قالت صحيفة لوفيغارو إن توقعات حلفاء أوكرانيا كانت عالية قبل شن الهجوم الأوكراني المضاد، وعندما بدأ هذا الهجوم أخيرا في فبراير/شباط الماضي، سرعان ما اتضح أن محور زاباروجيا هو الأكثر إستراتيجية، لأنه يتيح الوصول إلى بحر آزوف، وحتى الوصول إلى شبه جزيرة القرم، مع قطع خطوط الإمداد الروسية.

غير أن الجيش الروسي الذي تعلّم من إخفاقاته في خاركيف وخيرسون عام 2022، قام بتحصين خط سوروفيكين الممتد على طول نحو ألف كيلومتر وعلى عمق نحو 30 كيلومترا، ونهاية أغسطس/آب 2023، لم يتمكن الجيش الأوكراني مطلقا من اختراق هذه التحصينات بشكل حاسم، حتى إن القائد العام للقوات الأوكرانية فاليري زالوجني اعترف صراحة بأن هجوم قواته وصل إلى "طريق مسدود" في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في مقابلة مع مجلة إيكونوميست البريطانية.


طريق مسدود

وبسبب ثقته في التدريب والمعدات الغربية التي تلقاها، كان زالوجني يتوقع شن مناورة باستخدام الألوية الآلية، وهكذا "يصلون إلى شبه جزيرة القرم ويقاتلون هناك ويعودون" بعد 4 أشهر، ولكن الواقع كان مختلفا على الأرض، إذ واجه جنود الخطوط الأمامية صعوبات بالغة، مما أدى إلى استقرار خط المواجهة، رغم خوف زالوجني من التورط في حرب خنادق تجعل الحرب تستمر لسنوات وترهق الدولة الأوكرانية.

لذلك، غيرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أسلوبها -حسبما تقول الصحيفة الفرنسية في تقرير بقلم أموري كونتانسيه بيرفينكيير- لتركز على استنزاف القوات الروسية، وركزت على استهداف مخزونات الذخيرة والعقد اللوجستية والمركبات المدرعة ذات القيمة المضافة العالية، وذلك بفضل الصواريخ بعيدة المدى التي قدمها لها حلفاؤها أخيرا، وبالتالي انخفض معدل الخسائر حسابيا، لكن المكاسب الإقليمية لم تزدد.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما يقرب من 20% من المعدات العسكرية المشاركة في القتال من قبل أوكرانيا تضررت أو دمرت أو استولي عليها خلال الأسبوعين الأولين من الهجوم المضاد مما أثار القلق، وبين أن الرهان التكتيكي الأولي لأوكرانيا كان خاسرا، ولمدة 3 أشهر فشل الجيش الأوكراني في اختراق هذا الدفاع القوي والمجهز بدقة.


أثر الصراع في غزة

ومع أن قوات كييف اخترقت الخط الروسي الأول نهاية أغسطس/آب الماضي، فإنها لم تتمكن من استغلال هذا النجاح، لوجود خطين دفاعيين آخرين خلفه، وبعد ما يقرب من 6 أشهر من بدء الهجوم المضاد، استعاد الجيش الأوكراني نحو 400 كيلومتر مربع فقط، ولم يتقدم سوى 17 كيلومترا، ولا يزال بحر آزوف، وهو الهدف الإستراتيجي الرئيسي لهذه العملية، على بعد نحو 100 كيلومتر، ولا يزال الجيش الروسي يسيطر على معظم مواقعه، بل إن موسكو استعادت زمام المبادرة منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ونبهت الصحيفة إلى أن الجبهة لم تشهد أي تطور ملموس منذ أكثر من عام، مما يعني أن الهجوم المضاد الذي طال انتظاره، والذي كان المراقبون يعولون عليه كثيرا، لم يكن له التأثير المطلوب، وقد أعرب الجنرال زالوجني عن تشاؤمه في حديثه لمجلة إيكونوميست.

وقال إنه إذا لم تكن هناك تطورات إيجابية سريعة "فسوف ندرك، عاجلا أو آجلا، أننا ببساطة لا نملك ما يكفي من الرجال للقتال"، لأن المخزون البشري في أوكرانيا ليس كبيرا مثل مخزون عدوها.

وختمت الصحيفة بأن ظهور الصراع في غزة، الذي تركز عليه الاهتمام الدبلوماسي والإعلامي للغرب، أدى إلى تحويل الاهتمام لهذا الصراع، ويتوقع أن يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الآن عدوا أقوى من "الجنرال الشتاء"، وهو عدم الاهتمام بالمعارك التي كلفت حياة مئات الآلاف من الجنود.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تدمير (7) مركبات قتالية وطائرة مسيرة للمليشيا في محيط الفاشر

دمرت مدفعية الفرقة السادسة مشاة بالفاشر (7) مركبات قتالية تتبع لمليشيا آل دقلو المتمردة، كما ادى القصف الى تحييد عربتين أخريين شمال غرب الفاشر، وفرار أعداد كبيرة من عناصر المليشيا .
وأوضحت الفرقة السادسة في ايجازها الصحفي اليوم ان الجولات التمشيطية الراتبة التي تنفذها قوات العمل الخاص وجهاز المخابرات العامة داخل الأحياء، قد اثمرت امس عن الاستيلاء على مخزن ذخائر للعدو كان مخبأً داخل بعض المباني بجنوب شرق المدينة.
واكدت الفرقة السادسة مشاة ان موجات الهروب من صفوف المليشيا مازالت تتوالى بسبب الانهيار المعنوي الكبير الذي تعاني منه عناصرها نتيجة للخسائر الضخمة التي تكبدتها ومازالت تتكبدها في شمال دارفور.
وجددت الفرقة السادسة التأكيد كذلك بأن القوات المسلحة والقوات المشتركة لحركات الكفاح والقوات المساندة لها تعمل على مدار الساعة وبيقظة تامة مدعومة بجهود استخباراتية دقيقة لرصد تحركات العدو داخل وخارج إقليم دارفور وخاصة في مدينة الفاشر.
وأشارت الفرقة السادسة مشاة الى ان دفاعات القوات المسلحة قد تمكنت امس من تحقيق إنجاز جديد تمثل في إسقاط طائرة مسيرة معادية كانت تحلق باتجاه مواقع الدفاعات وتم تحييدها بنجاح دون تسجيل أي خسائر.
وبينت ان المليشيا المتمردة قد قامت امس بمحاولة يائسة تمثلت في الدفع بسرب من الطائرات الانتحارية المسيرة على أحياء الفاشر ، إلا أن قدرة الله ويقظة الدفاعات حالت دون ان تحقق تلك المسيرات أهدافها، كاشفة ان تلك المسيرات قد اصطدمت بالمباني دون أن تلحق أي أضرار بالقوات أو المواقع الحيوية.
علاوة على قيام العدو بقصف الأحياء الجنوبية بـ40 قذيفة مدفعية عيار 120 أسفرت عن إصابة أسرة مكونة من أربعة أفراد بجروح عميقة، وتم نقلهم إلى أحد المراكز الصحية لتلقي العلاج.
الى ذلك نفذت المؤسسة التعاونية الوطنية وبدعم مباشر من قائد الفرقة السادسة مشاة اللواء الركن محمد احمد الخضر صالح مشروع الذبيح للقوات المسلحة المنتشرة في الدفاعات والارتكازات، وذلك احتفاءً بالانتصارات المتتالية وجاءت هذه المبادرة بتوجيه ودعم من سعادة اللواء محاسب عادل العبيد عبدالرحيم، مدير المؤسسة التعاونية الوطنية، وبإشراف السيد قائد الفرقة السادسة مشاة.

سونا

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أمريكا تعترف بإسقاط اليمن طائرة MQ9
  • وسام أبوعلي وجراديشار في الهجوم.. تشكيل الأهلي المتوقع أمام طلائع الجيش
  • الجيش الأوكراني: أسقطنا 115 مسيرة أطلقتها روسيا خلال الليل
  • الدفاعات الروسية تدمر 8 مسيرات أوكرانية
  • الدفاعات الجوية تسقط طائرة امريكية في اجواء الحديدة
  • تدمير (7) مركبات قتالية وطائرة مسيرة للمليشيا في محيط الفاشر
  • تحليل لهآرتس عن تحقيقات 7 أكتوبر: حماس تفوقت على الجيش الإسرائيلي
  • الجيش الاوكراني يعترف بتكبده خسائر فادحة في الحرب ضد روسيا
  • المقاتلات الروسية تستهدف مواقع الجيش الأوكراني في زابوروجيه بغارات دقيقة
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟