الصباح الجديد -
تدخل الحرب العبثية شهرها الثامن وتزداد رقعتها يوماً بعد يوم منذرة بدنو وصولها إلى مرحلة النزاع الأهلي الذي سيعقبه تشظي وإنقسام وطن يسع الجميع.
إن قواعد الفساد التي أرسى لها النظام البائد جعلت الموغلين فيه هم الأكثر حرصاً على إستمرار هذه الحرب ويعملون على إذكاء نارها عبر مؤثرات (السوشيال ميديا) التي تضلل الرأي العام وتبث التطمينات بأن الأمور ستعود إلى نصابها قريباً فيما يدفع المواطن الثمن ذلك خراباً ودماراً.
صحيح المواطن بات مدركاً لمستهلكات الفلول التعبوية التي يكذبها الواقع دون سبر أغوار إلا أن وقوعه في عمليات (التشويش) المستمرة تجعله يركن قليلاً لـ(البلابسة) خاصة في ظل غياب الصوت الرافض لوقف الحرب نتيجة محاولات اسكاته تارة بالقوة المميتة وتارة أخرى بالدمغ بالعمالة والارتهان للأجنبي وبيع الوطن بثمن بخس.
في المقابل إذا لم تقم القوى السياسية الثورية بفعل جاد لن تقنع المواطن المكتوي بنار الحرب السماع لدعواها بوقفها وبالتالي تزداد حدة الاستقطاب يوماً بعد يوم ويسعى كل طرف من الأطراف المتحاربة للتجييش عبر نفث خطاب الكراهية وهذا يجعل مهمة القوى الثورية بانهاء الحرب مهمة عسيرة ومستحيلة.
هذا لا يعني أن المواطن السوداني غير مدرك لحقيقة الفلول وأنه بات يتحرك وفقاً لما يريدون بل يعلم جيداً أنهم لن يجلبون الخير إلى السودان وبسبب خطل سياساتهم الرعناء وصلت الحروب الأهلية إلى الخرطوم ، وبالتالي تحتاج القوى الثورية إلى مبادرات قوية لإعادة الثقة السودانيين فيها وطي حالة الإنسداد التي يعيشها الشعب السوداني.
الاجتماع التحضيري للمؤتمر الاستثنائي للجبهة المدنية الذي انعقد في ذكرى ثورة اكتوبر بأديس أبابا خطوة جيدة يمكن البناء عليها لتأسيس منصة تجمع كل القوى الثورية الرافضة للحرب ، لكن تحديات جمة تواجه القائمين على أمر اللجنة التحضيرية وتصعب من تدابير جمع كل القوى السياسية في موقف فعال في مواجهة الحرب ، فما زالت القوى عبارة عن جبهات متشاكسة كل منها يعمل على شاكلته لتعيد للأذهان كل يوم ما جرى أثناء فترة الحكومة المدنية وكيف ضعُفت نتيجة الخلافات بين عناصرها لتمهد الطريق أمام إنقلاب 25 اكتوبر الذي اجهضها وتسبب في هذه الكارثة والطامة التي أوردت السودان مورد الهلاك.
إن قاعدة الفساد التي أرسى لها النظام البائد ستعمل على تأجيج النيران ولا يهمها حريق السودان أو بلوغ الحرب الأهلية أمدها وهذا لا يحتاج لزرقاء يمامه لكي تراه ، وعلى القوى السياسية الثورية أن تدرك أن التعامل مع الأوضاع الحالية بهذه الصورة السلحفائية والذاتية الموغلة لن يمكنها من القيام بالمهمة الثقيلة الملقاة على عاتقها وستجلس على تلتها لترى كيف يدمر السودان ويسقط شعار (السودان وطن يسع الجميع).
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
برلمانية الوفد: المعارضة الوطنية تثق بخطوات القيادة السياسية ..وفوز ترامب سيغير استراتيجيات العالم
أكد النائب طارق عبد العزيز رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ ، أنه بفوز الرئيس دونالد ترامب لولاية رئاسية ثانية في حكم الولايات المتحدة الأمريكية ، ستتغير الكثير من الخطط والاستراتيجيات العالميه ، طبقاً لتغيير الفكر الأمريكي في التعاطي مع القضايا العالمية والعربيه ، واول هذة المتغيرات التي تنتمناها هي ايقاف الحرب علي غزة ووضع حد لهذا العدوان الإسرائيلي الغاشم علي اهالينا في قطاع غزة.
ولفت رئيس برلمانية الوفد بالشيوخ وزعيم المعارضه الوفديه ، في تصريحات للمحررين البرلمانيين اليوم ، بأن العلاقات المصرية الأمريكية تاريخيه ، وشراكة اقتصاديه كبيرة حافظ عليها الجانبين لعقود من الزمن ، ونأمل في استمرار التعاون المشترك بين البلدين لمزيد من الاستقرار والتعاون في إرساء السلام وإيقاف الحروب في المنطقه والعالم .
وتابع زعيم المعارضة بأن الدور الأمريكي حيوي وكبير و لا يمكن إنكاره ، والدور المصري أيضا حجر أساس في المنطقة ، وسيكون هناك تفاهمات كبيرة وتقارب بخصوص الشراكه الاقتصاديه ، وكذلك تقريب وجهات النظر لحل الأزمة الفلسطينية ، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
وشدد رئيس برلمانية الوفد بالشيوخ بأن المعارضة الوطنيه ، تثق في خطوات القيادة السياسية ، وسعيها في الحفاظ على مقدرات الوطن ، ودعم جميع الخطوات الراميه الي ايقاف آلة الحرب الإسرائيلية التي تقتل الابرياء في فلسطين ولبنان وغيرهم من الأقطار العربية.