لوفيغارو: هذا لب الدفاعات الروسية التي هزمت الهجوم الأوكراني المضاد
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
قالت صحيفة لوفيغارو إن توقعات حلفاء أوكرانيا كانت عالية قبل شن الهجوم الأوكراني المضاد، وعندما بدأ هذا الهجوم أخيرا في فبراير/شباط الماضي، سرعان ما اتضح أن محور زاباروجيا هو الأكثر إستراتيجية، لأنه يتيح الوصول إلى بحر آزوف، وحتى الوصول إلى شبه جزيرة القرم، مع قطع خطوط الإمداد الروسية.
غير أن الجيش الروسي الذي تعلّم من إخفاقاته في خاركيف وخيرسون عام 2022، قام بتحصين خط سوروفيكين الممتد على طول نحو ألف كيلومتر وعلى عمق نحو 30 كيلومترا، ونهاية أغسطس/آب 2023، لم يتمكن الجيش الأوكراني مطلقا من اختراق هذه التحصينات بشكل حاسم، حتى إن القائد العام للقوات الأوكرانية فاليري زالوجني اعترف صراحة بأن هجوم قواته وصل إلى "طريق مسدود" في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في مقابلة مع مجلة إيكونوميست البريطانية.
طريق مسدود
وبسبب ثقته في التدريب والمعدات الغربية التي تلقاها، كان زالوجني يتوقع شن مناورة باستخدام الألوية الآلية، وهكذا "يصلون إلى شبه جزيرة القرم ويقاتلون هناك ويعودون" بعد 4 أشهر، ولكن الواقع كان مختلفا على الأرض، إذ واجه جنود الخطوط الأمامية صعوبات بالغة، مما أدى إلى استقرار خط المواجهة، رغم خوف زالوجني من التورط في حرب خنادق تجعل الحرب تستمر لسنوات وترهق الدولة الأوكرانية.
لذلك، غيرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أسلوبها -حسبما تقول الصحيفة الفرنسية في تقرير بقلم أموري كونتانسيه بيرفينكيير- لتركز على استنزاف القوات الروسية، وركزت على استهداف مخزونات الذخيرة والعقد اللوجستية والمركبات المدرعة ذات القيمة المضافة العالية، وذلك بفضل الصواريخ بعيدة المدى التي قدمها لها حلفاؤها أخيرا، وبالتالي انخفض معدل الخسائر حسابيا، لكن المكاسب الإقليمية لم تزدد.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يقرب من 20% من المعدات العسكرية المشاركة في القتال من قبل أوكرانيا تضررت أو دمرت أو استولي عليها خلال الأسبوعين الأولين من الهجوم المضاد مما أثار القلق، وبين أن الرهان التكتيكي الأولي لأوكرانيا كان خاسرا، ولمدة 3 أشهر فشل الجيش الأوكراني في اختراق هذا الدفاع القوي والمجهز بدقة.
أثر الصراع في غزة
ومع أن قوات كييف اخترقت الخط الروسي الأول نهاية أغسطس/آب الماضي، فإنها لم تتمكن من استغلال هذا النجاح، لوجود خطين دفاعيين آخرين خلفه، وبعد ما يقرب من 6 أشهر من بدء الهجوم المضاد، استعاد الجيش الأوكراني نحو 400 كيلومتر مربع فقط، ولم يتقدم سوى 17 كيلومترا، ولا يزال بحر آزوف، وهو الهدف الإستراتيجي الرئيسي لهذه العملية، على بعد نحو 100 كيلومتر، ولا يزال الجيش الروسي يسيطر على معظم مواقعه، بل إن موسكو استعادت زمام المبادرة منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونبهت الصحيفة إلى أن الجبهة لم تشهد أي تطور ملموس منذ أكثر من عام، مما يعني أن الهجوم المضاد الذي طال انتظاره، والذي كان المراقبون يعولون عليه كثيرا، لم يكن له التأثير المطلوب، وقد أعرب الجنرال زالوجني عن تشاؤمه في حديثه لمجلة إيكونوميست.
وقال إنه إذا لم تكن هناك تطورات إيجابية سريعة "فسوف ندرك، عاجلا أو آجلا، أننا ببساطة لا نملك ما يكفي من الرجال للقتال"، لأن المخزون البشري في أوكرانيا ليس كبيرا مثل مخزون عدوها.
وختمت الصحيفة بأن ظهور الصراع في غزة، الذي تركز عليه الاهتمام الدبلوماسي والإعلامي للغرب، أدى إلى تحويل الاهتمام لهذا الصراع، ويتوقع أن يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الآن عدوا أقوى من "الجنرال الشتاء"، وهو عدم الاهتمام بالمعارك التي كلفت حياة مئات الآلاف من الجنود.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لوفيغارو: البرتغال تعتزم استبدال إف-16 وتفكر في خيارات غير أميركية
ذكرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن الحكومة البرتغالية تبحث خيارات متعددة بخصوص تعزيز وتطوير أسطولها من الطائرات المقاتلة، وذلك في سياق جيوسياسي جديد يظهر الحاجة إلى تعزيز قوة الدفاع الأوروبية لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأضافت لوفيغارو في تقرير لها أن البرتغال فتحت المجال أمام التفكير في خيارات متنوعة أميركية (مثل إف-35) وأيضا أوروبية، حيث سيصل أسطولها من طائرات إف-16 إلى نهاية عمره الافتراضي قريبا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة: بريطانيا وفرنسا حثتا كييف على التراجع بعد مشادة ترامبlist 2 of 2كندا ترفع شكوى لمنظمة التجارة بشأن الرسوم الأميركيةend of listوتشرح الصحيفة الفرنسية أن من أبرز الخيارات الأوروبية الحالية أمام البرتغال طائرات الرافال الفرنسية أو مجموعة ساب السويدية، أو مقاتلات يوروفايتر التابعة لشركة إيرباص.
وبحسب لوفيغارو، كان وزير الدفاع البرتغالي المستقيل نونو ميلو قد أكد -في مقالة صحفية هذا الأسبوع- أن بلاده لا يمكن أن تستمر في تجاهل الوقائع الجيوسياسية المستجدة.
تهديدات ترامبوتابع ميلو أن الموقف الأخير للولايات المتحدة الأميركية بخصوص أوروبا وحلف الناتو "يجب أن يجعلنا نفكر في أفضل الخيارات"، وزاد موضحا أن البرتغال يجب أن تفكر في الإنتاج الأوروبي مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج هذه الخيارات على الاقتصاد البرتغالي.
وتوضح لوفيغارو أن اتخاذ مثل هذا القرار الإستراتيجي سيقع على عاتق الحكومة المقبلة، إذ إن الحكومة التي ينتمي إليها ميلو خسرت تصويتا على الثقة في البرلمان الثلاثاء الماضي، وقدمت استقالتها على إثر ذلك، وتتجه البرتغال لإجراء انتخابات جديدة يوم 18 مايو/أيار القادم.
إعلانوألقت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب الضمانات الأمنية الأميركية للاتحاد الأوروبي بظلالها على العلاقات بين ضفتي الأطلسي، فالبعض يرى أن واشنطن لم تعد العمود الفقري لحلف الناتو، الذي ضمن أمن القارة العجوز ودوله الأعضاء لما يقرب من 8 عقود.
وقد ازدادت المخاوف الأوروبية بعد انتقاد ترامب اللاذع للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتهديده بعدم ضمان الدفاع عن حلفاء الناتو ما لم يدفعوا مقابل تلك الحماية، مما دفع قادة أوروبا إلى التفكير بجدية في مستقبلهم الأمني.
قلق كبيروكان ترامب قد تحدث عن فكرة انسحاب الولايات المتحدة من الناتو خلال ولايته الأولى، مما أثار قلقا كبيرا في أوروبا خاصة مع استمرار هذا التهديد حتى اليوم.
وفي حديث سابق مع الجزيرة نت، حذر رئيس مركز الكفاءة للرؤية الإستراتيجية الحكومي الدكتور هينينغ ريكه من أن نهج ترامب قد يؤدي إلى إضعاف التأثير الرادع لحلف شمال الأطلسي، مما قد يشجّع على شن هجمات على الحلفاء.
كما سبق لترامب أن وصف الاتحاد الأوروبي، في ولايته الأولى، بالعدو الذي أُنشئ "لإلحاق الأذى بالولايات المتحدة في مجال التجارة".
وكرر اتهامه أخيرا حيث قال إن الاتحاد الأوروبي أُسّس "من أجل ابتزاز الولايات المتحدة، وهذا هو الغرض منه". وأضاف ساخرا أن الأوروبيين "أبلوا بلاء حسنا في هذا الخصوص".
وما يزيد من حدة قلق الأوروبيين هو التقارب الواضح بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتأكيده أنه من الأفضل لأوروبا أن تدافع عن نفسها.