ورشة تتوارث صناعة الخزف منذ 750 عاما وسط تركيا
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
يواصل التركي شعبان طوبوز العمل في ورشة يبلغ عمرها 750 عاما لصناعة الفخار، في مهنته التي ورثها عن جده بمنطقة أفانوس، الشهيرة باحتضان الصناعات اليدوية بولاية نوشهر وسط تركيا.
بدأ طوبوز (50 عاما)، العمل في الثامنة من عمره بالصلصال في الورشة التي تحمل اسم جده، ولا يزال صانع الفخار الشهير في المنطقة يواصل المهنة التي ورثها عن أجداده، ويعرض أعماله الفنية في المكان التاريخي.
وتتكون الورشة التي تبلغ مساحتها المغلقة حوالي 1000 متر مربع، من هيكل مقوس يشبه قصرا قديما، بالإضافة إلى أقبية منحوتة في الصخر.
وتوفر الورشة للسياح إمكانية متابعة عملية الإنتاج خلال التجوّل في الورشة وغرفها المليئة بالمنتجات.
وينتج طوبوز في ورشته التقليدية نماذج من الخزف والمنتجات الفخارية التي كانت تستخدم في الحضارات القديمة التي عاشت على تراب الأناضول.
ملّاك الورشة يسمحون للسياح بمتابعة عملية صناعة الفخار خلال التجوّل في المكان (الأناضول) ورشة عمرها 750 عامايقول طوبوز، إنه يشكّل الصلصال منذ أن كان طفلا في المرحلة الابتدائية، وإنه "متحمس" لمواصلة مهنته في هذا المبنى التاريخي الذي احتضن مهنة صناعة الفخار منذ قرون، "فقد عملت متدربا وعاملا محترفا لمدة 21 عاما تقريبا في هذه الورشة التقليدية، قبل أن أصبح شريكا فيها بداية من 2002″.
ويضيف، "هذه ورشة احتضنت مهنة صناعة الفخار منذ 750 عاما حتى يومنا هذا، لقد استخدمت على مدى هذه السنوات الطويلة ورشة فخار".
ويشير طوبوز إلى أن "تاريخ صناعة الفخار في أفانوس يمتد لنحو 5 آلاف عام. وفي الوقت الحاضر، نصنع أشكالا مختلفة من خلال استخدام تقنيات جديدة".
ويتابع، "بدأ الفخار في الاختفاء في ستينيات القرن العشرين، عقب انتشار المنتجات البلاستيكية على نطاق واسع. ما دفع والدي للسفر إلى الخارج من أجل إيجاد عمل بديل، لكنه عاد إلى أفانوس مع انتعاش قطاع السياحة في الثمانينيات. عندما تسلّم صديق والدي إدارة ورشة الفخار هنا، بدأت العمل فيها متدربا. وفي وقت لاحق، واصلنا العمل بشكل مشترك".
سياح في ورشة صناعة الفخار يأتون إلى كابادوكيا من جميع البلدان تقريبا (الأناضول)أما عن الورشة نفسها، فيقول طوبوز إن "بعض الأماكن في الورشة عبارة عن منحوتات صخرية طبيعية، وبعضها الآخر من صنع الإنسان. وهناك غرف نعرض فيها منتجاتنا المصنوعة بوسائل تقليدية".
ويشير إلى أنه "لم يجر أي تعديل أو ترميم في أقسام الورشة والأقبية لتفادي الإضرار بالنسيج التاريخي والطبيعي فيها.
المنطقة شهدت زيادة عدد السياح الصينيين مؤخرا ممن يبدون اهتماما كبيرا بالصناعات التقليدية في تركيا (الأناضول) اهتمام سياحي كبير
وحسب طوبوز، فإن الآونة الأخيرة شهدت زيادة "عدد السياح الصينيين الذين يبدون اهتماما كبيرا بالصناعات التقليدية في تركيا".
أما السائحة طوغبه نور إيلكر التي تزور الورشة خلال رحلتها إلى كابادوكيا، فتقول بدورها، إنها "أعجبت أيما إعجاب بالنسيج التاريخي للورشة. هذه المرة الأولى لي في كابادوكيا. لقد رأيت صورا لهذه المنطقة من قبل، لكني شعرت بالانبهار عندما زرتها، في ورشة الفخار، جذبتني المستودعات المحفورة تحت الأرض، والهياكل المقوسة والمنتجات التقليدية الفريدة. أنصح الجميع بزيارة هذا المكان الفريد والاستمتاع بمشاهدة عبق التاريخ".
أما السائح أوغور آغجه، فقال، إنه زار الأماكن التاريخية في أفانوس، بالإضافة إلى المراكز السياحية المختلفة في المنطقة.
وعبر آغجه عن "إعجابه" بمنتجات الفخار والسيراميك الموجودة في الورشة التاريخية، موضحا أنه اشترى بعضا منها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: صناعة الفخار فی الورشة
إقرأ أيضاً:
رئيس المنظمة العربية: ورشة العمل الوطنية دعوة نحو ترسيخ الإيمان بحقوق الإنسان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد علاء شلبي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن ورشة العمل الوطنية بعنوان “دعم تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان” ذات طبيعة خاصة، وذات أهمية بالنظر إلى توقيت الانعقاد الذي يأتي على مقربة أسابيع من عرض ومناقشة تقرير مصر الوطني الرابع أمام آلية الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة في يناير المقبل.
وأضاف خلال كلمته في الورشة، أن الورشة تكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى الشراكة بين المنظمة العربية لحقوق الإنسان وصندوق الأمم المتحدة لدعم تفعيل توصيات الاستعراض الدوري الشامل، وهي شراكة تمثل سابقة بالنظر إلى أنها تؤسس للشراكة بين الصندوق وبين منظمات حقوق الإنسان غير الحكومية.
وتأتي هذه الورشة كفاتحة انطلاق في تفعيل المشروع الإقليمي نحو الحد من عقوبة الإعدام في المنطقة العربية، وتأتي ثانية فعالياته بعقد حلقة نقاش إقليمية عربية يومي 23 – 24 نوفمبر الجاري، والتي يتوقع أن تعقبها العديد من الأحداث خلال العامين المقبلين 2025 – 2026.
وقال شلبي: “إن الدعوة نحو ترسيخ الإيمان بحقوق الإنسان تواجه التحديات يومًا بعد يوم، وصولًا إلى الواقع الأليم الذي نعايشه حاليًا في فلسطين ولبنان وعموم المنطقة، ومستوى الخذلان الذي نواجهه ممن ادعوا وصاية على حقوق الإنسان لعقود طويلة غابرة، لكن رسالة المنظمة العربية لحقوق الإنسان طوال 41 عامًا في الميدان تؤكد على أهمية التراكم الوطني الداخلي، وعلى كون قيم وغايات حقوق الإنسان حجر زاوية جوهري في دعم وصلابة التماسك الوطني”.
وأوضح، أن تجسد هذه الورشة رسالة الأباء المؤسسين للمنظمة العربية لحقوق الإنسان من مختلف البلدان العربية في ديسمبر 1983 في اختيارهم للعاصمة المصرية القاهرة لتكون مقرًا للمنظمة، فلطالما كان رهان أجيال المنظمة المتعاقبة على تأثير مصر المحوري في منطقتها العربية، وقدرتها على قيادة التقدم الحقوقي في منطقتها العربية، وهو ما بدأ يتجلى بصورة بارزة عقب إقرار وتبني الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان 2021 – 2026.
واختم بتوجيه التحية لكل أجيال حركة حقوق الإنسان التي جاهدت واجتهدت وثابرت وتشبثت بالأمل نحو انفراجة حقيقية في معالجة مختلف إشكاليات حقوق الإنسان، واستبعاد ما تبدى من تحديات نحو طرح بعض من القضايا الإشكالية، وصولًا إلى تعميق الإيمان بمحورية حقوق الإنسان في تحقيق الصالح الوطني وترسيخ المواطنة وضمان السلم المجتمعي وتمهيد الأسس لتنمية مستدامة غايتها الإنسان.
والجدير بالذكر، أن المنظمة العربية لحقوق الانسان بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة ورشة العمل الوطنية بعنوان دعم تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان "UN UPR"، والتي يشارك فيها عدد من قادة منظمات حقوق الإنسان غير الحكومية والمشتغلين بالقانون والإعلاميين وممثلين عن السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والمجالس القومية المتخصصة ذات الصلة، وذلك بحضور علاء شلبي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، النائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، النائب محمد عبد العزيز، عضو مجلس النواب، المستشار هاني جورجي، النائب طارق الخولي، عضو مجلس النواب، عصام شيحة، عضو المجلس القومي لحقوق الانسان.