نيويورك تايمز: هل تنجح الإستراتيجية العسكرية لإسرائيل في القضاء على حماس؟
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
يقول تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن إسرائيل تحرز تقدما في السيطرة البرية على غزة، لكنها لم تهزم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو تطلق سراح معظم الرهائن، كما أن الإدانة الدولية للخسائر في صفوف المدنيين آخذة في الازدياد.
ويركز التقرير على الإجابة عن إذا ما كانت الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية ستنجح في القضاء على حماس، مشيرا إلى أنه حتى الآن ليس واضحا أن هذه الإستراتيجية ستنجح.
وأوضح التقرير أن استيلاء الجيش الإسرائيلي على مستشفى الشفاء، أكبر مجمع طبي في غزة، يُعتبر محوريا للإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في قلب الغزو البري، التي تستهدف القضاء على حماس وإطلاق سراح ما يقرب من 240 أسيرا.
"الشفاء" أول اختباروأضاف التقرير أن إسرائيل لطالما اتهمت حماس باستخدام المدنيين دروعا بشرية في قطاع غزة المكتظ بالسكان، وزعمت أن الحركة وضعت منشآت عسكرية تحت الأرض بالقرب من المنازل والمدارس والمساجد والمستشفيات في جميع أنحاء غزة.
وأصبح مجمع الشفاء أول اختبار في هذه الرواية، إذ ادعى الجيش الإسرائيلي أن حماس استخدمت متاهة واسعة من الأنفاق تحت المستشفى كقاعدة، لكن الجيش الإسرائيلي لم يقدم بعد أدلة علنية على وجود هذه الشبكة ولا لمركز القيادة المزعوم لحماس تحت الشفاء، وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة لإظهار أن المستشفى كان هدفا عسكريا حاسما.
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون -يوم الجمعة الماضي- إن تفتيش المستشفى سيستغرق بعض الوقت بسبب خطر مواجهة أعضاء حماس والفخاخ المتفجرة، وإنهم سيضطرون لاستخدام الكلاب والمهندسين القتاليين.
ووفقا لـ3 ضباط إسرائيليين، فإن القوات الإسرائيلية تتقدم ببطء حاليا وتسيطر حاليا على جزء فقط من موقع المستشفى، كما تتجنب دخول ممر عمودي تم اكتشافه هناك.
ويدعي الجيش أن لديه بالفعل دليلا على جزء على الأقل من نفق تحت المستشفى. ويشير مقطع فيديو، قال مسؤول إسرائيلي إنه تم تصويره بواسطة كاميرا تم إنزالها في الممر العمودي من قبل القوات يوم الجمعة واستعرضته صحيفة نيويورك تايمز، إلى أنه نفق من صنع الإنسان، مع ممر واحد -على الأقل- واسع بما يكفي لمرور الناس.
ويبدو أن النفق يبلغ طوله 50 قدما أو أكثر، وفي نهايته باب قال المسؤول إنه محصن لتحمل المتفجرات. ويظهر الفيديو أن الباب يحتوي على كوة صغيرة تسمح، وفقا للمسؤول الإسرائيلي، بإطلاق النار في اتجاه واحد من الجانب الآخر من الباب داخل النفق.
وعلى الرغم من أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال -في بيان مصور- إن إسرائيل "سرعت أنشطتها ضد الأنفاق"، وإن مقاتلي حماس فقدوا السيطرة في الشمال وفروا جنوبا، فإن محللين عسكريين قالوا إن تصريحات غالانت أثارت عديدا من الأسئلة.
صعوبات القضاء على حماسويتساءل المحللون العسكريون عن كيفية القضاء على حماس إذا اندمج مقاتلوها مع بقية السكان وهم يتجهون جنوبا، وعن كم من الوقت يمكن لإسرائيل الاستمرار في إطلاق النار في ظل الضغط الدولي المتزايد لوقفها وتصاعد الخسائر في صفوف المدنيين في غزة.
وقال مسؤولون عسكريون أميركيون إن نظراءهم الإسرائيليين يطلبون منهم توقع مزيد من أسابيع عمليات "التطهير" في الشمال قبل أن تعد إسرائيل مبادرة منفصلة في جنوب غزة، مما يوسع نطاق الهجوم.
ويقول مسؤول إسرائيلي إنه في حين أن قادة حماس ربما كانوا تحت مستشفى الشفاء في بداية الحرب، إلا أن معظمهم أجلوا إلى الجنوب حاليا، ولذلك، سيتعين على إسرائيل إجلاء المدنيين واستهداف كتائب حماس هناك خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، وتوقع المسؤول الإسرائيلي أن يكون هذا الأمر معقدا بسبب فقدان المجتمع الدولي صبره على إسرائيل.
وقال الجنرال كينيث ماكنزي جونيور -قائد متقاعد للقيادة المركزية للجيش الأميركي- إنه لا يزال من غير الواضح عدد كبار قادة حماس الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي، حتى بعد تحويل أجزاء من غزة إلى أنقاض وقتل أكثر من ألف من مقاتلي حماس.
في غضون ذلك، تقول نيويورك تايمز كلما طال أمد الحرب زاد الضغط على الاقتصاد الإسرائيلي، مع انسحاب 360 ألفا من جنود الاحتياط العسكريين من وظائفهم المدنية للقتال. وقال الجنرال ماكنزي "الوقت ليس إلى جانب إسرائيل دوليا أو محليا".
وقال مسؤولون ومحللون إن ذلك يشكل ضغطا على الجيش الإسرائيلي لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بحماس في أسرع وقت ممكن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی القضاء على حماس نیویورک تایمز
إقرأ أيضاً:
مجلس الشيوخ يرفض محاولات منع المبيعات العسكرية لـإسرائيل.. رفض ثلاثة قرارات
صوت مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الأربعاء بأغلبية ساحقة على منع ثلاثة قرارات من شأنها أن توقف نقل بعض الأسلحة الأمريكية إلى "إسرائيل"، والتي قدمها تقدميون قلقون بشأن الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة.
وجاءت جميع الأصوات المؤيدة من الكتلة الديمقراطية، بينما جاءت أصوات "لا" من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، مما يؤكد الانقسام داخل الحزب الديمقراطي للرئيس بايدن بشأن السياسة تجاه حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بحسب وكالة "رويترز".
صوت 79 من أصل مائة عضو في مجلس الشيوخ ضد طرح قرار كان من شأنه أن يمنع بيع قذائف الدبابات لـ"إسرائيل"، بينما وافق عليه 18 عضوًا، بينما عارض 78 إجراءً ثانيًا كان من شأنه أن يوقف شحن قذائف الهاون، بينما أيده 19 عضوًا.
وصوت 80 عضوًا ضد إجراء ثالث كان من شأنه أن يوقف شحنات مجموعات الذخائر الهجومية المباشرة المشتركة (JDAMS)، حيث أيدها 17 عضوًا فقط، وهذه المجموعات تحول القنبلة غير الموجهة القياسية باستخدام زعانف ونظام توجيه GPS إلى سلاح موجه، من صنع شركة بوينغ.
وقدم السيناتور المستقل بيرني ساندرز، الذي يشترك مع الديمقراطيين في التصويت، "قرارات الرفض" وشارك في رعايتها عدد قليل من الديمقراطيين الذين انتقدوا أيضًا معاملة المدنيين في الحرب.
ويعني التقليد الذي دام عقودا من الدعم القوي من الحزبين لـ"إسرائيل" في الكونغرس أن القرارات لم تكن من المرجح أن تمر أبدًا، لكن المؤيدين كانوا يأملون في أن يشجع الدعم الكبير في مجلس الشيوخ حكومة "إسرائيل" وإدارة بايدن على بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين الفلسطينيين.
وقدم ساندرز ما مجموعه ستة قرارات، تغطي حوالي 20 مليار دولار من الأسلحة لـ"إسرائيل"، لكنه طرح ثلاثة فقط للتصويت هذا الأسبوع.
وعارضت إدارة بايدن القرارات، وفي قائمة من 11 نقطة نقاش أرسلت إلى أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، قائلة: إن "توفير المعدات العسكرية لإسرائيل هو استثمار في أمن إسرائيل على المدى الطويل، حيث تواجه تهديدات من إيران وأماكن أخرى، وأن الإدارة تعمل باستمرار لتحسين الظروف في غزة".
وأكد ساندرز أن المساعدات العسكرية لـ"إسرائيل" تنتهك القانون الأمريكي الذي يحظر بيع الأسلحة لمنتهكي حقوق الإنسان، مشيرا إلى العديد من عمليات القتل بين الأطفال وكبار السن الفلسطينيين، متهما "إسرائيل" بعرقلة شحنات المساعدات.
وأضاف ساندرز في خطاب ألقاه في مجلس الشيوخ قبل التصويت: "لقد حان الوقت لإخبار حكومة نتنياهو بأنها لا تستطيع استخدام أموال دافعي الضرائب الأمريكيين والأسلحة الأمريكية في انتهاك للقانون الأمريكي والدولي وقيمنا الأخلاقية".
وقال المعارضون إن توقيت القرارات غير مناسب حيث تواجه "إسرائيل" تهديدات من "الجماعات المسلحة مثل حماس وحزب الله، والعدو اللدود إيران"، بينما قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، في خطاب ألقاه قبل التصويت: "إسرائيل محاطة بأعداء مخصصين لإبادتها".