذين ذاعت شهرتهم في ستينيات القرن العشرين وسبعينياته، وإنه لم يجارِ الموجات الثورية اليسارية والشيوعية والاشتراكية والتروتسكية التي استقطبت المثقفين الفرنسيين الشباب على الرغم من اطلاعه على الأفكار الماركسية.

أهمية المحاورات مع جعيط

يرى يحيى أن جعيط يستحق مع تقدمه في العمر (إذ كان في الثالثة والثمانين من العمر في عام إجراء المقابلات) نصًّا يساهم في فهمه مفكرًا ومؤرخًا ذا ثقافة موسوعية، ويقول إنه ينتمي إلى جيل من المثقفين ما بين الحربين العالميتين (وُلد جعيط عام 1935) وقبل مرحلة الاستقلال الوطني وبناء ما يسمى "الدولة الوطنية". ويتضمن الكتاب توثيقًا لأقواله المتأخرة في كتاباته وأفكاره وأبرز مؤلفاته وقضاياه ومساهماته البحثية، إضافة إلى تيار متدفق من معارف وأفكار مفكر قادم من تونس واعتبارها حلقة وصلٍ واتصال بين المشرق والمغرب العربيين.

تحولت هذه الحوارات الصحافية لدى يحيى إلى رحلة اكتشاف وعمل شاقة وماتعة في آن، فهو يقدم للقارئ ما يمكن اعتباره "دراسة حالة" لمثقف يبدو في الوهلة الأولى "محافظًا" لكنه يبحث، ممتلكًا الثقافتين العربية ـ الإسلامية، والأوروبية ـ الغربية، عن توازن بين التراث والحداثة، والعروبة والإسلام وأوروبا، وما كان والراهن وما سيأتي، والذات والآخر ... إلخ. وهذا كله قد يجعل من الكتاب يَعِد القارئ العربي، إلى جانب التعرف الواسع إلى مسار مفكر ومؤرخ في وزن هشام جعيط وأفكاره وقيمته، بتقديم فرصة أمام الباحثين؛ لدراسة سيرته الفكرية والبحثية، ولنقاش أكثر تدقيقًا حول أفكاره أيضًا، والتي بقدر ما تبدو لامعة هي محملة بألغاز وتناقضات في الوقت نفسه.

أقسام الكتاب

الفصل الأول: أشبه بمناقشة عامة تذهب إلى مساحات عدة بهدف إلقاء الضوء على أفكار المثقف المبدع كما أصبح يراها عند إجراء الحوار، والعلاقة بينها وبين الخطوط العامة لأفكاره وبحوثه في زمان يمتد نحو نصف قرن.

الفصل الثاني: محاولة لـ "الإبحار" في السيرة الذاتية لهشام جعيط مع "بوصلة"، تستهدف أن تتجه دومًا إلى اكتشاف مصادر تكوينه الاجتماعي والثقافي والمعرفي وإعادة اكتشافها.

أما الفصلان الثالث والرابع، فكان الحوار فيهما حول ثلاثيته في السيرة النبوية، وهو عمله الأبرز والأحدث في تاريخ الإسلام المبكر.

ويذكر يحيى أن استدعاءات جعيط الكثيرة خلال الحوار لرموز في التاريخ والثقافة والفكر والجغرافيا أحيلت تعريفاتها الموجزة إلى الهوامش حتى لا تعترض انسياب النص القائم على الحوار والتفاعل والتلقائية، مضافًا إليها أحيانًا إيضاحات لكلمات أو جمل جعيط كما نطق بها باللهجة التونسية.

في نهاية الكتاب، أضيف فهرس تتبعيّ بتواريخ إصدار كتب جعيط باللغة العربية، وعلاقتها بكتاباته باللغة الفرنسية ولغات أخرى، وبالمحطات الرئيسة الأبرز في مسيرته العلمية والحياتية.

ولا بد من الإشارة إلى أن نص الكتاب قد راجعه ودقّقه جعيط نفسه، بعد أن طلب منه المحاور هذا الأمر في حزيران/ يونيو 2018.

وأنهى المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات تقديمه لكتاب هشام جعيط.. حوار في الفكر والتاريخ والسيرة، بالتأكيد على أن المأمول أن يشجع على اهتمام أوسع نطاقًا بالمفكرين والمؤرخين والمثقفين المبدعين العرب، بخاصة أولئك الذين لا ينوون أن يتركوا خلفهم سيرًا ذاتية، ومنهم هشام جعيط، الذي ربما يكون أقل غزارة في أعماله مقارنة بأقرانه المغاربة، إلا أن أسلوبه في معالجة الموضوعات التي يختارها أقل اتّباعًا للموجات الثقافية الرائجة.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأردني: لا يجوز أن يكون مستقبل المنطقة مرهوناً بالانتقامية الفجة لنتنياهو
  • الربيعة يبحث مع وزيري شؤون الإغاثة الاجتماعية بفلسطين المشاريع المنفذة للتخفيف من معاناة غزة
  • الصفدي: لا يجوز رهن مستقبل المنطقة بانتقامية رئيس الوزراء الإسرائيلي
  • الأردن : إسرائيل قوضت جهود الوسطاء باغتيال هنية
  • "مدى" يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بفشله عن حماية الصحفيين في قطاع غزة
  • هشام جعيط.. كتب بالفرنسية عن تاريخنا الإسلامي ونقلته مطابع بيروت للعالم العربي
  • «الإصلاح والنهضىة»: «التحالف الوطني» يحدث نقلة نوعية في حوكمة العمل المدني بمصر
  • محافظ أسيوط يستقبل وفد جمعية "بناء وطن للتنمية"
  • الأردن يؤكد وقوفه مع لبنان وأمنه وسلامة مواطنيه ويرفض أي عدوان عليه
  • الصفدي لبوحبيب: الأردن حريص على أمن وسيادة لبنان